الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة سرت والعراق

حسين علي الحمداني

2010 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تشكل القمة العربية نهاية الشهر الجاري في طرابلس فرصة سانحة لأن يقدم الوفد العراقي رؤيته لمسار العلاقات العراقية مع أشقائه العرب في ضوء المتغيرات التي حصلت في العراق بعد التاسع من نيسان 2003 , وبالتأكيد فإن العراق بذل جهودا كبيرة في سبيل ذلك خلال السنوات الماضية وحصل على بعض المكاسب التي لم تكن بمستوى الطموح الذي يأمله العراق من أشقائه العرب , ولعل أهم ما يطمح له هو الدعم العربي من أجل الخروج من الفصل السابع لكي يعود إلى مكانته السياسية وفي هذه النقطة نجد ثمة مخاوف وحذر من الأشقاء وخاصة في دولة الكويت بحكم تجاربهم المريرة مع نظام صدام الذي اجتاح الجارة الكويت صيف 1990 وهدد أمن واستقرار المنطقة وجرها إلى ويلات مدمرة , أما العراق اليوم فهو يختلف جذريا عما كان عليه عام 1990 , فالنظام السياسي الآن قائم على التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية وليست قرارات فردية يتخذها الحاكم بمفرده , يضاف إلى ذلك إن المجتمع العراقي الآن مجتمع مدني لا تتحكم به الميول والنزعات العسكرية الجامحة الراغبة بالحروب , والأهم من كل هذا وذاك وجود دستور في البلد ينظم مجمل شؤون الحياة , ناهيك عن إن الموارد المتحققة من تصدير النفط تصرف على البناء والاعمار ورفاهية المجتمع بعد أن كانت في حقبة ماضية تصرف على نزوات الحاكم وحروبه . النقطة الثانية التي يسعى إليها العراق تتمثل بالحضور الدبلوماسي العربي في بغداد عبر فتح جميع السفارات العربية وتعزيز الوجود العربي في الساحة العراقية خاصة وان العراق جزء مهم من الوطن العربي , لذا فان هذا التمثيل الدبلوماسي يعني فيما يعنيه الاعتراف بالمنجز الديمقراطي المتحقق في العراق ويساهم كثيرا في توطيد أمن المنطقة خاصة في ظل نشاطات القوى الإرهابية المعادية ليس للعراق وحده بل عموم المنطقة , ويدرك الأشقاء العرب حجم معاناتنا من تسلل الإرهابيين عبر الحدود . أما النقطة الثالثة تتمثل بطموح العراق في تنشيط التعاون الاقتصادي والتجاري مع الشركات العربية خاصة وان البلد مقبل على مشاريع استثمارية كبيرة في كافة المجالات ويحتاج إلى جهود العرب في إعادة إعماره بما يؤمن شراكة حقيقية قائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار من جهة ومن جهة ثانية تؤشر مساهمة عربية فعالة في دعم واستقرار المنطقة عبر دعم واستقرار العراق وتهيئة الأجواء المناسبة لتنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة . لذا نجد من الضروري جدا بأن يدرك أشقائنا العرب بأنهم أقرب إلى العراق من أوربا وأمريكا ودول جنوب شرق آسيا , فدول هذه المنطقة احتفظت بتمثيلها الدبلوماسي في أصعب الظروف وأبدت تعاونها في كافة المجالات بما في ذلك تدريب الجيش والشرطة والمساهمة في الحفاظ على أمن العراق واستقراره والمشاركة في إعادة تأهيل الكثير من البنى التحتية للبلد , لذا نجد إن قمة طرابلس القادمة فرصة سانحة لتمتين علاقات العراق مع أشقائه العرب وفق ثوابت العراق الوطنية ومبادئ الجامعة العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفا: مقتل 7 فلسطينيين خلال قصف إسرائيلي برفح جنوبي قطاع غزة


.. غالانت: نقترب من اتخاذ قرار بشأن إعادة سكان الشمال وتغيير ال




.. محمد الدوخي عاش بين المناديب لإتقان ادوره في -مندوب الليل- |


.. استبدال بايدن بمرشح ديمقرطي اخر سيناريو مرجح




.. 3 قتلى في قصف إسرائيلي على بلدة حولا جنوبي لبنان