الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرصيف والسلم والثعبان

صلاح الانصارى محمد

2010 / 3 / 13
الحركة العمالية والنقابية


لا اقصد بهذا الحديث لعبة السلم والثعبان التى كنا نلعبها زمان
ونحن صغار , تلك اللعبة اللى برمية زهر نصعد لأعلى السلم , ثم تجد نفسك فى فم الثعبان الذى يبتلعك ويعيدك الى نقطة البداية . ولا اتحدث عن العاب الرصيف زمان عندما كانت هناك ارصفة وشوارع هى ملاعبنا ومصدر سعادتنا .. والثعبان هو الثعبان والحية هى الحية فى كل زمان ومكان .. فقديما ومع بداية الخلق , كانت سببا فى اخراج ادم وحواء من الجنة .
اتحدث عن رصيف شارع حسين حجازى , وحسين حجازى لاعب مصر الفذ فى عشرينات القرن العشرين واول محترف مصرى فى صفوف نوادى انجلترا , كابتن الاهلى ومنتخب مصر والتى هتفت باسمه الجماهير وعشقته , و كان يسكن هذا الشارع المتفرع من شارع القصر العينى . وعندما توفى عام 1961 اطلقت محافظة القاهرة اسمه على هذا الشارع .. وبعد كل هذه السنوات الطوال .. عاد الهتاف الى الشارع مرة اخرى , لكنه لم يكن هتاف يشيد بحسين حجازى , وانما هتاف يتحصر على ما بناه " طلعت باشا حرب " هتافات عبقرية عكست حال العمال واضرار الخصخصة .
جاء العمال من طنطا ليفترشوا الر صيف المقابل لمقر مجلس الوزراء والذى كان قصر الاميرة شويكار زوجة الملك فؤاد الاولى ؛احتل العمال الرصيف – نايمين .. قاعدين .. واكلين .. شاربين .. يهتفون " طلعت حرب بناها وقال شركة مصر للعمال وعادل الموزى باعها وقال ياللا فى داهية يا عمال " , " باعوا شركتنا بلترين جاز والسعودى فى الحجاز " . قائمة طويلة من الهتافات ارتجلها العمال بتلقائية وعفوية .. وترد على الاتهامات الجاهزة فى كل احتجاج عمالى ..بأن العمال وراءهم تيارات سياسية , وان مصر مستهدفة .. فيردد العمال احنا ورانا مين ؟ " ورانا رجالة مفصولين " " ورانا رجالة نقابيين " .. ثم يهتف احدهم بالسؤال مرة ثالثة .. عارفين ورانا مين ؟ " ورانا رب العالمين " .
ولا يخلو المكان من المريدين ؛اقصد المتضامنين من قيادات عمالية ومراكز حقوقية واعضاء مجلس شعب وشخصيات عامة على وزن الاعلامى الكبير حمدى قنديل وشخصيات بسيطة مثل الحلاق الذى عبر عن تضامنة بالحلاقة مجانا للعمال.
وعندما تسألهم انتوا مطالبكم ايه .. يقولوا صرف اجورنا المتاخرة .. تشغيل المصنع .. فيكون الرد تاخدوا 25 الف وتخرجوا معاش مبكر .. طب تاخدوا 35 الف وتخرجوا معاش مبكر .. اخر كلام عندنا 40 الف وتخرجوا معاش مبكر .
وافق العمال ؟!
اما السلم ؛ فسلم نقابة الصحفيين فى شارع عبد الخالق ثروت المجاورة لنقابة المحامين , ودار القضاء العالى .. والذى اصبح منبرا احتجاجيا للحركات السياسية و الاجتماعية , والذى اعتلاه العمال للتعبير عن مطالبهم .. وتتعالى الهتافات وتتهافت الفضائيات على المحتجين باعتبارهم مادة اعلامية ..
لكن فى كل مرة تجد الثعبان او الحرباء او الحية تبتلع المطالب وتخرجها وتعيد المحتجين الى نقطة الصفر , وفى احيان اخرى الى انهاء اللعبة والاتيان بلاعبين جدد . عمال " النوبارية , امنسيتوا " واما ان يلعبوا اللعبة بمهارة ونجاح ويحصلوا على مراكز متقدمة .. واما ان يستسلموا لغواية الثعبان .. فيخرجوا من رقعة اللعبة ويبقى الرصيف مرة هادئا ومرة صاخبا , وتبقى السلالم نعتليها احيانا وننصرف عنها احيانا اخرى , ويبقى الصراع قائم بين العمال والثعبان .. بين العمال والاستغلال .. ترى من يكسب فى النهاية العمال ام الثعبان ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب معهد العلوم السياسية في باريس يعتصمون داخل المعهد تضامن


.. استقالة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية احتجاجا على استمرار




.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو بباريس دعما للفلسطين


.. فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو في باريس دعما للفلسط




.. 8 شهداء من العاملين ضمن فرق تأمين المساعدات إثر غارة إسرائيل