الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلتنا بنفسجية مليئة حصرم!!

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 3 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


في ظل التوكع الصحي للمجتمع ،مارسنا اولى خطوات العلاج الناجع لأمراضنا المتنوعة،لكن مرحلة الشفاء طويلة وشاقة لإفتقادها لأطباء نفتخر بأنهم يمتلكون المستجد من التكنولوجيا العلمية والانسانية،فالشعوب الحرة قد سبقتنا بمعية ثورتهم الصناعية والاجتماعية وحتى الثقافية ،والتي من خلالها صنعت الأمم مجدها المستنير،ومضت في بحوثها ودراساتها وأبهرتنا في نتاجها على كافة الأصعدة،في حين آثار الاجترار من التراث ما تزال عقدتنا المزمنة،مع انها فشلت في نقل مجتمعاتنا من الاستهلاكية إلى مجتمعات منتجة،وهي تعيش وباء الماضي ،الذي نزفنا فيه الكثير،وتحطمت على تصدعاته ووهميته العديد من الآمال العريضة،ولا بأس من التذكير انه أحد أهم عناصر تخلفنا الصناعي والزراعي والتربوي والأدهى الاجتماعي،حيث طباعنا مزدوجة وشخصياتنا مهزوزة بفعل التصادم الحضاري والتقدم العلمي مع إشكالية الاجترار من التراث إجترارا خبيثا او العقل القمعي والاستبدادي لسلاطينه صحبة جوقة المريدين فقهاء سدنة الوهم الغيبي ،المخالف حاضر الشعوب في تطلعاتها نحو الانعتاق من قيود العبودية والاقطاع السياسي وكل ما تدعيه عقارب الظلام من اجتهادات قاتلة ومكفرة لجميع الملل والنحل بما فيها العلمانيين والاشتراكيين والاديان والمذاهب،إنها تمثل الكارثة بحق،هنا اللهاث تجاه السلطة ضيع منا فرصة العيش في ظلال دولة مدنية عصرية ،كما اوهمتنا شعارات الاحزاب الظلامية انها قادرة على رسم معالم نهضة شعبنا المظلوم،وبفكرها المسجى في قبور التاريخ ،وجسدها المترهل والهزيل،تصورت انها بمكرها الذي حاق بها وهمتها أصابعنا،وهي اولى نتائج الانتخابات ،ومن أهمها،يضاف إلى ذلك،سلتنا البنفسجية قد ملأها المفسدين وعودا مزيفة سيفضحها أداءها المتراخي،مع أن عقود النفط لا تعفيها،لأننا سنكون بالمرصاد لكل تهاون يحصل من قبلها،فقد ودعنا الخوف،وزالت عوامل التردد،مع ان الفائزين قد صنعوا قانونا انتخابيا يضمن لهم البقاء لفترة وجيزة،لكن سلتنا لا تتحمل (الحصرم)،فلا بد من مرحلة قادمة أنضج،وحين ذاك لن تكون السلة على مقياس الكاذبين،إذن نحن مع العمل والانتاج على المستويات الفكرية والثقافية والاقتصادية والتعليمية،والسؤال المهم هنا،وهو لكل القوائم التي وضعت الحصرم بمواجهة القادم،وبالتالي مجلس نوابنا المقبل،امام مسؤولية حقيقية،ولن تخدعنا شاشات الفضائيات ،كوننا سأمنا ظهور المتحاصصين وهي سمة حكومتنا المنتهية ولايتها،وهي صفة نتوقع لها التجديد،فالأحزاب الطائفية لا يمكنها صياغة نظام ديمقراطي،كما لا يمكنها بناء دولة حضرية تؤكد حرية الفرد وتعزز انه مصدر السلطات،وهنا الطامة الكبرى،فحجم الوعي والنقد تزايد وتعاظم،والذي سيزيل الغطاء (لون البنفسج) من سلتنا ويحوله إلى وردي أو ربما احمر او أخضر ،فالمهم باستطاعتنا معاقبة كل من يخدعنا،فأصل النظام الديمقراطي سياسي،بمعنى احزاب سياسية وحراك سياسي،وتنافس سياسي ( لا أفراد يتجهون لإعادة الدكتاتورية )عبر برامج سياسية واقتصادية واجتماعية تصب في رفاهية المواطنيين وتحفظ للعراق مكانته بين الأمم،ولتعلو المنجزات وتتعاظم،فالإنسان هو الهدف الأسمى ،وأن محاولة الالتفاف وخيانة تقدمه وتطوره ماديا وتعليميا ومصادرة آرائه والاعتداء على مستقبله،مسائل جوهرية،عرفنا عجزهم فيها وسنعرف من يتنكر لها.
وفي بوتقة ناتج الانتخابات خسرنا كتقدميين الكثير،لكننا لن نيأس ،فبؤسا للمتحاصصين وتعسا لظلاميتهم،وطريقنا فيه منعرجات مميتة،ومع هذا سنواصل المسير حتى نحقق دولة العدالة الاجتماعية والاقتصادية،ونحقق مجتمع ثقافي نضاهي به الأمم الأخرى،ونتباهى بما حققنا،تلك هي الأحلام وما عداها يصب في تقاعس الكتل السياسية ،التي تتحمل الفوضى السياسية والاخلاقية،التي إنعدمت ،بسبب ما كتبته كتل هيمنت بسبب فراغ تسبب نتيجة هزيمة أعتى دكتاتورية عشنا تفاصيلها المميته ، ومن هنا لن تستطع ان تخلق لغاية اليوم أو تكون دولة ،وتلك مأساتنا مع عناصر وأقطاب عليهم أن يهضموا ما نتمنى ونريد،فلا شعبنا فقير مثلما يتصورون ولا هو بالصابر على الأذي ،صحيح ان الدولة وحكومة المحاصصة المقبلة تمتلك وسائل القهر والتعسف،وصحيح أيضا يعدون ولا ينفذون،لكن شعبنا يعرف تماما اللعبة السياسية ومثلما أبعد زمر التطرف والتشدد الإسلامي في هذه الانتخابات،فهو قادر على تلقين درس بالصبر والتحبير لإحداث التغيير المرجو والمرتقب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا