الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلالات انتخابية

نصيف جاسم حسين

2010 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تكررت عدد غيرقليل من المرات من قبل عدد غيرقليل من المرشحين والناخبين والمعلقين والأعلاميين والمواطنين، أمنية أن يكون مجلس النواب الذي ستفرزه الانتخابات القادمة افضل من مجلس النواب الحالي، وكأن الجميع اتفقوا على أن مجلس النواب الحالي هو مجلس "سيء الأداء" على اقل تقدير، مع أن جملة "سيء الأداء" هذه فيها كثير من المجاملة للمجلس الحالي فقد نحتاج الى جمل أكثر تعبيرا لوصف حال المجلس الحالي وعلى وصف مدى الاحباط الذي سببه هذا المجلس للمواطن العراقي الذي بدأت بوادره الاولى تتمثل في عدم رغبة الكثيرمن المواطنين المشاركة في الأنتخابات القادمة، ولا أريد –ولا أحبذ- الحديث عن الماضي ، ولكني أحبذ الحديث عنن المستقبل الذي امل أن يكون أقل عتمة من الحاضر، بعد أن جعلني المجلس الحالي استبعد جملة "أكثر اشراقا" لوصف المستقبل حيث أن المسرح قد أعد بنفس الديكور القديم ويقوم بالأدوار الرئيسية نفس الممثلين "غير المحترفين" مع أختلافات بسيطة في بعض مفردات النص وأختلاف "مساعدي المخرج" و"الكومبارس".
لا زلنا نسمع من أحدهم عبارات مثل "المكون" وضرورة مشاركة ال"مكون" أو" المكونات" ولا أعرف من اين أتى هؤلاء "المتكونين" بهذه التسمية التي قد تعبر عن مكونات دوائية أكثر منها للتعبير عن شرائح معينة لمجتمع ما، الغريب في الامر أن جميع دعاة "المكونات" هم من غير المرغوب فيهم في "مكوناتهم" بل قاتل الناس البسطاء دعاة "المكونات" في كربلاء والنجف والأنبار وصلاح الدين وبغداد.
ولا زلنا نسمع من بعض المسؤولين،الكبار منهم والصغار،كلام عن تقسيمهم للمجتمع العراقي على اساس طائفي، ولا زال يتمحور حديثهم في كل مناسبة حول ضرورة مشاركة "المكونات" العراقية في الأنتخابات، وكم كنت تواقا أن أسمع أحدهم وقد غير مفرداته، بعد أن غير اصطفافه من مسلم متزمت يعادي الأحتلال الى ليبرالي ديمقراطي يدعو الى ضرورة أن تمارس حكومة "الاحتلال" ضغوطا على الحكومة العراقية- التي يتبوأ فيها منصبا مهما- من أجل أعادة من شملهم قانون المساءلة والعدالة!!!
ولا زلنا نسمع عن "خطوط حمراء" و"المربع الأول" و"محاولات الانقلاب" وغيرها من مفردات المرحلة السابقة التي كان ابطالها، اعضاء مجلس النواب الحالي.
ولا زلنا نسمع ان "اصلاح الكهرباء" يمكن أن يكون برنامج أنتخابي!!، رغم أن بعض أعضاء مجلس النواب الحاليين من جعل اصلاح الكهرباء "برنامجه" في الانتخابات السابقة، ولا زالت الكهرباء تتراجع لأن "اصلاح الكهرباء" ليس هو "مربط الفرس" كما يقال.
ولا زلنا نسمع عن تزوير الشهادات الجامعية للمرشحين، وهو أمر مضحك مبكي، لأنه ينم عن توجهات مرضية تنذر بكوارث حقيقية للبلد، فما الذي سيفعله "نائب" في البرلمان كان قد ابتدأ عمله النيابي بالتزوير؟ ولا افهم لماذا لا يذكر المرشح تحصيله الحقيقي، ولماذا هذا الحرص على أن يبدو "صاحب شهادة" مع أن بعض أغلب المبدعين والمفكرين في العالم هم من غير الحاصلين على شهادة جامعية وهو ما جعل ابداعهم أكثر قيمة.
ولا زلنا نسمع عن "محاولات تزوير"، رغم أن ركائز ودعائم التزوير كان قد أوجدها مجلس النواب الحالي عبر اختيار اعضاء مجلس مفوضية الأنتخابات على أساس "المحاصصة" فكان كل مفوض في المجلس يمثل "حزبا" من الأحزاب "القوية" وكذلك الحال في أختيار مدراء المكاتب في المحافظات الى الدرجة التي لم يعين فيها مديري مكتبي الكرخ والرصافة الا بعد الأتفاق على أقتسامهما بين "المكونات" أمام مرأى ومسمع مكتب منظمة الأمم المتحدة في العراق ، والأحزاب الصغيرة التي أكتفت بموقف المتفرج-ولا زالت تصرعلى البقاء على هذا الموقف - الذي دفعت ثمنه لاحقا والذي ستدفعه في الأنتخابات القادمة ايضا.
ولا زلنا نسمع عن "شراء الاصوات" عبر توزيع "بطانيات" على الناخبين!!!- لا أعرف في ما اذا كانت البطانيات من النوع الجيد أم الرديء، أو لنفر واحد أم نفرين- قد يكون السبب أن المرشحين الحاليين، الذين هم نفس أبطال المرحلة السابقة، قد عرفوا أن سياساتهم وادارتهم للبلد قد افقدت الناس كل ما يملكون بما فيها أي شيء يقيهم برد الشتاء فأرادوا التكفير عن ذنوبهم باعطاءهم "بطانية" علهم بذلك يدخلون "الجنة" أو "مجلس النواب".
الأكثر من كل ذلك أن موجة العنف بدأت بالتصاعد منذ الأعلان عن موعد الأنتخابات، مما يشير الى دوافع سياسية وراء هذا التصعيد للعنف وكأن من يقف وراءها-من الذين يحبون المواطن، ويريدون توفير الماء والكهرباء والقيمر والكاهي له - يريد القول "لو العب لو أخرب الملعب"!!
والأكثر من ذلك ايضا –مما لا يجعلني اتفاءل كثيرا بنتيجة الانتخابات القادمة- هو أن كل أعضاء المجلس الحالي- الذي يتهم بسوء الادارة وعدم الكفاءة- هم مرشحون في الأنتخابات القادمة ويذكرون عبر اللقاءات التلفزيونية والاذاعية و"الفيس بوك" والدواوين والعزائم والولائم، انهم سيكونون أفضل من "أعضاء المجلس الحالي"!!، لا أعرف كيف يمكن حدوث ذلك، لا اعرف كيف يمكن أن يكون المرشحون من "أعضاء المجلس الحالي" افضل من "أعضاء المجلس الحالي"، ربما هي أحجية على المواطن التوصل الى حلها بمعرفته، لكنها تقود الى عدد من الاحاجي الأخرى، كيف يمكن أن نتخلص من مرض الطائفية وهناك من يتحدث عن "المكونات"
وكيف يمكن أن يكون الافضل "افضل" وهو يقود حملته الأنتخابية "خارج البلد"، وكيف ستنتهي مشاكل العراق اذا كان البعض يفكر ويعمل بالنيابة عن أطراف خارجية لها أهدافها وحروبها الخاصة؟ وكيف سينعم المواطن بالأمن اذا كان أمنه يهدد عند كل أنتخابات؟ وكيف سيبنى هذا البلد اذا كان البعض يعتبر المنصب والسلطة "كعكة" يبرر الحصول عليها القتل والتزوير والضحك على ذقون الناس، وليس تكليفا لأداء خدمة عامة تستدعي التفكير الف مرة قبل القبول بتحمل أعباءها.
لكل ما سبق لا أجد ما يحفز عندي مبررات التفاؤل بنتيجة الأنتخابات القادمة، لكني لا ادعو الى عدم المشاركة فيها، بل اقول ان على الناخب العراقي أن لا يخضع لرغبات السياسيين ودعاياتهم، بل عليه أن يختارمن يجد فيه الكفاءة والمهنية وأن لا ينظر الى طوائف المرشحين قدر نظرته الى تاريخهم ، فأن رأى في تاريخهم الخير والنزاهة ،كان بها، وان كان ممن يتكلم ب" المكونات" فسيؤدي ذلك الى هلاك جميع "المكونات".


[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على


.. رويترز: مقتدى الصدر يمهد لعودة كبيرة من باب الانتخابات البرل




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وسلوفينيا| #عاجل


.. انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب في الأردن بمشاركة 33 دولة




.. اليوم التالي للحرب في غزة.. خطة إسرائيلية وانتقادات لنتنياهو