الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برامج الخصخصة مصلحة راسمالية

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 7 / 18
الحركة العمالية والنقابية


حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل بقيادة اريئيل شارون تواصل توجيه الضربات القاسية الى جمهور العاملين ونقاباتهم ، من خلال البرامج التي يقوم بتنفيذها وزير المالية بنيامين نتنياهو المعروف بمواقفه التي يحاول فيها تقليد التاتشرية(نسبة الى مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا ) وغيرها من أفكار الليبرالية الاقتصادية الجديدة .....لقد أصبح معروفا للجميع أن سياسة هذه الحكومة تنساق مع مصالح القوى الرأسمالية المحلية والعالمية ، من خلال ما تقوم به من خطوات حثيثة تسير بها على درب دعم أصحاب رؤوس الاموال على حساب الاكثرية الساحقة من الجمهور .

حكومة شارون – نتنياهو تستغل الضياع الفكري لدى الجمهور الاسرائيلي لتمرير مآربها الاقتصادية هذه وسط اثارة غبار معارك الوضع الامني ... والخطر الناجم عن ذلك لتصفية املاك القطاع العام لصالح الحلفاء الرأسماليين المحليين وغيرهم من القوى الرأسمالية العولمية .... وضمن ذلك تقوم بتصفية قطاع الطاقة والمياه والمواصلات ...وحتى التعليم بالاضافة الى القطاع الصحي والجامعي ...والشعار الديماغوغي الذي يرفعة وزير المالية في هذه الحكومة نتنياهو هو ، أن المنافسة تؤدي الى تخفيض الاسعار ، وأنه حان الوقت الى أنهاء سيطرة الكارتيلات على مرافق اقتصدية ، وأن الحكومة ومعها الدولة ليس من تخصصها ادارة شركات اقتصادية ، بل الرأسماليين في القطاع الخاص..؟؟؟!!!!!

ضمن برنامجه هذا قرر أن يباشر بخصخصة الموانىء البحرية في كل من حيفا وأشدود (اسدود) وايلات (أم رشرش) وكخطوة أولى لذلك أعلن عن الغاء " سلطة الموانىء البحرية " التي تقوم بادارة هذه الموانىء من قبل الحكومة وتأسيس ثلاث شركات تعمل كل على انفراد "كخطوة اولى نحو الخصخصة " .... نتنياهو يحظى بدعم كبير من قبل رئيس الحكومة شارون والوزراء الآخرين ومن أجل "اقناع الجمهور " قام بحملة اعلامية في وسائل الاعلام مدفوعة التكاليف التي بلغت تكاليفها أكثر من مليون دولار حتى الآن نشر ضمنها معطيات وهمية مثل "خصخصة الموانىء ستؤدي الى تخفيض سعر الشاي الذي تشربوه" ....وغير ذلك من الاضاليل الغير مدعومة بالارقام والحقائق ، لدرجة أن عدد من الخبراء الحياديين قاموا بتوجيه الانتقاد اللاذع لهذه المقولات الديماغوغية ... الا أنه والحكومة التي يقودها شارون يواصلون خطواتهم هذه بلا هوادة .

الحملة التي تقوم بها قوى الرأسمالية على القطاع العام من خلال ممثليها في الحكومات المختلفة تتواصل في العديد من الدول ونحن نعلم أن هؤلاء الممثلين يقدمون أملاك القطاع العام على طبق من ذهب الى الرأسماليين الذين" يردون الجميل" لاصحابه لان أرباحهم من عمليات الخصخصة تبلغ مليارات الدولارات دون أي مجازفة أو عناء ... حكومة شارون تدعي أن الموانىء البحرية وعمالها في اسرائيل يفقدون النجاعة والاسعار عالية للتجار ... ومنهم للمواطنين ... بسبب تكاليف التفريغ والشحن للحاويات ، أي التكاليف عالية ؟؟!! مثل هذه المقولة تثير العجب والاستغراب ، لأن من يحدد الاسعار الادارة وليس العمال ، والادارة كما نعلم تمثل الحكومة وليس العكس .لماذا اذن لم يقم الوزير نتنياهو ومن يمثله بتخفيض الاسعار " ليخفض سعر الشاي "؟! عندما حاول العمال في هذه الموانىء بواسطة لجانهم ونقاباتهم الدخول في مفاوضات لضمان حقوقهم وأتعابهم في ظل التغييرات التي قررتها الحكومة تعرضوا الى حملة شعواء من قبل نتنياهو وكورسه المدعوم من رئيس الوزراء شارون ....وصدرت التهديدات يوميا للعمال بأن الحكومة ستلجأ الى تشريع قانون اذا لم يوافقوا على الشروط التي يمليها لهم الطاقم الحكومي المفاوض ... أي حاولوا اضفاء أجواء ارهاب دكتاتوري على العمال ونقاباتهم ... ورافق هذه التهديدات حملة اعلامية حظيت بدعم وسائل الاعلام التي يسيطر عليها أصحاب رؤوس الاموال .... وقامت عدد من الصحف بتسطير افتتاحيات ذات لهجة تهديد غير محدود للعمال وأن الخطوات الاحتجاجية (تشويشات في العمل) ستؤدي الى تكبيد الاقتصاد الاسرائيلي الخسائر الفادحة ...وأن ذلك سيؤدي في المحصلة الى فصل عمال من مصانع أخرى وزيادة عدد العاطلين عن العمل ...(صحيفة هآرتس مثلا) الهدف من هذا التحريض الاهوج هو دق اسفين الخلاف ما بين العمال أنفسهم من جهة وبين الجمهور عامة من جهة أخرى ، وفي هذا الامر تبدي حكومة شارون براعة منقطعة النظير ... أي عملية قلب الحقائق مثلما هو الامر في القضية السياسية مع الفلسطينيين ..

الامر الاكثر غرابة ما صدر عن الوزير مئير شطريت الذي كلفه شارون مؤخرا بتولي حقيبة وزارة المواصلات - بعد اقالة/ استقالة وزراء اليمين المتطرف من الحكومة - حيث أعلن أن حكومة شارون اتخذت الاحتياطات الكافية لضمان وصول البضائع الى المستوردين وتصدير الصادرات من خلال توقيع اتفاقيات مسبقة مع ادارة الموانىء في كل من بور سعيد في جمهورية مصر العربية وفي ميناء العقبة في المملكة الاردنية الهاشمية ..(أطلق على هذا الاتفاق البرنامج السري للحكومة من أجل كسر الاضراب). وبذلك " لن يتمكن العمال ونقاباتهم من كسرنا في هذه المعركة " على حد تعبيره ...اذا كانت هذه الاقوال صادقة ، السؤال الكبير الذي يطرح نفسه ، لماذا هذا التعاون المصري الاسرائيلي الاردني يا ترى ؟؟؟ الذي يهدف الى تمرير مشاريع الخصخصة التي أقرتها حكومة شارون – نتنياهو – لبيد والتي تهدف أيضا الى تمكين حكومة شارون من كسر وحدة العمال في هذه الموانىء ونقاباتهم ... كنا نتوقع من المسؤولين في مصر والاردن الا يساهموا في هذا الهجوم الرأسمالي الذي يخدم طبقة الاغنياء على حساب الطبقة العاملة ... لان ضمان عملية الاستيراد والتصدير عبر الموانىء العربية يؤدي الى اضعاف الموقف الكفاحي الذي يخوضه عمال الموانىء البحرية في اسرائيل ضد سياسة الخصخصة الرأسمالية وضد الاستغلال ...
الاتحاد العالمي العام لعمال النقل البحري (ITF) ومقره لندن أصدر بيانا في (15/7/2004) توجه فيه الى عمال ميناء ليماسول في قبرص والى لجنة عمال ميناء العقبة في الاردن دعاهم الى رفض أي توجه لتفريغ أو تحميل سفن كان من المفروض أن تصل الى الموانىء في اسرائيل لعدم ضرب نضال زملاءهم وعلى الفور أصدر عمال ميناء ليماسول في قبرص بيانا أعلنوا فيه أنهم لن يفرغوا أية حمولة لسفن كان من المفروض أن تصل الى الموانىء الاسرائيلية وبذلك لن يكسروا اضراب العمال في اسرائيل ، وأعلن الاتحاد (يضا تصريحا صادر عن النقابي الاردني مازن المعايطة رئيس اتحاد عمال الاردن أن عمال ميناء العقبة لن يساهموا في كسر اضراب عمال الموانىء في اسرائيل . وقال الناطق بلسان الاتحاد سام داوسون في البيان :" اننا سنبذل كل ما في جهدنا من أجل منع كسر الاضراب ومن أجل التعبير عن دعمنا لأضراب العمال في اسرائيل .نضال عمال الموانىء في اسرائيل هو نضال جميع عمال الموانىء في العالم ، لأن الخصخصة والغاء اتفاقيات العمل الجماعية هو جزء من سياسة الحكومات المحافظة في جميع أنحاء العالم ".هذا البيان يؤكد عدم صحة أقوال الوزير شطريت .........أو بعضها .......

عندما شعر نتنياهو ومعه رئيسه شارون أن العمال يقفون بوحدة كالسد المنيع ضد برامجهم التي تخدم القوى الرأسمالية في اسرائيل وخارجها ... تركوا طاولة المفاوضات وقاموا باعداد مشروع قانون ينفذ برامجهم نحو خصخصة الموانىء طرح خلال يومين في البرلمان وحظي بأكثرية كبيرة لقوى اليمين السياسي – الاقتصادي والاجتماعي ... وبعد اقرار القانون قرر العمال تصعيد التشويشات في عمل الموانىء وتعطيل (75%) من العمل . وفقا للقرار الذي أقرته محكمة العمل .... الاتحاد العام لنقابات العمال في اسرائيل (الهستدروت) قرر تصعيد الاجراءات التي ربما تصل الى الاضراب العام لاحقا .. خاصة وأن البرامج التي تطرحها حكومة اليمين بقيادة شارون لا تبشر بالخير للعاملين والشرائح الضعيفة في المجتمع .....القرار بتصعيد الخطوات الكفاحية هام جدا ... لكن الامر الغريب أن الاكثرية الساحقة من المظلومين في المجتمع الاسرائيلي ما زالوا يتوهمون أن هذه الحكومة هي المنقذ لهم بحربجيتها العدوانيه ومواصلة النزيف اليومي من جسد الشعب الفلسطيني من خلال العمليات العدوانية التي تمارس ضد الاطفال والنساء والشيوخ والشباب والبيوت والاشجار والاراضي وعملية بناء الجدار الفاصل .....كل ذلك تكرسه حكومة شارون من أجل تمرير مشاريعها للخصخصة وضرب حقوق العمال والتنظيم العمالي النقابي والغاء اتفاقيات العمل واستعمال اسلوب تشريع قوانين لالغاء الحق بحرية التنظيم النقابي خلافا لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية المعتمدة على هذه الاتفاقيات ... معركة عمال الموانىء هذه ضد الخصخصة هي محاولة جادة من أجل الكشف عن الوجه الحقيقي لهذه الحكومة التي تشكل خطرا جادا على مستقبل المواطنين اليهود والعرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب كلية لندن للاقتصاد يعتصمون لمقاطعة الشركات الإسرائيلية


.. الوزيرة هالة السعيد: 80% من القوى العاملة في مصر بيشغلها الق




.. رسالة تحذير وراء إضراب الأطباء قبل أيام من الانتخابات البريط


.. لماذا ترتفع معدلات البطالة في صفوف الشباب؟




.. فلسطينيون يشيعون ثلاثة من عمال الدفاع المدني قتلوا في غارة إ