الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تبتئس ..نجحنا في ترسيخ الفردانية والطائفية

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 3 / 12
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


نقر أن مظاهر الديمقراطية قد نجحت في العراق ،وأن العملية السياسية هي الأخرى تواصلت ،ولكن الحقيقة لم نشاهد مكننة ألكترونية من قبل مفوضية الانتخابات ولا حتى الحكومة غير المهتمة بتطوير أداء وزاراتها ومؤسسات الدولة ،وهذه ضالعة في الفساد الورقي وعدم انتهاجها منهجا علميا يزودنا بإحصائيات دقيقة عن واقع مؤشرات ما يجري في السلطتين التنفيذية والتشريعية عدى السلطة القضائية المستقلة. إن النظام الديمقراطي يعني الرقابة والمعارضة وحرية الاعلام ،وبإنعدام الارقام ضاعت المليارات وحرمنا من استخدام أفضل ومتسارع لعجلة تنمية الوطن والمواطن.
نعم نجحنا في التصويت في صناديق الاقتراع ،لكنها لم تكن حرة و لازالت بدائية،تخضع للعقلية الفردية ،مثلما كنا مخطئين في كل مراحل تاريخيا،بمعنى عدم ضلوعنا في تسيس المجتمع وفق برامج تصاعية إنمائية،وبخطوات مدروسة للنهوض من كبوة التخلف والتراجع،على أننا نلمس تهافتا من شخصيات المفترض انها تعي مرحلة بناء دولة لا السعي الحثيث تجاه الاستحواذ على السلطة،فلم تفرز هذه المرحلة بنية سياسية لخارطة وطنية هدفها واضح،وإنما سلكت القوائم طرق عرجاء ،قاصرة ،مفتقدة روح وحدة القياس فيما رفعت من شعارات،وبهذا فقدنا عامل حسم ومحاسبة الكتل والاحزاب والقوائم المؤتلفة،فما زال الطريق غير معبد وليس هنا أمل في الخلاص من الطائفية العنصر الثاني لفشلنا ،الذي خطته أيد فضلت مصالحها الشخصية على مصلحة علاج امراض العراق المزمنة،ومن هنا تحوم الشكوك بشأن انبثاق حكومة غير متسولة من الطائفية والديمقراطية التوافقية المرة التي نعدها خطيئة تعمد بارتكابها الطائفيون،لبسط نفوذهم،وإبعاد الشعب والمواطنيين عن مركز إدارة شؤون الدولة المدنية الحديثة في العراق الجديد،ومن الطبيعي أن يعمد هؤلاء إلى هذا النمط فعقولهم الاستبدادية نابعة من مراحل تاريخ العبودية والاقطاع السياسي لا تدرك حجم الموت الذي يتعرض له شعبنا كلما تأخرنا عن رسم سياسات اقتصادية وتربوية وصحية واحدثنا ثورة في الاسكان واستخراج المعادن من أرضنا المعطاء واستصلحنا أراضينا الزراعية المتروكة وطورنا الزراعة ،هنا تتفاقم المعاناة ،وهذا ما تريده وتسعي إليه دول الجوار في عدم نشوء تطور في البنيتين الفوقية والتحتية،بسبب أن ذلك لو حصل سيجعل العراق كمنوال يحتذى به،ليهدد منظمة القمع والتعسف الجارية بحق شعوب منطقتنا.
نعم نجحنا بالذهاب إلى عرس الديمقراطية لكننا لم نحسن صناعة معالم دولة حديثة
فالرجال والنسوة،ما يزالون خاضعين لقوائمهم وائتلافاتهم ،وهذه قبضة حديدية،تعيق حرية القرار بالنسبة لأي برلماني مقبل،فما الذي صنعنا ؟
نعم مارسنا حقنا التاريخي الذي انتزعناه من مخالب حكامنا لاختيارهم ،لكننا عدنا كما عادت حليمة لعادتها القديمة،فالحكومة المفسدة لبعض وزرائها ،ارتكبنا خطأ تجديد التحبير لها من دون محاسبتها على أفعالها المشينة وما موضوع الفكة والتعويضات للكويت ،والمشاكل مع السعودية وسوريا والمحيط العربي،إلا شواهد فشل سياسي غير حيادي.
نعم أقمنا كرنفالا لا نظير له في المنطقة،ولكن هل حلت مشاكلنا الاقتصادية،وهل قضينا على البطالة،نعتقد ان هناك ترابط بين الذهاب إلى صناديق الاقتراع وبين اشباع حاجاتنا،وماذا عن أزمة المياه مع الجارتين تركيا وإيران اللتان عمدتا لتصحير أراضينا،ناهيك عن السياسة الحمقاء في فتح الاستيراد على مصراعية.
وماذا عن حرية المرأة،نعم نجحنا في فرض الكوتا النسوية،ولكن هل نشط القطاع النسوي في الوصول إلى التحرير الكامل أم أن دستورنا الدائم المصوت عليه نص على انها قاصر حالها حال الأطفال.
إن السعي إلى إقامة دولة دستورية مدنية يجري في ظل حياة سياسية وليس قبائل ومؤسسات طائفية ما قبل نشوء مفهوم الدولة الحديثة،والحياة السياسية مبنية على العلاقة بين الفرد والدولة التي ترعى شؤون المواطنيين من دون التفرقة بينهم على أساس العرق او الدين أو اللون او الجنس،ذلك هو نموذج من الواجب مراعاته،ولكن ما حصل ،أننا تراجعنا كثيرا وتخلينا عن حرياتنا،وهو أمر له عواقب خطيرة جدا،سنتعرض لها،وهي في ذات الوقت تؤخر خروجنا من البند السابع وربما تفتح الأبواب لمصاعب جمة لا تحمد عقباها بسبب ترك العراق من دون ساند
وهو ما زال فتيا،وتجربة سبع سنوات بائسة لا تجعلنا متفائلين على مستقبلنا.
نعم نجحنا في ظرف ومرحلة صعبة،ونهنى شعبنا بهذا العرس،لكننا كنا نطمح أن تشع الشمس على المفسدين وعلى الظلاميين ،لنعيش في ظلال عصر التنوير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل