الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذكراة:اجتماع الكريعات

باسم العضاض

2010 / 3 / 17
سيرة ذاتية


تعود بي الذاكرة إلى ربيع عام 1999 وفي ظهيرة يوم جمعة رن جرس الهاتف في منزلي ليدعوني الى اجتماع عاجل في دار السيد مدير عام البيطرة آنذاك الدكتور فاضل عباس جاسم وهو من القلائل الذين ملء المنصب قدرة وكفاءة وللاسف تراجع بعدها المعيار ليصل الى الحضيض في تسنم مناصب الدولة العليا بسبب مبدأ المحاصصة البغيضة، وبالفعل ذهبت حيث يسكن الدكتور فاضل واستقبلني في بوابة الدار وهو بملابس عربية ، حيث كثير ما كنت أجده يقوم بأعمال الزراعة في بستان والده" رحمه الله" .... وعند دخولي غرفة الاستقبال وجدت د.محمد حسن بدي/ معاون مدير عام/ د.محسن عبد النبي خبير الشركة والمتقاعد حاليا أطال الله بعمره/ المرحوم د.علي حسون علي مدير التخطيط/ د.عماد عبد حسن مدير المختبرات/ د.امجد صادق مدير السيطرة النوعية/ وكاتب السطور مدير الصحة الحيوانية
وكان الجميع لا يعرف سبب اللقاء العاجل وما هو الموضوع الذي لا يحتمل التأجيل ليوم واحد وبعد ان اكتمل النصاب فتح السيد المدير العام ظرفا مغلقا وكان مرسل من سكرتير رئيس النظام البائد "عبد حميد حمود" ويتضمن أمر الرئيس السابق "صدام حسين" والموجه الى جميع الوزارات ذات العلاقة لا تخاذ أجراءتها كلا حسب اختصاصها ومنها وزارة الزراعة لنقل قرية الفضيلية الى منطقة أخرى هي "هور العطارية" وخلال 90 يوما بحجة التلوث الذي تسببه القرية لبغداد.... الكل كان يعرف السبب الحقيقي وراء هذه الخطوة، وهي تصاعد الأعمال الجهادية ضد مقرات حزب البعث البائد في القرية من قبل أهالي الفضيلية وإذا كان التلوث كما يدعي النظام ذلك لماذا لم يشمل ذلك قرية الذهب الأبيض شمال بغداد، ولكن لم يقم اي شخص منا بالبوح علنا بها داخل الاجتماع ... لكن الجميع اتفق ضمنيا و بدون البوح بذلك ايضا على إفشال أمر رئيس النظام والالتفاف عليه بشكل دبلوماسي هادى من دون ان يثير ذلك أركان النظام وجميع المتربصين بنا حيث كان جميع مسؤولي الشركة هم من خارج تنظيمات "حزب البعث المنحل" وهذه ظاهرة غريبة جدا اي بعد مرور أكثر من 30 سنة على تولي "البعث" مقاليد السلطة لم يستطع الدخول الى أدارة الشركة العامة للبيطرة وكانت سابقا تسمى الهيئة العامة للبيطرة.
وهكذا عملنا على الالتفاف وبطرق فنية ، حيث طلبنا تخصيص مبلغ 25 مليون دينار لإنشاء مستوصف بيطري في هور العطارية وهذا يتطلب وقت لغرض تخصيص الأرض والإحالة والتنفيذ وحصل فعلا التخصيص وباشر المهندسون المشرفون على البناء بالعمل واكتمل العمل بعد العديد من العقبات وذلك لغرض كسب الوقت... وكانت حجتنا الأخرى هي ضرورة تخصيص أراضي بمساحات كافية لبناء دور لمربي الجاموس وحظائر للحيوانات عكس ذلك سيؤدي الى بيع الجاموس والذي هو صنف نادر من الجاموس في المنطقة وتساهم هذه القرية في توفير القيمر ( القشطة) صباحا لسكان بغداد والبلد كان يمر بأقسى حصار ظالم ، حيث طرحنا احتمال ان يقوم هؤلاء المربين ببيع وجزر الحيوانات لغرض اللحم وهذه خسارة كبيرة بالإضافة الى المسائل اللوجستية الأخرى وبدأت الأشهر تمر وملف "البحث عن أسلحة الدمار الشامل" يتصاعد شيئا فشيئا وبدء النظام البائد يغرق في الملف حتى دخولنا عام 2003 ،حيث كانت التوجهات باتجاه الحرب وصيانة الجبهة الداخلية باتجاه الصمود والتصدي للمحتلين الجدد ...
وفي الأسبوع الثالث من آذار 2003 بدأت الحرب لتنتهي بعد ثلاثة أسابيع فقط حيث سقط النظام وبقيت الفضيلية وبقي الجاموس أيضا يعاني من مشاكل نقص العلف والأمراض وبقى الإنسان والحيوان يعيشان معا في نفس المساحة من دون حواجز او حظائر خاصة بالحيوان ومسكن منفصل للإنسان كما كنا نحلم به سابقا ....
وأخيرا استطيع القول كنا جميعا نعمل ضمن تنظيم مهني وطني مغلق غير مكتوب وغير معلن، هذا التنظيم لبناء الوطن ولنصرة الحق والوقوف بوجه الطغاة كافة
مع حبي وتقديري للجميع
باسم العضاض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام