الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفعة الاسرائيلية لأميركا..ماذا بعد؟

نصيف جاسم حسين

2010 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يعجب البعض من الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الاسرائيلية مع موفد الحكومة الأمريكية للمنطقة ونائب رئيسها جون بايدن، حين أعلنت أنها بصدد بناء 1600 منزل في الضفة الغربية،في نفس اليوم الذي وصل فيه نائب الرئيس الامريكي الى اسرائيل لأخذ الضمانات من الجانب الاسرائيلي بعدم بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية كبادرة لبعث عملية السلام في الشرق الاوسط من جديد، ورغم ان الأمر قد جاء مفاجئا للبعض لكنه كان تأكيدا لرسائل اسرائيلية سابقة للجميع بأن لا سلام كما يريده ويرغب به الاخرون بل استسلاما تفرضه القوة وافرازات القوة على الجميع، وعلى الجميع الخضوع للأمر الواقع بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، فماذا يمكن ، وفق الحسابات الاسرائيلية، أن يفعل العرب لاجبار اسرائيل على قبول فكرة السلام؟ وماذا يمكن أن يفعل الفلسطينيون اذا ما رفضت اسرائيل فكرة السلام المبني على اساس حل الدولتين؟ فقد كان الحال هكذا منذ عام 1967 ولحد الان، وقد تعايشت اسرائيل مع فكرة احتمال الحرب مع العرب حينما كان ثمة من يعنيهم الأمر من البلدان العربية، وكان ثمة طرف دولي مساند للطرف العربي في الصراع مع اسرائيل، فما الذي سيجبر اسرائيل على قبول فكرة الدولتين بعد التدهور الذي أصاب العرب بعد غزو صدام للكويت، وبعد انهيار الطرف الدولي الوحيد المؤيد للعرب حينها واقصد بذلك الأتحاد السوفيتي؟ وماذا يمكن أن تفعل حكومة الولايات المتحدة لأسرائيل، الان؟ مع الأخذ بنظر الاعتباران الولايات المتحدة بحاجة ماسة الى حليف قوي، مأمون الجانب-أمريكيا- ويمكن الاعتماد عليه في المنطقة، خاصة وهي تخوض حربا ضد الارهاب يقع العالم العربي في وسط ساحة الصراع ضده، ان لم أقل انه المستهدف فيها ، وان ثمة احتمال حرب جديدة ضد ايران لأسباب كثيرة ليس الملف النووي أخطرها، كما ان ثمة لوبي اسرائيلي داخل الولايات المتحدة له قوة التنويم المغناطيسي على البيت الابيض، سرعان ما يصحو المصاب به حال خروجه من هذا البيت كما فعل أغلب رؤساء الولايات المتحدة الامريكية الذين دعموا حق الفلسطينيين باقامة دولتهم حال خروجهم من البيت الأبيض. وقد شذ من هذه القاعدة رئيسان أميركيان هما جورج بوش الابن والرئيس الحالي اوباما، فهما الرئيسان الامريكيان الوحيدان اللذان صرحا بوجوب حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وتذكرت هنا، وأريد أن أذكر، انه في عام 2003 وفي حملة التحشيد لغزو العراق دعى الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في 14 اذار2003 أي قبل بدء الحرب الأخيرة على العراق بستة ايام فقط في خطاب قصيرالى اقامة دولة فلسطينية وأكد على ضرورة تطبيق خارطة الطريق لحل المسالة الفلسطينة ودعا ان يتمتع رئيس الوزراء الفلسطيني بصلاحيات كافية في المفاوضات.
وأكد توني بلير التزام الولايات المتحدة وبريطانيا بقيام دولة فلسطينية في مدة أقصاها 2005 حيث قال مؤكدا دعوة جورج بوش في نفس اليوم (ان على العالم ان يحمل بوش وبلير المسؤولية في حالة عدم قيام دولة في عام2005). ولم يحمل العالم بوش وبلير المسؤولية لعدم قيام دولة فلسطينية حتى بعد مرور خمس سنوات على التاريخ الذي حدده توني بليرلنفسه ولجورج بوش لقيام الدولة الفلسطينة!!!
ورغم ان الهدف من التصريحين كان استمالة الحكومات العربية التي عاتبت حكومة الولايات المتحدة على سكوتها عن اسرائيل مدة تزيد على نصف قرن على احتلالها للاراضي العربية، رغم قرارات مجلس الأمن العديدة التي لم تلتزم بها اسرائيل، لكنه يبقى التزاما أخلاقيا قبل أن يكون التزاما سياسيا، وها قد مرت خمس سنوات اضافية على هذا التعهد ولازال الموضوع أبعد من أن يحل، فماذا يعني ذلك؟
ان هذا يعني في المقام الاول ان الحل لا يأتي بالتمنيات في أن يلتزم الأخر بتعهداته، بل بالعمل على جعله يلتزم بتعهداته، وهذا يحتاج الى من يتبنى القضية تبنيا حقيقيا، ولا اقصد بالتبني أن يقوم البعض بقتل بعض الاسرائيليين المدنيين في الشوارع والساحات ، بل بقلب طريقة التفكير الاسرائيلية راسا على عقب، فينبغي أن تكون ثمة أجابة للسؤال الاسرائيلي، ماالذي سيفعله العرب اذا لم توافق اسرائيل على حل الدولتين؟ وينبغي أن تكون ثمة اجابة لسؤال ما الذي سيفعله الفلسطينيون اذا لم يوافق الاسرائيليون على حل الدولتين؟ وينبغي العمل على أن تكون ثمة أجابة تجعل الأخر يفكر الف مرة قبل نكثه تعهداته، وثمة الف طريقة لتحقيق ذلك، تبدأ من الاعلام والثقافة والأدب ولا تنتهي بالضغوط السياسية والاقتصادية، لكن السؤال المطروح والذي تتوقف على اجابته الكثير من الأمور، هل ثمة من يستطيع تبني موضوع حل القضية الفلسطينية كقضية انسانية قبل كل شيء وليس لأغراض الاستهلاك السياسي كما فعل توني بلير وجورج بوش في عام 2003؟
كما ان ذلك يعني ان باستطاعة اسرائيل فرض سياستها على اللاعبين الكبار على الساحة الدولية رغم محدودية وسائل تأثيرها بالمقارنة مع تعدد وتنوع وسائل التأثير للبلدان العربية التي لم تتم مجرد الاشارة الى امكانية استخدامها للضغط على اللاعبين الكبار، ولا أقول لتوجيه صفعة لبعضهم كما فعلت اسرائيل مع موفد الرئيس الأمريكي للمنطقة، فهذا يبدو صعب المنال ان لم يكن مستحيلا. وأعتقد ان الأوان قد ان لبدء التفكير-على اقل تقدير- في امكانية استخدام وسائل التأثير التي تمتلكها البلدان العربية لحل هذه القضية التي ارقت شعوب المنطقة وعطلت امكانيات نهوضها عقودا من الزمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار أميري بحل مجلس الأمة الكويتي وتعليق العمل بعدد من مواد


.. تسلسل زمني لأبرز الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله.. فما هي أ




.. دولة الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو بشأن المشاركة في إدارة قط


.. عبر الخريطة التفاعلية.. لماذا قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي ال




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في رفح جنوب قطاع غزة