الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة أوباما والطوق الإيراني

علي رجب

2010 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة أوباما والطوق الإيراني
بقلم : علي رجب
(1)
كأننا أمام مسلسل طويل لا ينتهي، فمنذ أكثر من عام وفي مثل هذه الأيام هنأ الرئيس الامريكي باراك أوباما الإيرانيين بعيد النوروز، بداية السنة الإيرانية الجديدة، واعتبر كثير من المحللين الرسالة طريقا جديدا يسير فيه الأمريكيون من أجل بناء الثقة المفتقدة مع الإيرانيين ولكن قوبلت الرسالة بحذر شديد من قبل القادة الإيرانيين وعلي رأسهم مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي ومع الايام وجد الإيرانيين أنهم على حق في الحذر من رسالة أوباما لتراجع البيت الأبيض عن سياسة اليد الممدودة تجاه طهران.
عاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإرسال تهنئته إلى الشعب الايراني بعد أن خاب أمله في القادة، فكان الجانب الأكبر من الرسالة موجها لهم، واعدا إياهم بمزيد من الحرية والانفتاح الثقافي على الولايات المتحدة والأمل في مستقبل أفضل للعلاقات بين البلدين، إلي جانب توفير حرية الوصول للإنترنت بالبلاد للتعبير عن آرائهم بحرية والتواصل مع العالم الخارجي بشكل أوسع، ولم ينس نصيب القادة من التحذير باستمرار العقوبات.
ولكن الرد على رسالة قائد البيت الأبيض من عمائم طهران جاء سريعًا ولم يختلف كثيرًا عن السابق.
وعلى الجانب المقابل كان الانتقاد من المرشد علي خامنئي بأن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تكن صادقة وأن تصرفات واشنطن على مدى العام الأخير تتعارض مع دعوتها إلى إقامة علاقات ودية مع بلاده.
وفي تعليق له على رسالة أوباما اعتبر عضو لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى حسين إبراهيمي الرسالة تتناقض في مضامينها وأن تخصيص واشنطن 46 مليون دولار لدعم الحرب الألكترونية والنفسية على إيران خير دليل على التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي وأن الرئيس الأمريكي يعيش في أزمة ويكرر أخطاء سلفه ولكن بشكل غير مباشر.
(2)
اذان الامور لن تختلف كثير عن السنة الماضية وربما تمر الأشهر القادمة حتي موعد انسحاب القوات الامريكية من العراق؛ووقوف امريكا علي أرضية صلبة في المستنقع الافغاني يجعلها قادرة علي اتخاذ القرار الأفضل والمناسبة تجاه سياسة العمائم الإيرانية خاصا تجاه الملف النووي ؛سيبقي هناك سجال كلامي بين الجانبين سيستمر فترة اكثر من توقعاتنا تبلورة فية امريكا موقفها وتعرف اين تقف بالنسبة للوضع الإيراني سواء بضربة عسكرية وهذا مستبعد في الوقت الحاضر أوإحداث تغيير وإنقلاب من الداخل وهو الصورة الأقرب والاضمن لدي صقور واشنطن.فإذاعودنالأهم مشاهد العام المنصرم بين البيت الأبيض وعمائم طهران؛يقفذ الملف النووي الاإيراني في صدر هذه القضايا مع إستمرار إيران في التخصيب ورد أمريكي بمزيد من العقوبات؛والتي بلغت طبقا الي لموقع"عصر إيران الألكتروني" 12 مليار دولار أمريكي أصول إيرانية مجمدة لدي واشنطن .وجاء الحدث الأبرز في المشهد الإ نتخابات الرئاسية الإيرانية التي فاز فيها احمدي نجاد وما تلتها من أحداث وإضطرابات اقرب الي الثورة واتهامات بالتزوير؛صاحبها موقف امريكي شاهبه الحذر في البداية ثم تحول تدريجياً الى موقف تصعيدي وناقد، أعاد الأمور الى مربعها الاول في علاقات البلدين مع اتهام طهران للغرب وامريكا بتدبير تلك الاضطرابات التي قادتها المعارضة الايرانية بزعامة مير حسين موسوي بل سارت الامور من سئ الي أسوء مع احتجاز إيران لثلاث أمريكيين عبروا إليها عن طريق الخطأ من العراق ومع استمرار الشكوك من أيات وعمائم بلاد فلاس تجاه بلاد العم سام وتراجع صقور السياسة الامريكية في الحوار.ضاعت فرصة لصناعة أرضية متقاربة يقف عليها الجانبان لإيجاد نوع ما من العلاقات بين البلدين.ثم توجه اتهامات إيرانية لأمريكا والكيان الصهيوني باختطاف عالم نووي ايراني اثناء تأدية الحج بالسعودية واغتيال عالم اخر بطهران ادي الي مزيد من التباعد بين الجانبيين.
(3)
سيستمر عرض المسلسل الايراني الأمريكي فترة طويلة لحين وقوف واشنطن علي أرض صلبة بأفغانستان وايضا إنسحاب قواتها من العراق وخلخلة الطوق الذي تحيط به ايران نفسها او الدروع الحصينة التي تمتص بها ايران اي ردع فعل امريكي اول هذه الدروع الحليف السوري كانت زيارة نجاد ولقائه ببشار منذ ايام قليلة تاكيدا علي التحالف الاستراتيجي بين دمش وطهران مع محاولة امريكي غربية بخلخلة وانهاء زواج المتعة بين ايران وسوريا اهمها تعيين سفير جديد للبيت الابيض بدمشق
الدرع الثاني حزب الله وما يمثل لايران من اداة وذراع طول به الكيان الاسرائيلي الحليف الاهم لدي امريكا ومايسببه لها من إزاعاج شديد في حالة توجيه ضربة لها وتسعي واشنطن جاهزة من اجل إضعاف حزب الله علي في الداخل اللبناني مع قرار عدم التعامل مع وزراء الحزب في الحكومة اللبنانية.
الدرع الثالث الصين وما تمثله لإيران من قوة كبيرة داخل مجلس الامن وتهديد الصين بإستخدام الفيتو ضد اي قرار في المجلس يضعف ايران الدروع الاخري لطهران الوضع الأمريكي في العراق وأفغانستان وأهمية الدور الإيراني في كلا البلدين بجانب القضية الفلسطينية ودعم حركة حماس ثم الشيعة بالدول الخليجية
واخيار لجبهة الداخلية بهدوء المعارضة والقبض علي عبد المللك ريغي المزعج الأكبير لحكومة العمائم بطهران؛اما عن روسيا فقد نجحت واشنطن بسحب موسكو من ذلك الطوق الذي تحيط إيران به نفسها الامور ستخذ وقتها ربما أمتدت الي نهاية العام الميلادي الحالي او مع بداية سنة إيرانية جديدة تكون الرسالة الأمريكية الثالثة مختلفة تمام عن الرسالتين السابقتين ؛مع استمرار البيت الابيض في دعم المعارضة الايرانية ورفع الحظر عن المواقع الالكترونية وخنق النظام الايراني بالمزيد من العقوبات الاقتصادية والتكنولوجية .ربما تتغير الرسالة الأوبامية العام القادم بشكل مغاير تماما عن الرسالتين السابقتين وقد تشبه الي حد ما مع رسالة الأمركيين الي العراقيين في 2003 ولكن بصورة مختلفة.

*صحفي مصري وباحث في الشئون الايرانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكفر كله ملة واحدة
رضا راغب الهندي ( 2010 / 3 / 24 - 21:59 )
لا يعتقد أحد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل في حوارها الهادئ ذو التهديدات مع إيران فما ان تقف على أرض صلبة حتى ستبدأ في التجهيز للانقضاض على إيران لأنه الحليف الأكبر لأمريكا خائف وترتعد فرائصه منها وحتى تطمئن أمريكا الحليف ستعمل أولا على إضعاف إيران ثم تقدمها هدية لهذا الحليف والكل يعلم من هو هذا الأسرائيل أقصد الحليف.

اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام