الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صالب ومصلوب

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2010 / 3 / 18
الادب والفن





كأحد أفراد الأسطورة الهومرية ، فضلت البقاء مع آكلي اللوتس ..
أمضغ اللوتس ، وأنسى الوطن ..
وطني السماوي .
وجدت نفسي حيث كرسي الشيطان ،
الذي أخذ يعرّيني من كل شيء :
يعرّيني من محبة الله ، ويربطني بمحبة العالم ، ويجلدني بالسقوط في الخطية !
يعرّيني من التواضع ، ويربطني بالكبرياء ، ويجلدني بحب الظهور والسيطرة !
يعريني من المحبة الإنسانية ، ويجلدني بجلدات الإساءة للآخرين !
كل جلدة من هذه الجلدات :
تترك في النفس جروحاً عميقة ،
وعبودية أكثر للخطية في خضوع لا ينتهي .
وبكل شيطانية ،
سلمني لأصلب على صليبه المؤرّخ للعار، والخزي ..
سَيّرني على درب بابل الملعونة ،
تصطدم قدمي باشواكها الحادة في كل خطوة من خطواتي البائسة ..
فإذا بشوك النجاسة يمزّق ثوب طهارتي .
وشوك الأماكن الشريرة يُجرّح رجلي ،
ويدميها .
وشوك أعمالي الرديئة يمزق يدي ، ويجعلها عاجزة عن فعل الخير .
وشوك المناظر النجسة ،
يُجرّح عيني ،
ويفقدها بصيرتها الروحية ؛
فلا ترى نور القداسة .
،...،...،...
وفي لفتة إلهية أعظم من أي حلم ..
هناك فوق رابية الموت ،
خارج أسوار الحياة ،
أُعطيت قلب ومشاعر ديماس ، الذي اشتهى الفردوس ..
فرأيت يسوع مثخناً بالجروح ،
نازفاً في حبه لي ..
اصغيت إلى روحه التي تكافح معي ؛
وتجاوبت مع ذراعيه الممتدان نحوي في ملء نعمته الفياضة الغنية ،
وصرخت بصوت عظيم :
كفاك أيها المصلوب جرحاً مني ..
أريد أن أتبعك ،
وأحمل صليبك كسمعان القيرواني .
ولكن هذه المرة بإرادتي النابعة من حبي .. لحبك .
معك أصعد جلجلتك بعزم وإيمان ،
مستجيباً ببسالة لهذه الدعوة إلى القداسة ،
محتملاً الألم بجد وإجتهاد حتى النهاية ،
من أجل الوقوف ضد العالم الشرير الذي يسبيني .
وبشجاعة المؤمنين بك ،
أطلب صارخاً :
سمّر خوفك في قلبي ؛ كي لا أخطيء إليك .
سمّر يديّ ؛ كي لا تصنعا الشر .
سمّر رجليّ ؛ كي لا تذهبا إلى مكان أنت لست فيه .
سمّر فكري ؛ كي لا يفكر إلا فيك .
سمّر حبك في قلبي ؛ كي لا يحب غيرك ..
ويحب كل الذين أحببتهم إلى المنتهى .
ثبت حبي فيك .
ثبت إيماني فيك .
ثبت نظري فيك .
ثبت آمالي فيك .
ثبت وداعتك واتضاعك في قلبي ؛
كي لا أرتفع من فرط الكبرياء ، والغرور ..
،...،...،...
في الأمس كان صليبك ثقيلاً ..
أنفر منه ، وأثور ..
واليوم ،
بقوة نعمتك ،
أنضم إلى أسرتك : راضياً ، مرضياً .
وأسير في قافلة المصلوبين ،
وقد أضحى لي صليبك :
منهل الرجاء ، والتعزية ، والسرور ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يبدو أن كاتب المقال لم يطلع على بعض الفديوات
عبد الرحمن ( 2010 / 3 / 19 - 07:11 )
يبدو أن كاتب المقال لم يطلع على بعض الفديوات المهمة جدا في يوتيوب وهي موجودة في قناة تلفزيونية اسمها في يوتيوب

anashkhss

www.youtube.com/anashkhss

اخر الافلام

.. عمرو الفقي: التعاون مع مهرجان الرياض لرعاية بعض المسرحيات وا


.. ثقافة البرلمان تشيد بتفاصيل الموسم الثاني لمهرجان العلمين وت




.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك


.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا




.. فيلم عن نجاحات الدورة الأولى لمهرجان العلمين الجديدة