الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلعين: ستفككوه بأيديكم كما بنيتموه بأيديكم

ريما كتانة نزال

2010 / 3 / 13
القضية الفلسطينية



شهيد وخمسة وثمانون معتقلا وألف وثلاثمائة اصابة في بلعين هم حصيلة التضحيات خلال الخمس سنوات التي أعقبت انطلاق فعاليات المقاومة الشعبية في بلعين. فقد بدأت الملحمة البلعينية في العشرين من شباط في العام 2005، ولا زالت المسيرة الأسبوعية تنطلق من نفس المكان باتجاه الهدف ذاته.
لم ينكسر نموذج بلعين المقاوم ولم تخبو جذوته، باستمرار الظاهرة التي أصبحت قبلة للفلسطينيين ونقطة جذب للمتضامنين من جميع أنحاء العالم، يحجون الى القرية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها الألف وثمانمائة نسمة، لحمل العلم الوطني والتوجه الى المنطقة المستهدفة بجدار الفصل العنصري، وللمشاركة برمي ابليس المحتل بالحجر، وللتعبير عن احتضان النموذج المقاوم والالتفاف حوله وتعزيزه.
يتوفر لبلعين ولغيرها من النماذج الفلسطينية المقاومة مقومات الاستمرار والصمود. وهي موجودة في التخطيط والوحدة والارادة، مما حول جميع هذه النماذج الى عناوين صارخة للاشتباك مع الاحتلال. تحضر "بلعين" لنشاطها الاسبوعي دون ان تقع في الروتين وملل التكرار، فهي حالة ديمقراطية الطابع، حيث تُقاد من أهلها وقياداتها المحلية، وليس عليها سطوة أو وصاية، ولا تقبل الهيمنة والاحتواء. تتخذ قراراتها وتلتزم بالحالة الوطنية الفلسطينية. ولأن بلعين مستقلة وترفض الاحتكار والتملك او الايجار، فهي تأخذ قراراتها بالمشاركة مع الكل الوطني، معيدة انتاج رفضها للاحتلال على وقع المناسبات التاريخية والوطنية العامة، ومن خلال الاحتفال بذكرى تأسيس وانطلاق الفصائل، تتشح بالعلم الفلسطيني دائما، وتتيح لكل ألوان الطيف الفلسطيني بالظهور. وبتنوع الآليات الجديدة والجاذبة، تتكيف مع الحالة الفلسطينية العامة. فبلعين ربطت نفسها بالقيود والسلاسل الى الأرض، وقامت بحمل الخزانات لتدق جدرانها، كما لبس ارتدت حلة أصحاب "أفاتار" وأدائهم. كما لجأت الى صلب نفسها، وتركت الرسائل على الأسلاك الشائكة.
بلعين لم تتردد أو تساوم على حقها في رفض الجدار الذي سيلتهم الفين وثلاثمائة دونم من أراضيها لبناء الجدار، مقتطعا جزءا حيويا من أراضيها، ويهدف الى فصلها وعزلها عن المستوطنات الثلاث المقامة على أر اضيها: "متتياهو ومودعين عيليت ومتتياهو الشرقية". ولم تقع اللجنة في فخ الوقوع في التشكيك الذي يحاول الاحتلال جر المواطنين اليه، عبر اعطاء بعض المكاسب والفتات لهم. وقد رفضت بلعين تقديم الطلبات للحصول على التصاريح للدخول على أرضيها المهددة بالمصادرة، بل كرست عملية الدخول لحرث وزرع وحصد الارض، ولم يسطع أحد منعهم من حقهم، في الوقت الذي عانت به المناطق الحاصلة على التصاريح من تعقيدات جمة حالت دون تواصل اللمواطنين مع أراضيهم.
من خلال مقاومتها التي حظيت بتقدير كاف على مختلف المستويات، حققت الظاهرة البلعينية مكتسبات وانجازات من شأنها أن تترك انعاكاسات وطنية هامة على أكثر من صعيد، فقد مثلت الحافز والنموذج لكي تمتد الى مواقع مجابهة أخرى، كما هو الحال في نعلين والمعصرة وجيوس وقفين والخضر والنبي صالح والشيخ جراح وغيرها من مواقع ساخنة أخرى. ومن جهة أخرى، وبفعل انتظام واتساع مقاومتها، فقد اضطرت سلطات الاحتلال لتعديل جزئي في مجرى الجدار وإعادة جزءا هاما يقدر بألف دونم من أراضيها، الأمر الذي يبعث على الثقة بامكانيات تحقيق الشعار الذي شكل عنوان انطلاقة لجنتها الشعبية والمتمثل بالاصرار على تفكيك وازالة الجدار بأيديهم كما سبق وبُني بأيديهم.

عدنا من بلعين بعد الانتهاء من الفعالية الاسبوعية الأخيرة، ودموع الفرح بهذا النموذج المستمر والمتصاعد تمتزج مع الدموع التي سببها الغاز الكثيف الذي أُمطرنا به لدى انطلاق فعاليات يوم الثقافة الوطنية. ان تعتمد وزارة الثقافة يوما للثقافة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا