الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقوبات رادعة

أمير الحلو

2010 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


خبران من بلدين بعيدين عن بعضهما جغرافيا وايديولوجياً،ولكنهما واجها قضية واحدة مع اختلاف في طريقة المعالجة... الخبر الاول من العراق يقول ان هيئة النزاهة قد أحالت في بداية السنة الحالية 359 متهما بفساد مالي قيمته 46 مليار دينار عراقي،وأصدرت مذكرة قبض بحق متهمين من بينهم اربعة موظفين كبار بدرجة وزير و18 بدرجة مدير عام فما فوق..وقد (بشرنا)السيد وزير العدل ان هذا الرقم قد انخفض عن الرقم في العالم الماضي،علما بان السجون والمعتقلات تضم اعداداً كبيرا من المرتشين والسراق و(الحرامية).
الخبر الثاني من كوريا الشمالية وهي دولة(حديّة)في تعاملها الداخلي والخارجي ولا تعرف حتى(الابتسامة)من وجه المدان من قبلها،لذلك فقد قامت السلطات المختصة قبل ثلاثة ايام باعدام موظف كبير كان مسؤولا عن القضايا الاقتصادية في البلاد بتهمة التسبب في ارتفاع معدلات التضخم وتدني مستوى المعيشة،فتلقى رصاصات (الرحمة) وهو يبلغ السابعة والسبعين من العمر.
يشهد الله انني لا أحب القسوة الشديدة،ولكني اجد في الاجراء الكوري الشمالي مثلا على الحزم المطلوب أزاء القضايا العامة وخصوصا الاقتصادية التي تضر بمصالح المجتمع وتؤدي الى خسائر مادية حتى لو لم يكن سارقا كما هو حال المعدوم الذي كانت سياسته فاشلة دون ان يتلقى رشوة أو يحاول الهروب بغنيمة الى الخارج،وهنا لا أريد التدخل في شؤون القضاء لدينا وكيفية اصداره للاحكام بما يخص سرقة المال العام ولكني،وحسب الخبر الذي قرأته،فان اعدادا كبيرة ممن صدرت بحقهم احكام بسبب الرشوة والسرقة ونهب المال العام قد تلقوا احكاماً تتيح لهم الخروج كما هو حال مرتكبي القتل والاغتيال وغيرها،ولست من الداعين الى ازهاق ارواح الآخرين ولكني اتساءل كيف تسوّل لمسؤول نفسه وخصوصا اذا كان وزيراً أو موظفاً كبيراً بالاختلاس والسرقة،وهو الذي جرى اختياره ليكون أميناً على اموال الناس ومصالحهم،علماً بان ما يتقاضاه في الداخل وما يرسله للخارج (خوفا من غدر الزمان)يكفيه و..زيادة،فما هذه الرغبة الجامحة للسرقة التي سادت اوساط الكثير من المؤسسات الحكومية؟
وهنا نناشد القضاء ان لا يكون حازماً فقط في اصدار احكامه بحق المختلسين من المسؤولين الكبار،بل ان يلاحق تطبيق العقوبة لمعرفة مصير الاموال العامة اولا وتنفيذ قراره ثانيا،وإلا فان لا أحد من الناس يعرف مصير(زينة امانة العاصمة)التي اختلست المليارات ولم تعرف مصيرها ومصير الذين ساعدوها..وستطوى صفحتها كما طويت صفحات وزراء في الحكومات السابقة والحالية(على حد سواء)ولم نعرف مصير (اموالنا) التي سرقوها وذهبوا الى اهلهم واسيادهم في الخارج،بل ان البعض اخرجوا (على عناد الحكومة)من التوقيف وارسلوا الى الخارج عن طريق المطار علنا وجهاراً ..وطارت اموالنا مع المشاريع الوهمية والصفقات المشبوهة والعمولات وغيرها .
ولدي سؤال بسيط و(حاسم) وهو ماذا لو أراد أي مسؤول تقليد قرار كوريا الشمالية بمعاقبة قائد من قادتها الاقتصاديين بالاعدام رميا بالرصاص ...لانه تسبب في زيادة التضخم الاقتصادي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خليها مستورة
حسين محيي الدين ( 2010 / 3 / 22 - 10:14 )
عزيزي أمير الحلو --خليها مستورة فقبل اكثر من أربعة عقود حاول الرئيس الراحل عبد السلام عارف أن يعرف من أين تأتي الاموال من الخارج لبعض مراكز القوى في الداخل . وبعد مراقبة شديدة وتحقيقات عرف مصدر هذه الاموال فكلف أحد وزرائه من المقربين لهذا المصدر بأن يسدي نصحا له بالابتعاد عن التعامل مع الد ولة الممولة فقامت الدنيا وقعدت يوم ذاك متهمة عبد اليلام عارف بالطائفية والعنصرية وما الى ذلك من اتهامات . اللصوص والعملاء لهم وسائلهم الخاصة عمدما يكشف امرهم فهم لايعترفون بسرقاتهم بل ينالوا من أي شخصية تحاول أن تثنيهم عن عملهم الشنيع هذا فما بالك اليوم وأبناء تلك المراكز عاى رأس السلطة . خليها مستورة


2 - الى حسين محي الدين
صبحي حسين ( 2010 / 3 / 22 - 12:10 )
هذه معلومة جديدة يكشفها لنا السيد حسين محي الدين عن مراكز القوى ايام حكم عبد السلام عارف ، مع ان الكثير من العراقيين حينذاك لا شغل لهم سوى اللعب في السياسة فلم يفطنوا لوجود هكذا مراكز قوى !!
وقتذاك لم يكن المشهد السياسي معقداً كما هو الحال الآن
الشيوعيون نزلاء في السجون ومن حالفه الحظ ففي المهاجر
والأخوة الأعداء من بعثيين وقوميين وبقايا الأقطاع لما تزل دماء عبد الكريم قاسم ورفاقه وقادة الحزب الشيوعي العراقي تخضب ايديهم الأثيمة
كان القطار امريكياً وسلاح البورسعيد ناصرياً
فعن اية مراكز قوى يتحدث السيد حسين محي الدين ؟؟


3 - الاخ صبحي حسين
حسين محيي الدين ( 2010 / 3 / 22 - 14:08 )
شكرا لك . الشيوعين لم يكونوا مركز قوة بل كانوا أحد الفصائل الوطنية .لهم قواعدهم الشعبية وقيادتهم الوطنية المعروفة . ولو قرأت ردي بشكل جيد لما استعجلت الحكم . حيث أقول ان ابنائهم على رأس السلطة اليوم ولا أعتقد ان ابناء الحزب الشيوعي على راس السلطةاليوم ثم أن البعثيين وحدهم يتحملون مسؤلية ما حصل للزعيم الوطني عبد الكريم قاسم . اما مراكز القوى التي تحدثت عنها فأعتقد ان الاخ أمير الحلو يعرفها جيدا وهم ليسوا ممن تحسبهم


4 - الأخ صبحي
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 3 / 22 - 15:34 )
لم أجد تعليقا للسيد حسين على تعلقك السابق ولا أعتقد أنه أشار للشيوعيين أو غيرهم وما ذكره لا يعرفه الا القلة حيث كانت هناك قوى اجتماعية مؤثرة استلمت اموالا من دولة مجاورة لاسقاط النظام العارفي وهذه الجهات سبق لها ان استلمت اموالا لاسقاط عبد الكريم قاسم وعدم تصريحه بها له اسبابه وثق ان لم يسيء لأي جهة محترمة


5 - الأعزاء حسين ومحمد علي
صبحي حسين ( 2010 / 3 / 22 - 17:16 )
أنا لم اقل ان الأخ حسين محي الدين يشير في حديثه للشيوعيين ، انما كنت اعني ان المشهد السياسي ايام حكم عارف لم يكن بهذا المستوى من التعقيد ولا اعتقد ان هناك قوى من داخل مؤسسة الحكم العارفي تعمل في الخفاء وتتلقى اموالاً من دول اجنبية وزيادة في التوضيح كان هناك مجموعة من الضباط من ذوي الولاءات العشائرية مثل سعيد صليبى وهادي خماس وعبد الغني الرواي وعارف عبد الرزاق بطل محاولات الأنقلاب المتتالية وهؤلاء هم سدى ولحمة نظام الأخويين عبد السلام وعبد الرحمن عارف اما من خارج النظام فهناك البعث وهذا الحزب امره امر
اما اذا كانت لديك معلومات يااخي حسين فلماذا تحجم عن ذكرها ؟ هذا تأريخ ولا اعتقد ان الأمر يحتمل المجاملة والخشية


6 - تحية من موظف مجهول
أبو الوفا ( 2010 / 3 / 24 - 09:31 )
الى حضرة الاستاذ المحترم ..ان كنت أمير الحلو الذي كان يوما مديرا عاما المؤسسة العامة للسياحة......والذي كنت مثالا في النزاهة والاخلاق الاناقة بالاضافة الى الوسامة التي كنت تتحلى بها.....أقول يا أستاذي العزيز كم أتمنى أن تدار مؤسساتنا أشخاص ولو عشر ما كنتم تتصفون به........ألف تحية لكم ولعائلتكم الكريمة......


7 - اضافة
أمير الحلو ( 2010 / 3 / 24 - 10:25 )
ألأخ أبا الوفا المحترم
تحياتي
نعم انا هو واشكرك على ثقتك الغالية وليس لدي أي طموح في العمل الحكومي فقد أدينا ما علينا وللاجيال الصاعدة حقها مع رجائنا الرحمة بالشعب وثرواته الوطنية..ارجو لك الصحة والموفقية.
أمير الحلو/بغداد

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا