الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الأنتخابات

وسام صابر

2010 / 3 / 19
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


من الواضح ان مفوضية الانتخابات بالرغم من كل الإشكالات التي رافقت العملية الانتخابية وإشكالات قانون الانتخابات، كانت نزيهة لدرجة لا باس بها وأنها أتقنت عملها بحرفية عالية. لكن الخطأ الذي وقعت فيه هو أعلانها الجزئي للنتائج فكلما اظهرت نتيجة هلل الفائزون واعترض الخاسرون.
اولاً اعترضت العراقية وقدمت ادلة على التزوير ببعض الأستمارات التي وجدت في سلة المهملات كما ادعت، وحتى لو كان ما وجدته صحيحاً فهل ستتجاوز الاستمارات التي وجدت اكثر من اثنان الى ثلاثة من الأصوات!.
فالأمور واضحة وضوح الشمس فنحن وللأسف لم نخرج من عباءة التعصب العشائري بعد، الذي انتقل للأحزاب وصار كلٌ متعصب لحزبه، مهما ارتكب ذلك الحزب من بلاوي! ولا زلنا قوميين وطائفيين بأختياراتنا فالأكراد نجحوا في مدنهم والشيعة كذلك.
السنة خسروا بعض اصواتهم لصالح علاوي، لأن علاوي سياسياً بارعاً ويعرف من اين تؤكل الكتف فجولاته بين أقطار الجوار ضمنت دعمهم له، وقائمته ضمت الهاشمي الذي أستقطب العرب السنة والحزب التركماني الذي استقطب التركمان لذلك نحجت قائمته في كركوك، وصالح المطلك الذي حازت العراقية بفضله على اصوات البعثية (سنة وشيعة). وكان لهيئة المسائلة والعدالة الفضل الكبير على (العراقية) بأقصائهم المطلك وابعاده من العملية السياسية مما دفع الكثير للوقوف معه نكاية بالحكومة وحضيت العراقية بسبب ذلك على الدعاية المطلوبة وبنظرة حيادية للنتائج نجد انها صحيحة 90% لماذا؟
لو فاز المالكي في الأنبار او علاوي في دهوك والاكراد في الجنوب لقلنا بثقة ان هناك تزوير، اما والنتائج كما هي الآن :
الأكراد في مدنهم والصدريين في مدينة الصدر والمالكي في البصرة وعلاوي في الأنبار والرمادي، فأين التزوير بالله عليكم؟
حتى اعتراض العراقية لم نستغربه ولم نعترض عليه، وكان متوقعا لاسيما وان الشرقية هللت لفوز القائمة العراقية حتى قبل نهاية التصويت.. وقبل أن يتم العد والفرز! لكن الذي أثار دهشتنا هو رد فعل قائمة دولة القانون وتهديدها بالأنتفاضة والمظاهرات، انتم لا زلتم المسؤولين لا زلنا ننظر اليكم بصفتكم أولي الأمر فكيف يصدر منكم هذا التهديد وهذه الأثارة للناس.
الم نكتفي بعد من كل أعمال الشغب والفوضى التي عشناها؟ والتي رافقت عملية الانتخابات وقبلها وبعدها. كم من السنين نحتاج لكي نتعلم كيف أن الخاسر منا يشد على يد الرابح ؟ او العكس. كم من السنين سننتظر لتتنافس الأحزاب على من يخدم الشعب ، على من سيتحمل العبء الأكبر للنهوض بالبلاد وإخراجها من هوة الظلمات والفوضى والفساد؟ ولا يتنافسون على السباق لمن يصل للكرسي قبل الآخر ويتشبث به للممات!؟. خاصة القياديين الذين عاشوا بالخارج سنوات وعرفوا عن كثب كيف تدار الأمور ديمقراطيا بين الأحزاب، لا الخاسر يهدد، ولا الرابح يشمت، الكل يحاول جاهدا أن يعمل الخير للشعب لعله يكسب أصوات الناخبين بالمستقبل.
لقد عرفنا السيد المالكي الذي قدم الكثير للعراق خلال فترة حكمه وآمنا بشجاعته يوم وقف ضد الطائفية بكل أشكالها وأنقذ الشعب من سيطرة الميليشيات الطائفية التي عاثت بالأرض فسادا . لابد انه يعرف كل من انتخبه أختار فيه الحلم والصبر وقدرته على ضبط الأمور .
لذا نتمنى ان لا يجعل الأمر بيد المتهورين وحاشاه أن يفعل ، فانا له مطمئنون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم تكن المفوضية بالمهنية المطلوبة
ابتسام يوسف الطاهر ( 2010 / 3 / 20 - 13:29 )
مقال جميل ولكن ربما اختلف معك حول نزاهة المفوضية وبصراحة كان يجب ان يكون اعضاء المفوضية والمراقبين والمشرفين على عملية العد والفرز من الاجانب الغير منحازين..فواضح جدا تدخل بعض الكتل بتصريحات المفوضية وربما تهديدهم لها.اضافة الى ان العراق بكل مؤسساته ومع الاسف مازال يعاني الفوضى والفساد..وبهذا قد نسجل تقديرنا انهم بارغم من كل تلك لكوارث والتهديدات استطاعوا ان ينجزوا عملا صعبا وشائكا.
تحية لكم ونرجو المزيد من الكتابات المبدعة


2 - عاشت يداكِ
سلام الحلفي ( 2010 / 3 / 20 - 15:02 )
حياكِ يا ستي العزيزة , كلامك جميل جداً ونشكر الله على هذه النتائج , لاني كنت شاهد عيان على احد المراكز الانتخابية وعرفت الكثير من اصدقائي الذين اكدوا ان الكثير من الصدريين قد عاثوا فساداً في اغلب المراكز الانتخابية , حيث كانوا يجعلون المراقب الانتخابي يوقع على تعهد يثبت انه سيزور لصالحهم , تصورت ان النتيجة ستكون مأساوية لكن الحمد لله حدث ما حدث ونتمنى ان تكون النتيجة لمن يحب العراق ويخاف على مستقبله .

اخر الافلام

.. شهداء وجرحى بقصف الاحتلال على تل الزعتر في غزة


.. مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. 22 شهيدا بينهم أطفال ونساء في غارات إسرائيلية على مناطق متفر


.. فتاة فلسطينية تبكي بحرقة خلال نزوحها من جباليا شمال قطاع غزة




.. بعد شهرين من إجراء العملية.. وفاة أول مريض زرعت له كلية خنزي