الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفتاح الحكومة..أخضر!!

سعد تركي

2010 / 3 / 17
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


كنا الى وقت ليس بالبعيد نصدق خرافة أن الخط المستقيم هو أقصر الطرق بين نقطتين ، حتى اذا اصطبغت أصابعنا بالبنفسجي صعقتنا حقيقة أن الأخضر سيد الألوان وخطوطه خير الخطوط لأنه وحده(وليس سواه)أسهل الطرق وأقصرها الى الرئاسة والحكم في جنان المنطقة الخضراء..وأن الأحمر القاني لا مكان او مأوى له الا شوارعنا الغرقى بدمائنا التي لمّا تجف بعد بالرغم من كل محاولات سيارات الدفاع المدني الحمراء!!
الخطوط الخضراء وحدت خطابات ودعوات جميع الطامحين والطامعين بمكان ظليل في نعيم السلطة حين عجزت كل الخطوط الأخرى بألوانها المختلفة عن ذلك..فلا خطوط الكهرباء التي لم تجلب ضوءاً شحيحاً يبدد ظلمة ليالينا ونفوسنا استطاعت أن تجمعهم،ولا خطوط المياه التي تقطعت قبل أيام قلائل نتيجة الحفر المخفي-كما قيل لنا- نجحت في لمّ شملهم،ولا خطوط النفط المشع بالدفء لكل مقرور الا أطفال من يملكوه،ولا خطوط الدمع الجاري من أعين اليتامى والارامل والثكالى،ولا،ولا....استطاعت أن تزيل الجفوة وتضارب المصالح والاجندات بين من كانوا يسبون بعضهم بعضاً مدعين أنهم وحدهم من يمثل نبض الشارع الذي توتر وكان على شفير عودة العنف بفعل تصريحات بعضهم المتشنجة.
لعلنا ساذجون لا نعرف من السياسة شيئاً،أو لعلنا لا نفقه كيف تدار الامور في دهاليز وأقبية عواصم لها اليد الطولى في قرارات عاصمتنا المستباحة،ولم ندرك أن البنفسجي (حين أردناه طريقاً لقلوبنا البيضاء ودرباً آمنا لأحلامنا الوردية بغد آمن مشرق نغسل فيه سواد ليالينا ونفتح بوابات الوطن لنسائم الحرية لا لقوافل القتلة واللصوص)أضحى سبيلاً أخضر تزامن مع عيد الشجرة للوصول الى الكرسي المشتهى الذي يفتح مغاليق كل شيء.
يستوقفنا -رغماً عنا سؤال- ترّمل منذ أمد بعيد :أين مصلحة الوطن والمواطن في ضبابية الخطوط الحمراء والخضراء التي تقاطعت في ظل السباق المحموم والعنيد للحصول على القطعة الاكبر من الكعكة التي ما فتئت تثير اللعاب؟سؤال يستولد أسئلة لا نهائية لا تحيل أبداً الى جواب بل الى سؤال آخر يزيد الغموض حول عملية سياسية شوهاء تشبه الى حد بعيد سلحفاة عجوزا كسيحة تسابق غزالا شاباً نشيطاً معافى!!
خطوط الشارع البيضاء لن تكون ممرا ومعبرا لحلم وردي كان البنفسج عنوان بريده الذي ضاع لحظة ان طغى الاخضر على كل ما سواه من الالوان والخطوط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتشدد يتقدم في استطلاعات الرأي في بريطانيا.. والعما


.. بشأن مطار -رفيق الحريري-.. اتحاد النقل الجوي اللبناني يرد عل




.. قصف روسي على خاركيف.. وتأهب جوي في ست مقاطعات أوكرانية | #را


.. موسكو تحمّل واشنطن «مسؤولية» الهجوم الصاروخي على القرم




.. الجيش السوداني يوافق على عقد لقاء تشاوري مع تنسيقية -تقدم-