الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقفون المصريون .. وفرص التغيير

هويدا صالح

2010 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


حين وصل د. محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مطار القاهرة فى الثامن عشر من فبراير الماضى قادماً من فيينا، كان في استقباله وجوه جديدة تماما على المشهد السياسي المصري، وقد خلا الاستقبال من أى رمز أو كادر حزبى معروف، كما خلا من قيادات الإخوان ، وحتى حينما ذهب الصحفى محمد عبدالقدوس، والذي يحسب بشكل أو بآخر على الإخوان المسلمين ،أسرع الإخوان على التأكيد أن محمد عبد القدوس يمثل نفسه فقط . وليست هذه هي المرة الأولى التي يتخلف فيها الإخوان عن عمد وقصد عن المشاركة في فعاليات أو نشاطات ترجح كفة قوى التغيير في مصر ،فقد سبق لهم وقاطعوا تماما حركة 6 إبريل والإضراب التي دعت له الحركة في تلك الفترة ، وكأن الإخوان يرسلون رسائل واضحة للنظام أنهم لا يلعبون مع أحد غيره ، وهذا الغرام الخفي بين النظام المصري والإخوان المسلمين يجعلنا نتسائل عن مصداقية ما يدعيه الإخوان أنهم قوى وطنية ،وأنهم يعملون من أجل مصلحة الوطن مثلهمفي ذلك مثل بقية أبناء هذا الوطن .
وقد كان البرادعي قد حسم أمره منذ البداية أنه لا يراهن كثيرا على الأحزاب السياسية في مصر ، وأنه يراهن على القاعدة الشعبية من الناس .
وقد ظهرت أصوات كثيرة تعلن تحفظها على دعم البرادعي لأنه كما يقولون ليس لديه أجندة سياسية وانتخابية واضحة ، وهنا أتساءل من في مصر لديه رؤية سياسية وأجندة واضحة ليراهن عليه الناس بدلا منه ؟
لقد حاول البرادعي في لقاءاته الإعلامية والمباشرة أن يوضح للناس معالم وخيوط أجندته التي يرى بحسب قوله : أنه لم يحن الوقت بعد ليعلنها . لقد فصّل الكلام في كل ما يواجه مصر من مشكلات في التعليم والصحة والدخل القومي ودخل الفرد والمجتمع المدني . أعلنها صريحة أنه يؤيد دولة مدنية قائمة على العلم ،لا دخل للهويات الدينية والطائفية فيها . أعلن أنه يتمنى أن يستهنض قوى الشعب الروحية ،حتى يبني مصر القوية ، حتى نرى ثانية الأمة المصرية ونجلو عن وجهها كل ما طله من غبار في العقود الماضية .

والمثير للجدل والدهشة ما أعلنه حزب التجمع في بيان شديد اللهجة وصف تصريحات البرادعى فيما يخص الترشح للرئاسة وتغيير الدستور بغير المتقنة، حيث جاء فى البيان الذى حمل عنوان "نحن والدكتور البردعى" أن المناخ العام لن يفرز دستوراً قادرا على الإنطلاق بمصر إلى الأمام، وذلك مع افتقاد انتخابات شفافة مجتمعية تضع الدستور الجديد، ومع وجود تيارات متطرفة فى مواقع هامة، ولعل المعركة المثارة حول حق المرأة فى تولى القضاء خير دليل على ذلك. وأضاف البيان: ويرى التجمع أن فكرة ترشيح‮ "‬كل من يريد‮" ‬لرئاسة الجمهورية هى فكرة خيالية بل‮ "‬غير ديمقراطية‮" ‬لأن ترشيح مليون شخص لمقعد واحد لن يسمح بانتخابات حقيقية ولا باختيار حقيقى‮.‬
‮وقد اتهمت الأحزاب السياسية في مصر البرادعي بأنه لم يعلن عن مواقفه من قضايا محورية للوطن مثل سياسات توزيع الدخل القومي ومكافحة الفقر ومجانية التعليم والعلاج الصحى وحقوق الأقباط والمرأة والفساد،‮ ‬وغيرها من القضايا التى تشكل الاهتمام الحقيقي للجماهير والمصالح الأساسية للوطن،‮ ‬رغم أنه قال وفي كل لقاءاته أنه يسعى للتغيير وأشار وبشكل واضح إلى مشاكل مصر وأهمية القضاء على الفساد والفقر وأن هذا الشعب يستحق حياة كريمة كما أكد على الدولة المدنية وحقوق المرأة والأقليات .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما موقف المثقفين من الرجل?
هل سيظل المثقفون بعيدين عن أي محاولات للتغيير والحراك السياسي ، ويتركون الفرصة التي قد تكون جيدة في إحداث تغيير في مجتمع ظل لفترات طويلة يخضع للحزب الواحد والقطب الواحد دون أن يسمح بأي تعددية ؟
هل سيتركون الفرصة التي ربما تمكنهم من إقامة دولة مدنية يكون للمثقف فيها دور وفعالية بعد أن هُمش من قبل النظام الحالي حتى تقوقع على ذاته ولم يعد له دور في أي شئ ؟
وإذا كان المثقفون لديهم اعتراضات ما على البرادعي هل من بديل يمكن طرحه لينافس بشفافية وقوة مرشح النظام أيا كان ؟
هويدا صالح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نريد مقالا عن المثقفين والحجاب
النيل نجاشي ( 2010 / 3 / 13 - 16:52 )
من قبل قراءة مقالك هو ممتاز ولكن بدون صورتك بالحجاب


2 - المعارضة ركن من أركان النظام
صلاح محسن ( 2010 / 3 / 13 - 17:03 )
المعاضة تلعب مع النظام . ولها مصالح معه


3 - النظام الحاكم يحتاج الي معارضة لزوم البريستيج
صلاح محسن ( 2010 / 3 / 13 - 17:06 )
وقد صنع لنفسه معارضة . ويرسم لها أدوارها وحدود حركتها

اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط