الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذار.. إعلام اجير

عبدالمنعم الاعسم

2010 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تصلح تجربة انتخابات السابع من آذار، في جانبها الاعلامي، لتكون اختبارا ميدانيا لسلامة الاداء المهني الاعلامي، بالنسبة للاقنية العراقية المختلفة والعربية المنشغلة في الشأن العراقي.
فاذا ما صدقنا (نصف) الكلام الكثير عن “الاجور” التي دُفعت لفضائيات وصحف من قبل متنافسين موسرين لتكونت لدينا صورة كارثية لمذبحة مهنية واخلاقية ارتكبت بدم بارد على يد ابطال من الاعلاميين والسياسيين احترفوا البكاء على المظلومين والمعوزين والشفقة على المضطهدين واصحاب الراي، وباعوا كل ذلك في سوق النخاسة، ومن السابق للاوان الحديث عن الاثر الحقيقي لهذا الاعلام في مجال إقناع الجمهور وحمله على تأييد المشروع الذي رُوّج له، فهو مفصل بحثي اكاديمي مهم، قد نعود اليه.
هذا غير البذخ اللافت الذي حظيت به بعض المشاريع الاعلامية الفئوية التي ، هي الاخرى، مرغّت بالوحل سمعة الاعلام كرسالة للتوعية والمعرفة والانتصار للحقيقة، واختزلته الى وصفات دعائية صوتية هبط الكثير منها الى مستوى التخريف والنفخ في صورة الاشخاص، وحتى الكذب على الجمهور واستغفال عقله وذاكرته، وفي هذا ظهر للمراقب الموضوعي ما يشبه المصاهرة بين الاعلامين، التجاري الساقط بالاستئجار الفاضح والفئوي الساقط بالولاء الاعمى، بغرض الحاق الهزيمة بالمواطن وحقه بالتعرف على الحقائق لكي يختار ممثليه الى السلطة التشريعية بحرية.
ومن المناسب ان يستدرك الباحث ليبرئ اقنية بقيت على مسافة من الكذب والسطو على الحقائق، كما ينبغي ان يبرئ الكثير من الاعلاميين المهنيين الذين استطاعوا من خلال جميع الاقنية ان يوصلوا بعض الحقائق، ولم ينزلوا باسمائهم منزلة التحيز على حساب المهنية والالتزام الاخلاقي، ولم يخذلوا الجمهور او يحرضوا على مصالحه.
على انه ليس ثمة اعلام لا يتحيّز. حتى حين ينتصر للحقيقة، فهو بذلك متحّيز لها بمواجهة التضليل، لكن التحيّز الاعلامي يصبح مشكوكا في نزاهته، مطعونا في صدقيته حين يمضي على قاعدة ”مع صاحبي ظالما او مظلوما” فهو هنا “ تحيّز اعمى” او إعلام مأجور، او في افضل تعريف مدرسي محايد، يصبح فاصلة من فواصل الدعاية، ولا يمت بصلة الى الرسالة الاعلامية التي تقوم على الامانة والموضوعية واحترام الحقيقة.. “الحقيقة..حتى وإن كانت تدين والدي” كما كتب ابن ارنست هيمنغواي في مذكراته عن والده.
الاعلام، في ذلك، إما ان يكون مهنيا او لا مهني. بل ولا يصبح مهنيا بالادعاء أو بالتوظيفات الشكلية للتوازن الطائفي والاثني، او بدس جملة استدراكية هنا وهناك، او بان تكون مهنيا هنا ومستأجَرا هناك. والمهنية ليست وصفة رمادية للمواقف من الاحداث، بل هي توصيف شجاع لما يجري، وكفاح من اجل الحقيقة، وفي هذا المعنى الف الصحفي البريطاني “نك ديفيز” كتابه (أخبار الارض المسطحة) متحدثا عن الضلالات الاعلامية المعاصرة التي تكرر، على نحو ما، الزعم القديم الباطل للكنيسة بان الارض مسطحة.. وكأنه استبق ما كنا نتابعه خلال ثلاثة اسابيع من الدعاية الانتخابية في العراق.
ــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ـــــــــــــــــ
“كل ما هو عظيم وملهم صنعه إنسان عَمِل بحرية”.
اينشتاين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر وامتنان استاذ منعم والى المزيد
اكاديمي مخضرم ( 2010 / 3 / 15 - 10:39 )
ارجو قبول اجمل التهاني على هذه المقاله الصادقه والجريئه
ونظرا لان الاعلام اخذ يلعب دورا متناميا في تكوين وعي المواطن العراقي
ولان العمليه السياسيه لبناء دوله عصريه مستمره وامامنا انتخابات كثيره ومحطات اتخاذ قرارات هامه اتقدم اليك متمنيا عليك ان تكون هذه المقاله مقدمه نظريه على ان تتبعها بسلسله من المقلات حول نفس الموضوع مدعمه بالامثله
والشرح والاسماء والمسميات لان جانب كبير من مواطنينا باتوا ضحايا هذا الاعلام الخسيس المضلل والذي تقف وراءه ميزانيات وفضائيات و و و حتى اصبح من الممكن القول ان اهم اشكال الحروب ضد شعبنا وتوجهه لبناء حياة لائقه بالانسان هو الحرب الاعلاميه المضلله وشكرا


2 - شكر وامتنان استاذ منعم والى المزيد
اكاديمي مخضرم ( 2010 / 3 / 15 - 10:40 )
ارجو قبول اجمل التهاني على هذه المقاله الصادقه والجريئه
ونظرا لان الاعلام اخذ يلعب دورا متناميا في تكوين وعي المواطن العراقي
ولان العمليه السياسيه لبناء دوله عصريه مستمره وامامنا انتخابات كثيره ومحطات اتخاذ قرارات هامه اتقدم اليك متمنيا عليك ان تكون هذه المقاله مقدمه نظريه على ان تتبعها بسلسله من المقلات حول نفس الموضوع مدعمه بالامثله
والشرح والاسماء والمسميات لان جانب كبير من مواطنينا باتوا ضحايا هذا الاعلام الخسيس المضلل والذي تقف وراءه ميزانيات وفضائيات و و و حتى اصبح من الممكن القول ان اهم اشكال الحروب ضد شعبنا وتوجهه لبناء حياة لائقه بالانسان هو الحرب الاعلاميه المضلله وشكرا


3 - تحيه طيبه
ابو مودة ( 2010 / 3 / 15 - 17:00 )
الاستاذ العزيز عبد المنعم الاعسم
طاب مساؤك
حقا مرغت بالوحل سمعة الاعلام كرسالة للتوعية والمعرفة والانتصار للحقيقة، واختزلته فضائيات القومجية والطوائف الرسالة الاعلامية الى وصفات دعائية صوتية هبط الكثير منها الى مستوى التخريف والنفخ في صورة الاشخاص، وحتى الكذب علىالجمهور واستغفال عقله وذاكرته
وتتبارى وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وأشكالها ونماذجها ومرجعياتها وولاءاتها في رفع شعارات المهنية والحرفية والمصداقية، وحرية الرأي، والرأي والرأي الآخر، والحياد الصحفي، وتنفي عن نفسها صفة الانحياز. ولكن المتلقي ينظر إلى تلك الشعارات كمجرّد شعارات نظرية غير قابلة للتطبيق وهناك اسباب أهمّها تحكّم المال مال المالكين والممولين والاحزاب والطائفيين
وربما تفسر تلك الأسباب ظاهرة الانحياز الصحفي والإعلامي المرتبط بالمصلحة والموجود بدرجات متفاوتة في صحف ووسائل إعلامية تهتم بالقضايا السياسية وغيرها ، حيث يكون الانحياز لمصلحة طرف أو ضد مصلحة طرف أو لتشويه سمعة طرف أو للتعتيم على أخبار طرف
مع مودتي

اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟