الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة فلسطينية في الجزائر

هاني العقاد

2010 / 3 / 21
الصحافة والاعلام


لا يعتقد أحد أن أي ثورة خارج الوطن سيكون لها فعلها وأثرها النضالي الكبير في شحذ الهمم والطاقات من أجل إعداد أفراد وطنيين متواصلين مع هموم وآهات وعذابات الوطن الفلسطيني لكن, لا يعرف أحد أن الثورة الحالية هي خارج الوطن وبالتحديد في أرض الجزائر, أرض المليون ونصف المليون شهيد وهي ثورة فريدة من نوعها لأنها لم تحدث منذ النكسة, أنها ثورة إعلامية فلسطينية في الجزائر, نعم قريبا من الوطن كانت الجزائر دائما, وقريبا من حركاتها النضالية وثوارها و قادتها ومقاوميها, وقريبا كانت الجزائر من صمود وبقاء الفلسطينيين أقوياء ثابتين صامدين على ترابهم الوطني, وفي عمق الوجدان الجزائري كانت فلسطين وأهلها منذ الشرارة الأولي للثورة الفلسطينية وحتى يومنا هذا الذي أحدث ثورة لم يعهدها المراقب العربي ولم يعهدها المواطن العربي في بقاع العرب ولم يعهدها الإعلام في كثيرٍ من مصادره في دول عربية أخري , ولم يعرف مدى قوة عاصفتها إلا من هم في الجزائر والقليل من المطلعين على أحوال إعلام القضية الفلسطينية في العالم, لم يفجر الثورة في اللجنة الإعلامية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية إلا ثائر وطني يقع الوطن في كل جزء في أعماق فؤاده , عاش الكفاح لحظة بلحظة في حواري المخيم وطارد الاحتلال من ربوة إلى أخري ومن واقعة إلى واقعة، وعاش الحرمان خارج الوطن فثار ومعه العديد من الإعلاميين العرب والفلسطينيين والجزائريين من خلال فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية, بالفعل اختار أسلوباً جديدا للثوار وأسلوباً يساوي بين الرصاصة والقلم فثار معه الكاتب الجزائري المعروف و الذي قرأنا له العديد من المقالات الأخ احميدة عياشي مدير عام صحيفة الجزائر نيوز و الأخ الأستاذ عبد النور بوخمخم الأمين العام للفدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين والذي استضاف الكاتب والصحفي السويدي دونالد بوستروم لفضح جرائم الاحتلال الصهيوني في سرقة أفئدة وأعضاء الفلسطينيين أثناء الانتفاضتين والمتاجرة بها, توالت الثورة الفلسطينية الإعلامية في الجزائر وتصاعدت بتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوقنا وحقوق المقدسيين في القدس العربية فقد كان للإعلام المقروء دورٌ كبيرٌ في توعية القارئ والمواطن الجزائري بما يدور في القدس العربية الإسلامية, فبادرت "الشعب" الجزائرية بتخصيص ملحق أسبوعي باسم "الشعب المقدسي للتعريف بحجم معاناة أهل القدس و شرح صمودهم بالصورة والكلمة, فكان الملحق منبرا رائعا للعديد من الكتاب الجزائريين والفلسطينيين والعرب كلهم في خندق واحد لن تستطيع الكلمات وصف روعته, وما كان لهذا العمل أن يصل إلى لب كل ثائر إلا بجهد ثائر إعلامي حقيقي وهو الأخ الكاتب عز الدين بوكردوس المدير العام و مسئول صحيفة الشعب الرسمية و الأخوة السعيد اقرايت ومختار سعيدي مدراء التحرير ولفيف من الصحفيين والمهتمين الإعلاميين بالجريدة . لم تكن الشعب الجزائرية الوحيدة التي بقيت في قلب القدس والقضية الفلسطينية من خلال تقاريرها وأخبارها و لقاءاتها لكن واكبتها كل من "الجزائر نيوز" و "الأمة العربية" وصحف أخري كثيرة والعديد من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية التي خصصت مساحات كافية تتساوي والحدث والمكانة التي تتمتع بها القدس في وجدان وقلب كل عربي ثائر من المحيط إلى الخليج ومن صحراء الربع الخالي إلى صحراء المغرب العربي , ولم تكن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة المستخدمة لهذا الغرض بل كان للفرنسية نصيبها في تنوير الرأي العام الجزائري وخاصة الناطقين بالفرنسية بالإضافة إلى الأمازيغية والإنجليزية التي تخدم شريحة هامة من القراء على أرض بلدان المغرب العربي.
لقد واصل الإخوة في اللجنة الإعلامية بالجزائر جهودهم, وعلى رأسهم قائد الثورة الإعلامية الحالية والمشرف الإعلامي العام للجنة الأخ عز الدين خالد, ووصلوا الليل بالنهار لإنجاز وإبداع هذا العمل لملء أكبر مساحة ممكنة من الأخبار والتحليلات والرؤى وتألق في المشهد الأخ الأستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي والأخ الدكتور على شكشك اللذان رسما وصوَّرا جراح القدس العميقة التي حفرها الاستيطان اليهودي في الجسد المقدسي, في حاراتها وحواريها وبوابات أسوارها وأحيائها المتناثرة خلف سورها العتيق كما وأعطيا عبقا تاريخيا حقيقيا لهذه المدينة الصابرة الصامدة المقاومة صاحبة الرائحة العتيقة واللون الزيتوني الفلسطيني الأصيل. لقد أكدت هذه الثورة أن الجزائر بعمقها و انتمائها العربي الإسلامي و تاريخها الناصع وثورتها الفريدة النبراس ما زالت شابّةً وحيَّةً وأصيلةً ووفيَّةً لروحها وللإنسان مما يشعرنا أن القدس والقضية الفلسطينية هما شأنٌ جزائريٌّ كما هما شأنٌ فلسطينيٌّ أيضا لا بل وأن القدس أصبحت الولاية التاسعة والأربعين في الجزائر. لقد جاءت اللحظة التي عمل من أجلها الجميع في الجزائر من زهور شنوف ورتيبة عجالي مرورا بالخير شوار وعبد اللطيف بلقايم ومصطفى فرحات وحمزة بلعايب ومحمود ابو بكر والعشرات العشرات من ثوار الكلمة والانتماء والوفاء لفلسطين وشعبها, فاليوم بلغت الحرب الصهيونية حدا خطيرا من التحدي لمشاعر الأمتين العربية والإسلامية مستغلةً الصمت العربي والانقسام الفلسطيني فرصةً لتنفيذ مخططاتهم ومآربهم في القدس العربية ولزرع حجارة هيكلهم المزعوم ببوابات مسجدها الأقصى عبر افتتاح كنيس الخراب بؤرةً للحقد الصهيوني, واليوم أصبح دور كل البقاع العربية والإسلامية دورا مطلوبا دعما لانتفاضة أهلنا في فلسطين و دعما لثورة أبناء القدس المدافعين عن كرامة الأمة العربية وشرفها.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك