الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد في المشهد السياسي العراقي

ئارام باله ته ي

2010 / 3 / 21
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



بدأت نتائج الانتخابات العراقية تطفوا على السطح ، وتأكد انحصار المنافسة على تشكيل الحكومة بين قائمة (العراقية) التي يترأسها رئيس الوزراء الأسبق ( د. أياد علاوي ) ، و قائمة ( ائتلاف دولة القانون) التي يتزعمها رئيس الوزراء الحالي (نوري المالكي) .
ويبدوا ، ان الكورد سيلعبون دوراً هاما ًفي حسم هذا النزاع ، الا أنهم بين خيارين أحلاهما مر. فاما يميلون الى جانب علاوي أو يعملون على ابقاء المالكي على سدة الحكم لولاية ثانية . ان رئيس الوزراء الأسبق (علاوي) شخص ليبرالي علماني منفتح ليس لديه عقد قومية او مذهبية وهذا مايجعل الكورد قريبين منه ، بالاضافة الى انه رجل دولة بامتياز ومقبول اكثر من غيره عربياً وربما دوليا ً. بيد ان الكورد متخوفون من وجود عناصر قومجية شوفينية ، يمثلون بقايا البعث المنحل ، في قائمته . وقد اعرب قياديان في التحالف الكوردستاني عن هذا القلق هما (محمودعثمان) و (فرياد رواندوزي) . انا شخصياً لا اعتقد ان مشكلة الكورد هي مع بقايا البعثيين في قائمة (علاوي) ، (استنادا لتصريحات الطالباني حول عودة البعثيين خلال الفترة السابقة) ، بقدرماتكمن المشكلة في تمركز نفوذ هؤلاء القومجيين (البعثيين) في مناطق كركوك و نينوى المشمولتان بالمادة 140 من الدستور الاتحادي . اذ ان الكورد لايدخرون جهداً لاعادة هذه المناطق التي يعتبرونها كوردستانية الى اقليم كوردستان ، في الوقت الذي يرفض فيه قياديون في ائتلاف علاوي ، هذا المطلب ويعدون المادة 140 منتهية الصلاحية دستورياً .
اما رئيس الوزاراء (المالكي) الذي يقود ائتلافاً ، يمثل (حزب الدعوة) نواته الرئيسية . فانه أبان عن امكانيات قيادية بارزة خلال فترة ولايته الأيلة الى الانتهاء ، بعد ان استتب الأمن نسبياً و تعامل بحزم مع الميليشيات ، و حاول قدر استطاعته الخروج من عباءته المذهبية . لكن الكورد تلمسوا من حكم المالكي ، نزوعه الى الفردية و توجهه بالدولة الى المركزية ، فوضع العراقيل في حسم ملف (البيشمركة) وحصةالاقليم من الميزانة وعقود النفط ، بالافاضة الى عدم تحمسه بالمضي قدما ًفي تنفيذ المادة 140 من الدستور . و كانت لديه تحفظات على صلاحيات و اختصاصات الاقاليم .
في ظل هذه المعطيات الموجودة . فان وصول (علاوي) الى سدة الحكم مع كامل طاقمه الائتلافي ، تهديد مباشر لطموحات الكورد في استعادة كركوك وغيرها من المناطق ( المتنازعة عليها ) ، بل ان من حق الكورد ابداء خشيتهم من اشخاص في قائمة (علاوي) مثل (اسامة النجيفي) و جماعة صالح المطلق ، وليس اخراً (طارق الهاشمي) الذي يرفض من منطلق قومي اناطة منصب رئيس الجمهورية بشخصية كوردية . اذ ان و صول هؤلاء لمواقع متنفذة في الحكومة الاتحادية يمثل نذير خطر لمصالح الكورد ، وهم الذين لايخفى العداء بينهم وبين الكورد . في حين ان التجديد للمالكي لاربع سنوات قادمة ، ليست بالمغامرة المحمودة العواقب لاسيما أن الرجل بعد ان كان يقف في الصف الثاني على المسرح السياسي العراقي ، أظهر بمجرد وصوله الى رئاسة الوزراء ( كاريزما ) واستغلال للسلطة جعلته يكتسح انتخابات مجالس المحافظات المنصرمة ، و حصل في هذه الانتخابات على اعلى نسبة اصوات ممنوحة لشخص مرشح . ان هذا ناقوس خطر لكل القوى العراقية وليس الكوردية فحسب ، بان هناك مشروع ميلاد دكتاتور قادم ، أو مركزية في القرارلم يحن أوانها في العراق .
يتوجب على الكورد التفكير مليا ً، و دراسة الواقع جدياً ، والحصول على ضمانات تحريرية ، قبل الدخول في اية تحالفات وقبل و لوج الحكومة المنتظرة . فانهم مخيرون بين الدكتاتورية و القو مجية.
وانا اكتب هذه السطور ، لأادرى لماذا أتذكر عنوان كتاب قرأته قبل سنوات خلت ، ألفه صحفي سويدي عن الكورد ، بعنوان ( ليس لدينا اصدقاء سوى الجبال ) .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خوف
هالة نايف ( 2010 / 3 / 21 - 10:53 )
سيدي العزيز قد يكون ماتخشاه لا يحمد عقباه على الجميع لان القومجية والتفرد بالسلطة لا يخدمون تطلعات الشعب لقادة يحملون معنى التغير والتجديد والبناء الديمقراطي


2 - انتهازية
كنعان ( 2010 / 3 / 21 - 15:14 )
ياسيدى ماهذه الانتهازية بالتفكير وحب الذات والتفكير فقط بما سوف يجنيه الاكراد من أي تحالف قادم أين التفكير بالمصلحة العليا للعراق والا نسي
قادة التحالف الكردستانى أنهم لازالوا جزء من هذا البلد ولازال طالبانى يريد
ايصير رئيس جمهورية عراق وهوش يار وزير خارجية ألخ
بالله عليكم وأتوسل اليكم أن تنفصلوا عن العراق فقد كنتم ومنذ العهد الملكى
سبب مشاكل العراق مع اعتذاري لاكثرية الشعب الكوردى التى تحب البقاء ضمن صفوف الشعب العراقي ورحم الله الاكراد الابرار الذين أخلصوا للعراق
ونتذكر ابرزهم سعيد قزاز واحمد مختار بابان والجاف وعشائر الزيبارية
والهركية ولاننسى أن ابرز التجار فى بغداد والمدن الاخرى هم من الاكراد
الطيبين الذين لايرضون عن ممارسات الساسة المتنفذين فى الجيب الكوردى
وتهديداتهم بين أونة واخرى لكل من ينتقدهم أو يخالفهم فى أطماعهم

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات