الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ضرورات التحول الحزبي: التطابق بين القول و الفعل
بولات جان
2010 / 3 / 12التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
كل الشهادات التاريخية على حقيقة الحركة تؤكد دون أدني ريب أن هذه الحركة كانت الأكثر عملاً و نضالاً و أنتاجاً و إبداعاً للقيم و المكتسبات الجديدة على المستوى الوطني و الإقليمي. بالإضافة إلى خلقها لشخصية عصرية مناضلة ووطنية مستعدة للتضحية بكل غالٍ و نفيس لأجل الحرية و الكرامة و السمو. بهدم ركائز الذهنية والأعراف التقليدية السائدة و المتعفنة، تمكنت من إحلال قيم و مُثل جديدة قوامها الحرية و الكرامة و العصرنة و الأممية. كل هذا النضال الذي لا مثيل له و ما تمخضت عنه من نتائج مدهشة كانت ترتكز منذ البداية على القوة الذاتية و الإرادة الحرة للحركة دون التخبط في الأخطاء التي أنغمس فيه الحركات و الأحزاب اليسارية و القومية الأخرى من أخطاء و نظريات و استراتيجيات لم تجلب أية نتيجة تذكر. هنالك الكثير من النقاط و السمات التي تميّز الحركة عن باقي الأحزاب و الحركات الكردستانية و الإقليمية، و حسب الكثير من القناعات، فأن النقطة الأكثر لمعاناً التي تميزها هي تطابق القول و الفعل ضمن الحركة.
كل القيم السامية التي خلقتها الحركة من مكانة القيادة و مرتبة الشهادة و سمو المقاتلين و تضحيات الجماهير تعبرّ بكل وضوح عن أن هذه الحركة الكادحة تفعل أكثر مما تقول وتقول ما فعلته. أي القول للفعل و ليس القول للقول. وكثيراً ما يكون القول دون فائدة، حينها لا مفرّ من العمل الفعّال على أعلى المستويات. و ما العمليات الفدائية التي قام بها قناديل درب الأمة الكردية من الشهداء إلا صورة لهذا الأمر.
ما تم ذكره آنفاً يشكل الإطار العام لمفهوم الحركة و ميزة مهمة من ميزاته الرئيسية. و مع انعكاس القيم العامة في الظروف الخاصة فإنها تتبدل و تتغير لدرجات متفاوتة. و قد يكون هذا التفاوت حسب متطلبات العمل النضالي و ظروف الزمان و المكان و المحيط الاجتماعي، و المهم من كل شيء يتوقف على الشخصيات و الأفراد المعنية بهذا الأمر. فهنالك مناضلين يستأثرون بالفعل و الفعل و الفعل و هنالك آخرين يحبذون الفعل و القول و القول و هنالك آخرين آثروا القول ثم القول ثم القول. بالطبع حسب قيم و متطلبات عملية التحول الحزبي التي نسعى إليها جميعاً تكون معاكسة لها و بعيدة كل البعد عن مميزات الشخصية الثورية. هنالك سببين رئيسين لوجود و ديمومة هذا النموذج من المتكلمين فقط، السبب الأول نابع من شخصياتهم و السبب الثاني و الأهم حسب رأينا هو النموذج الأول، أي النموذج الذي يعمل و يعمل و يعمل. كونه أثناء انغماسه في العمل الكلي يترك فراغاً في ساحة القول، و لنقل النظرية للنموذج الثالث الذي يقتاد على القول فحسب. لكن على الرغم من أن تثبيت كارل ماركس (إنهم يعملون و لكنهم لا يعلمون) ينطبق على النموذج الأول، إلا أنهم نموذج كادح، أصيل، ثوري و مضحي. و كل ثورة و حركة مناضلة تحتضن الألوف من أمثال هذا النموذج. لولا النموذج المتكلم فحسب، لكان النموذج العامل فحسب هو نموذج مثالي لكل ثورة و خاصة ضمن حركتنا.
هكذا فإن النموذج الذي يقول و يفعل، يفعل و يقول هو النموذج الأمثل لحركة كحركتنا السياسية و العسكرية و التنظيمية الملتزمة بالمركزية الديمقراطية. لذا فإن من إحدى المتطلبات الرئيسة لإجراء التحول الحزبي في الشخصية المناضلة هو المعرفة الإيديولوجية بجانب الفعل العملياتي الثوري. حينها سيكون من السهولة بمكان معرفة الشخصية النضالية الحقيقية من التقليدية. حيث لم تأتي هباءً الجملة التي نرددها كثيراً في وسطنا الثوري: " لا تنظر إلى قوله بل إلى فعله". و لكي تكتمل هذه المعادلة و تجد التوازن المطلوب فهنالك جملة أخرى كنا قد أوردناها في الحلقة الأولى من هذه السلسلة و هي تثبيت جوهري للقائد، ما معناه" الذي لا يكون فكره معنا فلن يكون عمله أيضاً معنا". هذا التثبيت يؤكد ضرورة النقاء النظري في الفكر و القول ضمن الثورة.
نستنتج مما ورد بأن الفعل و الفعل و الفعل فحسب، على الرغم من أنه يمثل كثيراً من الجوانب الايجابية إلا أنه يحمل النقيصة في العديد من جوانبه. أما القول و القول و القول، فهو ليس ثرثرة و تخبط كلامي فحسب، بل مرض تنظيمي و عاهة طفيلية مضرة و يجب محاربتها بكل السبل الثورية. أما النموذج الأمثل فهو التوازن و الاعتدال ما بين القول و الفعل و بالعكس.
يكتسب خاصية التطابق بين القول و الفعل بالتجربة و اكتساب الخبرة من الرواد و أصحاب الخبرة و من إحدى هذه السبل كما يقول القائد " فإن كانت لهم نواقص نظرية يمكنهم الانزواء للقراءة لتجاوز ذلك... وانأ أيضاً، بهذه الظروف، أقرأ كل يوم لأجل تطوير ذاتي." و من ثم يأتي دور تطبيق ما تعلمنها في الحياة العملية و بذل الجهود ضمن الحركة. فمن البديهي تقبّل الشخصيات الكادحة و العاملة ضمنها، كونها- حركة للكدح. و ما القول للقول فقط و الديموغاجية إلا انحرافاً إيديولوجياً مقيتاً.
بهذا الصدد يقول القائد: " لا يمكن ملاحظة قروي ارتقى إلى مصاف أرباب العمل إلا بنهب الكدح. ولا يوجد ديماغوجي أحرز نصراً عسكرياً أو اكتسب قوة سياسية ما لم يخدع الناس بشكل فظ. فالنجاح هنا يكمن في سرقة الأول وخداع الثاني للناس. النهابون يسرقون ويعيثون ويصولون، ويصبحون من كبار الرجال. أما الديماغوجيون فينوّمون الناس بالأكاذيب والخدع، و لربما يصبحون بذلك ديكتاتوريين. وكثيراً ما نرى هذه الأمثلة في عالمنا. وفي داخلنا أيضاً ثمة من يريدون البروز بذلك كل يوم. لكنني أقول بصراحة، لا يمكن العثور في طرازنا القيادي على محاولة سرقة الجهود أو خداع الغير بالثرثرة السفسطائية. كلا! لا يمكن ملاحظة السلوكين قط لدينا."
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشرطة الكورية الجنوبية تمنع مسيرة احتجاجية تطالب باستقالة ا
.. فرنسا: هل يتحالف اليمين واليسار لأول مرة لإسقاط حكومة ميشال
.. Débat autour de l-industrie avec Abdeslam Seddiki et Ryad Me
.. Mohammed Benmoussa sur Le Debrief : tout ce qu’il faut savoi
.. سوليفان ينفي نية أميركا إعادة أسلحة نووية لأوكرانيا كانت تخل