الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَنْ نحنُ ؟!

يحيى علوان

2010 / 3 / 17
الادب والفن



أَحَقّـاً نحنُ المارقونَ على المألوفِ ؟!
مُلحـدو الوجعِ ... كُفّـارُ اليقينِ .. ؟!
كُنّـا عُـراةً ، سَتَرَنا الأهـلُ بالعِـزّةِ والكـرامـةِ * ،
نحنُ ، الذينَ سَفَحنـا الخُطى في دروبٍ وعـرةٍ ،
نجـوبُ مجاهيـلَ التجريبِ ، نستَعذبُ حلاوتـَه ؟!
لا نَـدري كيفَ نَفقَـأُ عينَ الوحشـةِ ، حتى لا نموتَ بلا شـاهـدةٍ .. !
نَتَسَمَّعُ حفيفَ نَشوَةٍ ، تَدُبُّ فينا كالخَـدَرِ .. ....
أباطِـرَةَ الأَمَـلِ ، كُنَّـا ،
فُرسانَ السرابِ ، كُنَّـا ،
حتى غَدَوْنـا نـرعـى حُلُمَـاً
في سهوبِ الأبجـديـة
وروابـي الرطانـة ،
صِرنـا كَـرادِلَـةَ التبريرِ ،
سَكِرنـا بالآتـي ، فنَسينا " الآن " ....
.................

فاتَنـا المستقبلُ فأمسكنا بِطـارِفِ "عَلَقِ" الأئمّـةِ والصالحين ،
لـمْ يبـقَ لنـا مَـنْ نَنْـذُرُه بعدَ مطاحِـنِ الأوهـام الهوجـاء ، غيرَ أَنْ نفتدي
المأفونينَ والمعتوهينَ والمُشَوَّهينَ "بالروح .. بالدم " ، علاقـةٌ مُلتَبِسَةُ التفسيرِ والتفاسير ..

أَقمارُنا تَظلَمُّ في المحاق ، تَبخَلُ على عِبـادِ الله بفضَّةِ النور ،
لا تُبقي غيرَ بُقَعِها السود - Black Spots -
سماءٌ بليـدةٌ ، لا تَشي بشيءٍ .. مثل قـدحِ ماء ،
.. أرضهـا ملأى بحُفَـرٍ ، هِـيَ فِخـاخٌ قاتِلَة ،
تُـرى لِمَنْ ؟!

لا نَـدري ، مَسوقاً بسوطِ مَـنْ ، عابِسـاً يُشرِقُ فجـرُنا ..
مُرهَـقةً من دامسٍ ، تنوَلِـدُ صباحتنا ،
نُنصِتُ لِلُهـاثِ الثوانـي ، ونَحـدو شمساً خلفَ متاريسِ المسافة ..
مـاذا نفعَلُ بندوبٍ سادِيَّةٍ ، لا تُبارِحُنـا ، كظلِّنـا ؟!
كلما إنهـدَّتِ الذاكرةُ تَعبى ، تعودُ ( الندوب ) تَنكأُ جِراحَنـا ، تَستطْيِبُ النزيف !!

* * *

تَبَّـاً لأرضٍ تَنِـزُّ نفطـاً ، وتَشِـحّ ُ على أهلهـا بالمـاء ،
أرضٌ تُفِـرِّخُ مسوخاً ، محمولـةً بعرباتٍ رباعيَّـة الدفع ،
مُـدُنٌ خـراب ، وشوارعُ مَجـدورة ،
عرباتٌ تَجُـرُّ الشيوخَ لحَتفِهم .. دونَ صهيل ،
أرضٌ شابَ أطفالهـا ، مـن ذهـولِ هزائـمَ ، بيعتْ لهـم نصـراً ..
دونَ إيصـالٍ لإرجاعهـا أو إستبدالهـا !!
أطفـالٌ يلهـونَ بالرصاصِ وعُلَبِ قنابِلَ فارغَـة ، إلاّ من يورانيوم مُنضَّبٍ ...
أرصفـةٌ تَعُـجُّ بالباعـةِ ..حتى باعـةُ "يقينٍ خاملٍ" وأمـلٍ مستخدمٍ "بايِر"!
بلا تاريـخ صلاحية ... يُفيـدُ لكلِّ زمانٍ ومكان ! مُعبئاً بعُلَبٍ أنيقـةٍ مـن "بالاتٍ حـداثيّة "!

نَتَلفَّعُ بخِزيِ أمجادِ "القحطانيين !"ملايينَ من الأرامل والأيتـام والمُعَوَّقين ،
نمتطـي إنتصـاراتٍ مهزومـةً وخـرابٍ عميـم ...
نَنتَصِـرُ في الرؤى على أعـداءٍ ، ينتصرونَ علينـا ..
نسـاءٌ تَتَقَـرَّحُ تضاريسُ أجسادهنَّ شـوقاً لِمَـنْ لـمْ ولـنْ يأتـي ،
فيروحُ الشَبَقُ ينتحِـرُ فـي أسِـرَّةٍ خاليـةٍ مـن حبيب ..
أُمَّهـاتٍ يعشنَ كَمَـداً لفَلَذاتهنَّ تَنهشُهـا المنافـي والمَهاجرِ والحنين ،
نَهمُسُ مع أنفُسِـنا ، لنتأكّـدَ إنْ كـانَ بوسـعنا أنْ نفعَلَ شيئاً يَدِلُّ علينا ...
نُقَلِّبُ " خَمـرَةً " ، عَتَّقنـاها في سراديبِ الأمس ، فلا نستسيغُهـا ...
نصـوغُ كلامـاً عشـوائياً ، كالقصفِ المدفَعِـيِّ ..
لُغـةٌ زَلِقـةٌ .. حَمّـالةُ أوجـه ... نَستهجِنُ تفسيرَها بما لا نشتهي !
........................

مَـنْ يَـدري ؟
قـدْ تكـونُ أخطاؤنا الكثيـرة ، هي التي أنقذَتنـا ، غيـرَ مَـرَّةٍ ، لأننـا إرتكبناهـا ، كَسَـهمٍ طائشٍ ، بتوقيتٍ خاطيءٍ .. !
مِثل موجـةٍ ، تَـرتَجِـلُ رعونتَها بعفَوِيِّـةٍ ، دونَ تخطيطٍ أو إصـرارٍ مُسبَقٍ على مَحـوِ قصَصِ الرملِ وقِلاعـه .. !
صحيـحٌ أنَّ الخروجَ من "دورةِ الحيـاءِ " ، ليسَ كالدخولِ إليهـا !!
لكنْ ، مـاذا سنفعَلُ مـعَ مَـنْ لا يُريـدُ أَنْ يسفَحَ قَطـرَةَ نَـدَمٍ واحـدةٍ ؟!
........................
........................

مُنذُ كلكامش ، كُنّـا نبكـي غُربتنا ..
في " الداخِلِ!" ، جَفَّتْ مـآقي "البعض" من بكـاءِ غُربـةٍ ، مُقيمــةٍ كالآفـةِ ...
كـلٌ لـه غُـربتـه ، دونَ تَنَطُّـعٍ أو مُزايـداتٍ !
إذنْ .. " نحـنُ مُتسـاوون "!!

* مُفرداتٌ تستسلمُ أمامهـا المعاجِمِ ، لأنها عَصِيَّـة على التوصيف ، مثل الله والشرف والعار،
لذلكَ لا جَـدوى من البحثِ عنهـا في قاموسِ "الليبراليينَ المُحدَثين !"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا


.. كل الزوايا - د. محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والسياحة يتحدث




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -شقو- في العرض الخاص بالفيلم..


.. أون سيت - هل ممكن نشوف إيمي معاك في فيلم رومانسي؟ .. شوف حسن




.. حول العالم | لوحات فنية رسمتها جبال الأرز في فيتنام