الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا التصعيد الاستيطاني لا يمكن ان يكون من وراء ظهر امريكا

محمد نفاع

2010 / 3 / 17
القضية الفلسطينية


قد تكون هذه الفترة من أقسى الايام على الشعب العربي الفلسطيني في السنوات الاخيرة، فهي مشبعة بالزحف الاستيطاني الإسرائيلي العنصري خاصة في القدس الشرقية والخليل، وهذا استفزاز من الوزن الثقيل للعالم وللشعب الفلسطيني وحقه، ويطال هذا الزحف الناس والمقدسات والارض، وفيه استخفاف خطير من قبل حكومة نتنياهو ونتنياهو بالذات. وهذا الاستفزاز الخطير أعلى مستوى من قرارات ومواقف الدول العربية، بل انه يعتمد عليها الى حدّ ما، هذه الرخاوة من الجانب العربي هي الطامة الكبرى، ويبدو ان غالبية النظم العربية لا يُرجى منها ما هو أفضل. وما هذا الانشغال بتصدير النفط العربي من الخليج الى جمهورية الصين الشعبية بايعاز من امريكا وبأسعار أرخص من النفط الايراني الا دلالة على الهاوية التي تنحدر اليها هذه النظم بلا توقف، وكأنها دُمى لا روح فيها بيد السيد الامريكي الذي يسمع بين حين وآخر كلمات احتجاجية موزونة جدا ومبتذلة الى أقصى حد وممجوجة بسخافة.
ومن المهم الاشارة الى موقف القوى الفلسطينية الرافضة لتجديد المفاوضات مع استمرار الاستيطان، واسرائيل تضرب بهذا المطلب المتواضع جدا والمنقوص جدا عرض الحائط. لغاية الآن لم تجلب المفاوضات واللقاءات أي ذرة ايجابية للجانب الفلسطيني بل العكس هو الصحيح. على الجانب الفلسطيني ان يطرح كافة الثوابت بلا تأتأة ولا تأجيل. فالانسحاب الاسرائيلي من كل المناطق التي احتلت سنة 1967 بما فيها القدس الشرقية وقلع كافة المستوطنات، وإقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية العربية ومَحْق جدار الفصل العنصري وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، هذه هي الثوابت العادلة والتي لها تغطية من القرارات الدولية. وكل ثغرة واحجام عن طرح كافة هذه الثوابت المشروعة هو موقف ضعف يزيد من شهية التوسع الاسرائيلي العدواني، هذا الموقف لا توجد فيه أية مغامرة، وأي استفزاز للمحتل، المحتل هو المستفز ويعتمد على قوته العسكرية وعلى دعم الولايات المتحدة، وعلى برطمة مؤقتة عابرة من معظم دول الاتحاد الاوروبي، وعلى خنوع النظم العربية وهذا الخلاف والانشقاق داخل الشعب الفلسطيني.
إن هذا التهديد العربي بإيصال القضية الى مجلس الأمن وكأن هذه ذروة القوة والصمود لا معنى لها، فالنتيجة معروفة والنقض الامريكي بالمرصاد. ألا يمكن هَزّ الرّسن ولو قليلا لأمريكا!! الذي يُفتقد في هذه المعركة وهو الامر الحاسم هو ثقل ووزن ودور الشعوب العربية بمن فيها الشعب الفلسطيني. لا يمكن التصديق بأن الرأي العام الامريكي والاوروبي بالذات لا يعرف القضية بحذافيرها، فهو على أتم علم بذلك، لكنه موالٍ لنظمه الى حدّ بعيد وبغالبيته الساحقة، دون أي تقليل من دور القوى العقلانية والمتضامنة مع الحق الفلسطيني هناك، فلها كل التقدير. كما لا يمكن التقليل من دور القوى الدمقراطية في المجتمع اليهودي داخل اسرائيل، لكن الغالبية ليست كذلك. وطبعا هذا التصعيد يتلاقى مع تهديدات الحرب على سوريا ولبنان وغزة وايران وتعليك الكلام حول المدّ الشيعي، فأمريكا واسرائيل لا تستثني في عدوانها لا السني ولا الشيعي ولا أي مجموعة أخرى اذا كان ذلك يخدم المخططات العدوانية لهذين النظامين. قلما توجد قضية في العالم أوضح من قضية الشعب الفلسطيني وحقه، وقلما توجد قضية مزمنة كهذه، والاعتماد على امريكا واسرائيل والرجعية هو الخطر، وهو المجرّب، وهو أساس المشكلة، فكيف يكون الخصم هو الحكَم!! وكيف يكون صانع القضية والمعني باستمرارها هو عنوان الحل.
وما لم يواكب القرارات العربية خطوات عملية ولو بالحد الأدنى- كما حدث في السابق- سيبقى الأمر على حاله
إن الانشغال بمكافحة الارهاب والخطر الايراني والخلاف الفلسطيني هو معوّقات جدية، ويجب تبني معيار واضح: كل من يقاوم الاحتلال الامريكي، والمخططات الأمريكية الاسرائيلية له كامل الحق بل الواجب مهما يكن انتماؤه الفكري وهذا ينطبق على لبنان، وعلى العراق، وعلى افغانستان وعلى فلسطين.
إن كَمّ أفواه الشعوب العربية من قبل نظم الخنوع والدمى والخيانة هو أمر مؤقت حتى ولو كان هذا المؤقت طويلا جدا. إن "التطبيع" مع اسرائيل علانية وبالخفاء " والمخفي أعظم" يدخل في خانة المكافأة للمعتدي الذي يجب ان يعاقب سياسيا واقتصاديا واخلاقيا على الأقل.
ألتمسك بالحق اللبناني ضد الاحتلال ومقاومته أدى الى نتيجة، ونقول هذا ليس حبًّا في سفك الدّم بل حبًّا في حقن الدّم. ألايام عصيبة وعلى شفا كارثة دموية والمسؤولية تقع بكاملها على امريكا واسرائيل والرجعية في العالم والمنطقة. وهذا التصعيد العنصري الفاشي يطال الأقلية القومية العربية الفلسطينية التي تعيش في وطنها وستظل فيه مهما كان الثمن، اما التلهّي بتزييف التاريخ الناصع للشيوعيين والتقدميين من أناس مفلسين فهو "كالذبابة لا تختنق بل تغثي المنافس" هو أمر مقرف ممجوج مجرّب. فالذي يعيش ويتنفس على معاداة الحزب الشيوعي، والجبهة سيجد نفسه في طريق الاضمحلال، والتجربة أكبر برهان. ألمطلوب وحدة كفاحية بالقول والعمل، بالشعار والممارسة من اجل التصدي للفاشية الزاحفة والعدوان المبيّت وحلم دعاة الترحيل الذي لن يتحقق أبدا. وعلى الجماهير العربية وخاصة الاجيال الشابة ان تشعر بكامل الثقة والمسؤولية في وطنها، وان تضع كل ثقلها ضد الانغلاق والتعصب والعنف الذي هو الثغرة الأخطر لمحاولة تمرير سياسة الاجرام السلطوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها