الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة سياسية أم قبلية طائفية

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 3 / 14
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


النظام الديمقراطي في العراق الجديد بنية سياسية حزبية وليس قبائل وطوائف تستعد للانقضاض على المسرح التنويري الذي شيده العراقيون بتضحياتهم الجسيمة،سيل من الدماء الطاهرة،حرمان من ثروات البلد،تخلف وظلام اجتماعي وتعليمي وحتى صحي بل تدني تام في النشاط العام،نتيجة تمركز السلطة بيد حفنة او فرد ،بددت من خلالها أحلامنا وتطلعاتنا.والرأي الصحيح أننا بصدد توفير مناخ مناسب لترسيخ الوعي الديمقراطي في البلاد ونشره بين أبناء شعبنا،وحري بنا التنويه إلى مسألة الحرية التي ينبغي عدم التخلي عنها لصالح أيا من الأفراد،فالأصل أن الدستور نص على تنظيم العلاقة بين الفرد والدولة بمعنى لجوئنا كمواطنيين نتمتع بحرية اختيار مبادىء نعتقد بصحتها فننتمي أو نؤيد هذا الحزب او ذاك ،بحيث نقرأ برامج هذه التكتلات السياسية، حينها نقرر تقديم رؤيتنا لتطوير العراق ،وهنا نصل إلى مزاد الشعب الذي وحده من يقرر التصويت لهذا البرنامج أو ذاك وعن هذا الطريق فقط نخطو بثبات نحو سلمية الحياة السياسية ،والقضاء على ارهاصات المتذبذبين والمقلقلين ،حيث هنا نذكر بقول (أرنست همنغواي ): ( إن القلق سم الحياة ). أما عرس الديمقراطية الذي حبرنا فيه أصابعنا لإختيار مرشحي مجلس النواب في السابع من آذار،برغم شجاعتنا النادرة،وإصرارنا على خوض هذا التحدي،فلم يكن عاصفة وليس ثورة،ولا هو ناتج من عادات حديثة ابدعناها على أعقاب ما ورثنا من قيم بالية تمجد الدكتاتور،إضافة إلى تقاليد الاقطاع السياسي أيام الملكية المبادة في عشرينيات القرن الماضي،الذي كان الملك مصون وغير مسؤول (يملك العراق الذي ما تزال الأراضي الزراعية لوقتنا هذا أراض اميرية للأسف الشديد)،كان نوري السعيد الرجل الأول ،وفيما بعد كان الزعيم الأوحد فوق الميول والاتجاهات،وكان المشير رئيس مجلس قيادة الثورة الرجل الوحيد الذي بيده مفاتيح العراق،ليأتي الحزب الفاشستي ليصفي الحركة الوطنية ويعتدي على الحقوق بوحشية ويخرج المواطنة خارج وحدتنا السياسية كقضية مركزية،فكتب فصلا مشوها،ما زلنا نعاني منه،في فترة تسلطه وطغيانه صار هو العراق والعراق هو الدكتاتور.
والسؤال المهم هنا،هل أخطأنا في اختياراتنا أو تسرعنا،أم أن العاطفة لعبت برؤوسنا،وهل انحيازنا كان عن وعي وبصيرة ثاقبة ،أم اننا أهدرنا الفرصة التاريخية لهزيمة الطائفيين والمفسدين والقبليين،حين جددنا باختيارنا الحر لنفس المقلب ألذي شربنا شروره وتخلفه معا؟
الرأي الراجح أننا سطرنا مأثرة تخلو من الضوء الساطع الباهر،فالحراك الحزبي لم يرتق إلى مستوى وضوح الرؤية الناضجة للارتقاء بالعراق و ازدهار العراقيين،كما ان التوأمين العتيقين (الأصوليين المتأسلمين والعشائر) تشكل بنية تعطيل التغيير،ذلك الشعار البراق الذي سيكون باهتا حتما،وهنا لا نتحدث من فراغ بل أن جميع علماء الاجتماع صنفوا هذين التوامين من ضمن الحقول الراكدة والرافضة للتغير ،فأصحاب الامتيازات القديمة عادوا ليغرقوا مستقبلنا بظلاميتهم بل ليشلوا توجهاتنا للعيش في ظلال الحاضر الوهاج،والسؤال هنا،لماذا نحتار دائما ونفضل أن نكون محافظين غير مسؤولين ،حين نختار الأفراد،والذين ذقنا شتى انواع الأذى والعذاب على أيديهم،أليست السلطة السياسية تعني الحياة السياسية (الحزبية والتعددية) ،والتي عن طريقها نرسم مستقبل العراق الجديد،ولا بد من الإشارة هنا أيضا ،أن أغلبية الأحزاب المتأسلمة لا تمتلك نظرية اقتصادية وليس لديها نظرية سياسية،فأكثرها عقائدية غير واضحة البرامج،همها الوصول لسلطة القرار السياسي والتمركز فيه لتجني الربح الوفير من ميزانية شعبنا،هم نفعيون جربنا أحابيلهم،اما الأباطيل فلن تنطلي،وموعدنا المقبل في المشهد العسير لظهور حكومة متهمة مقدما بالعبثية،فالعشائر والطوائف نتاج مرحلة عتيقة،ليس باستطاعتها توحيد الصف أو العمل على الدفاع عن المصالح الوطنية للعراق،كونها تدافع عن وجودها الهش في العراق وبقية دول العالم، وليس لها أهدافا عامة بل هي راكسة في انفرادها الذي اوجعنا وراح ضحيته شهداء لا عد ولا حصر لإحصائهم،فالتجربة تخبرنا بزوال هذه المؤثرات،ونامل أن نصحى من سباتنا،لنكتشف زيف ما تصورنا أو نقلب المعادلة فوق رؤوس المتخاذلين عن نصرة وتقدم العراق وشعبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا