الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افرازات الانتخابات

جمال المظفر

2010 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



اثبتت نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت مؤخرا حجم وشعبية بعض الشخصيات السياسية التي كانت تراهن على القاعدة الجماهيرية ، ويبدو ان القاعدة الجماهيرية لهم هي العائلة المبجلة والمقربون والمنتفعون وبعض المتملقين ، بل اثبتت الوقائع انه لولا القائمة المغلقة لما وصل هؤلاء الى سدة الحكم اواستئزروا وتحكموا بمقدرات الشعب بعدما كانت اصواتهم تملأ الفضائيات زعيقا متوعدة الاخرين بقصم الظهر ، ولكن الانتخابات قصمت ظهورهم وبطحتهم ارضا ..
الانتخابات الاخيرة كانت فرصة للسياسيين لمراجعة اوراقهم والاعتراف بالفشل في التعاطي مع الازمات او التواصل مع الشعب ، فمن كان قريبا من الهم العراقي حصل على اصوات الناخبين ومن كان بعيدا عنهم وعن همومهم والامهم فلم يحصل الاعلى اصوات عائلته وحاشيته الذين اوصلوهم الى التهلكة بنفاقهم وكذبهم عليهم ..
كم خدع بعض السياسيين انفسهم او خدعوهم بمساحة شعبيتهم او ربما اوقعهم المنافقون في هذا المطب لانهم يحاولون دائما ان يكونوا عند حسن ظن سماحة السيد السياسي الذي لايستمع للاخرين وكأن الكل يتآمرون عليه ، فمن ينصحه او يبدي له المشورة يعد متآمرا وناقما عليه وعلى حكمته وحنكته ودهائه ، ولو كان هذا السياسي قريبا من الشارع واستمع الى المعارضين والمنتقدين لسياسته لوقع على مكمن العلة لا ان تصدمه اوراق الاقتراع ...
العراق الجديد بحاجة الى ساسة يعرفون كيف يتعاملون مع الازمات والملفات الهامة التي تتعلق بالشعب كالامن والخدمات والاقتصاد والتنمية لا الى صناع ازمات وثرثارين او خطباء مايكرفونات ووجوه فضائيات وملقوا شعارات ، فالشعب غير مستعد لسماع محاضرات في الانشاء او متابعة رذاذ السنتهم الذي يتطاير ذات اليمين وذات الشمال وربما يصيبهم بعدوى النفاق السياسي ابعدهم الله وابعدنا عن شر هذا الوباء الخطير ..المهم ان العراق تعدى مرحلة الطائفية وافرازاتها وهذا ما اكدته نتائج الانتخابات ، لم يعد التصويت للطائفة او المذهب وهذا هو المكسب الاهم في العملية الديمقراطية بعدما راهن الطائفيون على اصوات المتشدقين بها ، بل الذي راهنت عليه بعض دول الجوار العاطفي ...
وحسنا فعلت المرجعية حين نأت بنفسها عن التورط في اللعبة السياسية واعلنت حياديتها تجاه الجميع بعدما كان البعض يستغل اسمها الكبير في دعايته ، لقد وقفت المرجعية الحكيمة على مسافة واحدة من جميع الكتل والمرشحين ، لم نعد نسمع ( تحرم عليه زوجته من لاينتخب القائمة الفلانية او الشخصية الفلانية ) او ( لايدخل الجنة من لاينتخب القائمة مليون ومية على مية ) ، لقد كنا امام استحقاق انتخابي حقيقي وتحدثت اوراق الاقتراع نيابة عن الشارع العراقي ..
غلطة الشاطر بعشرة وغلطة السياسي بمليون ، من كبا منهم فكبوته مهلكة ولامجال لاعادة امتطاء الكرسي ، لان الشعب عندما يغضب لن يرحم من تعالى عليه وتاجر بدمائه من اجل تمرير مشاريع فاسده وبضاعة كاسدة وعسى الله ان يلهم الجميع الموعظة الحسنة ، من فاز ومن ولى غير مأسوف عليه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا