الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يجري في بلدية قليبية

عبد القادر الدردوري

2010 / 3 / 13
الادارة و الاقتصاد


غريب أمرُ هذه البلدية ولكن الأغرب منها سكانها: يرون أشياء تحدث أمام عيونهم ويسمعون، وعوض أن يطالبوا بإصلاح ما يرونه أو يسمعون به فاسدا، فإنهم لا يتحركون بل يلوذون بالصمت( الأتعس من صمت القبور) وليتهم تعلموا، حتى، القليل، القليل، من أمواج بحرهم، تصرخ بهم، وتجلد صمتهم الذليل الجبان، من أنتم؟ تجري الأمور عليكم وفيكم وبكم، وكأنها لا تعنيكم، وهي أكثر من تعنيكم، وألحّ وأوكد؟
فمنذ اشهر قريبة ثارت ضجةٌ وزوبعتْ أقوال عن أرزاق للبلدية يُتلاعَبُ بها، وعن رُخص بناء بِيعت، وأمثلة عمرانية أُغمِضت عنها العيون ، رغم افتضاح أمرها، وأخرى صدر في شأنها قرار بالهدم ولم تُهدم( لأمر جرى تحت الطاولات )، وبناءات فوضوية غير مرخص فيها بالبناء وبنيت رغم أنف القوانين والإجراءات البلدية، وبعضٌ من أملاك البلدية والدولة والعموم، تُنهَب وشواطئ رملية وصخرية من شواطئنا تُخرَج من الملكية البحرية العامة وتُدخَل ضمن الحوز الشخصي لبعضهم. ومثلما لم يُذكَر المجهولون الأُوَل( خوفا منهم من جهة، وخوفا عليهم من جهة ثانية) كذلك لم يُذكَر هذا " البعضهم" وبقي الجميع طيّ السر والكتمان، رغم أننا نرى بالعين المجردة، (وحتى بالعين العمشاء، وتلك التي تصُبّ في أختها، أو التي ترى الشئ شيئين) – نرى ما كان في شاطئنا، وكنا ننعم فيه، قد تمت حيازتُه وأدخل ضمن مشاريع شخصية، مع إفساد ما كان منه جميلا جمالا طبيعا خلابا، كذلك الجزء الكبير من الشاطئ الصخري للمنصورة، والذي أُلحِق بمقهى ومطعم المنصورة، بعدما تم إفساده والإعتداء عليه بالإسمنت لتوضع فيه الكراسي والطاولات، بعيدا عن كل ذوق سليم ولا نصف سليم. أما عن بقية الشواطئ الرملية فحدّث ولا حرج، حيث حدث لها ما حدث لـ" سروال عبد الرحمان" فهل نسيتم قصة هذا السروال، وقد كان يدرسها أبناء المدارس الإبتدائية؟.
لقد وجد عبد الرحمان هذا أن سرواله كان طويلا، فحمله إلى ابنة عمه وطلب منها أن تنقص منه شبرا، لكنها تعللت بأنها منشغلة بتدبير منزلهم، فذهب إلى شقيقتها وطلب منها نفس الطلب فتعللت بتعلة أخرى، وهكذا انتقل إلى ابنة خالته ، ثم إلى غيرها من نساء العائلة ،فوجد منهن نفس الرد، وما كان من عبد الرحمان إلا أن ترك السروال في المنزل وخرج، ثم جاءت إبنة عمه وقصت من السروال شبرا، وجاءت شقيقتها وقصت شبرا، ثم جاءت إبنة خالته وقصت شبرا، وعندما رجع عبد الرحمان إلى المنزل وجد سرواله قد صار " تبّانا". ونحن مع تواصل صمتنا وتناوم بلديتنا سنجد شاطئنا محاصَرا بالجدران والأسلاك الشائكة. ولكي يتم صرفنا عن كل هذا" الخور" أُبعِد رئيس البلدية( وهو البريء النظيف وقد جاءوا به بالعزّ وأخرجوه بالدّزّ"، ثم في هذا الشهر قد " قفزوا بالكاتب العام وثلة من اعوان التراتيب ، وتروج إشاعات عن إحالة عدد من إداريي البلدية على التحقيق، والناس هنا يتابعون هذه الأحداث ويولدون منها العديد من الإشاعات. فهل نحن " عسكر كرضونة" أليس من حقنا أن نعرف حقيقة ما يجري في بلدية قليبية، ونعرف لماذا عزل في السابق رئيس البلدية، ولماذا يعزل اليوم كاتبها العام؟ هل لجريمة ما ارتكباها، أم هي إجراءات سياسة قديمة تقوم على تقديم " كبش" للفداء، تغطية لأمر ما، يحسن أن لا يراه الناس، وعندئذ تمرر أشياء أخرى فيها ما فيها؟ أم أننا نُحمل يوم الإنتخاب لمشاهدة أوراق التصويت تنزلق من أيدينا لصندوق الإقتراع دون أن نعرف من فيها ؟
لعلكم تتصوروننا نياما على آذاننا ومغمضة عيونُنا، لا نعرف ولا نفقه شيئا؟
لكم أن تتصوروا ما شئتم ما دمنا نحن هكذا، ونحن من شجعكم على هذه التصورات. لكن عليكم أن تنتبهوا أكثر حتى لا تنخدعوا بحالنا طويلا، فقد نفيق يوما وعندها سيكون نظرنا سليما وألسنتنا طليقة وأقوالنا لها معانيها الحقيقية، ولن نرضى بما رضينا به أيام نومنا وغفلتنا, فمتى ستعرف، يا عبد الرحمان، أنك سلمت سروالك لمن لا شعور له ولا إحساس؟ لا نامت أعين الجبناء، ولا ارتاحت قلوب المحتالين، كبُر احتيالهم أم صَغُر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير خطير.. جولدمان ساكس يتوقع ارتفاع أسعار الذهب لـ3 آلاف


.. -فيتش- تُعدل نظرتها المستقبلية لاقتصاد مصر إلى إيجابية




.. عيار 21 الا?ن.. سعر الذهب اليوم السبت 4 مايو بالصاغة


.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة




.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟