الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعاية الانتخابية بين ترف الملوك وشحة الصعاليك

عباس جبر

2010 / 3 / 15
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



السباق المارثوني قد بدا قبل أيام معدودة للحصول على قصب السبق في البرلمان الجديد عام 2010 ، في يوم الزفاف الديمقراطي الذي سيكون في السابع من شهر آذار الحالي ، الملاحظ إن المرشحين شرعوا في استعمال مختلف الوسائل للإعلان عن كياناتهم وكتلهم وبرنامجهم الانتخابية وقد تزينت شوارع بغداد بصور زاهية لمن سيكون قادة الحكومة القادمة ، الكل يدعي الوصل بليلى وليلى لا تقر بذاك ، الكل عازمون على اجتثاث الفساد ، وتوفير الخدمات للمواطنين ، وقد تفرغت وسائل الإعلام المحلية والعربية في أدارة دفة الصراع بين الكتل والشخصيات ، كل حزب بما لديه فرحون، ومن تلك اللافتات بإمكان المواطن إن يميز بين المرشحين الميسورين وبين مرشحي الدرجة الثانية ، الذين لايمتلكون ثمن قدح الشاي لمريديهم ، ولكن مرشحي الدرجة الأولى ترى سيمائهم في لإعلاناتهم من اثر الإمكانيات الهائلة ، في القدرة للتعامل مع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والمكتوب ، إذ نشاهد بعض القنوات الفضائية خصصت ساعات طويلة لدعم الكيانات والشخصيات وإعلانات مدفوعة الثمن ومن حمل الموبايل هذه الأيام يرى في أم عينه الرسائل الموزعة عبر شبكات شركات الاتصال التي لها أول وليس لها آخر ، لعل المواطن البسيط لايعرف قيمة هذه الخدمات ماديا ، لكن الأكيد يعرف أنها ليست لوجه الله خالصة وإنما وراءها من يدفع ، ونعود إلى أولئك المساكين الذين استعانوا باصدقاءهم القدامى من الخطاطين ليكتبوا دعاياتهم الانتخابية في لافتات بيضاء لاتغني ولاتسمن وفي مناطق منزوية لايراها إلا أهل المرشح نفسه ، بل إن هؤلاء المساكين ارتأوا أن يستخدموا وسائل أكثر تواضعا هو التوجه مباشرة إلى الأهالي ودعوتهم إلى الإدلاء بأصواتهم ، معلنين عن برامجهم الانتخابي بتوفير الخدمات لمناطقهم والقضاء على أزمة السكن ، وأزمة البطالة وما إلى ذلك ، ولعل في هؤلاء الحق في الحصول على الأصوات التي تؤهلهم لدخول البرلمان لأنهم ولدوا من رحم الفقراء وعاشوا في أوساطهم ، بإمكانيات غير مدفوعة الثمن وإنما بأناس رغبوا إن يقدموا لهم الخدمة الانتخابية بالمجان ، ونتساءل أين العدالة في اختلاف الإمكانيات وتجنيد الأصوات بين من كان ذئبا عتيدا تمكن من ضمان مصادر التمويل وبين أولئك الذين لايجدوا طريقهم إلا في قلوب محبيهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استدراك
عباس جبر ( 2010 / 3 / 16 - 19:59 )
ان هذا الموضوع كتب قبل اجراء الانتخابات في السابع من اذار 2010وقد نشر في مابعد الانتخابات لمشاكل فنية في ارسال الموضوع لموقع الحوار المتمدن ، نشكر هيئة التحرير لاهتمامها في نقل اراء الجماهير المختلفة ، وجهودها الواضحة في خلق حوار متمدن بعيد عن التعصب ، وهم بحق خط التواصل بين افكار وعقول الاخرين

اخر الافلام

.. إسرائيل سيطرتها على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح.. وقتل 20 مسل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وت




.. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين في هجوم بمسيّرة لحزب الله


.. هولندا.. طلاب جامعة أمستردام تنضم للحراك الطلابي المناصر لغز




.. سكان مخيم الشاطئ يباشرون تنظيف سوق المخيم وشوارعه بعد 7 أشهر