الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكذبة وتكذيبها

هشام نفاع

2010 / 3 / 12
القضية الفلسطينية



تتربع في صدر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية "مادة تحليلية" تتحدث عن "الخطوة (الإسرائيلية) الدراماتيكية المتمثلة في تعليق بناء البيوت السكنية في الضفة الغربية لمدة 10 شهور"، ثم تخلص الى القول إنه "بعد أن اتخذت إسرائيل مثل هذه الخطوة الهامة نحو السلام، فإن الوقت قد حان ليرد الفلسطينيون بالمثل".
واضح أن عمْر هذه الكذبة الرسمية، كغيرها، قصير. لكن الطريف في الأمر أن تنتهي بتكذيب رسمي اسرائيلي. فقد جاءت "الداخلية"، شقيقة "الخارجية"، لتعلن عمليًا: نحن حكومة كذّابة. وحتى تتمّ الفرحة، فقد تم إصدار اعلان الكذب خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مخطط لبناء 1,600 وحدة سكنية في القدس الشرقية المحتلة.. الكذبة إسرائيلية، وتكذيبها أيضًا.



في تجاوز للتكتيك الاعلامي الاسرائيلي اللاحق، والمؤلف من تبرير وتوضيح وتنويه وتصحيح والى آخره، هناك جديد في الأفق. فرغم جميع محاولات المؤسسة الاسرائيلية تصوير القدس "عاصمة أبدية" و"لن يُعاد تقسيمها"، يتضح أكثر فأكثر أن المشروع يتقوّض. ليس لأن الموقف الشعبي الوطني الفلسطيني يقاومه بحزم، فحسب، بل لأن "المجتمع الدولي" صار أقلّ تأتأة في هذا الشأن. بكثير من الانضباط، يجب الانتباه الى التوبيخات الأمريكية لإسرائيل على تلك الخلفية، واضطرار الأخيرة الى تقديم تفسيرات وليس، كما في السابق، ترديد بضاعة "القدس موحدة وأبدية" وهلمجرًا.
هذا الأسبوع مثلا، متّعنا الوزير بنيامبن بن اليعيزر وهو يتحدث الى إذاعة اسرائيل الرسمية بلهجة يطير منها الشرر عن ضرورة الحذر في القدس، الى درجة الاعلان أنه يجب "عدم التسلل" الى الشيخ جرّاح وسائر الأحياء العربية في المدينة المحتلة. لا بل قال ردًّا على سؤال: "طبعًا أنا مع تقسيم القدس"! وهو قول صادر عن حكومة سيئة الموقف والأداء والسمعة من حيث الانغلاق والتشدّد.
السؤال الأهمّ في هذا السياق هو سؤال فلسطيني: الى أية درجة سينجح الطرف الفلسطيني الرسمي (طرف أم أطراف؟!) في الجمع بين الثبات والحنكة لغرض تعميق أزمة اسرائيل بوصفها صاحبة مشروع الاحتلال؟ فهناك قرار بالدخول في مفاوضات غير مباشرة، ومن الضروري عدم السماح لاسرائيل الرسمية باستغلال الموقف للظهور بصورة الجانح الى السلام، فيما هي تواصل مشاريع الضم والنهب على الأرض "تحت جُنح التفاوض".. وكلمة أخيرة سنظلّ نرددها بقوّة: متى سيخرج الفلسطيني الرسمي من حالة الانفصام ويعود طرفًا فلسطينيًا موحّدًا رغم الاختلاف؟ فهذا شأن مرتبط بقضية تحرير القدس بشدّة، أليس كذلك؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا