الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتكف غرابين البعث عن النعيق الحلقة الاولى

حميد غني جعفر

2010 / 3 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لتكف غرابين البعث عن النعيق
الحلقة الاولى


ربما يمكن القول أن الوقت قد حان لكشف الحقائق أمام الأجيال الجديدة ،لا سيما أجيال السبعينيات والثمانينيات وما بعدها ، والتي ظللتها الدكتاتورية الفاشية المستبدة من خلال تشويه وتزوير التاريخ وقلب الحقائق على مدى أربعة عقود من الزمن ، نقول حان الوقت لكي تعي هذه الأجيال مسؤوليتها وواجبها وموقفها من بناء مستقبلها ومستقبل بلادها ، وتتبصر موقفها جيداً من أولائك الذين دمروا مستقبلها ومستقبل بلادها ، وقد أغرقوا الشبيبة والشعب كله ببحر من الدم ، وكانوا عونا للأجنبي وأداة طيعة لتنفيذ مخططاته في أغتيال ثورة الرابع عشر من تموز عام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين التحررية ، واليوم عادوا مع الأحتلال ليركبوا موجة الديمقراطية الليبرالية ويتصدروا مواقع ومركز المسؤولية في الحكومة أو البرلمان على أنهم قادة وسياسيون ، وهم في واقع الحال ليس سوى مرتزقة وصعاليك وخدم أذلاء للطاغية نزيل مزابل التاريخ ، وهؤلاء الأراذل يدافعون اليوم عن الطاغية ونظامه الفاشي الدموي ، لذا فإن من الواجب على كل الوطنيين الشرفاء المخلصين والمضحين من أجل بلادهم وشعبهم فضح وتعرية هذه النكرات ذات الوجوه الكالحة التي طفت على السطح بعد التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة كجثث حيوانات نافقة ، وذلك لقطع الطريق عليها في الوصول إلى البرلمان والسلطة بأثواب جديدة ، لأن وصول مثل هذه العناصر الأنتهازية إلى مثل هذه الأماكن والمسؤوليات سيكون بمثابة الكارثة الكبرى على الشعب العراقي ، لأنهم العقبة والصخرة الكأداء أمام أي تطور أو تقدم لاحق لصالح شعبنا وبلادنا .
إن هؤلاء بلا أدنى حياء يتحدثون بلا وازع من أخلاق أو ضمير ، جهلة ومتجاهلين لحقائق التاريخ ، ديدنهم الكذب والتظليل وقلب الحقائق بهدف التغطية على ماضيهم المخزي ، وجرائمهم البشعة بحق أبناء شعبنا العراقي لاسيما الشبيبة ، ففي الوقت الذي يتوجب فيه على كل الشرفاء من الوطنيين رص الصفوف وتوحيد كل الجهود الخيرة والطاقات الشريفة من أجل وحدة الكلمة والموقف الوطني الغيور بأتجاه تعزيز المصالحة الوطنية الحقيقية ، ومن أجل جلاء قوات الأحتلال عن أرض بلادنا الحبيبة ، وأستعادة السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة ، والعمل على إعادة بناء العراق الجريح الذي دمرته حروب الطاغية وبطانيته من أمثال هؤلاء المرتزقة الذين ما زالوا في حقدهم يعمهون ، يحاولون اليوم أن ينكأوا جراحات الماضي وخلق الحزازات ( وليس هذا من الوطنية بشيء ) سوى خدمة لأعداء شعبنا من المحتلين والسائرين في ركابهم ، وكان على صالح المطلك ومن قبله المشهداني وغيرهما من الأفاقين الدجالين أن يطأطأوا رؤوسهم أمام العراقيين حياءً وخجلاً لأنهم كانوا في يوما ما في صفوف حزب البعث وشاركوه ( لا سيما المطلك ) جرائمه التي يندى لها جبين كل شريف ، لا أن يتباكوا على سيد نعمتهم ، ويحاولوا تضليل الأجيال من خلال المساواة بين البعثيين الدمويين وبين الضحايا من الديمقراطيين والشيوعيين ، وأتهام الشيوعيين بأعمال السحل بالحبال ، فالمساواة بين البعثيين كمجرمين قتلة وبين الشيوعيين كمناضلين ومضحين من أجل قضية شعبهم ووطنهم يعد كفراً بكل القيم والمقاييس وموتاً للضمير ، ولكن من أين للمطلك والمشهداني مثل هذا الضمير وهذه الأخلاق ، إنهم ومن على شاكلتهم لو تجردوا لحظة واحدة عن عمى مصالحهم الشخصية كمرتزقة لأدركوا ( مع أنهم يدركون هذا فعلاً ) أن الشيوعيين ليس من شيمتهم وأخلاقهم القيام بمثل هذه الأفعال المنكرة ، وأنهم أنبل وأرفع شأناً من هذا المستوى ، ولكن هؤلاء الأفاقين قد تربوا على مبدأ حزب البعث ( أكذب .. أكذب .. أكذب .. حتى يصدقك الناس ) ، لذا نجد أن من الضروري اليوم وأنطلاقاً من الواجب الوطني والمسؤولية الأخلاقية علينا كشف الحقائق أمام الأجيال وإطلاعها على السجل المخزي للبعثيين منذ 14 تموز عام 1958 وحتى اليوم لتفهم وتعي هذه الأجيال الحقيقة كاملة ، ولكي يتسنى لها أتخاذ الموقف الصحيح والمناسب من حزب البعث الإرهابي العصاباتي ، دفاعاً عن مستقبلها ومستقبل بلادها ، ولكي تعرف أيضاً أن البعث لم يجلب لها وللوطن سوى الدمار والحروب الكارثية وأنهار من الدماء وهتك الأعراض وأحتلال بلادنا من جديد منذ عام 1963 وحتى رحيل رموزه الى مزبلة التاريخ ، ولتعلم الأجيال أن الحزب الشيوعي العراقي لم ولن يمارس هذه الأعمال المنكرة لأن مبادئه الإنسانية السامية تترفع عن مثل هذه الممارسات الطائشة المرفوضة والمدانة والتي صدرت من عامة الجمهور ، وليس من جمهور وقواعد الشيوعيين ، والتي اندفعت بعواطفها الناجمة أساساً عن ردود فعل على تصرفات وأفعال البعثيين ودعاة القومية الزائفة ، من خلال الاعتداءات والأغتيالات اليومية ، فضلاً عن التآمر على ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وهذا ما يشهد عليه كل أبناء ذلك الجيل وصاحب هذه السطور أحدهم الذين عايشوا تلك الأحداث واكتووا بنارها ، وها هي شوارع بغداد وباقي المناطق والمدن شاهدة على تلك الأفعال والجرائم الشنيعة التي لم تجلب للبعثيين ودعاة القومية الزائفة غير حقد وغضب الجماهير ونقمتها ، من هنا ظهرت تلك الأفعال المرفوضة والمدانة من الحزب الشيوعي العراقي ، فالحزب لم يستطع السيطرة على الجماهير عموم الجماهير المختلفة المشارب والأتجاهات والأرادات والتي هي بعيدة عن توجيهه وتوجهاته ، وكبح جماح عواطفها المتأججة في دفاعها الشرعي عن الثورة وإنجازاتها الكبرى ضد أعدائها من البعثيين والقوميين المزيفين ، لكن المطلك والمشهداني ومن لف لفهم من أعداء الشيوعية جعلوا من تلك الأفعال المدانة والتي أستنكرها الحزب الشيوعي في حينها وما زال يدينها ويتبرأ منها ، وجعلوا منها كقميص عثمان للطعن بالشيوعية ، وذلك لغاية في نفس يعقوب ، وخير دليل على ما نقول على كذب وبهتان تلك الأتهامات والأباطيل هو أعتراف أحد قادتهم السابقين وهو حسن العلوي الذي تحدث في برنامج ( شهادات حرة ) من على قناة الحرة الفضائية ، حيث كشف الكثير من الحقائق عن جرائم البعثيين وسوء أخلاقهم ، ومن بين تلك الحقائق التي ظلل بها البعثيون الأجيال عملية إحراق المصحف الشريف ، وحتما أن المطلك والمشهداني ومن لف لفهم قد شاهدوا وسمعوا شهادة العلوي أمام الرأي العام ، حيث قال ( إن إحراق المصحف الشريف كان بتوجيه من قيادة الحزب لغرض اتهام الشيوعيين به ) ، هذه هي شهادة العلوي على منهج وعقلية وتصرف حزب البعث ، فبعد كل هذا نقول أن من يقوم بمثل هذا العمل أللأخلاقي المشين لا يصعب عليه اتهام الشيوعيين بشتى الاتهامات والأباطيل ، فمن لا يستحي يفعل ما يشتهي حسب القول المأثور ، فالسحل بالحبال من شيمتكم أيها البعثيون فأسياد نعمتكم قد دفنوا الوطنيين الشرفاء وهم أحياء في المقابر الجماعية ، وهم أنفسهم الذين أبادوا شعب العراق بالأسلحة الكيماوية ، ومن هذا نقول للمطلك والمشهداني ومن على شاكلتهم إن للتاريخ لسان ، ولسان حال التاريخ هم أبناء ذلك الجيل الذي عاصر تلك الأحداث الدامية ما بعد ثورة 14 تموز عام 1958 ، التي سنواصل الكتابة عنها في مقال آخر ، وسنوضح ما مقدار وحجم المطلك والمشهداني قبل سقوط سيدهما ، وسنبين للمطلك كيف كان عضو فرع وحصوله على الأمتيازات ، ومن ثم تم تنزيله إلى عضو شعبة ، ومن ثم طرده من حزب البعث ليصبح وكيلاً لأعمال ساجدة طلفاح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر وتقدير
عمار الاسدي ( 2010 / 3 / 19 - 19:42 )
شكر وتقدير الى حضرة السيد حميد غني جعفر وذالك لاعادتة نشر الحلقة الاولى من حلقات (لتكف غرابين البعث عن النعيق وذالك بعد كل الاشكالات التي حدثت في الحلقة الثانية ولبيان هوية الناشر الحقيقية واكرر شكري الى السيد حميد مجددا

اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة