الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الوجوه...مرة اخرى

البتول الهاشمية

2004 / 7 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لعبة الوجوه....مرة أخرى
في إحدى حفلات الشاي على الطريقة الإنكليزية تقدمت امرأة صارخة الجمال من الأديب الايرلندي الساخر برنارد شو الذي كان مشهورا بقبحه وقالت له كمن وقع على اكتشاف مثير ما رأيك يا سيدي أن تتزوجني فننجب طفلا يكون في جمالي و ذكائك فيصبح أسطورة زمانه ....وعلى ما يبدو أن كلمات السيدة الفاتنة فد حرضت روح النكتة عند شو الذي همس بلا تردد في إذنها اكثر ما أخشاه يا سيدتي أن يأتي الولد في قباحتي و غبائك فيكون مصيبة زمانه ...
الطرفة وللأمانة ظلت مضحكة إلى زمن قريب و إن يحدث الآن و تلقيها على معشر من أطباء التجميل الأمريكيين ستفاجأ بأنك الوحيد الذي يضحك فيما يرمقك البقية باستهجان ..و ستستغرب و تسال لماذا و سيأتيك الجواب سريعا من أحدهم ما لمشكلة إن كان قبيحا ..إن بمقدورنا أن نجعل منه ديلون عصره ...و بالطبع هم لا يقصدون عمليات التجميل الكلاسيكية كتصغير الأنف ..أو تضخيم الشفاه و لا تقويم الأسنان أو إنبات الشعر ..بل عن صيحة أخرى لا نبالغ إن سميناها ثورة جديدة في عالم التجميل الملئ بالإثارة ..و جهز نفسك أيها القارئ لتصرخ بعد سماعها ..لا مستحيل ...هل أنت مستعد ؟
تبديل وجه ...نعم وجه بالكامل ..على طريقة صدق أو لا تصدق والتجارب الآن على قدم و ساق والقائمين عليها يعدون انه في ظرف فترة لا تتجاوز سنين ثلاث ستكون هناك بداية جديدة لعصر التجميل ..أما كيف فالخلطة في منتهى السهولة ..والمقادير تتلخص ببعض الشباب المتبرع والمشهود له بالوسامة و الفتنة يبيع وجهه فإذا ما تعرض لحادث أنهى مسيرة حياته فان الشركات المعنية بأمر الشراء تتقدم للورثة وتدفع لهم مبلغ الاتفاق و بعدها يتم نزع الوجه لبيعه لاناس تنتظر بالطوابير وفقا للمقولة ..مصائب قوم عند قوم فوائد ...
والمعلومات القليلة المتوفرة إلى الآن تفيد بان باب التسجيل لن يفتح على اعتبار أن العملية برمتها ما تزال في مرحلة المخاض و إن كتب للمولود المنتظر أن يرى الشمس بصحة جيدة فنحن لا نستغرب أن يتقدم الألوف نحو ساحة المزاد من باب أن الشاة المذبوحة لا يهمها السلخ ..هذا و قد جاء على لسان بعض المشرفين إن كل ما تم ذكره ليس سوى خطوات أولى و هو لا يستبعد أن يصل هذا العلم إلى الحد الذي يسمح بإنتاج وجوه صناعية بنفس جودة الطبيعي وربما افضل حيث يكون بإمكان إنسان الألفين وعشرين من زواية فانتازية مثلا أن يراجع أحد المشافي أو العيادات الطبية ليطلب وجه عمر الشريف عندما كان شابا أو نانسي عجرم وهنا سنجد أنفسنا في إشكالية معقدة وهي كيف سيقبل هذا الفلان بتقليد وجهه ولنفترض أن حقيبة من الدولارات استطاعت إسكاته كما يحصل عادة فكيف نحن سنميز الأصل فهل سيكتب صاحب الوجه الماستر عبارة احذروا التقليد ..ثم الأهم من هذا كله دعونا نسال الم نعرف الجمال من القبح ..والعالم طالب بالديموقراطية هروبا من الديكتاتوريات ...بمعنى انه
..إذا وصلنا إلى عالم خالي تماما من القبح هل سيبقى للجمال معنى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة وزراء إيطاليا في ليبيا لبحث التعاون المشترك بين البلدي


.. العراق.. زفاف بلوغر بالقصر العباسي التراثي يثير استفزاز البع




.. المخاوف تتزايد في رفح من عملية برية إسرائيلية مع نزوح جديد ل


.. الجيش الإسرائيلي يعلن أنه شن غارات على أهداف لحزب الله في 6




.. إنشاء خمسة أرصفة بحرية في العراق لاستقبال السفن التجارية الخ