الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلبّجة... وشماً غائراً في ضمائرنا..

كريم الشريفي

2010 / 3 / 19
حقوق الانسان


أعتقد أن أسوء تركة من جرائم البعث المقبور كانت مجزرة حلبجة وضحايّاها التي يصعب التفصيل بهذه الجريمة كونها أمر رهيب وهائل من حيث حجم ونوع المأسآت التي حدثت بها تلك المذبحة بدم بارد على يدّ النطام البعثي المقبور .. الجميع يعرف من الصعب ادراك الذي حدث كلياً وبالتفصيل رغم أن الكثير من الوقائع عن هذه الجريمة البشعة لازال موجود في الأرشيف، اضافة الى شهود العيان الكُثر. بعد مرور 22 عام على تلك الجريمة التي ارتكبها نظام البعث في تلك المدينة العزيزة على نفوسنا، أصبح لزاماً علينا أن نستحضر صور الشهداء والأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال العزّل الذين سقطوا بلا دماء لكنهم فارقوا الحياة بسبب تسميمهم بالغازات السامة الكيمياوية مما سببت حروق اكتوت بها أجسادهم عام 1988 . توفرت لي فرصة أن اشاهد من بقى من البعض على قيد الحياة ورأيت بأم عيني كيف كانوا يعانون الحروق ،كنت حزيناً جداً عليهم وهذا ماعززّ حقدي على سفالة نطام صدام المقبور وكرهه هذا الكره سيبقى في ترسانة مشاعري ليس فقط كوني ضّحية ذلك النظام فحسب بل تضامناً مع ضحايا قتلهم النظام في مواقع آخرى من مدن العراق. لقد مارس (صدام) قساوة قلّ نظيرها على الأبرياء من الشعب العراقي وكان حاقداً ويزدري الذين لديهم رجولة وشرف وكرامة محاولاً إذلالهم لانه لايريد شخص إلا متملقاً ذليلاً فاقداً للكرامة يقوم بخدمته وينفذ مآربه حتى السادية منها. بكل تأكيد أن الشجب لممارسات القمع والأدانة للجرائم التي ارتكبها ليست كافية أبداً .ولاتمنع من تكراراها ثانية في أي فرصة يمكن أن يصل بها الى الحكم ثانيةً ،رغم ذهاب رأس النظام الى مزبلة التأريخ الى الأبد لايمنع بأن ثقافة البعث والدكتاتورية لازالت قائمة ولها حضور في مجتمعنا حتى الآن وبأشكال مختلفة وبرموز ظاهرة وخفية. إن بقاء المجرمين من أزلام البعث تحت أشعة الشمس ويتنفسون الهواء الطلق سيشكل خطراً على الأجيال القادمة. لان الكثير منهم لحد هذه اللحظة لم يبدي ندمة من الجرائم التي ارتكبها ،وهنا تكمن خطورتهم . من الصعب الأعتقاد بأن منظومات البعث قد اندثرت وانتهت ، لاننا بالمشهد السياسي نرى الكثير من الرموز على الساحة والبعض منهم مشارك حتى بالعملية السياسية، والبعض الآخر يروج الى افكار ربيبهم (صدام) علناً .. انهم استمرؤا الذل والعبودية لذلك يحاولون عرقلة البناء الديمقراطي بالبلد ويبثون الدعايات المغرضة لأضعاف إيمان الناس بالوضع الجديد رغم مساوئ السياسين الجُدد إلا إن هذا لايعني التبشير بعودة للنظام البعثي . كلنا شهود على الجرائم التي ارتكبها نظام (صدام) بحق العراقيين لدرجة لانعرف على أي أرض نقف ليس فيها آلالام ولا مواجع لشرفاء. كما لاتوجد مساحة إلا وفيها ضّحية وشهيد . كل أرض العراق تنزف دماً للشرفاء من أبنائنا وأخوننا وأبناء وطننا ، أن كل مساحة من أرض السواد فيها أشلاء وهياكل لأحرارنا الذين قضى عليهم نظام البعث . لزاماً على كل الأحرار والشرفاء العراقيين الذين نجوا من الدكتاتورية وبطشها وتصفيتها أن يُذّكروا أجيالنا الصاعدة وشبابنا الواعدة بمأساة وظلم وجبروت دكتاتورية (صدام) البغيضة حتى لاتتكرر ثانيةً المآسي ونخسر ضحّايا إضافيين كُثر من جديد. كنا شهود على مدن جرفها النظام وأزاحها من الأرض،وجوامع أزالها ، وبيوت أصبحت أثراً بعد عين ، وأحياء سكنية تمت تسويتها تماماً مع الأرض وأصبحت أطلال .. وبشراً لم يعرف عنهم أحداً شيئ دفنوا بالأرض ،والبعض ذابوا بالأسيد، وآخرون تبخروا من الخليقة . هذه الجرائم التي عشناها وكنا شهوداً عليها من واجبنا كأحرار أن نُذكر بها ونتذكرها عرفاناً بالجميل للذين سقطوا شهداءاً .. حتى لاننسى ضّحايانا عموماً وشهداء مدينة حلبجة على وجه الخصوص نطالب بتقديم المجرمين الى العدالة الحقيقة وليس مجاملةً لينالوا جزائهم العادل الذي يستحقونه .. ونطلب من السياسين العراقيين جميعاً والأكراد خصوصاً بأخذ الأمر على محمل الجّد ..ولاينبغي المجاملة على حقوق أبنا الشعب الكردي من حلبجة وغيرها .. لان أزلام النظام السابق الذين أشتركوا بقصف مدينة حلبجة فروا خارج العراق عن طريق كردستان وبواسطة السيد مام جلال شخصياً لدرجة أن أحد مستشاريه كان مسؤول الأستخبارات العامة السيئة الصيت وكان يعرف بتوقيت الضربة الكيمياوية ،بدلاً من محاكمته تم تعيينه مستشاراً للرئيس، وهذه مفارقة وإجحاف بحقوق الشهداء . أما الآخر وهو كان رئيس أركان الجيش هو الأخر تم اعفائه من هذه الجريمة وأستقر لاجئاً بالخارج . اضافة الى ذلك أن السيد مام جلال تملص من التوقيع عن إعدام الطاغية بحجة أنه محامي ولايؤمن بعقوبة الأعدام وفي تصريح له على احدى الفضائيات قال تربطنا علاقات عشائرية مع عشيرة صدام وساعدونا من قبل عندما مررنا بالضيق والحصار ... لذلك نطالب من العدالة الحقيقة أن تقتّص من كل المجرمين حتى لاتتكرر مأساة أخرى مشابهة الى مذبحة حلبجة . العزّ والرفعة لكل الشهداء الذين سقطوا على يد الدكتاتورية البغيضة في العراق أبان حكم (صدام حسين).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسم احد السجناء
موسى كاظم القريشي ( 2010 / 3 / 20 - 07:09 )
لدي احد اقاربي قد سجن وهو عسكري في الشعبة الخامسة في عهد النظام المقبور بتهمة سياسية هل مدون اسمه لديكم والاسم هو (نزار غازي حمزة. علما ان السجن كان بتاريخ 1991 ولمدة سنة واحدة وثلاثة اشهر وخمسة عشرة يوما

اخر الافلام

.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا


.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف




.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا


.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة




.. هيئة التدريس بمخيم جباليا تنظم فعالية للمطالبة بعودة التعليم