الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبوا بعيدا عن مقدرات الشعب

جمال المظفر

2010 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية




رغم اتساع قائمة الوعود التي طرحها المرشحون في الانتخابات التشريعية وماتضمنته من مفاهيم وشعارات غير قابلة للتحقيق الا ان الشعب افرز الصالح من الطالح والابيض من الاسود ، ليس هناك تداخل الوان وانما وضوح كامل للصورة الرغبوية لساسة هذا البلد ، شعب يعي الحقائق ويبصر ماوراء الحجاب ..
كل الوعود الشعاراتية المطروحة للمرشحين شفاهية وغير مبنية على ابحاث ودراسات علمية ، كما انها في فوضى الصراع والتناحر السياسي تبقى معلقة ، لان المعارضين لسياسة الحكومة يحاولون دائما وضع العصا في دولاب المشاريع ، ما ان تقدم على مشروع الا وسعت الجهات الاخرى الى افشاله على اساس ان الحكومة تحاول استغلاله في دعائيا ....
الشعب لايريد اي شئ من السياسيين ، لاامتيازات ولاصدقات ولامنح ولارواتب من شبكة الحماية الاجتماعية او حصص من النفط العراقي ، وانما كل مايريده هو ان يبعدوا شرهم عنه ، وان يلعبوا في المناطق التي لايؤمها الناس ، وليمارسوا الرماية والمصارعة و ( القذف ) واللعن والطعن وترديد اغاني المعركة والاستعراض العنترياتي في المنطقة الخضراء على هواهم ، لان الشعب غير مستعد لان يشترك في لعبهم الخطرة ..
هل هناك شعب في العالم بمثل هذا التواضع ، لايطالب باي شئ رغم انه ينام على عشرة الاف بئر نفطي ، شئ واحد يريده من الساسة وهو اللعب النظيف ، والروح الرياضية العالية وعدم التآمر واستخدام العقل بدلا من منطق القوة والعفرته ، لان الملاعب العراقية نظيفة بجمهورها متسامحة تحب الانيق وتكره ذوي الوجوه المتعدده او الشخصيات الكرتونية المقنعة التي ترسمها انامل اقوى منها وتحركها كيفما تشاء وتبرمجها وفق اهوائها ...
كل مآسي الشعب جاءت من عبث الساسة وعدم اجادتهم اللعب النظيف او استخدام العقل في التعامل مع الاخرين ، وانما يتعاملون دائما بلغة الهراوات والتعنيف والترهيب والوعيد ، فعندما تغلب القوة على العقل يصبح السياسي ديناصورا او بالاحرى حادلة تسحق كل من يقف امامها ، اما اذا تسيدت لغة العقل والعاطفة على الشخصية السياسية فانها بالتأكيد ستعرف كيف تتعامل مع الاخرين بترو وحكمة ...
ليتعلموا من دروس التاريخ ، جبابرة وطواغيت وهراقلة ارهبوا العالم ، غزوا واغتصبوا وانتهكوا حرمة مدن وسرقوا واحرقوا واعدموا وابادوا ولكنهم كانوا اضعف خلق الله حينما تسرق بعوضة النوم من عيونهم وتجعلهم يلعنون اليوم الذي ولدوا فيه ...
ولى الطغاة والهراقلة وبقي تاريخهم السئ تتداوله الشعوب ولكن السئ الا يتعلم الورثة من دروس التاريخ وامجاد من سبقوهم ..
الطغاة مولون والشعوب باقية ، الهراقلة ينقرضون والشعوب تتكاثر ، الطواغيت يصنعون امجادهم ويشيدون كراسيهم على رؤوس الفقراء بينما الشعوب تقاوم الطغاة بصناعة الشخصية الاسطورية وتهدم عروشهم بالنكتة السياسية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا