الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاوي و الطائرة الأمريكية

سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)

2010 / 3 / 23
كتابات ساخرة




حقيقة كان تقدم البعث و أزلامه في الانتخابات الأخيرة و بقيادة عضو القيادة القومية أياد علاوي صدمة حقيقية للمشهد السياسي العراقي، خصوصا و أن قائمته تضم وجوها بعثية لا تبتسم أبدا منذ إسقاط البعث مثل عدنان الجنابي و نبيل محمد سليم و سلمان الجميلي الذي عزّى الإرهابيين بمقتل الزرقاوي المجرم، و مهما قيل عن التزوير فالأرجح أن ما تم التلاعب به لا يمكن أن يخل كثيرا بموازين القوى بين هذه الكتل و الأحزاب، لكن هنا وجدتني مهتما بأسباب ضعف الائتلافين الذين يقودهما المالكي و الحكيم، فطوال السنوات الماضية طغى الخطاب الدّيني على مجمل لغة الائتلاف العراقي و في وقتٍ كان المواطن العراقي ـ في الجنوب على وجه الخصوص ـ يعاني من الفاقة و الحرمان و الافتقار للخدمات و الحياة الكريمة، كان قادة الائتلاف مشغولين بأوهام الخطاب الإسلامي و خرافة الأمة الإسلامية و "تحرير فلسطين" و "القدس" و محاسبة مثال الآلوسي بسبب زيارته لإسرائيل، كل هذه المواقف صبّت في صالح الخطاب البعثي الذي يتبنى ذات المصطلحات من قبيل "مقاومة الاحتلال و الاستعمار" و "هوية العراق العربية" و أن العراق ـ جزء من أمة عربية.. إلخ.
هذه الانتخابات أظهرت لنا بوضوح لا يقبل الشك أن السياسات المتناقضة و ضبابية الخطاب الائتلافي هي التي أدت إلى تصاعد كتلة بعثية لا شك في انتمائها العنصري و الطائفي، فالمجلس الإسلامي الأعلى و بدلا من أن يقوم بتجديد و تغيير قيادته و برامجه، أبقى السلطة في يد آل الحكيم و على نحو وراثي، و نحن في مجتمع يعاني من داء التوريث منذ أيام بني أمية، رغم أن هذا المجلس كان فيه من الشخصيات من تمتلك الكفاءة و الثقافة و الخبرة، لكن ما العمل مع عشاق الكرسي؟ من جانب آخر، وجدنا الجعفري يسارع إلى إنشاء تيار الإصلاح ـ برئاسته ـ لأنه لم يتحمل قيام حزب الدعوة باختيار المالكي رئيسا، و لو أنه بقي في حزبه لكانت تلك سابقة ممتازة في العمل الديمقراطي و في عراق عرف عن أغلب أحزابه أنها "عائلية وراثية"، لكن ما العمل و الكل يعشق الكرسي؟
هذان الائتلافان دولة القانون و العراقي الموحد لا يزالان يعيشان خطاب التناقضات، فهما يكرهان البعث في العنوان و لكن في المضمون يعيشان ذات المضمون الدّيني و عقد الصراع و الكراهية و الانتماءات الدينية و القومية، إن البعث لا يمكن أن يموت ما لم نقم بتجفيف موارده من أنهار الخطاب الإجرامي و العنصري، فالارتماء في أحضان الجامعة العربية و الإسلامية ، هاتان المنظمتان المعروفتان بدفاعها عن الأنظمة الدكتاتورية، و التوجه إلى عقد تحالفات هنا و هناك في دول الإقليم التي هي في الغالب طائفية و عنصرية، لن يخدم العراق بالتأكيد، و على الائتلافين التخلص من عقدة الشعور بالنقص، فكلما اتهم المصريون و الأردنيون و السعوديون شيعة العراق بأنهم ـ تبعية إيرانية ـ سارع المالكي و الحكيم في رحلات مكوكية إلى هذه الدول شخصيا أو بالنيابة و كلما اتهمتهم دول الجوار السنية و الشيعية بأنهم "عملاء المحتلين"!! زاد هؤلاء في خطاب الكراهية تجاه الغرب و أمريكا تحديدا لأجل عيون الملك عبد الله السعودي و أبو سفيان الخامنئي و من لفّ لفهم، بالتالي يبقى العراق يعيش هاجس الانتماء، و ها هو علاوي و جلاوزته قد بدأوا بالفعل في نفخ النار القومية و الطائفية عبر عقدة الانتماء القومي للعراق و كذب من زعم أن علاوي عراقي وطني، بل هو بعثي فاشي طائفي أموي، و لا زلنا نتذكر كيف ترحّم أياد علاوي رئيس الوفاق على مؤسس البعث عفلق على قناة العربية فقال: "ميشيل عفلق الله يرحمه".. و هنا لست أعني أنني ضد الترحم على إخوتنا المسيحيين و اليهود و سائر الأديان، بل ضد الترحم على مؤسس حزب دمّر العراق و جلب له الهلاك، و كلنا يتذكر كيف رفع علاوي يده مشيرا للطائرة الأمريكية ـ كان يخطب رئيسا للوزراء ـ فقال: هذولة الأصدقاء.". و عندما سقط من الحكم و في مشهد مكرر ـ طائرة أمريكية تطير و هو يخطب ـ قال: شوفوا.. حتى كلام ما نقدر نحجي.."ّ!! شخصية كهذه مهووسة بالسلطة و يقيس كل شيء بمقياس الكرسي و يصبح فيه الأمريكي ـ و هو المحرر الذي لا ريب فيه ـ يصبح محررا أو محتلا حسب المصلحة العلاوية الضيقة، هو خطر حقيقي يهدد الديمقراطية العراقية بلا شك.

Email: [email protected]
Web: http://www.sohel-writer.i8.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البديل
اياد العراقي التركماني ( 2010 / 3 / 23 - 11:59 )
ماذا جنى العراق من الاحزاب الدينيه غير الدمار والقتل والنهب والحواسم وغيرها هل سمعت يوما بأن البعث قد سرق المليارات من اموال الشعب العراقي اووزيرا هرب مختلسا معه المليارات انا لاادافع عن اجرام صدام واستخدام البعث اداه تسلط وتسلق على رقاب منتسبيه وشعبه وقتله الالاف من العراقيين ولكن البديل والخطاب العلماني هي الظمانه الحقفيقيه لوحده العراق وتطوره كفانا تعلقا بالاديان والطوائف وسرقه المال العام وتمريؤر السياسات الاجنبيه بأسم المطلوميه والتبعيه المذهبيه وقد قال الشعب كلمته رغم التزوير المريع من الاحزاب الدينيه لانريد حزبا يدعوا الى الطائفيه ولايخدم الاجيوب المعممين في ايران والعراق


2 - مقالة حاقدة ضد الشعب العراقى
كنعان ( 2010 / 3 / 23 - 15:07 )
أخى أياد التركمانى أؤيد كل كلمة جائت فى تعليقك وأقول أسفى لوجود كاتب بهذا المستوى من الاسفاف والحقيقة ان البعض لايفهم ما هى الديمقراطية ولايؤيدها
الا عندما تمشى الامور حسبما يشتهى الشعب العراقى اختار الاحزاب الاسلامية
عام 2005 وقد صدق خطابهاووعودها فى حينه وماذا كانت النتيجة؟؟؟؟؟؟؟؟
خراب البلد وسرقته اضافة الى مقتل مليون عراقى وتهجير ملايين فقط المعتوه
من يتوقع قيام الشعب العراقى فى هذه الانتخابات اختيار الطغمة نفسها والخيار فى الديمقراطيات الحرة للشعب وليس حسب امنيات من هب ودب


3 - لم تفهم المقال للأسف
سهيل احمد بهجت ( 2010 / 3 / 23 - 15:14 )
لم تفهم المقال للأسف يا أخي العزيز و كررت كلامي و لكنك تناقضت فأنكرت جرائم البعث، تعقيبكم غير علمي للأسف


4 - قول الحقيقة اولا
البراق ( 2010 / 3 / 23 - 16:05 )
السيد الكاتب لابد من ان تقول الحقيقة اولا ثم تنتقد وتقول ماتريد فالفكر والرأي حر في الحوار المتمدن اما ان تذكر اكاذيب وامور غير صحيحة فهذا غير مقبول في حوارنا المتمدن هذا
اولا : لم يكن الدكتور اياد علاوي عضوا في القيادة القومية للبعث يوما من الايام واعلى ماوصل اليه هو عضو قيادة شعبة في المملكة المتحدة قبل تركه الحزب والتحول الى معارضة صدام ونظامه وتعرض الى محاولة اغتيال مكث على اثرها سنة في المستشفى بلندن فماذا تطلب منه اكثر مما قدم ويشهد له جميع قادة الاحزاب والكيانات في المعارضة
ثانيا : الاستاذ عدنان الجنابي وهو رئيس عشائر الجنابيين في العراق ذو خلفية ماركسية منذ ان كان طالبا في بريطانيا خلال خمسينيات القرن الماضي فاي بعث هذا الذي تتهمه به ؟؟
ثالثا : انك تدافع ( وها من حقك ) عن احزاب الاسلام السياسي التي قادت البلد الى الخراب بدل الاعمار والى الاقتتال الطائفي بدل اشاعة السلم والتآخي بين العراقيين فهل كل ذلك نابع من عقدة الخوف من عودة البعث لقد سبق ان قالها اياد علاوي ان عودة البعث ممكنة فقط عندما يدخل ابليس الجنة والعاقل يفهم


5 - مقال ضبابي
ياسر سامي ( 2010 / 3 / 23 - 16:29 )
مقال ضبابي لم أفهم ما يريد الكاتب ولم أفهم مع من هو
فقد أنتقد الكاتب في مقال واحد كلا من الاحزاب الدينية والبعث والاحزاب القومية وكل دول الجوار والكاتب يستعمل نفس منطق الاحزاب الدينية السمجة التي مللنا منها واصبحت بضاعة كاسدة وتتلخص بان ( كل من لا ينتمي للاحزاب الشيعية فهو بعثي يجب اجتثاثه ) وكانه لايوجد خيار ثالث أو تيارات أخرى في العراق


6 - واقع .....لامحال
شمران الحيران ( 2010 / 3 / 23 - 17:04 )
اخي الفاضل يبدو لي انك خريج مؤوسسات الفرات الانوار للدعايه والنشر والاعلام.... كان لك ان ترسل نص مترجم لمقالك ليسنى لنا معرفة ماتريد ايصاله للقارىء ولكن كان جل المببتغى هو التشويه المقصود للقائمه العراقيه...واحب اعلمك بأن النتائج التي ستعلن قريبا ستلجم كل الافواه المأجورة...ولك مني بيت الشعر للرصافي رحمه الله
كم من نواصي للعدا سنجزًها ولحى بأدي الثائرين ستنتفُ
تحتاتي مع الود


7 - النفاق السياسي هو كارثة العراق
الكاشف ( 2010 / 3 / 23 - 19:44 )
طالما هنالك منافقين جلاوزة في سدة الحكم على العراق فان الديمقراطية ستنحصر على مستوى القيادات التي تتسلق الى كرسي السلطة على ماساة الشعب من تفقير وتجهيل لتبقى على ساحة الوجود بقوة التطرف القومي الديني والذي سيؤدي في النهاية الى صراعات تدمر البنية العراقية مهما كان الاتجاه لان الاحقاد لاتساهم في البناء ولكن تمثل الدمار واي محاولة يقوم بها احد الاطراف لافشال عملية التقدم للطرف الاخر فان مرددوها سيكون على الشعب لانهم في النهاية من سيدفع الثمن ونشر الفكر المتطرف المعادي للاخر تلك الفجوة التي ترمي اليها بدلا من التوائم من اجل الازدهار بالبلد الافضل ان تكون متعاونا على ان تكون متهاونا


8 - احزاب سل
قاسم السيد ( 2010 / 3 / 24 - 00:15 )
منذ انقلاب 1958 انهار مقهوم العمل السياسي ونشأ بدلا منه نظرية الحكم وكل الاحزاب السياسية وحتى الماركسية اوقفت نضالها السياسي لتعمل للوصول الى سدة الحكم سواء بنظرية المؤامرة او بالتحالفات المشبوهة كتحالف الجبهة الذي عقده الشيوعيون مع البعثيين عام 1973ونتيجة لاستيطان البعثييين في السلطة على مدى خمسة وثلاثون عاما تكرس مفهوم ان استلام السلطة هو الطريقة الوحيدة للعمل السياسي ومن خلال هذا المقهوم المرتبك للعمل السياسي نشأت لدينا حركات وتنظيمات كل همها كيفية الوصول للسلطة فتعال الى كل الاحزاب السياسية الموجودة في الساحة الان تجدها بدون نظرية للعمل ولاتجد لدى اي حركة منها بيان تأسيس يوضح لك اسباب تأسيسها وغاياته كما لاتملك اية برامج او تنظيرات في المجالات الاقتصادية او الاجتماعية او لديها رؤى في نظرية التعليم مثلا او فلسفة الاسكان وهي بذلك لاتملك قواعد جماهيرية حقيقية وكل النشاطات الجماهيرية التي نراها تحدث هي من جراء استفزاز الجماهير اما طائفيا او عرقيا وبهذا فقدت الحركة السياسية ديناميكيتها واصبحت غوغائية الطرح وبهذا انتجت سياسين كأمثال علاوي والمالكي والهاشمي وال الحكيم وغيرهم كثير 


9 - حست العلوي قادم
كاردوخ ( 2010 / 3 / 24 - 01:07 )
ولله يستاذ نسيت احد الوجوه الذي يرافق علاوي في الترحال واصبح مثل ظله , انه البعثي الذي تبرأ منه اخوه المفكر هادي العلوي. وهو البعثي حتى النخاع حسن العلوي الذي يقبع في دمشق , بين ليلة وضحاها اصبح من الوجوه المألوفة في التلفزيون بصحية علاوي , انه راس الذين يساعدون الارهابين في سورية , كان يطمح بان يصبح سفير العراق في سورية ولكن الجعفري والمالكي رفضوا ذلك ,
ويبدوا الان انه يطمح اكثر منن ان يكونا سفيرا ,
لربما يحلم بان يكون رئيسا للعراق فيما اذا اصبح رئيس العراف عربيا,
يالكارئة العراقيين وسواد حظوظهم ,
حتى انت ياحسن عليوي
لله في خلقه شجون

اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع