الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألانقلابات العسكرية

أمير الحلو

2010 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الاخبار التي وردت من تركيا حول القاء القبض على عدد من الجنرالات والأدميرالات والقادة العسكريين الاتراك بتهمة العمل على القيام بانقلاب عسكري في تركيا يعيدها الى سلسة من التغييرات وتبعاتها على الاوضاع و(تبادل) السلطة بين العسكريين والمدنيين باسلوب غير(ودي)!
ومن المعروف ان تركيا الحديثة التي أسسها عسكري هو كمال اتاتورك قد اتجهت الى النظام الانتخابي الديمقراطي سنوات طويلة كان(يقطعها)انقلاب عسكري قد يعدم الحاكم المدني كما حدث مع(عدنان مندريس)،ثم يعجز(العسكر)عن مواصلة الحكم بالطريقة الاستبدادية المعروفة فيضطرون الى تسليم السلطة الى المدنيين من خلال انتخابات عامة،وقد جاء الحزب الحاكم حاليا برئاسة اوردغان من خلال انتخابات صعبة شهدتها معارضة شديدة عسكرية ومدنية متطرفة من استلام حزب اسلامي للسلطة في تركيا،ولكن أوردغان استطاع امتصاص تلك الاحتجاجات من خلال اتباعه نهجاً بعيدا عن التطرف الديني أو تقييد الشعب ومنظماته بافكار حزبه.
لقد برزت ظاهرة الانقلاب العسكري في منطقتنا بعد اتانورك من خلال بكر صدقي عام 1936 في العراق والعقداء الاربعة عام 1941 ثم 23تموز 1952َ في مصر و14 تموز 1958 في العراق وتخللتها محاولات انقلابية فاشلة أو مؤقتة ،ولكننا نستطيع القول بصراحة ان تجربة (تحول) العسكر من قادة للجيش والالتزام بمهماته في الدفاع عن أمن البلاد،الى قادة للعملية السياسية وتبوء قادة عسكريين لوزارات تقنية ومهنية،كانت لها ردود افعال سلبية على الاوضاع في البلدان التي شهدت تلك الانقلابات العسكرية.
لقد أعتبرت كل القوى السياسية الجيش ضمانة لسيادة الوطن ويقف مع الشعب في مطالبته بحقوقه،ولكن مع الترحيب احيانا بالانقلابات العسكرية نتيجة المعاناة من نظام ما وتفريطه بحقوق الوطن،إلا ان المواطنين والقوى السياسية تجد بعد فترة ان قادة الانقلابات العسكرية يتحولون الى حكام متسلطين يعتقدون انهم(هبة)الله الى الوطن،وخالون من الاخطاء ،ويفهمون بكل شيء لذلك لجأوا الى قمع الشعب وقواه الوطنية في العديد من البلدان .
لا نريد هنا ان ننفي قدرة وكفاءة بعض القادة العسكريين في ميدان السياسة،ولكن ذلك لا يعني اعتبار الانقلاب العسكري هو الاسلوب الصحيح للتغيير،لانه قد مثل عبر الوقائع التي عشناها تراجعاً للبلاد عن تطورها ونموها الطبيعي،وادخال البلاد في دوامة الصراعات السياسية والمؤامرات بما يؤكد بعد فترة ان اي انقلاب عسكري مهما كانت طبيعة (بيان رقم 1)هو حلقة في سلسلة الطموحات العسكرية في اعتلاء السلطة.
لا نريد هنا الدفاع عن النظام القائم في تركيا فذلك امر يخص الشعب التركي،ولكننا نعتقد ان دور المؤسسة العسكرية يجب ان يحدد بواجباتها الدفاعية والأمنية،وان وجود نص على اعطائها مسؤولية مراقبة ضمان تطبيق الدستور والتدخل(عند الحاجة)لازاحة الحكومة التي تخرج عن منهج(اتانورك)العلماني،هو الذي شجع المؤسسة العسكرية على الانقلابات أومحاولات الانقلاب.وستبقى تركيا مهددة بالانقلابات العسكرية مهما كانت نتيجة محاكمة(المتآمرين الجدد)!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اطيب تحية
كنعان ( 2010 / 3 / 14 - 15:17 )
سلام خاص للاخ الكاتب الامير الحلو اذى ننتظره كلما أكتمل البدر

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا