الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة الانتخابات في العراق

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 3 / 22
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


قبل بدء الانتخابات وبعد انتهائها ارتفعت الأصوات المختلفة بالخشية من التزوير في الانتخابات من قبل الكيانات الكبيرة التي كانت وراء تشكيل المفوضية وفق المحاصصة الطائفية والعرقية حيث وزع مجلس المفوضين لتلك الكتل وبحسب اختياراتها مما يعني بالعراقي أن كل مفوض يعمل لصالح الجهة التي رشحته ليكون مفوضا ساميا في المفوضية،وجرى اختيار كادر المفوضية في المحافظات على ذات الأسس التي أخطير بموجبها مجلس المفوضين وجربت المفوضية في انتخابات مجالس المحافظات وظهر انحيازها الواضح لهذه الجهة أو تلك والتغاضي عن الخروق الكبيرة بعد أن تقاسمت الحيتان المقاعد فيما بينها و أسكتت الأصوات التي طالبت بالتدقيق والتحقيق لأنها لا تشكل ثقلا في الشارع العراقي أو تستطيع التأثير في سياسة البلد أو أثارة الفوضى أي أن الأقوياء تقاسموا ما للضعفاء وليضربوا رأسهم بالحائط ،وقد ظهرت أصوات طالبت بتغيير كادر المفوضية وأدارتها العامة ولكن الأصوات محقت من قبل حيتان الفساد الإداري وفرضت المفوضية كأمر واقع (واللي ما يعجبه يشرب ماء البحر) واليوم تعالت أصوات الكتل الكبرى مطالبة بإعادة فرز وعد الأصوات بعد أن كانت تقول قبل أيام أن المفوضية تسير على السراط المستقيم وأنها هبة الله للعراقيين،فيما تصر المفوضية على استحالة العد والفرز وأن على الجميع القبول بالنتائج .
الغريب أن اعتراض الكتل الكبرى على مفوضية من نتاج أيديهم لا يعني أن المفوضية عملت باستقلالية ونكران ذات ولا يعني تبرئتها من تزوير أو انحياز،ولكنه يظهر لنا حجم التهالك الذي عليه هذه القوى فقد أقرت قانونا للانتخابات يضمن لها الاستحواذ على المقاعد البرلمانية وأبعاد القوى الصغيرة التي يمكن أن يكون لها تأثيرها في تلطيف القرارات أو التدخل فيها لتكون بالمستوى المقبول ورغم نجاحها في أبعاد أي صوت يمكن أن يؤثر على توجهاتها إلا إن صراعها أخذ منحى جديد بينها فقد أفرزت الانتخابات كتلة جديدة قوية ترفض المشروع الطائفي ويمكن أن تؤثر سلبا على المخططات الرامية الى لبننة العراق فهي تحاول بمختلف الطرق والأساليب أنهاك هذا الصوت وأضعافه لتخلوا لها الساحة في تمرير ما تريد من مشاريع لذلك أخذت بالتحرك في مسارات مختلفة لتغيير الأمور لصالحها وممارسة الضغوط التي وصلت الى أخراج مظاهرات في بعض المحافظات تمثل هذا الطرف أو ذاك لتوجيه الأمور بما يخدم مصالحها لأن المتبقي من الأصوات التي لم تفرز يساوي 5% ويمكن لهذا الطرف أو غيره من خلال الضغط أن يضيف لقائمته نسبة من الأصوات بابتزاز المفوضية من خلال الضغط عليها وهي قد ترضخ لذلك لأنها تعرف(البير وغطاه) وتعلم حجم الممارسات الخاطئة التي شابت عملها سواء في الداخل أو الخارج،فانتخابات الخارج التي صرفت عليها ملايين الدولارات لم تشهد المشاركة المرجوة بسبب الشروط المجحفة التي فرضتها المفوضية على الناخبين من خلال المطالبة بمستمسكات لا تتوفر للكثيرين منهم بل قامت بإلغاء آلاف الأصوات تحت هذه الذريعة فيما منعت مئات الآلاف من المشاركة بسبب أجراءتها لأنها تعلم أن أصوات الخارج لا تصب في مصلحة الأطراف الحكومية وإنها أصوات وطنية لعراقيين تضرروا من ممارسات الحكومات المتعاقبة وهؤلاء لا يمكن أن يصوتوا لجهات أسهمت في اضطهادهم .
أن الانتخابات العراقية ستمرر بكل حسناتها وسيئاتها لأن الإرادات الخارجية تحاول فرضها رغم ما لابس عملها من غموض وتزوير فقد تغاضت المفوضية عن خروق الكتل الكبيرة التي تمثلت في استخدام موارد الدولة وأعلامها لصالحها أو توزيع المال والهبات وشراء الأصوات أو خرق الصمت الانتخابي أو الدعاية داخل المراكز الانتخابية وقربها رغم التنبيه لها وتثبيتها في الطعون المقدمة لها ولم تستجب لأي صوت أشار لخرق باعتبار جميع الشكاوى لا تؤثر على نزاهة الانتخابات ومصداقيتها حسب معاييرها التي لا تستند لأي قانون أو عدل وبذلك فأن الانتخابات العراقية تؤسس شئنا أمم أبينا الى تقاسم للسلطة لا يمكن التخلص منه أو تخطيه إلا بتغيير جذري ليس بوسع أي جهة داخلية أحداثه ،وسيبقى العراقيون بانتظار تغيير يأتيهم من السماء ،رغم أن السماء لن تفتح أبوابها لشعب لا يعرف الصالح من الطالح ولم يسعى لتغيير كل ما هو جدير بالتغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز ابا زاهد
مارسيل فيليب / أبو فادي ( 2010 / 3 / 21 - 23:24 )

أصبت الجوهر عندما تقول ( أن اعتراض الكتل الكبرى على مفوضية من نتاج أيديهم لا يعني أن المفوضية عملت باستقلالية ونكران ذات ولا يعني تبرئتها من تزوير أو انحياز،ولكنه يظهر لنا حجم التهالك الذي عليه هذه القوى فقد أقرت قانونا للانتخابات يضمن لها الاستحواذ على المقاعد البرلمانية وأبعاد القوى الصغيرة ) .
في مسرحية ضيعة تشرين الكوميدية السياسية والتي تدور أحداثها قبل حرب تشرين عام 1973 ، يرد الحاجب المرافق لمختار القرية غوار الطوشي ( الفنان دريد لحام ) .. الحمار أكل الدستور ... حينها يتسائل غوار مستغرباً ومتفاخراً .. عفية على هيك حمار ، هضم هيك دستور .
يقال ، أن الضمير لا يمنع المرء من ارتكاب الخطأ ... إنه فقط يمنعه من الإستمتاع به وهو يرتكبه .


2 - كيف تكون الانتخابات نزيهة
حسين محيي الدين ( 2010 / 3 / 22 - 06:45 )
عزيزي أبو زاهد دلني على شيئ واحد صحيح في هذا البلد حتى اصدق أن الانتخابات نزيهة . هل الدستور صحيح ؟ هل سياستنا الخارجية صحيحة ؟ أوسياستنا الداخلية ؟ هل النهب والسلب والابتزاز الذي تعيشه البلد صحيح ؟هل برامج الاعمار الذي أعتمدوها صحيحة؟ وهل وهل -------؟ كل شيئ مبرمج على أن لا يكون صحيحا ولا نزيها


3 - حين أستلمت مقالك أستثنيت؟؟؟
ذياب مهدي آل غلآم ( 2010 / 3 / 22 - 09:34 )
المتآلق وصنو الروح محبتي وتحياتي....ابو زاهد سلام سلاما... كنت انجزت مقال واهديته الى الرفيق علي أبراهيم .... لكن حين استلمت هذا المقال منك استثنيت نشر مقالي!! والزبدة التي اخرجتها من شجوتي (السكه)بعد خضه جيدا قلت: لي أخت رشحت نفسها مع أحد القوائم الليبراليه في بابل؟ نعم وحين اتصلت بها قالت: خويه ذيبان بعدلي 3000 صوت وأصل للدكة الانتخابيه!! تعجبت وهي معلمة ليس لها (عولاقة؟) بالسياسه لكنها لها موقع اجتماعي شخصي خاص لايتجاوز معارفها والقرية التي تعلم بها قبل ان تنتقل لمركز بابل الحله...المهم قلت لها: أختاه كم الاصوات التي حصلت عليها؟ قالت حسب ما وصلني من القسم الاكبر من مراكز الانتخابات 7000 صوت! تعجبت وقلت لها مبروك.... لكن اين قائمة أتحاد الشعب في بابل والتي حضر احتفاليتها حين زار مقر الحزب الرفيق أبو داوود وهنا بابل وسجع البلابل وأنت يارفيقي المرافق الاعلامي في احد جوالة الرفيق علي أبراهيم فهل وصلت قائمتنا اتحاد الشعب(للعتبه )الانتخابيه(الدجه/الدكه) كلها تدق على زيف الانتخابات لكونها انتاج حكومة زائفه...أبنة غلآم تحصل على 7000 صوت وقائمة اتحاد الشعب وتنظيمات الحزب في بابل لم تصل ؟؟؟


4 - هل نشرب من مائهم لنكون منهم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 22 - 09:53 )
العزيز أبا فادي
نعم أنها مسرحية مأساوية من الطراز الأول أن تستلب حقوق أطياف من الشعب العراقي لتحقيق مآرب كتل طائفية وقومية دفعت بها الأقدار لتتسيد البلاد بعد سقوط الدكتاتورية التي لا زالت آثارها في عقول من حل محلها في محاولاتهم المحمومة للامساك بالسلطة وتهميش الآخرين وما يجري من صراع سياسي الآن يكشف بما لا يدع مجالا للشك زيف الشعارات والبرامج الانتخابية حيث تناهد الأخوة الأعداء لإكمال تحالفاتهم حتى مع القوائم التي وصمت بالبعثية أو المرتبطة بقوى أجنبية كما قيل قبيل الانتخابات، هل هو ضحك على الذقون ؟ وهل وصل الشعب الى هذه الدرجة من غياب الوعي حتى تنطلي عليه هذه الألاعيب؟ وهل تناسى أو نسي السنوات السبع العجاف وما حدث فيها من قتل وفساد لتحقيق مآرب غير خافية على من أوتي شيء من عقل؟هل نحن المجانين أو الأغبياء حتى لا نرى الحقيقة الساطعة أمن علينا أن نشرب من مائهم لنكون مثلهم.


5 - طبيعة المجتمع العراقي
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 22 - 09:55 )
عزيزي الدكتور حسين محيي الدين
لا زلت لحد الآن غائب في دوامة من الأسئلة المحيرة عن نتائج الانتخابات وخفاياها وأسرارها وإرهاصاتها ،فالشعب العراقي بقضه وقضيضه يعلم ويردد ويؤكد أن الشيوعيون هم أصحاب الأيادي البيضاء وهم الأباة الحداة الذادة الشرفاء المخلصون ومن رشح في قوائمهم من الكفاآت العلمية والأدبية ولكن ليس لهم نصيب في حصاد الأصوات فأين الخلل هل هو في سياسة الحزب وبرنامجه أو في مرشحيه المشهود لهم بالأمانة والإخلاص أم الخلل في الوعي الجمعي للعراقيين الذين يعرفون ويحرفون أن هذه المعادلة المحيرة لا يصل إليها إلا الله والراسخون في العلم ولا اعتقد أن النظريات الاجتماعية يمكن أن تصل الى طبيعة الشعب العراقي رغم أن الدكتور الوردي بين الكثير منها إلا أن هناك شيئا غامضا يستحق الدراسة.


6 - البزون يحب خناقه
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 22 - 10:05 )
الأخ العزيز ذياب آل غلام
الأمور أكبر من التبسيط الذي نتصور ونعتقد فالعلة ليست في الحزب ولكن في الناس المصابون بالازدواجية التي عليها الأكثرية فهذه الأكثرية للأسف الشديد لا تعرف صالحها وما عليها أتباعه لأنها تفتقر الى الوعي الكافي بطبيعة مهمتها في أحداث التغيير واسمحوا لي أن أتجاوز قليلا فأسطورة الشعب العظيم التي روجنا لها في أدبياتنا علينا إهمالها في الوقت الحاضر ،قد يتهمني البعض بالتطرف أو الانعزالية أو غيرها من هذه التعبيرات ولكن على الجميع التسليم بحقيقة أن الشعب العراقي قد فقد البصر والبصيرة ويحتاج الى سنوات من العمل الجاد حتى يعود لواقعه الذي كان عليه فالأكثرية التي كانت متذمرة من أعمال الحكومة وما ظهر من فساد وسوء في الخدمات وصراعات لا مبدئية جعلت الناس يجأرون بالشكوى هذا الجميع الشاكي المتذمر هرع لانتخاب من عمل هذه الأعمال وتجاوز عن انتخاب من يعرف أمانته ونزاهته،ولهذا الأمر باختصار رأي واحد فالمثل الشعبي يقول البزون يحب خناكه !!!!!!!!!!!!


7 - اصبت يا ابو زاهد
البراق ( 2010 / 3 / 22 - 17:11 )
اصبت الحقيقة يا ابو زاهد فلقد عابوا على الدكتور اياد علاوي الذي حذر من التزوير بعد الانتخابات مباشرة ثم ردد المالكي قبل ان تعلن المفوضية ان العراقية تقدمت على دولة القانون بيوم واحد ان الانتخابات نزيهة وجرت بشفافية وان حدثت امور فهي بسيطة ولاتؤثر على النتائج فماذا حدث ليتغير الامر بهذا الشكل ؟؟ انه العهد الذي تعهد به المالكي ( احنه بعد ماننطيها ) فهل نسيته ؟ ما اظن انك تنسى .سيعملون كل مايمكنهم عمله من اجل الاستحواذ على السلطة والبقاء بالكرسي حتى اذا حرق العراق بعد كل ما اصابه من حرائق وذلك واضح من التهديدات بعودة العنف والتدهور الامني .


8 - أخي الكريم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 22 - 17:33 )
الأخ البراق
الكل يتهم الكل والحيتان الكبيرة التي أبتلعت الأسماك الصغيرة تتصارع الآن من أجل تهميش الآخر والسيطرة على الحكم بمختلف الوسائل وللأسف الشديد الشعب العراقي لا زال غارقا في تصوراته الخاطئة التي قادته الى هذه النتيجة ،أن الكتل الطائفية بعد أن ذاقت حلاوة السلطة لن تسلمها بسهولة وسوف تعمل المستحيل للمحافظة على هيمنتها حتى لو أدى الأمر الى بحار من دماء العراقيين واللي يظل نفعه النه واللي يموت من كرد أمه ومنصورة يا بعداد

اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات