الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدس فوق عرش الإشتباك

فاطمه قاسم

2010 / 3 / 18
القضية الفلسطينية


تعود القدس هذه الأيام إلى موقعها الأصلي ، احد ابرز عناوين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وابرز قضية للعرب والمسلمين في تحدياتهم الراهنة ، حيث تواجه المدينة المقدسة بميراثها المسيحي والإسلامي اعنف جولة من جولات الاستيطان والتهويد على امتداد الستين سنة الأخيرة .
وهذا الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل حاليا والذي يتزعمه بنيامين نتنياهو يستحضر اليوم كل ما في يده من أسلحة للفوز في هذا الاشتباك الدموي الواسع ، والفوز عند الاسرائيلين يعني شيئا واحدا فقط هو القدس يهودية ، القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل ، القدس ليس فيها أي مكان لأهلها وأصحابها منذ ألاف السنين من العرب مسيحيين ومسلمين على حد سواء .
وفي هذا الاشتباك العنيف والدموي يستخدم الاسرائليون كل أسلحتهم بدون استثناء وأول هذه الأسلحة هو السلاح الديني المكون من الأساطير المزعومة بكل تفاصيله ، كما حدث يوم الثلاثاء الماضي عندما افتتح الإسرائيليون وسط حشد عسكري وديني ودعائي وامني كنيس الخراب في البلدة القديمة ، بقبة اعلي من غيرها التي اشتهرت بها المدينة ، تنفيذا لنبوءة من جنس الخرافات كانت قد ظهرت قبل ثلاث مائة سنة تقول بان بناء كنيس الخراب ، يسبق بالضرورة بناء الهيكل الثالث المزعوم .
المقدسون ، كان الله في عونهم ، ومعهم شعبهم الفلسطيني داخل الخط الأخضر ، وفي مواقع متعددة في الضفة الغربية وداخل قطاع غزة ، واجهوا بصدورهم وبأيديهم هذا الاعتداء الواسع، وهذه المواجهة تمت بفعاليات شعبية سلمية وكان ابرز ما فيها أنها أزاحت القناع عن وجه الاحتلال الإسرائيلي وأظهرته على حقيقته بأنه وجها بشعا مملوءا بالحقد والخرافات ومعتمدا على عربدة القوة والكراهية .
المقدسون حماهم الله ومعهم شعبهم يواصلون الفعاليات في ساحات المواجهة في قلب القدس وفوق أرضهم الفلسطينية كلها ، ولا لوم عليهم ، فهذا واجبهم إزاء وطنهم ، ولكن في الطرف الأخر هذا الحشد الهائل من القوة لدى الاسرائيلين ، تتجمع كل قوة وإمكانيات اليهود في العالم وكل قوة وإمكانيات حلفاء إسرائيل في العالم ، ومن هنا تأتي الإشكالية ويحدث الاختلال الكبير ل، لأنه في ه المعركة ، معركة الحفاظ على القدس فلسطينية عربية إسلامية ، فان الفلسطينيين وحتى هذه اللحظة هم وحيدين أو شبه وحيدين تلك القوى العربية والإسلامية القليلة جدا التي تتحمل العبء معهم ، فأين هو الآن بقية النظام الإقليمي العربي ، وأين بقية العالم الإسلامية ؟ مع العلم أن بعض أطراف النظام الإقليمي العربي ، وبعض دول العالم الإسلامي لم نراها تفعل شيئا في السنوات الاخيره سوى العزف على وتر الانقسام الفلسطيني ، وتغذية هذا الانقسام لكي يبقى ويستمر ليزيد الوضع خطورة ،
تحية للقدس التي يهب شعبها الفلسطيني مدافعا عنها بكل ما يخزنه لها من عزيمة وإيمان مجددا الثقة بان القدس ستبقى كما كانت دائما عنوانا بارزا من عناوين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأنها تمثل ابرز ملامح مشروعنا الوطني والذي يقوم على ثابت إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، والذي اجمع عليه العالم في كل قراراته ومحطاته ، والذي تحاول إسرائيل تقويضه من خلال تقويض عملية السلام نفسها ، ومن خلال الدفع باستفزاز كبير لفتح جحيم الحروب الدينية ، ومن خلال الاستهانة برؤى ومصالح الآخرين وعلى رأسهم حلفاءها الذين ضمنوا لها على امتداد الوقت تفوقا عسكريا وامنيا ، وضمنوا لها االامن والحياة ، وهذه مسئولية يجب أن ينهض بها المجتمع الدولي وفي مقدمته أمريكا خاصة وان الموقف الفلسطيني على الصعيدين الرسمي والشعبي يقبل بما قررته قرارات الشرعية الدولية ولا يريد إلا احترام الاتفاقيات الموقعة وجدية تنفيذ خارطة الطريق أي إلا الشراكة الحقيقية والسلام الحقيقي الذي يعطي الجميع حقوقهم ويعطي الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته في حدود الرابع من حزيران عام 1976 دون مساومة على متر واحد وعاصمتها القدس الشرقية التي احتلت عام 67 ، لا أكثر ولا اقل ، فهل يستطيع العالم الحفاظ على قرارات اتخذها ، وهل يستطيع وقف الغطرسة الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -