الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور النظام الايراني في جريمة حلبجة

نزار جاف

2010 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


عندما قصفت مدينة حلبجة بالاسلحة الکيمياوية جوا في 16/3/1988، مرت تلك الجريمة البشعة من أمام أعين المجتمع مرور الکرام، ورغم ان السلطات الايرانية وقتها سعت بکل مالديها من إمکانية من أجل توظيف ذلك الحدث خدمة لأهدافها الخاصة، لکن الغرب و دول المنطقة الذين کانوا على علم کامل بتفاصيل و أبعاد الجريمة، أعتقدوا بأن مشارکة السلطات الايرانية في ما تطرحه من رأي بهذا الخصوص سوف يکون عاملا مساعدا قويا لطهران کي تقف على قدميها بعدما أثقل کاهلها سنوات الحرب الثمانية الباهظة الکلفة. جريمة قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الکيمياوية، رافقتها أحداثا دراماتيکية متباينة على أرض الواقع، وهي جريمة ليس بالامکان أبدا تقييدها ضد النظام البعثي لوحده فقط وانما ضد النظام الايراني أيضا خصوصا وان القوات الايرانية حينما دخلت المدينة و أحکمت السيطرة عليها وأبلغت المواطنين من أن هجومها مستمر لغاية إسقاط النظام في بغداد، کانت تساعدها قوات تابعة للحرکة الاسلامية الکوردستانية وهي التي کانت تنقل إدعائات و مزاعم السلطات الايرانية لأهالي مدينة حلبجة، ويتذکر أهالي حلبجة جيدا الدور الذي کان يلعبه يومئذ الملا علي عبدالعزيز(المرشد الحالي للحرکة و اخ مرشدها وقتئذ)من حيث دعم و إسناد الموقف الايراني والتطبيل و التزمير له، وقد کانت الحرکة الاسلامية يومها بمثابة اللسان الايراني الناطق باللغة الکوردية إضافة الى کونها دليلا و مجسا للقوات الايرانية في مختلف مهامها الحربية على الجبهة الغربية لإيران.
وعندما بدأت القوات الايرانية بالانسحاب المفاجئ من المدينة ورافقتها بعد ذلك قوات الحرکة الاسلامية الکوردستانية التي إستقرت بداية الامر على مشارف المدينة وزعمت لأهالي المدينة بأن هناك ثمة تکتيك محدد وان"القوات الايرانية ستستمر في هجومها بعد ذلك حتى تحرر مناطق شاسعة أخرى"من المنطقة الکوردية، وقد کان هذا الامر قبل القصف الکيمياوي لمدينة حلبجة بساعات قلائل، وقد توجس الاهالي ريبة و إنتابهم قلق کبير من إحتمال إقدام النظام البعثي على قصف المدينة کيمياويا ولذلك فقد ولى العديد منهم وجوههم صوب الحدود الايرانية، لکن قوات الحرکة الاسلامية"التي کانت خاضعة من مختلف النواحي لإيران"، أرغمت الاهالي الفارين من مدينة حلبجة على العودة الى بيوتهم مؤکدة لهم بأنه ليس هناك من داع للتخوف و التوجس ريبة من نوايا النظام البعثي.
ولم تکن قوات الحرکة الاسلامية تفعل ذلك من باب إجتهادها الخاص وانما کان بتوجيه وتکليف إستخباراتي إيراني محض خصوصا وان الاطلاعات الايرانية(جهاز المخابرات)، قد کانت لديها معلومات مؤکدة عن نية النظام لقصف مدينة حلبجة بالاسلحة الکيمياوية ذلك ان الاستخبارات العراقية کانت واثقة من تواجد القوات الايرانية داخل المدينة ولم تضع في حساباتها بأن السلطات الايرانية قد تلجأ لهکذا خدعة من أجل أهداف خاصة أهمها وضع النظام العراقي في زاوية حرجة دوليا. وعندما بدأت الطائرات الحربية العراقية بغاراتها على مدينة حلبجة و قصفتها کيمياويا، قام النظام الايراني وضمن خطة مدروسة و مخطط لها سلفا بتوثيق الجريمة و تصويرها وکذلك نقل المصابين من أهالي المدينة الى داخل الاراضي الايرانية وحتى إنها نقلت البعض منهم الى دول اوربية لدوافع معروفة وقتها.
ان سعي السلطات الايرانية للتضحية بخمسة آلاف انسان کوردي من أهالي مدينة حلبجة من خلال إرغامهم على البقاء في بيوتهم لکي يلاقوا حتفهم، من أجل أهداف خاصة، هي بحد ذاتها جريمة ضد الانسانية يجب توثيقها و محاکمة النظام الايراني بسببها، ذلك ان قوات الجيش الايراني و افراد الحرس الثوري و مرتزقة الحرکة الاسلامية الکوردستانية و بشهادة أهالي المدينة (سبق وان أجرى کاتب هذه السطور تحقيقا صحفيا خاصا بصدد ذلك وأجرى لقائات مع شرائح مختلفة من أهالي المدينة)، منعوا أهالي المدينة من مغادرتها و اجبروهم على مواجهة قدرهم لوحدهم في الوقت الذي کان بإمکانهم على الاقل من مساعدتهم على البقاء احياء.
ان إعدام علي الکيمياوي ليس کافيا لإنهاء قضية قصف مدينة حلبجة و إغلاق ملفها وانما يجب فتح هذا الملف مجددا والاخذ بنظر الاعتبار ان حکومة إقليم کوردستان ولأسباب و دواع أمنية تتخوف من مواجهة طهران بهکذا إتهام، ومن هنا فإنه من الضروري جدا الاعتماد على أهالي المدينة الاحياء والذين يعتبرون شهود عيان على هذه القضية و إثارتها ضد النظام الايراني الذي يعتبر بصورة أو بأخرى مشارك بالجريمة او عامل مساعد"مهم"لإتمامها وان العدل لايتم بمحاکمة طرف و ترك طرف آخر، ذلك ان الذي يدهس عمدا مع سبق الاصرار و الترصد بسيارته إنسانا أجبره أمرء ما على التمدد على قارعة الطريق لکي يلاقي حتفه، ليس لوحده قد إرتکب جريمة يستحق المعاقبة عليها وانما يجب أيضا إعتبار الذي أجبر المدهوس على التمدد على قارعة الطريق مجرما ومن الضروري محاکمته الى جانب السائق المجرم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى جريمة حلبجة الحقت بأيران
قاسم السيد ( 2010 / 3 / 20 - 18:09 )
يبدو ان ايران اصبحت ينطبق عليها المثل الذي قيل بحق الانكليز { اذا تشاجرت سمكتان في البحر فأعلم ان الانكليز وراء شجارهما }وهو مثل يضرب لبيان دهاء الانكليز ومكرهم ويبدو ان الايرانيين اصبحوا حاملين هذا اللواء بفعل تأثير الشراسة الاعلامية التي تشنها اكبر وأجدر ماكنة اعلامية في العالم الا وهو الاعلام الامريكي ومايتبعه من اصدقاء ومعجبين ولكن قضية حلبجة لم تخطر على الاقل على عقل العبد الفقير كاتب هذه الكلمات ان تلحق بأيران فهي ليست ببعيدة علينا خصوصا نحن العراقيين والذين أغلبهم جندهم صدام في جيشه العتيد وأغلب هولاء الجنود ان لم نقل جلهم قد خدموا في المناطق الشمالية وخصوصا الحدودية بأعتبارها خط جبهة المواجهة العسكرية كما لم تكن هناك سلطة اقليم تمنع هولاء الجنود من الدخول الى هذه المناطق كما يفعل بالجنود الحاليين وكلنا يعرف ان استعمال الاسلحة الكمياوية لم يحدث في حلبجة وحدها فلقد حدث ايضا في البصرة لكن الايرانين يبدو ان علاقتهم بالطبيعة كانت جيدة فغيرت الريح اتجهاها وبالتالي تضرر الجيش العراقي وليس الايراني كما ان سكان حلبجة قد فر اغلبهم الى ايران وان عدد الذين هلكوا بفعل الكمياوي هم من تخلف بس


2 - we know that
saad mosses ( 2010 / 3 / 20 - 22:37 )
yes we know that very well from the first minut because my brother was there and lost too til today and after that we found out from the kurd themself we understand everything like you say now so iran never ever love arab and you can read the history is very clear for that and iran should pay big bill to be fair for all parts


3 - تشويه الحقائق
سلام فؤاد ( 2010 / 3 / 21 - 00:17 )
أقل ما يقال عن ما ورد في المقال هو أن السيد الكاتب قام بتشويه الحقيقة بشأن المسؤول الرئيسي عن مأساة مدينة حلبجة. إن المسؤول الرئيسي عن ما حصل لهذه المدينة هو الإتحاد الوطني الكردستاني أولاً، والحزب الديمقراطي الكردستاني ثانياً. هذا ما كشف عنه جلال الطالباني نفسه في إجتماع حزبي قبل أشهر قليلة، حيث ألقى بالمسؤولية على رئيس تيار التغيير، نوشيروان مصطفى، بشأن الضربة التي تعرضت لها هذه المدينة. ومن جهته فقد رد تيار التغيير محملاً جلال الطالباني نفسه المسؤولية بإعتباره القائد المسؤول عن الحزب وكافة قراراته وسياساته. أما إيران فهي لا تتحمل المسؤولية الرئيسة بخصوص مأساة حلبجة، وإنما الذي يتحملها هو من تعاون معها ضد وطنه وشجعها على إرسال قواتها الى مدينة حلبجة. فلماذا هذا التشويه للحقائق يا سيد نزار جاف؟


4 - حقيقه مفقوده
شمران الحيران ( 2010 / 3 / 21 - 20:38 )
لو قرأت هذا الموضوع في سنة 2003 لكان لي الشك الكثيرفي ماتضمن من المعلومات ولكن بعد عرض السنين للواقع العراقي والادوار المشبوهه لكثير من السياسيين والايغال الايراني في مفاصل المشروع العراقي..كل هذا يؤكد بما لايقبل الشك ماذهب اليه المقال من اتهامات حقيقيه للمتاجره بالدم العراقي بين صدام وجنرالات الاطلاعات الايرانيه ومايحصل اليوم من ارهاب بمساعدةالاطلاعات الايرانيةوبعض المسؤولين الكرد يعكس حقيقة المعلومات والذي يدعم ذلك ايضاهو القاء القبض على خلية المسؤولين الدبلماسيون الايرانيين الذين ا كانوا يديرون عمليات الارهاب في المناطق الشماليه من قبل القوات الامريكيه وتم تسليمهم للقوات العراقيه ولكن لم يمضوا ساعات في العراق حتى سلموا الى ايران من قبل الحكومه العراقيه وهذ ما يدعم ماوردفي المقال


5 - انها الحقيقة
ابو مودة ( 2010 / 3 / 22 - 14:59 )
عمتم مساء
الاخ كاتب المقال الاستاذ نزار الجاف
صدقت انها الحقيقة يا عزيزي
انا شخصيا ذهبت الى حلبجة بعد سقوط النظام البائد وعرفت هذه الحقائق من الاهالي
وحتى الفلم التاريخي الذي يؤكد الجريمة ق تم تصويره واضافة لقطات ليكون اكثر تاثيرا ومصداقية
الاهالي يؤكدون مشاركة نظام الملالي بالجريمة وذيولهم من التنظيمات الاسلامية الكردية والعربية وحتى الاتحاد الوطني الكردستاني
اذ منع العديد من الاهالي من دخول الاراضي الايرانية ومنهم مدير كهرباء حلبجة الذي حاول الهروب بسيارته مع عائلته واخرين من كبار السن والاطفال ,فطلبت منه القوات المتواجده على الحدود والمتكونه من حرس ثورة ايران ومجلس اعلى واتحاد طالباني واسلاميي كردستان العراق بترك السيارة والذهاب مشيا على الاقدام ,فرفض وعاد لحبجة مع من معه
والانكى من كل هذا سرقت ايران وجلاوزتها ممتلكات الاهالي والمصوغات الذهبية من الضحايا
وسرقوا حتى الاعمدة الكهربائية من المدينه ونقلوها الى مدينه ايرانية مجاورة
ومن يذهب الى حلبجة الشهيدة تتم مراقبته من قبل امن الاتحاد وهذا ما لمسته عند زيارتي لبانوراما الكارثة التي سرق بأسمها ملايين الدولارات
تحياتي

اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا