الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطبة لاذعة ............ضد رجل نائم

البتول الهاشمية

2004 / 7 / 18
الادب والفن


خطبة لاذعة ............ضد رجل نائم
أين أنت يا هذا ..حدد موقعك وسط عالم مجنون لا يفهم إلا لغة الأمكنة ...حدد منطقتك فوق خريطة هلامية.... فوق خشبة مسرح لا مكان فيها للكومبارس ...أين أنت من المدنية ...أين أنت من الحداثة والعولمة ...أين أنت من آلاف المطبلين للحرية ...أين أنت من هم
يربون القرود ..وتنام الكلاب في أسرتهم وان ضبطوك تسوق جملا لتطعمه فويلك أيها المتخلف
يكتبون أسماء مطربيهم على رؤوسهم ..ويتفننون بقص شعورهم ويتباهون بارتداء الثياب الممزقة باسم الأزياء وحرية كل فرد في اختيار زيه وان ارتديت أنت عمامتك وجلبابك فيا أيها الرجعي المتحجر
تسير زوجاتهم شبه عارية لا تسترها إلا مظلة الحداثة وان غطت زوجتك رأسها فاللعنة عليك أيها المتعصب
قطعوا مئات الأميال إليك وزحفوا بجحافلهم وقنابلهم وطائراتهم إلى أرضك واستباحوا نفطك وتراثك وفكرك وان جربت أن تشهر في وجههم بندقيتك القديمة أو ترميهم بحجر فالموت لك أيها الإرهابي
يقتلون الأطفال ويعتدون على النساء وان أطلقت نارك على كلب مسعور اعترضك ليلا فجمعية الرفق بالحيوان تنتظرك بألف تهمة وقضية
بنوا آلاف المعتقلات وابتكروا أحدث أدوات التعذيب وآلاف من حانات الدعارة والقمار والخمر وان حاولت أن تبني مسجدا فماذا تريد أيها المتعصب
كنت رضيعا في حضن أمك تنتظر منها أن تلقمك ثديها لتقبل عليه بنهم ..ومرت السنين وجاءوك بألف ثدي وثدي فمن سيارات فارهة إلى فنادق عائمة إلى دور للترفيه والألعاب ومازلت أنت الرضيع نفسه الذي ينكب على الحليب, ثم صرت صغيرا تستمتع بحكايات الجدة عن الفانوس السحري ورحلة أليس في بلاد العجائب وماتت الجدة ومازلت تبحث عن واحدة جديدة لم تعد الجدة هدفك منذ صرت تبحث عن الحكاية وها قد اتو إليك محملين بآلاف الحكايا ..فقصة للديموقراطية وأخرى للحرية وثالثة للتنوير وما زلت ذلك الصغير الذي يرفض أن يكبر على الحكاية التي يسمعها قبل أن ينام فيما يهندسون هم لك كل ما حولك لتستيقظ كل صباح وتجد كل شئ جاهز
وصرت طفلا يحاول آن يكتشف الأشياء من حوله فخافوا على أثاث المنزل من يداك فصار يرهبوك بالغول القابع خلف النافذة والوحش القادم من المطبخ لتركض إلى خلف ظهر أبيك وهاهم اليوم حاؤك بألف ظهر وظهر وما زلت ذلك الطفل الذي يخشى أن يبحث ويكتشف وترهبه وحوش وغيلان تنتظره بعد أن نسجوا لك آلاف الحكايا بغير أن تمل من الخوف أو التصديق
ماذا بقي لك لتخاف عليه
ماذا تركوا لك لتتمترس خلفه
أي خندق هذا الذي تعتقد انه قادرا الآن على حمايتك
لماذا لا تريد أن تفهم أنهم لم يسرقوا مالك بل قدمته لهم ولم يغتصبوا أرضك بل أنزلتها في المزاد الذي رسي عليهم وهم لم يحاصروك بل أنت الذي شرنقت نفسك ..لسنا ضدك في أن تحلم ولكن بأعين مفتوحة ترصد ما حولها ..أما إذا كنت مصرا على لعبة الأحلام القديمة فعليك أن تتحمل نتاج المقامرة ..ونحن معك في أن أحدا لا يملك الحق في أن يمنعك من أن تنام لكن أيضا لا يحق لك أن تستنكر على التاريخ الأحداث التي وقعت وأنت نائم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07