الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعبة الديمقراطية ووهم الناخبين

عباس جبر

2010 / 3 / 15
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



ليس ابلغ مما قاله الأديب الساخر برنادشو في معنى اللعبة الانتخابية إذ قال إن أسوا ما تعمل به الأنظمة الديمقراطية أن تتساوى الأصوات بين من هو عبقري ومن هو أحمق في صندوق واحد ، وهو يشير إلى مجتمع عاش فيه له أساسا راسخا في العملية الديمقراطية وقد سبقنا بمئات السنين ألا وهو المجتمع الانجليزي(الملائكي) ، وما يمكن قوله وفق هذه المقولة عن التجربة الديمقراطية في العراق ، أنها مازالت تحبوا وهي في طور الطفولة وقد سجلت تقدما ملحوظا في مستوى الإدراك الشعبي والمسؤولية الوطنية لدي الناخبين ، ويمكن أن نقول أن الشعب الناخب فاز على المرشحين عبر الضبط والالتزام والوفاء في إرساء الدعائم ، بغض النظر عن التكتلات السياسية المتنافرة ، والتي عملت ومازال البعض يعمل باستخدام الطرق الملتوية لكسب اكبر عدد من الأصوات بمختلف الطرق الشرعية وغير الشرعية ، ومع كل هذا علينا أن نذكر إن الشعب قال كلمته دونما خوف أو وجل أما ما عمله المرشحون من دعايات ووسائل فهي إشارة لمصداقيتهم في العمل المستقبلي ومقدار الثقة التي سيقدرها الناخب أولا وأخيرا ، وعليه لا بد إن نشير إلى جوانب البناء كي نكون أكثر ايجابية وموضوعية في تقييم التجارب القادمة والاستفادة من أخطاء التجارب السابقة ، وقد رأينا إن الوعي قد أثمر مع المطالبة الشعبية في القوائم المفتوحة بعد أن كانت قوائم مغلقة(سيئة الصيت ) التي اتت بشعيط ومعيط وجرار الخيط ، لطا لما تساءلنا لما تكون القوائم مغلقة ونحن نقول بشفافية الانتخابات وديمقراطية الانتخاب ، وقد علمنا أن القوائم المغلقة هدفها أن تأتي بأشخاص لا يمكن لهم أن يقبلوا ا في القوائم المفتوحة ، ومع هذا الاكتشاف ، فان اللعبة الانتخابية مازالت تمارس مكرها على الناخبين ، إذ نرى أن سوق الانتخابات حدد بائتلافات سياسية لكتل اواشخاص ، وان الحظ سيكون أوفر للمرشحين حسب أولويتهم في القائمة لان الأغلب سيرشح للكتل أو الأحزاب والشخصيات الأكبر ( الجوكر) ، فهولاء بطبيعة الحال يصل أليهم الماء أما من كان في قعر القائمة (في التوالي ) فلا يصيبه ألا ما كتب الله له و ما تركه السبع ، وبهذا يكون حظه اقل من أخوته السابقين في الإيمان ، وانه بالحقيقة لا يعرف انه وضع نفسه تكملة لصورة لا أكثر كم هو الحال بالنسبة إلى الكوتا النسائية التي أتت بنساء يصلحهن للطهي لا إلى القرار السياسي مع احترامنا لبعض الأخوات( الأوفر حظا) ، إن زيادة عدد أعضاء البرلمان إلى 325 بعد أن كان 275 عضوا ما هي إلا عملية تتيح فرصة جديدة لمن فاتهم اقتطاع الكعكة في أولها وترضية بعض الخواطر التي شعارها ( أما العب معكم لو أخرب الملعب) ، ونحن من ذلك سنشهد أن ذئاب البرلمان الأول( عذرا لاستعمال هذا الوصف ) سيبقون في مكانهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون مع صعود 50 ذئبا جديدا بأشكال هلامية ومخملية وعمائمية وشروالية وعقالية ، وبهذا لايمكن للوطنيين الحقيقيين ذو القوائم الشعبية والفردية أن ينالوا حظهم مع وجود هكذا حسابات معدة سلفا بنسبة ارقام لا يمكن تجاوزها ومن لا يعرف اللعبة السياسية فعليه أن يكون حكيما ليكون في مناي عن مواقعها حفظا لسلامته وماء وجهه. وعلينا أن نوجه الأنظار بتحديد مواصفات الناخبين من حيث تحصيلهم الدراسي ومستواهم الثقافي لأجل أن يكون التصويت أثمن واعدل وتقليل نسبة المرشحين من اجل النوعية وتقليل الامتيازات المسيلة لللعاب لتخفيف حدة اللهاث على المناصب ويا حبذا أن يطبق على البرلمانيين نظام الرواتب والأجور المعمول به بالدوائر واعتماد الدرجات الوظيفية( علما ان هناك من يمتلك الكفاءة والنزاهة ولديه الاستعداد العمل لخدمة وطنه حسب الدوام الرسمي اليومي وبأقل نسبة من الحرس والتخصصات الاجتماعية ) إضافة إلى أن يكون الخيار لعدد من المرشحين وذلك بوضع المرشحين الذين يجب أن تتوافر فيهم الشروط والمؤهلات ليكونوا متناسبين للدور البرلماني ، إذ لابد من إجراء امتحانات ومقابلات تؤهل المتقدم في القبول ، والامتحان يشمل القانون والسياسة والاجتماع والاقتصاد وتحديد درجة النجاح بمقدار الأجوبة ، أليس من يتقدم على مسؤولية مصير الشعب أجدر بالاختبار ممن يتقدم في إشغال وظيفة حكومة تطالبه بشروط تعجيزية . أن تسهيل القبول مع وجود الامتيازات الضخمة ستدفع الشعب مستقبلا ليرشحوا أنفسهم جميعا وتزداد النسبة من ستة آلاف ناخب إلى ستة مليون ناخب ، وحتى لا يغبن الآخرين فالناخب المتواضع الذي لا تنطبق عليه شروط المشاركة في الانتخابات عليه أن يمارس ديمقراطيته في مجال عمله أو محلته ليكون جزءا مهما في الممارسة الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل