الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسئلة مشروعة على هامش اجتماع الرباعية بموسكو

فالح الحمراني

2010 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


فالح الحمراني (اعلامي من العراق يقيم بموسكو)
خلال اجتماع دعا له مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الروسية طرح الصحفيون العرب المعتمدين بموسكو ، ما يدور في ذهنية الراي العام العربي وربما ليس وحده من هموم من افاق التسوية السلمية في منطقة الشرق الاوسط . وسمى الصحفيون الاشياء باسمائها. علما ان المسؤول الروسي اكد ان اللقاء، الذي عقد عشية اجتماع اللجنة الرباعية للتسوية في الشرق الاوسط، يرمي الى اعطاء خلفيات من المصادر المباشرة عن موقف روسيا من العملية.والحق يقال فان الدبلوماسي رفيع المستوى رد بصراحة وبهدوء واهتمام بالغ على كل لاسئلة التي عكست هموم الانسان العربي عموما وخيباته وتطلعاته لاقامة نظام دولي عادل ونزيه لا تتحكم فيه الازدواجية في المواقف والقرارات، وانما يحتكم في كل مرة للقوانين التي وضعت كافة الاطراف امضاءها عليها، وتطبيقيها. والقضية الفلسطينية من القضايا التي يمكن ان تجد حلا جذريا وعادلا لو وافقت كافة الاطراف على حلها على اساس القانون الدولي.ويستنتج من حديث المسؤول ان المراكز الدولية ترى ان التسوية بالمنطقة ينبغي ان تتم على طاولة المفاوضات وليس ثمة افق لان تتخذ اجراءات على اسرائيل لاجبارها على تنفيذ قرارات او صيغ او تصاميم للسلام، تدعو لها اليوم تلك المراكز. اذن السلام الان بيد اسرائيل.
من دون شك ان "بيان الرباعية" الذي تلاه امين عام الامم المتحدة بعد اختتام اجتماع الرباعي بموسكو الجمعة الموافق 19 مارس، انطوى على عبارات "موضوعية" تاخذ بمسامع العربي ناهيك عن الفلسطيني صاحب القضية المباشر، وخاصة باعتراف اللجنة بحق الفلسطينين باقامة دولتهم وعدم المس بقضية القدس ورفض انشطة الاستيطان وتوسيعها والدعوة لإستئناف المباحثات الإسرائيلية الفلسطينية في أسرع ما يمكن. وتحديد موقف مشترك لروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في لقاء عقد بموسكو. ورحب البيان بدفع عجلة المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل وفلسطين. وأشير فيه إلى أن بدء الحوار سيكون خطوة مهمة على طريق استئناف المباحثات الثنائية المباشرة دون طرح شروط مسبقة. واعطيت للطرفين مهلة 24 ساعة لحل كل المسائل المتنازع عليها وإقامة دولة فلسطينية. وكل ما تضمن من تعاطف ملموس مع الشعب الفلسطيني.
وقال خبراء بالمنطقة أن بيان اللجنة الرباعية كان فوزا كبير للدبلوماسية الروسية التي اعدته على خلفية تفاقم الوضع في الاراضي الفلسطينية وانه سيكون أساسا لوثائق أخرى في هذا الموضوع بما فيها قرارات مجلس الأمن. ودعا الوسطاء الدوليون كلا الطرفين إلى التحلي برباطة الجأش وضبط النفس وإلى الامتناع عن التحركات والتصريحات الاستفزازية.ويستنتنج من اللقاء مع المسؤول رفيع المستوى ان لا طريق آخر للتسوية غير الاتفاق بين الاطراف عبر المباحثات. ولكنه لم يرد على السؤال الملح بصدد ان اسرائيل لا تريد ان تنفذ القرارات والشرعية الدولية عن طريق المباحثات، فما هو السبيل لاراغمها على الالتزام بالشرعية الدولية. والاستنتاج ان الحل يعتمد الان على الارادة الاسرائيلية رغم النوايا الطيبة تجاه التسوية العادلة والقانونية الدولية للنزاع في المنطقة.
هموم وردود
والهم الاول الذي يراود الراي العام العربي هو هل ستدخل افكار وسطور بيان اللجنة الراعية لحيز التنفيذ، وماهي الاجراءات التي سوف تتخذ لجعل الاطراف المتورطة بالنزاع تلبي دعوات الرباعي. وضمن هذه الهموم اشير في اللقاء مع الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى الى ان العرب والفلسطينيين بالذات قدموا الكثير وتخطوا الكثير من المشاعر والعواطف التي كانوا باسرها، وطرحوا رؤية مرنة، ربما يرى البعض بالدرجة الاولى في العالم العربي بانها كانت "تنازلات" صارخة واستسلام غير مبرر، في البداية عبرت عنها بجلاء مرجعيات مديريد واسلو، ومن ثم المبادرة العربية في قمة بيروت. وكان عليها اجماع عربي واعلن السلام " لا رمي اسرائيل بالبحر" استراتيجية عربية للتسوية واعترفت دول عربية باسرائيل واوحت بخطوات عملية استعدادها للتطبيع في حال ايجاد تسوية عادلة تقوم على الشرعية الدولية.ولكن اسرائيل اخذت مرة تتحايل ومرة تماطل وتبرر وتسول لنفسها الانسحاب من الاتفاقات والتفاهمات والبدء من نقطة الصفر مرة بعد اخرى، وتواصل سياسية ابتلاع الاراضي الفلسطينية وتحويل حياة الفلسطيني الى كابوس لارغامه على ترك ارضه ووطنه التاريخي. ويقول مسؤولون اسرائيليون بكل وقاحة للفلسطنيين"ان ارض العرب واسعة، فاذهبوا حيث تشاؤون". والسؤال المشروع هنا الذي طرح على الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى وعلى اصعدة اخرى ايضا وبمناسبات مختلفة عن امكانية فرض السلام والتسوية القائمة على القرارات والشرعية الدولية ابتداءا من قرار التقسيم رقم 181 ومرورا بقرار 242 وما تلاها من قرارات تعلقت بكافة جوانب التسوية واحترام حقوق الانسان الفلسطيني والتفاهمات الثنائية ومرجعيات مدريد واوسلو. ما هي الالية.ويلوح ان القوى النافذة، القوى التي تتحكم بالقرار الدولي غير جاهزة لهذه الخطوة. ايضا انها غير جاهزة لاثارة قلق تل ابيب والنخب السياسية هناك بالتلويح بعقوبات او " زعل"، وانها مازالت تراهن على مبدأ "التحلي بالعقل السليم". ولكن اسرائيل برهنت على انها تضرب بعرض الحائط " الارادة الدولية" وانها ماضية بتنفيذ برنامجها الاستراتيجية التي يخيل انه موضوع منذ فترة زمنية طويلة خلت، والهدف هو الاستحواذ على افضل الاراضي الفلسطينة ووضع المجتمع الفلسطيني تحت رحمة الارادة الاسرائيلية، وان يكون الفلسطيني دوما في حالة حصار مستديم.
ماذا بعد الرفض؟
ويتفق كافة اعضاء اللجنة الرباعية بصراحة على رفض خطط إسرائيل الاستيطانية لكونها تعيق التسوية السلمية في الشرق الأوسط. وهذا هو ايضا موقف موسكو الثابت الذي أكدها لدبلوماسي الروسي رفيع المستوى. و شجبته دول العالم الرائدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية خطط إسرائيل. وأزعج سلوك إسرائيل الولايات المتحدة على نحو خاص لأن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن هو الذي ساعد على بلوغ الاتفاق أثناء زيارته للمنطقة على استئناف المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية
و يقول خبير معهد الاستشراق لدى أكاديمية العلوم الروسية بوريس دولغوف: بيد روسيا ورقة رابحة وهي إمكانية التأثير على كلا طرفي النزاع. فتجري موسكو المحادثات مع ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية وممثلي إسرائيل. وليس سرا أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قام بزيارة إلى موسكو. وتجدر الإشارة إلى أن دولا قليلة تجري اتصالات رسمية مع حماس رغم أنها تمثل جزءا كبيرا من الحركة الوطنية الفلسطينية. وبالمناسبة فإن نشاط روسيا في مجال تذليل الانشقاق فيها يلعب أيضا دورا كبيرا في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. شتد النقاش حول تصرفات إسرائيل في القدس الشرقية. فقد صرح الرئيس باراك أوباما اليوم بأنه لا يمكن أن تؤدي مشاريع بناء المساكن للإسرائيليين في قسم المدينة المتنازع عليه إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط. من جهة أخرى وصف وزير الخارجية الإسرائيلي آفيغدور ليبيرمان مطلب وقف بناء ألف وخمسمئة مسكن بأنه جائر وغير مبرر.
وأصبحت كل هذه التصريحات خلفية لعقد اجتماع لجنة الوسطاء الدوليين الرباعية في موسكو. فقد بحث ممثلو روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مسألة إعطاء زخم للمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. ان القاء الوزاري للجنة الرباعية اكد وجود موقف لمشترك من التسوية الشرق أوسطية. ولا بد من العودة إلى حل وسط بين الاطراف المعنية، بعد أن نسفت مشاريع البناء للسلطات الإسرائيلية افاق التسوية. وهذا الشرط لا بد منه لتحقيق السلام في المنطقة.
واخير لابد من القول ان تسوية القضية الفلسطينيةبالدرجة الاولى هي قضية عربية، وينبغي ان يكون للدول العربية دورا رئيسا فيها، وهذا ما يجعل الرأي العام العربي التطلع الى ان تتخذ القمة العربية المرتقب عقدها بليبيا في نهاية الشهر الحالي، موقفا ابعد من موقف رباعي الوسطاء الدولي، لكي تؤكد الحق والشرعية وتكون منسجمة مع مشاعر الراي العام العربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام