الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية خيار الشعب العراقي

حسين علي الحمداني

2010 / 3 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شهدت الساحة الانتخابية العراقية ولادة متكاثرة لأحزاب وتيارات وتجمعات وتكتلات متفاوتة الأحجام والدور والأهمية والأيديولوجية ومنها رفعت شعار المستقلة، بالإضافة إلى القديم منها والمعروف لدى الشعب العراقي سواء كانت أحزاب دينية أو علمانية . وهذه ظاهرة صحية لأنها تمثل ظاهرة بشرية وشكل من إشكال تطور ورقي الحياة السياسية والنيابية في العراق الجديد ورفع مستواها، وهذا ما لم يفهمه الكثير من الناس الذين صدموا بكثرتها وأعداد المرشحين وتصور هؤلاء إننا ربما نعيش ((تضخم في النظم الحزبية)). وتناسوا إننا مجتمع يسعى للتطور عبر ولوجه النظم الديمقراطية التي تؤمن بما تفرزه صناديق الاقتراع وبالتالي فان المحصلة الأولية لنتائج الانتخابات العراقية تمثلث بانتصار الخيار الديمقراطي على كل الخيارات التي كانت مطروحة على الساحة العراقية منذ2004 وحتى قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة بما فيها خيارات العنف ووسائله الدموية ، إذ آمن الجميع بأن الاحتكام لصناديق الاقتراع هو الطريق الصحيح والسليم. والملاحظ ان العقلية العراقية سواء أحزاب أو ناخبون تجاوزوا الانقسامات والتكتلات الطائفية والفئوية ، وبالتأكيد فأن تجاوز هذه الانقسامات هو جزء من الحل الصحيح والطريق السليم لبناء دولة حديثة قائمة على احترام صوت الناخب. واللجوء الى الأحزاب على إنها إحدى أرقى اطر العمل السياسي والاجتماعي ولا بديل عنها في المدى المنظور فهي التي تنظم العمل وترقي الكوادر وتقدمها، تصقل المواهب والأفكار، تدرب الإنسان على كيفية ترتيب شؤونه وأفكاره وتعمل على تطوير الحياة البشرية. إضافة الى دورها في هذا التفاعل الطبيعي، وغير المصطنع هو الذي يوفر للحوار إمكانية توليد العقلية الديمقراطية الكفيلة بإنتاج أنظمة ديمقراطية تحضر فيها خصوصياتنا الثقافية والبنيوية، وتوفر في الوقت ذاته أمكانية التدرج نحو حياة سياسية اجتماعية صاعدة . إن الديمقراطية هي مسار وليست مجرد شعار، لذلك لا يجوز تبسيط مبادئها واختصارها في بعد وحيد هو “ تداول السلطة” وإلا تحولت إلى فولكلور موسمي لانتخاب أشخاص وليس لانتخاب ومفاضلة مشاريع ورؤى وأفكار تتصل بمصير المجتمع. إذن نحن أمام عراق جديد يعيد الاعتبار إلى الثقافة والفكر والأخلاق والأمانة والنزاهة من أجل المواطن لا من أجل الوجاهة والارتزاق وأن تحاكم بجرأة المرحلة السابقة الممتدة وتجري نقداً ذاتياً جذرياً يبيّن الإيجابيات والسلبيات، وتستخلص، بإخلاص، العبر والدروس. أحزاب تعمل على قاعدة الوحدة الوطنية لبناء نظام جديد ومواطن حرّ ومجتمع مدني حديث. لا وجود لسياسة من غير مواطنين يمارسونها، وهذا البعد يتجاوز فكرة الانتخابات التمثيلية سواء كانت انتخابات مجالس المحافظات أو الانتخابات البرلمانية الى ديمقراطية أكثر إنسانية ومشاركة تعبّر عن تطلعات الإنسان ومصالحه، فكلما ازداد وعي الإنسان ورسخت استقلاليته مال نحو التحرر من التبعية مهما كانت أشكالها ومن ثم التفكير في إدارة الشأن العام أي السياسة. إن المواطن هو العامل الفاعل في إنتاج سياسة حكيمة وراشدة، وإن المجتمع يُقاس بمدى حرصه على الضعفاء فيه. وعلى كافة الكتل والأحزاب والائتلافات التي خاضت غمار التجربة الأخيرة أن تعكف على دراسة ما آلت اليه النتائج فتعزز من نقاط قوتها وتتجاوز سلبياتها مع الأخذ بنظر الاعتبار تطلعات المواطن العراقي الذي لا زال يمني النفس بانجازات تشفي صدره وتعوضه عن عقود الحرمان الطويلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفا: مقتل 7 فلسطينيين خلال قصف إسرائيلي برفح جنوبي قطاع غزة


.. غالانت: نقترب من اتخاذ قرار بشأن إعادة سكان الشمال وتغيير ال




.. محمد الدوخي عاش بين المناديب لإتقان ادوره في -مندوب الليل- |


.. استبدال بايدن بمرشح ديمقرطي اخر سيناريو مرجح




.. 3 قتلى في قصف إسرائيلي على بلدة حولا جنوبي لبنان