الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واشنطن طهران : عضّ أصابع أم مواجهة مفتوحة ؟

منار مهدي
كاتب فلسطيني

(Manar Mahdy)

2010 / 3 / 19
السياسة والعلاقات الدولية



مع إقتراب الجولة الرابعة من العقوبات في مجلس الأمن الدولي, والتشاور بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا, ومع الصين وروسيا حول موضوع العقوبات القادمة على إيران , بعد إعلان إيران تخصيب اليورانيوم المنظم إلي نسبة النقاء 20في الميه, وهو المطلوب للحصول على الوقود النووي, وهذا ما يكفي لتشغيل مفاعلها النووي المخصص للأغراض الطبّيّة, وعلى خلفية هذه التطوّرات , أظهرت أميركا وفرنسا تمسّكاً أكبر بالرفض والمضيّ في إتجاه التصعيد والعقوبات الجديدة ضد إيران.

في الأسابيع المقبلة القليلة القادمة , سوف يتم طرح مشروع العقوبات متعددة الأطراف على مجلس الأمن لإصدار قرار, وهذا المشروع يستهدف القطاع المصرفي الإيراني, وتشمل عملية الإستهداف البنك المركزي الإيراني، وبإضافة إلى خمسة بنوك إيرانية رئيسية, وتقول المعلومات إن إستهداف هذه المنشآت المصرفية سوف يلحق الأضرار الجسيمة بقطاع التجارة الخارجية الإيرانية ، إضافة إلى أنه سوف يحرم إيران من مزايا تسلّم عائدات صادراتها.

المسودة الأميركية ـ الفرنسية المتداولة حالياً تحتوي على البنود الآتية:

1- استهداف قطاع النقل: تشمل عملية الإستهداف فرض الحظر على شركة الشحن الجوي الإيرانية، وشركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للملاحة البحرية.

2- إستهداف الحرس الثوري الإيراني: تشمل عملية الإستهداف توسيع قائمة أسماء عناصر الحرس الثوري المحظور عليهم السفر، وذلك بإضافة المزيد من الأسماء الجديدة ، إضافة إلى توسيع عملية الحظر على أصول المزيد من المنشآت التابعة للحرس الثوري الإيراني.

3- إستهداف قطاع الأسلحة: تشمل عملية الإستهداف حظر الواردات التسليحية المقبلة من خارج إيران، وذلك إضافة إلى الحظر السابق المفروض على صادرات الأسلحة الإيرانية إلى الخارج.

4- أما بالنسبة لقطاع الطاقة الإيرانية ، فتقول المعلومات إن ما هو لافت للنظر هذه المرّة هو تفادي المسودة الأميركية ـ الفرنسية الإشارة إلى فرض أي عقوبات على قطاع النفط والغاز الإيراني، والسبب في ذلك يتمثّل في إدراك الأميركيين حقيقة أن روسيا والصين سوف تعارضان بشكل مطلق تأييد أي مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة.

ومن المتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة تحرّكات ديبلوماسية أميركية مكوكية بين العواصم الكبرى، وعلى وجه الخصوص موسكو وبكين، وذلك لحثّ روسيا والصين على ضرورة مساندة جولة العقوبات الرابعة الدولية المتعدّدة الأطراف, ومن الطبيعي أن تتعرّض الصين للمزيد من المساومات مع أميركا حول ملفّات العلاقات الصينية ـ الأميركية , أما روسيا فهي تواجه حالة الخلاف الداخلي ، بين رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الرافض جولة العقوبات الرابعة الجديدة، والرئيس مدفيديف الساعي إلى تأييدها بما يحقّق له المزيد من التعاون مع أميركا وبلدان الاتحاد الأوروبي.

حسابات طهران:
ماذا في الحسابات الإيرانية ؟: حتى الآن ردّت طهران على سياسة «الاحتواء» الأميركية بإستراتيجية «الردع» نتيجة إدراكها نقاط ضعفها ونقاط قوّتها والقيود المفروضة عليها من المجتمع الدولي.

ولإستراتيجية الردع الإيرانية ثالث مكوّنات أساسية هي:

أولاً: تطوير القدرة الإيرانية على خوض حرب محدودة غير متكافئة داخل حدودها وخارجها , ففي السنوات الأخيرة ، لا سيما بعد وجود القوّات الأميركية في أفغانستان والعراق ، لعب الحرس الثوري دوراً مهمّاً جدّاً في الحفاظ على النظام الداخلي ، كما لعب دوراً في تحسين قدرات إيران الانتقامية في حالة تعرّضها لغزو أو لضربات جوّيّة ضد مؤسّساتها النووية أو مقارّها الأمنيّة.

المكوّن الثاني لإستراتيجية الردع الإيرانية: هو تحديث نظم الأسلحة, وقد ساهمت عقود الحظر الغربي على إيران في محدودية قدرة الأخيرة على الوصول إلى أسلحة متقدّمة ، إذ اضطرت إيران لشراء إمدادات محدودة من الأسلحة, وبين عامي ٢٠٠٢ و٢٠٠٦ أنفقت إيران ٣١ مليار دولار على التسليح ، في مقابل ١٠٩ مليارات دولار للسعودية و٤٨ مليار للبحرين والكويت وعمان والإمارات , لكن هذه العقوبات أدّت أيضاً إلى تطوير صناعة عسكرية تحت سيطرة وتمويل الدولة الإيرانية ذاتها، وهو ما يوفّر فرص عمل للآلاف ، كما أنها على صلة بالجامعات الكبرى وبيوت الخبرة الرئيسية، والأهم أنها المسئولة عن البحث وتطوير نظم الصواريخ والتقنيّات النووية الإيرانية.

وبالنسبة إلى الدعامة الثالثة لإستراتيجية الردع الإيرانية: فهي تطوير نظام الصواريخ والصواريخ المضادّة , بدأت طهران ببناء نظام الصواريخ الخاص بها أثناء الحرب مع العراق, وعدلت برنامجها بعد «حرب المدن» في العام ١٩٨٨، عندما أمطرت كلا الدولتين المدن الأخرى بالقذائف, وقد استعانت إيران بمساعدة تقنيّة من الصين وروسيا لتطوير تقنيّة صواريخها, وتقوم إيران الآن بتصنيع معظم حاجاتها من الصواريخ، وهي تقول إن نوعين من هذه الصواريخ (شهاب ـ قدر) يمكن أن يصل مداهما إلى إسرائيل، ومع أن أحداً لم يختبر بعد مدى دقّة الصواريخ الإيرانية وفعاليّة قدراتها الهجوميّة ، إلا أن هذه الصواريخ تشكّل في أي حال قوّة رادعة في مواجهة الوجود الأميركي في الخليج.



فهل تتجه الأمور في المستقبل القريب إلى اشتباك كامل بين إيران والغرب أو إلى تطبيع
كامل على أسس انقلابيّة جديدة تعترف بدور إيران الإقليمي الجديد ؟


مشاورات الأسابيع المقبلة يمكن أن ترسم الطريق إلى بداية الجواب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش