الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق انتخابية .. القائمة المفتوحة نموذجا

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 3 / 21
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



جاءت الانتخابات العراقية لعام 2010 خطوة على طريق بناء نظامنا الديمقراطي وتعزيزا لمسيرة التحولات العظمى في تاريخنا المعاصر،وإصرار شعبنا على ممارسة دوره الفعال باختيار حكامه ،كونه مصدر السلطات الثلاث،وأنه هدف العملية السياسية في العراق الجديد،لتأكيد تمتعه بالحريات الثلاث( الفردية والجماعية والاقتصادية )،وقد خاض شعبنا عرسا نادرا وسطر مأثرة تحسب لمستقبله ووعيه المكلل بالظفر،وتحدى الصعاب التي حاول الارهابيون عرقلة المقاصد التنموية لبناء دولة مدنية عصرية،باعتبارهم بقايا الماضي المروع والمميت،حيث فكر العنف والجريمة والتزمت وفرض أنظمة عتيقة استبدادية،لكننا نجحنا في أسقاط تلك الأوهام،وكان كرنفال بنفسجي رائعا،حيث وضعنا الائتلافات والقوائم الحزبية والشخصية في اختبار عصيب لها،إذ حددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عتبة للمرشحين عليهم اجتيازها ليصبحوا أعضاء في مجلس النواب،ففي بغداد مثلا كان القاسم الانتخابي 35000 صوت،وهنا لا بد من القول أن أربع كيانات تخطت العتبة الانتخابية،وكان أعضاء مجلس النواب المنتهية ولايتهم قد تحسبوا لعدم نجاحهم في بلورة بنية سياسية،معلين بهذا التصرف أن العمل السياسي لم يصل إلى المستوى المطلوب وهو غير ناضج،فعاندوا كثيرا القبول بالقائمة المفتوحة،واحتاطوا لهذا الأمر،فأبتكروا القبول بنتيجة مجموع الأصوات للائتلافات،ويعد هذا تحايلا ضد إرادة الناخبين(الشعب العراقي) وحرية التصويت،كي نفرز بين من نرفضهم وبين من نؤيد تمثيلهم لنا.
ومطالعة يسيرة لا تحتاج عناء كثيرا للنتائج التي أعلنتها المفوضية ،والتي تشير إلى حصول ائتلاف دولة القانون على (784629 )صوت في بغداد ،لكن الحقيقة المؤلمة (عدم حصول أي مرشح على العتبة الانتخابية إذا ما استثنينا رئيس الائتلاف) والمحزن طبعا أن هذا الائتلاف ،الذي يضم تحت جناحه ألعديد من الوزراء ،لكن لم يتجاوز التصويت لهم أكثر من شخصين فقط في الائتلاف حصلا على خمسة آلاف صوت وشخص واحد حصل على أربعة آلاف صوت وثلاثة حصلوا على ثلاثة آلاف صوت ،وحصل مرشح واحد على 25025 صوت،وباقي مرشحي القائمة يتراوح التصويت لهم بين ألفين وألف صوت،والسؤال المهم هنا،مسؤولية من صعود مثل هؤلاء المرشحين إلى دفة عضوية مجلس النواب،أليس ذلك خرقا واضحا ومضادا إرادة التغيير وإرادة الشعب العراقي؟
ومن جهتها إئتلاف العراقية التي حصلت في بغداد أيضا على (734948 ) صوت،وتخطى رئيس الائتلاف وشخصية ثانية العتبة الانتخابية،ومرشح واحد حصد أكثر من سبعة آلاف صوت،ومرشحين حصلا على خمسة آلاف صوت،وتراوح بقية مرشحي الائتلاف على ما هو أقل من ثلاثة آلاف وألف وحتى أقل مثلما هو حاصل في قائمة ائتلاف دولة القانون!!
على أن الائتلاف الوطني العراقية الذي حصل على(481031 ) صوت في بغداد، حيث تخطى مرشحين العتبة الانتخابية،وحصل أربعة مرشحين على أصوات تراوحت بين (20000 و 27000 )،كما حصل ستة مرشحين على أصوات تراوحت بين (10000 وأقل من 20000 ) وتراوحت بقية أصوات المرشحين تحت هذا السقف.
أما التوافق العراقية التي جمعت في بغداد(46581 )صوت،وأعلى تصويت لمرشحها كان (7661 )صوت ،وهناك مرشح آخر حصل على (6296 ) صوت.
فيما حصلت قائمة اتحاد الشعب في بغداد على (17843 ) صوت،ولم تتخطى العتبة الانتخابية،بينما رئيس القائمة حصل على(10642 ) صوت،بينما حصلت قائمة مثال الآلوسي للامة العراقية في بغداد على (16242 ) صوت ولم تتخطى العتبة الانتخابية،وحصل رئيسها على(8061 ) صوت،والقائمتين الأخيرتين تجاوز التصويت لمرشحيهما كل مرشحي ائتلاف دولة القانون (باستثناء مرشحين)وكذلك كل مرشحي ائتلاف العراقية (باستثناء مرشحين).
هنا تبرز الاشكالية بين من عمل على تجريد الناخب من استحقاقة بالقبول او رفض التصويت للمرشحين،وبين توجهات الائتلافات لقلب المعادلة لصالحها،ومصالح مرشحيها الذين ألحق بهم الناخب العراقي هزيمة منكرة!! ،ثمة تهافت في منظومة القانون وبين منظمة القائمة المفتوحة ،هنا عضوية مجلس النواب أصبحت ألعوبة بيد الائتلافات لا بيد الناخبين،وقد أعادنا أقطاب الحلول الديمقراطية جدا غير المشوبة بالعشائرية والفردانية إلى تخوم الصحراء وهوس وجنون المصالح الفئوية او شرائح ما قبل مجتمع تكوين مفهوم الدولة ومؤسساتها الدستورية،وهنا يكمن الخطر على الديمقراطية ومجمل العملية السياسية،ناهيك عن الشلل في معالجة القضايا الوطنية المستعصية ،هنا تحدق بالعراق الجديد مخاطر حقيقية،فالحكومة التي تنبثق ضد إرادة الشعب،كون من يختارها مسلوب الإرادة وتابع وخانع وخاضع تماما لإئتلافه،أعضاء مشلولين، هياكل وهمية لا حول لها ولا قوة،تماما مثلما أغدقت علينا القوئم المغلقة في دورتنا الانتخابية السابقة،سبع سنوات مضت،وأربع قادمات لا تختلف من حيث الجوهر ولا من حيث الصياغة الطائفية،فقد إسعدوا تحسبا لأي رفض لمرشحيهم،وخانتهم ذاكرتهم أن العراقيين يعرفون اللعبة وقد فضحوا في صناديق الاقتراع كل مخابىء ودهاليز أحزاب السلطة الذين شاعت فيهم مظاهر الغنى والفساد والتلكؤ عن رفاهية الشعب والإرتقاء بالعراق ،وتوحيد الصف الوطني.
هذا نموذج مصغر لللفشل الانتخابي الذي صاغته الائتلافات تخوفا وتلاعبا بأصواتنا الحرة،وهي تستعد بوقاحة وصلافة التنكر لحقوقنا الوطنية ومجمل العملية الديمقراطية فهنيئا لهم تقاسم الكعكة العراقية،ولنقرأ الفاتحة على النظام الديمقراطي، وفمزارعو السياسة صمموا على نهب ثرواتنا،وتبديدها بتجميل أرصفة العاصمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا