الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنطق الثنائي وحملات الانتخابات الاعلامية.

علي ماضي

2010 / 3 / 13
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق




أثناء متابعتي للناخبين واستطلاع آراءهم تبين أن نسبة الذين أثرت عليهم الملصقات أو المناظرات التلفزيونية لا تتجاوز نسبة 100000:1،فتوجهات الناخبين كانت محسومة مسبقا ، والذي اثر فعلا على قناعات الناخب ،الانقسام الذي نتج عن الطبيعة البدائية للمنطق الذي يفكر به المجتمع العراقي والذي يمتاز بكونه منطق ثنائي ، مبني على تقسيم القضايا التي يتعاطها إلى شطرين مطلقين مثل: خير أو شر ،ذكر أو أنثى فهو لا يؤمن بالتفاوت النسبي الموجود بين طرفي أي قضية ، فالإنسان وفقا لهذا المنطق لا يمكن أن يكون صالحا في مواقف وشريرا في مواقف أخرى ، لان في ذلك اجتماع للنقيضين وهو من المستحيلات وفقا لقواعد المنطق الثنائي ،ويمكن ان نسميه منطق الأبيض والأسود، فالمجتمعات التي تتبناه، مصابة بعمى منطقي يشابه عمى الألوان،فكما إن المصاب بعمى الألوان محروم من التدرج اللوني الرائع المحصور بين اللونين الأبيض والأسود ،فالمصاب بالعمى المنطقي محروم من رؤية التفاوت الرائع الذي يقع بين طرفي اي قضية .
لذلك عمد صانعوا الحملات الإعلامية ، ومحاكاة لهذا المنطق إلى إثارة قضية بعثي أو غير بعثي في المناطق ذات الغالبية الشيعية،أما في المناطق ذات الغالبية السنية أثاروا قضية عربي أو إيراني، فأصحاب التصنيف الأول يرون أن كل بعثي سيء ،و لا يوجد بعثي صالح ( لاستحالة اجتماع للنقيضين)،واخذوا يخوفون الناس بالبعث كما كانت جداتنا يُخوفن أحفادهن بالسعلاة والطنطل،ونفس الوصف ينطبق على الطرف الثاني بدليل ان جماعة ابو ريشة منعوا الهايس من دخول الانبار لاشتراكه في قائمة الائتلاف الوطني (الشيعي)وكأن أصحابها رجس من عمل الشيطان، وكذلك كان التقسيم في مناطق كردستان ، ففي المقابلة التي أجرتها العربية لمرشحين احدهما من التحالف الكردستاني والأخر من قائمة تغيير خاطب مرشح التحالف الكردستاني نظيره بالقول :( نحن حزبان كرديان حاربنا صدام والبعث فان لم تكن مع احد الحزبين فأنت مع من!) لاحظ كيف قسم القضية إلى منطق ثنائي (أما مع الاتحاد، أو مع صدام والبعث)،وهذا يقودنا إلى ان السواد الأعظم للناخبين لم يأخذوا برامج الكيانات بنظر الاعتبار،ولم يستفيدوا من ميزة القائمة المفتوحة،بل صوتوا وكأن القائمة مغلقة،لأن حساباتهم بُنيت على الخيارات الثنائية، التي أشرت اليها .
وهنا لا بدَ من أثارت تساؤل مهم: هل هناك تطور في وعي الناخب نسبة إلى التجارب الانتخابية السابقة؟أنا أرى أن هناك تطور نسبي يكمن في انتقال الوعي الجمعي من العنصرية الطائفية إلى عنصرية مادية يمكن أقناع الآخر بالتخلي عنها،وهذه خطوة مهمة يخطوها مجتمعنا باتجاه التخلص من العنصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال