الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختصرات في الماركسية 20

فواز فرحان

2010 / 3 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الإشتراكية ..

ليست الإشتراكية مدنية تقنية تتلهف للقيام بأعمال ماديّة رائعة دون أن تعبأ بالإنسان ، كما يدّعي المفكرون البرجوازيون ، وذلك لأن الإنسان في تمام تفتّحهِ هو مركز الإشتراكية وليس لجميع الأعمال المادية من هدف سوى سد حاجات المجتمع على أكمل وجه ، كحاجتهِ الى المعرفة والثقافة وحاجاتهِ الى العيش الكريم أي العناصر المختلفة لحياة سعيدة ..
فالإشتراكية .. هي تحقيق النزعة الإنسانية

4 _ الشروط الذاتية للإنتقال الى الإشتراكية ونموّها ..

لا تجعلنا الماركسية نعرف علميّاً فقط الشروط الموضوعية للإشتراكية ونموّها ، بل تُعرّفنا أيضاً على الشروط الذاتية التي تتعلق بتأثير الناس في التاريخ تأثيراً واعياً ...
فنحن نعلم أن الطبقة الرأسمالية تعترض بكل الوسائل فعل قانون الترابط الضروري ، وانها تحاول إنقاذ طريقتها في الإنتاج بفضل عمل الدولة ، وأنه لا يمكن إزالة هذا السد الذي تقيمه أمام التقدم إلاّ بعمل البروليتاريا الواعي وحلفائها ..

(( أول شرط لبناء الإشتراكية هو أن تُكوّن البروليتاريا لنفسها حزباً ثوريّاً حقاً ، بعد أن إتحدت مصالحها مع مصالح الأمة )) ..

الى ماذا يؤدّي هذا العمل الجماهيري الثوري ؟؟

الجواب ..

الى تحطيم الحاجز الوحيد الذي يختبئ وراءهُ الرأسماليون ، ألا وهو الدولة البرجوازية ، وتنظيم سلطة جديدة للدولة تستطيع القضاء على ملكية وسائل الإنتاج الخاصة ، وهذهِ السلطة الجديدة هي دكتاتورية البروليتاريا ..

لقد عبّرَ ماركس بوضوح عن مهمة دكتاتورية البروليتاريا الأساسية ..
(( المرحلة التاريخية التي تقوم فيها دكتاتورية البروليتاريا هي مرحلة يبلغ فيها النضال الطبقي أقصاه ، إذ يستمر النضال ضد بقايا الطبقات الزائلة وضد محاولات البرجوازية لإعادة الرأسمالية بعد مضئ زمن طويل على قضاء الإشتراكية على التناقضات الإقتصادية ، حتى تنتصر الشيوعية في معظم أجزاء الكرة الأرضية )) ..

ــ وليست دكتاتورية البروليتاريا غاية نضال الطبقات ، بل هي إستمرار له في صورة جديدة ، لأن دكتاتورية البروليتاريا هي نضال البروليتاريا الطبقي المنتصرة بعد أن إستولت على الحكم السيّاسي ..

كتب لينين يقول ..
(( من يعترف فقط بنضال الطبقات لم يصبح بعد ماركسيّاً ، إذ لم يكن يخرج بعد من نطاق التفكير البرجوازي والسيّاسة البرجوازية ، لهذا قِصْرْ الماركسيّة على عقيدة نضال الطبقات هو تشويه لها ، والماركسي هو الذي يعترف بنضال الطبقات وبدكتاتورية البروليتاريا )) ..

كما أضاف لينين ..
(( إن السبب الرئيسي لعدم فهم الإشتراكيون لدكتاتورية البروليتاريا هو أنهم يذهبون حتى النهاية مع فكرة النضال الطبقي .. دكتاتورية البروليتاريا ... هي
سيطرة العمال على السلطة ، على الرأسماليين ومختلف فئات المستغِلين والمهرّبين والمقامرين الذين يعيشون على فساد الرأسمالية ويدعمون سلطتها كدولة )) ..

ولا يمكن لهذهِ السيطرة أن تقوم وتستمر وتتوطد إلاّ بفضل عمل الجماهير الكادحة الواعي المنظم ، وبفضل نشاطها السياسي ومبادرتها المبدعة ، وتحطم الجماهير المتحرّكة النزعة البيروقراطية التي فُرِضت عليها من عُلى ، وتقيم مكانها إدارة من نوع جديد تشرف عليها بنفسها تحت أنظار الشعب ...
ليست دكتاتورية البروليتاريا وسيلة فقط للسيطرة ، بل هي أيضاً وسيلة للتحالف مع الفلاحين العمال والطبقة الوسطى ، فهي ضرورية لتوجيه حلفائها في الطريق الذي يتفق والمصلحة القومية ، ولما كانت دكتاتورية البروليتاريا هي سيطرة الأكثرية على الأقلية ، فهي تعني الديمقراطية بالنسبة للعمال والجماهير ، لأنها نهاية النيّر السياسي الذي تفرضه البرجوازية بديمقراطيتها الكارتونية على الجماهير ...

ــ هكذا يتمتع الشعب لأول مرّة بديمقراطية هي ديمقراطيّتهِ ، وتُقبِل ملايين الناس لأول مرة على حياة إنسانية ، فهي تهب حياة واعية نشيطة لهذهِ الجماهير الشعبية التي سُدّت في وجهها جميع السُبل ..

شكل الدولة في عهد دكتاتورية البروليتاريا ..

ولما كانت الدولة التي تقوم بوظيفة دكتاتورية البروليتاريا لا تعتمد فقط على قوة خاصة للضغط ، بل على قوة غالبية الشعب العامة فقد تغيّر بهذا طابعها .. فهي دولة من نوع جديد ، لهذا فإن تقوية هذه الدولة المستمر الذي لا مفر منه طالما ان البرجوازية لم تقهر ولم يُقضى عليها كطبقة في العالم أجمع يعني قبل أي شئ تقوية نشاط الشعب السيّاسي الواعي ، لهذا كانت تقوية دكتاتورية البروليتاريا هي في نفس الوقت إضمحلال حقيقي لعالم الدولة التقليدية ، لأن مسلك الشرطة الشعبية وعلاقتها مع جماهير الشعب لا تقارن بمسلك شرطة الدولة البرجوازية البوليسية ، كما لا يشبه مسلك جيش شعبي مسلك جيش إستعماري ...

مهمة الدولة السوفيتية التي تعتمد على نشاط جماهير الشعب الواعي ضخمة في بناء الإشتراكية ، والسلطة الجديدة شرط ذاتي ضروري لبناء علاقات إنتاج جديدة ، ذلك لأن سلطة البروليتاريا لها ميزة خاصة بها ، وهي أنها تسبق تاريخياً أساسها الإقتصادي ، لهذا كان عليها أن توجد أساسها الخاص بها ..
ــ تهتم الدولة نفسها بالثورة الثقافية ، وإذاعة الأفكار والعلم التقدميّين بين الشعب ، وإنتصار الأفكار الإشتراكية على الأفكار البرجوازية ، وذلك حسب تعاليم المادية الجدلية حول مهمة الأفكار في الحياة الإجتماعية ..
بينما أوجد تحول علاقات الإنتاج الظروف لظهور وعي جديد في الجماهير ، وذلك بإزالة الأسس الموضوعية للأفكار البرجوازية وهي ملكية وسائل الإنتاج الخاصة ..

لهذا ...
لم يوجد الوعي الإشتراكي الجديد من العدم ومهمة الدولة هي التوفيق بقدر الإمكان بين وعي الجماهير بين الظروف الجديدة الموضوعية الإشتراكية .. وأن تساعد على ظهور صور جديدة من الوعي تتفق والمحتوى الجديد ، وكذلك يجب دفع الوعي الإشتراكي الى الأمام في نفس الوقت بفضل معرفة قوانين المجتمع ، حتى تستطيع معرفة سير النمو والتعجيل في النمو الإقتصادي وذلك بتأثيرها بدورها في الشروط الموضوعية ...

وهكذا نرى ..

أن الشروط الموضوعية والشروط الذاتية في المجتمع الإشتراكي لا تتناقض بل تؤثر إحداهما بالأخرى تأثيراً متبادلاً ..
يتضح أخيراً أن ..
جميع المهمّات الملقات على عاتق الدولة الإشتراكية لم يمكن تحقيقها منذ الفوز بدكتاتورية البروليتاريا حتى الثورة الثقافية لو أن الطبقة العاملة وحلفائها لم يكن على رأسها جماعة واعية منظمة ( أي حزب سيّاسي ) مرتبط بالجماهير ومُسلح بالماركسية عن المجتمعات وهو الحزب الشيوعي ...

الخلاصة ...

ــ القانون الإقتصادي الأساسي للإشتراكية هو قانون موضوعي ..
لأن سد رغبات الجماهير المادية والثقافية الى أقصى حد ، ليس ثمرة إختيار حكومي بحت ، بل نتيجة ضرورية لإشتراكية وسائل الإنتاج ..
ــ الحقيقة هي أن الرأسمالية بإستغلالها وتشويهها للعمال جسدياً وفكرياً تقضي على عالم من المصالح الروحية ، والمطامح والطاقات الإنسانية وتجعل من العامل تابعاً للآلة ، وتشوّه فرديّتهِ الجسدية والأخلاقية وتستعبدهُ في العمل تحت ظل نظام يقوم على الإضطهاد والبطالة والمجاعة ...
ــ أما في الإشتراكية .. فإن إرتفاع قيمة الفرد ونمو طاقاته ومواهبهِ الخلاقة يشترط إرتفاع طاقات الجماهير نفسها ..
ــ لقد برهن لنا قانون الإشتراكية الأساسي على مهمة التقنيّة التقدميّة ، كما أشارت دراسة شروط الإشتراكية الذاتية الى أهميّة الوعي الإشتراكي الذي هو قوة هائلة نشيطة للمجتمع الجديد ..
ــ يجب أن ندرك أن دراسة الإشتراكية تنمي شخصية العامل من جميع جوانبها ، فتجعل منه عاملاً متخصّصاً تقنيّاً ، مثقفاً ، وتجعل منه إنساناً إجتماعيّاً يملك معرفة واسعة عميقة لمشاكل المجتمع ، فهو إذاً بناء واع لحياة جديدة ..

الإشتراكية ...
هي حكم الجماهير الشعبية ، هذهِ الجماهير التي تستطيع صناعة التاريخ ، لأنها الوحيدة التي تستطيع القضاء على سلطة رأس المال ..

ملخص اصول الفلسفة الماركسية
جورج بوليتزر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي