الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أيها الساسة ،أياكم ولعبة الشارع
شاكر الناصري
2010 / 3 / 23ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
في تصريح يحمل الكثير من الخطورة والكثير من الشكوك ، أطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تحذيره بوجه المفوضية العليا المستلقة للأنتخابات ومن خلالها لكل القوى السياسية المتنافسة في الصراع الأنتخابي الاخير داعيا الى أعادة فرز أصوات الناخبين مجددا حيث قال وكما ورد في بيان له : "حفاظا على الاستقرار السياسي والحيلولة دون انزلاق الوضع الأمني في البلاد وعودة العنف الذي لم يتم دحره الا بعد جهود ودماء وعناء." فيما أعلن الناطق بأسم أئتلاف دولة القانون حسين السنيد من أن أئتلافه سيرفض كل نتائج الأنتخابات مال يتم أعتماد العد اليدوي لنتائج العد والفرز وفي جميع محافظات العراق . يأتي تهديد المالكي هذا لينسف وبقوة كل تصريحاته السابقة التي أطلقها قبل عدة أيام وكان حينها يتحدث من منطق المنتصر أو الذي ضمن الفوز وأشار الى وجود خروقات وتلاعب لكنه لن يقلب النتائج على حد قوله .
لم يكتفي السيد المالكي ولاحزبه وقائمته الأنتخابية بأطلاق التحذيرات من عودة العنف الى البلاد إن لم تتم عملية أعادة العد اليدوي لنتائج الأنتخابات التي تم كشفها حتى الآن ، بل أنه سعى لتحريك قواها في الشارع وهدد بأطلاق أنتفاضة شعبية تعيد الامور الى نصابها لعله يتمكن من تحقيق ضغوط على المفوضية العليا المستلقة للأنتخابات ترغمها بالتالي من الرضوخ لهذه المطالب . وتماشيا مع مطالب السيد المالكي فقد طالب محافظو عشر محافظات من وسط العراق وجنوبه ، يمثلون ائتلاف دولة القانون ، مفوضية الأنتخابات بإعادة فرز أصوات الناخبين ، مشككين بصحة النتائج التي يتم الأعلان عنها من قبل المفوضية المذكورة . لم يكتفي السادة المحافظين بالبيان الذي اصدروه ، بل قادوا تظاهرة لمجموعة من مؤيدي قائمتهم طافت شوارع النجف ووقفت أمام مقر الحكومة المحلية في النجف ومن هناك أعلنوا إن أجتماعهم سيبقى مفتوحا وأنهم سيواصلون التنسيق لمعرفة ما تتمخض عنه الأمور ..!!! . لم يتكفي المتظاهرين بمطلب أعادة الفرز اليدوي ، بل إنهم حملوا لافتات تندد بعودة حزب البعث الى السلطة في أشارة واضحة الى الأتهامات الموجهة لقائمة رئيس الوزراء العراقي الاسبق أياد علاوي التي تتنافس وبقوة مع قائمة السيد نوري المالكي .
في تجربة حديثة النشوء وتسير بخطى سلحفاتية ، وسط حقل هائل من المعوقات والمخاطر، يأمل الكثير من العراقيين أن تتمكن من الثبات وأعادة توجية البلاد في مسارات صحيحة وأن تبعده عن فوضى الصراعات السياسية ودوامة العنف ، فإن الكثير من معطيات أنعدام الثقة والشكوك بين القوى المتصارعة والساعية الى تحقيق وجودها في الحكم والسلطة ، لابد وأن تبرز وأن تأخذ مسارات فيها الكثير من المخاطر التي تشكل تهديدا لهذه التجربة بعد سنوات من العنف والارهاب وجملة مخاطر أوصلت البلاد باسرها الى حافة الهاوية والأنهيار الكامل .
من المؤكد إن الشكوى من نتائج الأنتخابات وما يرافقها من عمليات خداع وتزوير وتلاعب مفترضة ، تأتي نتيجة كم هائل من الشكوك التي تحملها القوى السياسية لبعضها البعض وأنعدام الثقة فيما بينها بشكل ساطع ، على الرغم من أن القوى الموجودة الان والتي تتصارع فيما بينها هي ذاتها القوى التي عملت طوال سنوات كقوى معارضة لسلطة الدكتاتورية البعثية في العراق وعملت جاهدة على توحيد قوها وممارساتها السياسية من أجل الأطاحة بنظام الحكم السابق . هذه القوى أيضا هي ذاتها القوى التي ساهمت شرعت قانون البلاد وساهمت في وضع قوانين الأنتخابات وقانون المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات ،أصبح لكل حزب وقوة سياسية ممثل داخل هذه المفوضية ينطق باسم القانون لكنه يهتم بمصالح حزبه ومصالح من جعله في هذا المنصب ، ولكنها القوى التي تضج اليوم بالشكوى من كل ما يجري وكأن ما يحدث خارج أرادتها وخارج حساباتها وتتبادل الأتهامات وتمارس كل ما من شأنه أن يساهم في أعادة أجواء التوتر والخوف من العنف وأن تأخذ الصراعات السياسية منحى آخر مغايرا تماما لكل ما تدعيه هذه القوى .
العودة الى الشارع وأطلاق التظاهرات وتحريك الهيجانات الشعبية ليست بعيدة عن الممارسة السياسية في العراق ، بل كانت خصيصة ميزت عمل القوى السياسية خلال عقود الخمسينيات والستينيات وإن تاريخ العقود المذكورة يحمل الكثير من الأسى والذكريات المريرة التي نتجت عن تحريك الشارع من قبل القوى السياسية المتصارعة ضد بعضها البعض ، فكانت مشاهد مأساوية حقيقية ومروعة ذهب ضحيتها الكثير من العراقيين . إذ أصبح الشارع الوسيلة والورقة الخطيرة في حسم الخلافات السياسية أو لتحقيق تنازلات وفرض وجود وحيازة مكاسب ما .
أيها الساسة ، إن ما مر بنا كاف لأن نقول لكم : دعوا الشارع في حاله وابعدوه عن صراعاتكم فلنا معه أوجاع مريرة ، دعوا الناس تهتم بحياتها ومعيشتها بعد ان تحولت وبفعل صراعاتكم الى جحيم حقيقي . دعوهم وأحسموا خلافاتكم وفقا للقوانين التي ساهمتم في وضعها وتشريعها أو وفقا للديمقراطية التي تدعونها وتتنافسون تحت غطائها وتتخذونها سمة لكم .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - احزموا ..حقائبكم انتهى عقدكم
شمران الحيران
(
2010 / 3 / 23 - 18:07
)
اخي الفاضل ...لااتوقع ان يكون هناك احتجاج في الشارع العراقي على ماذهبت اليه بعض القوى من تحريض رخيص بغية البقاء بمواقع السرقات والفرهود..كون هؤلاء يجهلون طبيعة الشعب العراقي وواهمون في تصوراتهم,..وان ماظهر من صور في بعض المحافظات كانت احزابهم وذيولهم المسيفيده من الوضع الحكومي الحالي وسيكون الشعب هذه المره هو المتفرج على نزاعاتهم ودمائهم وهو الرابح الوحيد بعد ان تفرجواعليه واستباحوا دمائه طيلة هذه السنين...فليحزموا الحقائب ويعودوا الى اسيادهم بعد ما غمرهم العار والخيبه ....بئس القاده وبئس الاداءوالخزي والعار للخونه اصحاب الذيول المتدليه من خلف عبائتهم
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر