الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان يا ما كان في بغداد

الحكيم البابلي

2010 / 3 / 23
سيرة ذاتية


ماذا يفعل الناس حين تُهاجمهم الكآبة والملل والضيق النفسي ؟
البعض يلجأ إلى الخمرة ، المخدرات ، التلفزيون ، النوم لساعات طويلة ، ممارسة رياضة معينة ، التسكع في الأسواق الكبيرة ، السفر إذا كان المرء في بحبوحة مالية ، القراءة والكتابة ، والبعض يلجأ إلى ( فش خلقه ) في الأعتداء على حريات البشر الذين حوله ، أو ضرب زوجته وأطفاله للأسف الشديد !!.
شخصياً الجأ إلى المشي ، ولمسافات طويلة ، خارج الدار حيث الهواء الطلق .
هي عادة قديمة مارستها مذ كنتُ في العراق ، وليس لأسباب تخص صحة الجسد ، بل صحة النفس المصابة بما نسميه في العراق ( مزاج برتقالي مُعترض ) ، وهو من مميزات الشخصية العراقية .
في بغداد ايام زمان ، وللتغلب على تلك الأزمات النفسية التي لها الف سبب ، كنتُ أستقل الباص العمومي ، من بيتنا في مدينة المأمون - جانب الكرخ ، وإلى ساحة ( دوار ) التحرير في منطقة الباب الشرقي ، والتي هي قلب بغداد النابض بالحركة ليل نهار . من ساحة التحرير تبدأ إنطلاقتي التي كنتُ أستقل بها واسطة النقل رقم 11 ، وهي الساقين ، وكان هدفي دوماً إختراق شارع السعدون وصولاً إلى مسبح أمانة العاصمة في منطقة المسبح .
قبل الإنطلاق كنتُ أقف بخشوع وإعجاب وإحترام كلي أمام نصب الحرية الذي صممه الراحل المُبدع جواد سليم . كان عالياً شامخاً بكل عنفوان وتحدي ، وعملاقاً ثائراً كمارد خرافي خالد . كنتُ كلما تمعنتُ ودققتُ في تفاصيله ، كلما إزددتُ قناعةً من أن هؤلاء الثوار الفقراء المسحوقين سينزلون من نصبهم يوماً ، ليقودوا شعبنا عبر ملحمة الخلاص ، لكنني أبتسم بحزن اليوم وأردد قول الشاعر أحمد مطر : إنقضى العمرُ ولم يأتي الخلاصْ ...... آه يا عصر القصاص .

على مبعدة من نصب الحرية ، وفي بداية اليسار لشارع السعدون ، كنتُ أمر بجانب مكتبة المُثنى الشهيرة ، التي كان يملكها الراحل قاسم الرجب ، والتي طالما قضينا بين رفوفها أجمل الأوقات ونحنُ ننتقي ما كان يتناسب مع جيوبنا الطلابية الفقيرة بمقاييس الزمان والمكان يومذاك . أذكر أن أول كتاب إشتريته من تلك المكتبة كان كتاب شعر لنِزار قباني "أنتِ لي" طبعة أكتوبر 1957. لا زلتُ أحتفظ بأغلب صفحاته التي أتلفَت بعضها أصابع التداول وأظافر الزمن .

في الجهة المُقابلة لمكتبة المُثنى ، وعلى يمين بداية شارع السعدون ، كانت تجثم بوقار ( ثانوية راهبات التقدمة للبنات ) التي أسستها طائفة ال لاتين الكاثوليك . كانت واحدة من أرقى ثانويات البنات وعلى كل الأصعدة .
أرض تلك المدرسة كانت هدية من الملك فيصل الأول ، لكنه تم تأميم تلك المدرسة وغيرها من الممتلكات التعليمية المسيحية الخاصة في سنوات العار والنار بعد مقتل الزعيم قاسم ، وتم تحويلها إلى ثانوية حكومية بإسم ( ثانوية العقيدة للبنات ) !!!! ، ولم ندري أية عقيدة قصدوا ، الدينية ، السياسية ، أم العشائرية ؟ ، كان الضباط الأحرار !! ومن إدعى الوطنية والتحرر والعدل والمساواة يتطيرون دائماً من كل ما هو أجنبي !! ، ربما لهشاشة يقينهم وعدم ثقتهم بما لديهم من أيدلوجيات مختلفة فاسدة وكاسدة !!.

كانت نهاية الشارع الفرعي الذي يلي هذه الثانوية ينتهي عند شارع أبو نؤاس الشهير والذي كان يمثل كورنيش دجلة من جهة الرصافة . في هذا الشارع الفرعي كانت تقع ( كهوة المعقدين - مقهى ) ، وكانت واحدة من أشهر مقاهي ذلك الزمن الجميل ، لا بديكوراتها أو جمالها ، بل لأن روادها كانوا من المعقدين أو هكذا كانوا يحاولون أن يبدوا وحسب موجة ذلك الزمن وإشتهار سارتر وكامو وغيرهم من الوجوديين . وكان زبائن تلك المقهى خليطاً من بعض المثقفين والوجوديين ومن يدعي الثقافة من أرباع وأنصاف الكتاب والشعراء والرسامين والنحاتين والموسيقيين وبض الفاشلين من طلبة معهد الفنون الجميلة ، وكنتَ ترى في صحبة بعضهم حقائب مليئة بالكتب على إختلاف أنواعها .. من ماركسية ووجودية وفلسفية وعلمية ، كتب من نوع : هكذا تكلم زرادشت ، عشيق الليدي تشاترلي ، رأس المال ، وحتى كتاب رجوع الشيخ إلى صباه !! ، ولا أعتقد بأن السيد الله كان من المُرحَبِ بهم في ذلك المقهى الطريف .
كان بعض الزبائن وأغلبهم من الشباب ، يتقمصون شخصيات غريبة ربما قرأوا عنها في كتبهم أو إقتبسوها من واحدة من الأفلام السينمائية ، فهذا نصف فنان يحاول بكل الطرق أن يقول لنا بأنه نصف مجنون !!، وهذا يُناقشك في معميات ومتاهات معتقداً إنه يتكلم فلسفة ، وأخر يتغطرس في جلسته وكلامه .. وأحد حاجبيه مرتفع دائماً وهو يتقيعر في نطقه ، وأخر يرتدي البيريه الفرنسية التي تكاد تقول له : إخلعني رجاءً ، وذاكَ يمسك بغليونه بطريقة ممثلي السينما من صنف عباس فارس ويوسف وهبي بيك ، وهو يرفع عقيرته ليسمعه الكل .. متصوراً نفسه ذلك المنطيق المفوه الذي يسحر الناس بأحاديثه !!.
مرة كنتُ أنصت لحديث يدور على الطاولة المجاورة وكان أحدهم يقول بكل عنجهية : آني ما يعجبني أشرب الويسكي إلا بفنجان القهوة والمزة مُحار !!!!! .

أصل إلى سينما السندباد في منطقة الأورفلية ، تلك السينما التي رافقت طفولة وصبا وشباب ورجولة وكهولة أغلب البغداديين .
لا زلتُ أحمل لها الكثير من الإمتنان والحب ، كانت أول دار سينما دخلتها مع أبي وأخي الأكبر مني يوم كنت في الخامسة أو السادسة من عمري ، ولا زلتُ أذكر أول فلم شاهدته على شاشتها ، ( صراع تحت الشمس ) تمثيل ( إيرل فلين ) أو ( تيرن باور ) .
على شاشة تلك السينما شاهدنا أجمل الأفلام وتعلمنا الحكمة والعبر والدروس الحياتية التي لا تُقدر بثمن . وفي طريق العودة للبيت كان والدي دائماً يناقشنا - رغم صغر مداركنا - عن الفلم والممثلين ومن كان منهم أحسن ، ولماذا ؟ وهل عندنا اي مُقترح لتحسين الفلم !!! وكأننا كُنا خبراء !! لكننا في أوقات لاحقة عرفنا بأنه كان يعدنا ويشحذنا لأستقبال الحياة ونحن مدججين .
في اليوم الثاني كُنا نقصُ على صبيان المحلة أحداث الفلم ، طبعاً مع الموسيقى التصويرية وبعض الكلمات الأنكليزية التي نخلطها باللغة الكلدانية ، وكم كان لكل هذا من تأثير على صبية المحلة الذين كانوا يتعجبون من كل شيئ فيقول أحدهم : يا يابة .. لك بالقرعان هذولة النصارة حتى إنكليزي يحجون !! .
كُنا نسمي كل أفلام ال Action بأفلام العصابة . أخواتي كُنَ يرفضن الذهاب معنا لرؤية مثل هذه الأفلام التي كُن يُطلقن عليها إسم ( أفلام الطلقات ) !!، وكن يفضلن الذهاب لمشاهدة الأفلام الرومانسية التي كُنا نطلق عليها - نكاية بهن - أفلام الدموع والبكاء .
كان لسينما السندباد رائحة خاصة لا زالت عالقة في خياشيم ذاكرتي ، هي مزيج من رائحة رطوبة الأماكن المظلمة ، وعاقول وحلفة ( أشواك برية ) مبردات الهواء القديمة العملاقة ، وروائح التوابل الشرقية الصادرة عن العنبة الهندية ( مخلل المانكو ) والتي كان حانوتي الكافيتريا يضعها فوق لفة الصمون المليئة بالبيض المسلوق أو الفلافل أو كليهما مع بعض السلطة أو الطماطم ، بالإضافة لرائحة الأذرة المشوية المحمصة ( باب كورن ) والتي كُنا نسميها : الشامية .
كل تلك الروائح كانت تمتزج بخصوصية عجيبة تأخذني إلى عوالم شرقية سحرية خرافية عتيقة كانت دائماً تنتشر حولي وأنا أقرأ في صغري كتب التأريخ والبطولات وعوالم الف ليلة وليلة ، الشاطر حسن ، السندباد البحري ، وعنترة بن شداد العبسي ، وصولاً إلى اللص الظريف آرسين لوبين وحتى طرزان ملك الغابات !!.

بعد ذلك وقفة سريعة ولذيذة عند محل ( لبن أربيل ، شنينة ) ذو النكهة المدخنة ، والذي كان يقع على يمين ساحة النصر الصغيرة . وبمبلغ 25 فلساً كنتُ أرتشف ببطيء لذيذ اشهى قدح لبن مُثلج في بغداد . لا أعرف إن كان ذلك المحل موجوداً لحد اليوم أم لا ؟ ، وهل أبدلوا إسمه من ( لبن اربيل ) إلى ( لبن هة ولير ) ، وهو الإسم الذي إختاره الأكراد - إخوتنا في الوطن - لمدينة أربيل التي إتخذوها عاصة لهم ؟، ناسين أو متناسين بأن إسم ( أربيل ) هو إسم آشوري معناه ( الألهة الأربعة ) والذي يُلفظ بالأشورية ( أربة أيلو ) ، وعمر هذه التسمية ، عدة قرون قبل الميلاد !!.
في العراق تم تعريب وتكريد وتفريس وتتريك الكثير الكثير من كل ما هو أصيل وقديم في ذلك البلد ، وفي محاولة لاهثة لطمس تأريخ وتراث الشعوب الأصيلة لهذه الأرض !!. متناسين في حمى وجهل تعصبهم بأن الإنسان إن لم يكن يعرف تأريخه ومن أين جاء ، فلن يعرف مستقبله وإلى أين سيذهب !!.

في وسط ساحة النصر يرتفع تمثال الراحل عبد المحسن السعدون ، والذي سُمي هذا الشارع الشرياني بإسمه . ولد السعدون سنة 1889 م ، وإنتحر سنة 1929 م
[ تقلد الرجل أربعة وزارات عراقية وإنتحر بعد تعرضه لضغوط نفسية قاهرة بين مصالح وطنه العراق ، وسلطات الإستعمار البريطاني ، وكان السعدون قد رفض التوقيع على معاهدة سنة 1925 ، كذلك يقال بأنه مات قتيلاً بطلقتين في رأسه ] إقتباس ويكبيديا

على يسار تمثال السعدون ، كان هناك مطعم صغير لبيع الدجاج المشوي الذي يُعرض من خلف زجاج واجهة المحل ، وهو يدور ويتقلب حول الشواية . كان إسم ذلك المحل ( علي شيش ) ، وهي التسمية الوطنية الشعبية للدجاج الرومي أو الحبشي أو الهندي أو كما يسميه الأميركان ( Turkey تُركي ) ، كذلك يسميه البعض (عَلو عَلو ) نسبة إلى صوته المُميز
في زمن عبد السلام عارف ( المشير الفطير ) ، قام بعض الشباب المتطرفين دينياً وطائفياً ، بكسر الإعلان الضوئي لكلمة ( علي ) وأبقوا كلمة ( شيش ) ، لأنهم إعتبروها إهانة لأسم الإمام علي بن أبي طالب !!!، ولم يجرأ صاحب المحل على إصلاحه ثانية ، ولا أعرف نهاية القصة !.
كُنا ، إبن عمتي الراحل صلاح دنو وأنا ، أيام مُراهقتنا ، نقف أمام واجهة المحل نراقب ذلك الدجاج المحمص وهو يدور أمامنا على نار هادئة تشويه وتشوينا ، وكالعادة لم تكن جيوبنا الطلابية قادرة على دفع مبلغ 600 فلس للدجاجة الواحدة لأن كامل إسبوعيتنا كانت 500 فلس فقط !! كذلك كنا نرفض أن نتمتع بأقل من دجاجة واحدة لكل منا ، وكما يقول أبي فراس الحمداني : ونحنُ ناسٌ لا توسط بيننا .......... لنا الصدرُ دونَ العالمينَ أو القبرُ !.
بعد أن زادت عيدياتنا في أعياد الميلاد والسنة الجديدة ، وذات مساءٍ ( كرسمسي ) شتائي بارد ، وخلال إنتظارنا للباص بعد إنتهاء العرض السينمائي ، وقفنا صلاح وأنا أمام زجاج واجهة ذلك المطعم الصغير ، ولا أعرف عن صلاح ، ولكني كنتُ مستعداً أن آكل بعيراً لوحدي ، سال لُعابنا كالعادة ، كنتُ أنظر لذلك الدجاج المحمص وهو يغمز لي أثناء دورانه حول الشواية ، وراحت تطن في أذني واحدة من أغاني الفلم المصري ( الليلة الكبيرة ) عن المولد النبوي ومن الحان سيد مكاوي :
تصفيكة أُمال ..... تشجيعة أُمال .............. تعلالي اللالي اللالي اللالي يا حبيبي تعلالي ....
وفجأةً .... إلتقت أعيننا للحظات قصيرة جداً .. صلاح وأنا ، لكنها كانت كافية لتبليغ وإستلام الرسالة المُشفرة بيننا ، وبدون كلمات دفعنا باب المطعم الصغير ودخلنا دخول الفاتحين .
في الساعة التي تلت دخولنا حدثت أشياء لستُ مستعداً اليوم لشرحها ، وأكتفي بكلمة واحدة للتعبير عما حدث في تلك الساعة التأريخية ، ( مجزرة ) !!.
بعد أن غادرنا المطعم إنتابتنا موجة ضحك أدمعت عيوننا وأوجعت بطوننا المنتفخة وإستمرت أكثر من نصف ساعة ، وأعتقد أن كل قارئ قد مر بضحكة كهذه وإن تعددت الأسباب ، والتي تعبر عن أشياء لا تُشرح مهما نمقنا الكلمة وأجدنا إختيارها ، بل هي تُحس وتُفهم فقط .

أستمر في إختراقي لشارع السعدون ، أمر بعدة دور للسينما ، النجوم ، أطلس ، وسميراميس ، ثم يأتي فندق بغداد الذي كان أكبر وأفخم فنادق العراق يومذاك ، ثم أصل إلى ال y.m.c.a جمعية الشبان المسيحيين ، والتي كانت تابعة للآباء اليسوعيين ، وكانت الحكومات التي أعقبت الزعيم قاسم قد أغلقت أبواب هذه الجمعية خوفاً من الجاسوسية !!. وأعطت بناية الجمعية لأليات الشرطة !! . في تلك الفترات المُخجلة من تأريخ العراق ، وكمثال ، كان كل من يحمل كاميرا يُشتبه به كجاسوس !!.

أستمر في مسيرتي إلى أن أصل سينما النصر على الجانب الأيسرمن شارع السعدون .
كعراقيين ، كنا يومذاك نُفاخر بصالة هذه السينما الفخمة الكبيرة الأنيقة ذات الطابقين ، ونشعر داخلها بأننا في دار أوبرا حضارية غربية . كان لهذه السينما رائحة لكل ما هو جديد ونظيف ومُنعش . وكان أغلب زبائن هذه الصالة من العوائل البغدادية ، لذا كان معظم الشباب يتصرفون برقي وبطريقة حضارية لا يسلكونها في صالات السينمات الأخرى التي لا ترتادها العوائل والجنس اللطيف ، وكانت هذه الملاحظة دائماً تُثبت مقولة : "غير ظروف الإنسان ، تتغير أخلاقه"

بعد سينما النصر مباشرةً تقع بناية وصالة ( فرقة المسرح الفني الحديث ) ، بقيادة الكبير الفنان يوسف العاني .
داخل ذلك المسرح الصغير نسبياً شاهدنا وتمتعنا بمسرحيات كثيرة أذكر منها مسرحية نفوس ، المفتاح ، النخلة والجيران وغيرها . وللحق أقول بأن هذه الفرقة اليسارية الأعضاء ، كانت قفزة حضارية للمستوى العام للفن المسرحي في كل البلدان العربية ، حيث كانت معروفة بجدية ورصانة ومستوى أعمالها المسرحية ، ولا أعرف إن كان العراق سيجود بمثلها في القادمات من سنينه !؟ .

أصل ساحة ( دوار ) الجندي المجهول ، كان نصباً عالي البناء بحيث نحس ونحن نقف عند قاعدته وشعلته الأبدية بضآلتنا الجسدية ، وكم حزنتُ يوم سمعت في المهجر بأن صدام حسين أمر بتهديمه بعد أن بنى نصباً جديداً في ساحة الإحتفالات الكبرى في جانب الكرخ والذي صممه الفنان خالد الرحال .
وبما إنني من الناس الذين لا يخضعون عادةً للجو السائد ، لذا فقد تصورتُ دائماً بأننا لسنا بحاجة إلى نصب للجندي العراقي المجهول !!، بل ربما كنا بحاجة أكثر للمواطن العراقي المجهول ، فالجيش العراقي لم يستعمل في أي عمل مُشَرِف كان في صالح الوطن العراقي لحد الأن !!، وللأسف فقد تم إستعماله دائماً في الإعتداء والإقتصاص من المواطن الجيد والشعب والجيران ، بدلاً من حمايتهم ، وأُستعمل في تلميع وجه الطغاة ، وكان أداة بطش وتنكيل حديدية لشعبنا العراقي ، وسيفاً بيد الرعناء والموتورين والمعقدين من ضباط وجنرالات أبناء العشائر المحيطة ببغداد ، من الذين إستباحوا مدينتنا بسبب عقدة النقص التي سببها رسوبهم في قعر السلم الإجتماعي وشعورهم بالدونية ، هذا البعض من الضباط الذين دخلوا في الجيش العراقي لفشلهم في إثبات جدارتهم في مرافق الحياة الأخرى ، خَدَمتهُم ظروف البلاد لأعتباراتٍ عديدة ، وبقوا يتابعون عن كثب مُحصلة الربح والخسارة وبنفس إنتهازي ونفعي ، إلى أن فازوا بفرص ذهبية ليسوا أهلاً لها .
لذلك ما إحترمتُ يوماً هذا الجيش البدوي العشائري ومنذ أن وعيتُ هذه الحقائق التي لا عاطفة تتحكم بها !.

أسير في شارع السعدون وأنا أستنشق الرائحة الطيبة المثيرة للحنان لأشجار الصفصاف ( الكاليبتوس ) على جانبي ذلك الشارع ، ورائحة ( الآس ) والورد في الجزرة التي تفصل بين ذهاب وإياب السيارات .
أصل ( كشك ) هامبركر ( أبو يونان ) الشهير ، أنتظر دوري خلف طابور لا يقل عن عشرة أشخاص في كل مرة . أملأ فمي بنهشة من همبركراية مشوية لم يكن أحد في كل العراق يستطيع تقديمها أحسن من أبو يونان ، مصنوعة من اللحم الصافي غير المغشوش وشرائح الطماطم والبصل ، مع طبقة من الخردل والصاص . وفي كل سنوات إغترابي في أميركا لم أتذوق أي همبركر أطيب من الذي كان يقدمه أبو يونان ، رغم أن أميركا هي أُم الهمبركر وموطنه !!.


أصل في جولتي إلى دكان علاوي أبو الركي ، ( الرقي ) . [ يسمي أهل العراق البطيخ الأحمر من الداخل ب الرقي ، نسبة إلى الرَقة ، وهي كل لسان رملي ممتد في النهر ، يغطيه الماء ثم ينحسر عنه ، ويسموه في الموصل : شمزي ، وفي النجف : دبش ، وفي مكة : حبحب ، وفي المغرب : الدلاع ، وفي الشام كان يُسمى : الزبش ] من كتاب الفرج بعد الشدة ، للتنوخي ، جزء 3 .
كان دكان علاوي عبارة عن مرآب ( كراج ) ، وركياته تملآ المكان وتفترش نصف الرصيف . كُنا نسأله متعمدين : ليش متبيع بطيخ ( شمام ) ؟ ، كان يبتسم ويعرف شغفنا بجوابه التقليدي : إحنة إختصاصنا ركي فقط !!. وكم كانت جميلة ومُطرقعة تلك ال ( فقط ) المُفخمة على لسان علاوي ، ذلك البغدادي الشقندحي الأريحي الذي كان يغني بصوته الأبح بستات عن الركي ومذاقه ولونه ورائحته وبرودته وفوائده الصحية والجنسية !!!!!.
كان يلبس النطاق العسكري ، ويلفه حول دشداشته وبطنه المترهلة ، ويقف والسكين بيده وفي اليد الأخرى ركية مدورة أو بيضوية ، ويُنادي الزبائن بطريقة إستعراضية ، ثم يشق الركية ( شرط السكين ) ، وكان يتنبأ دائماً بأنها ستكون ( حمرة دم ) ، ( ومثل خدود حبيبة القلب ، بس لا تقولون لمرتي ) ، ويصيح بصوت وهو يُلحن ( عين الحسود بيها مردي يا ولد ) و ( على عناد اللي ما تحمل عيونهم ) و ( برد قلبك يا ولد ) .
كان علاوي مُحباً للنساء بشكل ملحوظ ( عينة مالحة ) ، وكلما مرقت إمرأة أو فتاة أمام دكانه يصرخ على بضاعته مبتسماً وحاجباه يتراقصان ( ضوك وبلش يا كُمر ) ( ركينة أحمر وحلو ) ( قرمز قرمز قرمز ) ، وقرمز يعني اللون الأحمر في اللغة الكردية .
ذات مرة كان هناك أطفال من أبناء بيوت الأزقة الفرعية القريبة من محل علاوي ، وراحوا يناكدوه ويلاعبوه من على مبعدة وهم يغنون البستة العراقية الشهيرة :
علاوي علاوي
يا بو السبع خصاوي
وحدة شكف
وحدة لكف
خمسة أكلهة الواوي
راح علاوي يضحك ويغمز لزبائنه قائلاً : هم زين الواوي خلالي ثنتين ، جان مرتي طلكتني وضربتني ميت طكاكية ونعال !!.
في أميركا وظفتُ شخصية علاوي في إحدى مسرحياتي الكوميدية الشعبية ( خفافيش ) ، وتألقت شخصيته بصورة أكثر مما توقعتُ ، لدرجة أن الجمهور تعلق بها لفترة زمنية ، وكان يردد لازمة ( تعلوكة ) علاوي المحببة ( قرمز قرمز قرمز ) كلما صادفتهم فتاة جميلة .

تستمر جولتي إلى أن أصل ساحة كهرمانة حيث ينتصب تمثالها الواقع في المفرق بين الكرادة داخل والكرادة خارج ، وهو من أعمال الفنان محمد غني حكمت .
[ يتوهم البعض بأن هذا التمثال هو ( جمانة ) زوجة علي بابا والأربعين حرامي . وكهرمانة صاحبة التمثال لها قصة أخرى مع أربعين حرامي أيضاً ، إختبأوا في جرار ( بساتيق ) والدها التاجر ، وقامت بدلق الزيت في الجرار الأربعين إلى أن إمتلأت وخرج منها اللصوص صارخين فأمسكتهم الشرطة ، وتقول بعض المصادر أن هذه القصة يعود تأريخها إلى ما قبل العصر الإسلامي ] إقتباس من موقع منتديات الجزيرة
أبتسم بأسى وأنا أراجع في ذاكرتي عراقة الحرامية في تأريخ بغداد والعراق ، فمرات قليلة كان الشعب هو الناهب ، ومئات المرات منهوباً ، ومرت بنا شعوب وحكام كثيرون ، تفننوا في سرقتنا ، وكان منهم الممسوخ بأمر الله .. أبو عدي وعائلته الكريمة وخاله وأبو زوجته خير الله طلفاح ، وإنتهاءً بخراتيت الطائفية البغيضة الذين نهبونا حلالاً وحراماً فإستحقوا مقولة : إذا رأيتَ طائفياً شريفاً فإستحمد الله !!، وفي عهدهم المبارك لم يتبق شيئ يُسرق في أرض الرافدين ، لأن الحواسم سرقوا حتى التماثيل البرونزية ومن ضمنها تمثال السعدون ، وسرقوا تأريخنا وشواهد حضاراتنا في عشرة آلاف وخمسمئة قطعة آثارية ، بعد دخول الأميركان والفوضى التي ضربت أطنابها في العراق بعد هرب العتوي ( سيف العرب ، والقائد الضرورة ) ، والذي لم يختبأ في بساتيق كهرمانة حفظاً لماء الوجه ، بل في جحر الصراصير والفئران !!.
وكم يُذكرني كل هؤلاء الحكام التيوقراطيين بقول الشاعر : قومٌ إذا صَفعَ النِعال وجوههم ............ يَشكو النِعال بأي ذنبٍ يُصفع

في نهاية المطاف تقريباً أصل إلى ( دوندرمة الصبايا ) ( ice cream ) ، وكما كان يقول صديق طفولتي أياد بابان :
وفي أماسي الكرادة الشرقية ........... كل يوم زرنة وطبل وجوبية
في تلك العصاري والأماسي الحارة ، كان الزحام على أشده عند دوندرمة الصبايا ، ربما كان نوعاً من الأستعراض للشباب والصبايا وبدون تحضير أو موعد مسبق أو إتفاق ، كانت دعوة مفتوحة للجميع ، وكانت الدوندرمة تُساعد على إطفاء حرائق الفكر والنفس والجسد .
هناك كُنا نرى الفتيات الفاتنات من كل عمر ونوع ، بإبتساماتهن وعطرهن وتنانيرهن القصيرة وخدودهن التي تشبه تفاح بغداد ( خد وخد ) ، وتغنجهن ونهودهن التي تكاد تتحرر وتثب من حمالاتها وعيونهن التي أستطيع تمييزها من بين عيون كل النساء في مدن الغرب ومطارات العالم ، ونظراتهن المتلصصة غير البريئة التي تنتقي من يروق لها كما هي عيوننا . كُنَ يعرفن بالضبط تأثيرهن على الشباب الذين كانوا يذوبون كما هي الدوندرمة في الأيدي والأفواه .
أذكر شاباً جريئاً قال لمجموعة من الصبايا : إنتو شنو .. نعمة لو نقمة ؟
أجابته أحداهن وهي تبتسم : ميهم نعمة لو نقمة ، المهم إنتوا بليانة مكاين خربانة وما تشتغل !!. ضحك كل الحاضرين لصراحتها وجرأتها .
في طريق العودة تذكرتُ حكاية كنتُ قد قرأتها في كتب التراث العربي تقول :
[ مر شاعر بنسوة فأعجبه حسنهن فأنشد يقول : إن النساءَ شياطينٌ خلقنَ لنا ..... نعوذُ بالله من شرِ الشياطينِ
فأجابتهُ واحدةٌ منهن بكل ثقة : إن النساءَ رياحينٌ خُلقنَ لكم ........... وكلكم يشتهي شمَ الرياحينِ ] .

تنتهي جولتي فأعود بالباص العمومي إلى ساحة النصر التي هي محطة إقلاع الباص رقم 21 الذي سيأخذني إلى بيتي .
في الليالي الشتائية أو الصيفية كان ( أبو الفشافيش ) وهو بائع الكبد والقلوب والتكة والمعلاق المشوي ، يشارك موظفي مصلحة نقل الركاب الحكومية بإحتلال الرصيف الذي يقع بين ساحة النصر وشارع تونس في منطقة البتاويين التي سُميت بهذا الإسم لأنها كانت في السابق منطقة سكن صُناع قماش البتة .
أثناء إنتظاري لأقلاع الباص كان يُهاجمني دخان منقلة أبو الفشافيش ورائحة الشواء الحريفة التي لا ترحم ، وكغيري من العراقيين لم أكن أملك المناعة المضادة لوحش المشويات . لذا كنتُ أتحلق مع بقية الزبائن حول المنقلة وأطلب عشرة أشياش فشافيش !!، ولا عجب لو علمنا بأن حجم ( الفشة ) الواحدة كان أكبر بقليل من حجم الذبابة !!. وسعر الشيش الواحد كان عشرة فلوس فقط ! يا بلاش .
كان يخرط اشياش الفشافيش العشرة في باطن قرص الخبز المدور ، مع بعض الكرفس أو المعدنوس أو الكراث والرشاد ، وربما على الجانب شيش طماطة وبصل مشوي ، مع قدح ماء مثلج . وبعد كل هذا ( الترف ) البغدادي الأصيل "فالموت حق" كما كان يقول البغدادي حين يشبع .
وكم كان يبتهج ويفاخر ، أبو الفشافيش ، حين يرى مدى إستمتاعنا بمشوياته ، ويروح يناغينا من أعماقه الطيبة :
وين مينزل يهلهل عيوني ، الف عافية أغاتي
ويُعالجك بإستكان جاي مُهيل أو أبو الدارسين أو جاي حامض بالنومي بصرة . كان يضع عدة إستكانات مع مواعينها على إمتداد كفه وساعده الأيسر في توازن عجيب ، ويضع داخل كل إستكان عدة ملاعق سُكر ولا يهمه إن أعجبك السكر أم لا ، ففي الأوساط الشعبية ليس مهماً أن تعجبك بعض الأمور ، بل مهم جداً أن تتقبلها بإمتنان وتتعايش معها .
وبالقوري المُزخرف يصب الشاي في تلك الأقداح الزجاجية على ساعده الأيسر ، كان احياناً وعندما يكون الزحام على أشده يرفض أن يأخذ ثمن الشاي ، فرحاً وإمتناناً للزحام والرزق الجيد لذلك اليوم ، وكلما تدريع ( تجشأ ) أحد المشترية ( الزبائن ) بعد رشفة شاي طويلة ، يجيبه أبو الفشافيش مُداعباً :
" إكلَمْ ... أنعَلْ أبو العِزَمْكَمْ " .
يتحرك الباص رقم 21 ( أبو القاطين ) ، ولو كانت لفة الفشافيش لا تزال في يدك ، فيمكنك ( سرطها ) في الطابق العلوي من الباص ، حيث النوافذ مفتوحة ، والهواء ( يغربل ) وكأنك في مصيف شقلاوة أو سرسنك أو كَلي علي بيك . ومن الممكن جداً أن تتمتع بغفوة هادئة بعد هذه الوجبة الدسمة ، وتوصي الجابي ( المُحصل ) بأن يحسسك في المنطقة الفلانية ، لأن الطريق كان يستغرق قرابة النصف ساعة على أقل تقدير ، وكان الجابي يقبل عن طيب خاطر ، وحدث في إحدى المرات أن إستيقضتُ وأنا في نهاية الخط ، ولكنهم أعادوني في طريق عودتهم .
أترجل بسلام ، وأتمندل في مشيتي وأنا أصفر لحناً شرقياً لأغنية ما ، أحس بالشبع والتعب الجسدي والإرتياح النفسي ، فقد إختفت مخالب وأنياب مزاجيتي وإلى إشعارٍ آخر .
وقبل أن أصل البيت ، أميز على ضوء القمر رأس أُمي الطيبة القلقة خلف الحائط القصير لسطح الدار ، حيث ينام البغداديون منذ أجيال فوق سطوح منازلهم في ليالي الصيف الرائعة . كانت أُمي كعادتها ، لا يتمكن منها النوم إلا بعد وصولي أو من تأخر من أخوتي ، وحالما تتأكد من وصول آخرنا ، حتى تذهب لتنام وهي مطمئنة وشاكرة الرب الذي تدعو له ليحافظ على بناتها وأولادها ، فشعور العراقيين بالطمأنينة لم يكن يُعادله وزن الأرض ذهباً ، ولم يكونوا يعرفون ما تُخبئ لهم الأقدار والقادمات من السنين العجاف !!.

قبل أن أنام فوق سطح الدار ، أشرب من ماء ( التُنكة ) الفخارية الباردة - الكوز - ، وقبل أن أعيدها أستنشق وبعمق رائحة الفخار المشبعة بالماء ، أه من تلك الروائح الشرقية الخاصة التي أحلم بها اليوم ، والتي كنتُ حريصاً على التمتع بها .
أتمدد فوق سريري ، وأسحب الغطاء فوق النصف الأسفل من جسدي ، وأعب صدري بأنسام الصيف المُشبعة أحياناً برطوبة وندى الليل المُنعش ، وأنصتُ للسمفونية الخالدة التي تعزفها مئاتٌ من ضفادع الساقية العريضة التي تمر من جانب بيوتنا لتسقي مزارع أبو غريب .
أُحدق بالسماء الصافية الأزلية حيث يجثم بهدوء قمرٌ كبير ، ذلك الصديق العتيق المُبتسم الصامت . أُراقب بلايين النجوم والأفلاك والكواكب ، وأُناجي كائناتٍ ما .. أعرف يقيناً إنها موجودة في بعض تلك الأجرام السماوية البعيدة ، والذين أشك بأنهم قد إرسلونا إلى الأرض كجرثومة بشرية لتخليصنا ربما من حرب كونية لم تُبقي منهم أحداً ، أو ربما إننا وبدون أن ندري حقل إختبار يستعملوننا كما نستعمل نحن القردة في تجاربنا !!.
أسرح في أسرار هذا الكون الرهيب اللا متناهي ، وأفرح لكوني ذرة صغيرة جداً فيه ، وقبل أن تستلمني جنية النوم ، تُراودني نفس الأسئلة التي طرحها إنسان كل العصور :
من نحنُ ؟
ومن أين أتينا ؟
وإلى أين سنذهب ؟

===============
شكراً على مشاركتكم ، لكم محبتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صديقي الكاتب
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 3 / 23 - 11:09 )
لك اجمل تحية
اسمح لي ان ارفع لك قبعتي عاليا وذلك بجعلي منهمكا بقراءة مقالك الطويل جدا بدون توقف الذي جعلني وكأنني اعيش ببغداد
في ذلك الزمن مع انني لم اكن مولودا انذاك ومع انني ايضا اعيش في بلد اخر ولم ازر بغداد الا لمرات معدودة !!!! ماذا تسمي ذلك ايها الصديق ؟؟؟؟
لله درك ما ابرعك


2 - تعليق أول...
Saad Almoharb ( 2010 / 3 / 23 - 12:08 )
رائع يا صديقي البابلي.. لم يكن على رأسي قبعه لأرفعها لك ولكن منذ أول سطر خلعت قميصي ولوحت به لك...دخنت أربع سيجارات أثناء القراءه ولا تلمني ...
شكراً عزيز الحكيم البابلي..


3 - وصف جميل
حامد حمودي عباس ( 2010 / 3 / 23 - 12:14 )
رحلة تحمل عبق الماضي الجميل ، في بغداد الاجمل .. وكم انا الان في شوق لزيارة مقهى المعقدين تلك ، لأحضى بطرفة من أفواه كانت تنطق بلا خوف ، لتقول بما يحمله خيالها المجنون .. نحن الان ياسيدي احوج ما نكون للاستماع الى طرف مجانيننا ومعقدينا ، مبتعدين عن سياسيينا ومن يصفون ذواتهم بالعقل والرزانه .. ترى لماذا قتلوا جميع المحطات الحلوة والتي وردت في سفرك البديع خلال شارع السعدون وابي نؤاس ؟ .. ماذا جنى الناس في بلادنا من هذه الهمجية اللامتناهية عندما مزقوا الاحساس العراقي المرهف ، وأحلوا محله كل ما هو سيء وشرير ؟ .. على كل حال ، فالحسرات لا تنفع ، وليس لنا إلا الترقب واطلاق الأماني بالخلاص .. مع تحياتي لابداعك في الوصف


4 - تحية للحكيم البابلي- والبغدادي
رياض الحبيّب ( 2010 / 3 / 23 - 13:00 )
صدقت وأحسنت
وجدتك متفوّقاً لا بالحكمة وحدها بل بخبرتك البغدادية
أتدري بينما كنت أقرأ
كأني تجوّلت معك في أزقة الشوارع المذكورة
وقد وصلتني أثناء القراءة روائح الشَّرْبَت والعصير من باب الشرقي
والچاي والرگي
والپاچة والمشاوي
والگهاوي والگازينوهات والمسگوف
ودور السينما: البيضاء (في بغداد الجديدة) والروكسي
قطعاً كانت سميراميس والنصر أكثر رقيّاً- إن أسعفتني الذاكرة

كان متوسط دخل المواطن البسيط قياساً بثروات العراق ولا يزال= صفراً
وبين ليلة وضحاها كان الوضع ينقلب سياسياً واقتصادياً
قد يحنّ المرء إلى تلكم الأيّام؛
ربّما لأنها أيّام الصبا
بل يمكن القول أنها - قياساً بما تلاها من بؤس- كانت أيّام خير

من ذا يصدّق بأنّ العراقي ابن دجلة والفرات يشتري مياه الشرب؟
وصاحب ثاني احتياطيّ من النفط في العالم يتضايق من أزمة في البنزين؟
وقد اشترى البنزين يوماً من السوق السوداء- المنتعشة خصوصاً خلال الفوضى
ولا تزال عوامل البؤس تفتك بالعراقيين كالجهل والسرقة والجوع والمرض

إن وصف الظلم الذي أصيب به العراق في نظري أصعب من أن يوصف بل من أيّ وصف


5 - thanks for sharing UR bag of pop-corn 7akeem
yousef rofa ( 2010 / 3 / 23 - 13:23 )
good day to you buddy


6 - شكر
مالك الجبوري ( 2010 / 3 / 23 - 13:29 )
لقد عشت ايضا ما عشته انت وعندما كنت في الجامعة ـ شكراً على هذه الذكريات الطيبة التي تذكرني بعطور بغداد التي لاتنسى ـ تحيات من فرنسا


7 - ما هذه الألياذة
مايسترو ( 2010 / 3 / 23 - 14:06 )
صدقني لقد أجبرتني على متابعة قراءة المقالة كلها رغم طولها نسبياً، لكني استمتعت أيما استمتاع في قراءة هذه الألياذة، ولم يخيب ظننا حكيمنا الكبير في تألقه كالعادة في خط مقالة مثالية من كل النواحي النحوية والاملائية ، وحتى في الإشارة إلى الاقتباس حين وضعه بين قوسين ولم يكتفي بذلك بل إنه أشار إلى المصدر في نهاية اقتباسه، وقد قام بذلك كي لا يزعل البعض منه ويتهمه بالقص واللصق والنسخ، فالشكر الموفور لك يا حكيم الحوار المتمدن.


8 - بل نحن من يشكرك
سهام فوزي ( 2010 / 3 / 23 - 14:07 )
شكرا لك حكيم فقد استطعت أن تقتلعنا من بيوتنا لتطوف بنا أرجاء بغداد في عصرها الذهبي زرناها معك وعشنا يومك البغدادي الرائع ،
لقد قدمت صورة لبغداد قد يجهلها الكثيرون من أبناء الجيل الحالي لانهم حرموا من كل هذا وكتب عليهم أن يشهدوا الدمار ،وأعدت ذكريات من شاهدوا تلك الأيام وعاصروها وأيقظت حنينهم
ياحكيم ما لفت انتباهي أنك لا تزال رغم كل تلك السنين تري أن أمريكا هي بلد الإغتراب وهذا يؤكد أن الوطن لا يعرف التفرقة بين أبنائه بل يبقى يعيش في صدورهم يحملونه أينما رحلوا ويزدادون أشتياقا إليه كلما مر الزمان
أحييك على هذه المقالة وأتمنى أن تستمرفي كتابة ذكرياتتك عن بغداد فهي شهادة على عصر ذهبي أتمنى أن يعود مرة أخرى


9 - ماذا سأكتب عنك يا بابلي ؟
رعد الحافظ ( 2010 / 3 / 23 - 14:19 )
أولاً سأكرر جملة صديقنا محمد الحلو
لله درّكَ يا بابلي ..ذكرتني ليس فقط بتأريخ مدينتي التي عشتُ فيها 40 عام , بل بتأريخي الشخصي أيضاً , ولن أكون مبالغاً بتذكري طريقة العلامة علي الوردي بوصف الأشياء والأماكن وملاحظاتهِ الإجتماعية عن التأريخ القريب
نحنُ بعدكَ بقليل كنّا نجلس في المقهى البرازيلي في نهاية شارع الرشيد تقريباً وذلك للقراءة فقط , يعني لا طاولي ولا دومينو وفقط الشطرنج موجود
وكان هناك شخص غريب بعمرنا يقلد شخصية شارلي شابلن في لبسه حتى القبعة وفي تصرفاتهِ وهو بطولهِ تقريباً وشنبهِ الغريب , إسمه صفاء
آخر مرّة إلتقيته في كلية الهندسة كان في الصف الثاني قبل أن يختفي نهائياً وقالوا وقتها أنّه تخبّل رسمياً ووضعوه في الشماعية , التي تقابل العباسية عند المصريين
وصفك لنصب الحرية وتمثال السعدون ومكتبة المثنى التي كان يصطحبني والدي أليها ليسوّق كتابه الذي كان رسالة الماجستير المثل في اللغة بعد طبعه وكم حملتُ من نسخ كثيرة هناك
فظيع يا بابلي في وصفك , توقفت في المنتصف لأكتب ملاحظاتي هذه وسأعود للتمتع بهِ مع إستكان شاي وسيكارة ونستون , تحياتي لكَ دوماً ولكل الأصدقاء واليوم أشرب بصحتكم


10 - حضرة الكاتب الكريم
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 3 / 23 - 14:25 )
إنْ تمادى الأمل في غيابه ترك القلب بلا حماية أو أمان سرعان ما يتحول إلى معقل للأفكار السوداء , والتخلص من الكآبة والضيق النفسي ثقافة وفن يحتاج إلى تداعي كل أعضاء الجسم لمراوغة هذا الشعور للتخلص منه , وهذا ما فعلته حضرتك : متعة للقلب والعين والنفس .. والعقل أيضاً . ملاحظة أخرى لو سمحت : أميركا ليست موطن الهامبرغر , أعتقد أنهم العرب , من كل عمرهم يأكلون الكفتة وما عرفوا تدويرها أو فلطحتها حتى يكسبوا الاسم عن جدارة وحق لأول مرة في تاريخهم , فطبّ الأميركان على هذا الكنز السائب وأقنعونا أن منْ يأكل الهمبرغر انتمى للقرن العشرين , ومن يشتري وبسفاهة من منتجات الغرب الخارجة من مصانع تدار بنفطنا المهدور انتسب إلى الحاضر والمستقبل فأكلنا المقلب ونحن لا ندري أننا أهله . شكراً


11 - تسلملي ياحكيم ..!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 3 / 23 - 15:22 )
تسلملي على هذه الجولة الحولة يا إبن بطوطة العراق ... بصراحة تعديت على مخيلتنا وبطونا ... ياعزيزي أيها الحكيم البابلي هل تدري أنه أربع جلسات نديم ما تنسينا رحلتك هذه ورائحة همبركر أبو يونان ... إن كلمة الزبش حتى في ألأرامية تسمى الواحدة ( زباشة ) والجمع ( زباشي ) .... وشكرا لك على الرحلة الجميلة فنحن سننتظر منك المزيد مع تحياتي .....!؟


12 - مقطوعة موسيقية ..الزمن الجميل
العقل زينة ( 2010 / 3 / 23 - 15:43 )
لم أتمني في حياتي زيارة أي دولة من دول الناطقة لغة عربية _فيما عدا لبنان فقط _ فقد كنت أتصور أن شعوبها بنفس ما نقرأ عن حكامها ومؤدلجي شعوبها ولكن متابعتي لمقطوعة الحكيم الرائعة جعلتني أراجع نفسي فيما أخطأت خاصة بحق صفوة مثقفة آزرت الصمت للتمتع بمكونات الحياة والتي هي دائما أقوي من كل إيدولوجيات التخلف


13 - عاجز عن التعبير
حيدر ( 2010 / 3 / 23 - 16:19 )
مقال اكثر من رائع و لا اعرف ماذا اقول بصدق
شكري للكاتب على ما ابدعته بنات افكاره و على ما اسعفته ذاكرته و لو اني اموت الان جوعا بعد قراءتي للمقال و انا في روسيا الباردة تلك الجميلة القاسية
متى العودة و هل فعلا سنعود....اه على بغداد


14 - خالص الشكر
البراق ( 2010 / 3 / 23 - 16:48 )
لك خالص الشكر ايها البابلي فلقد جعلتني استذكر اجمل الايام واشتهي الذ الاكلات فتلك هي بغدادنا التي تغنى بها الشعراء . اعتقد ورد سهوا ان محل ابو يونان قبل كهرمانة والصحيح هو بعدها ان كنت قادما من الباب الشرقي وبذلك يكون بين كهرمانة وبين الصبايا .
مع اجمل المنى


15 - تحية من امريكا
كنعان ( 2010 / 3 / 23 - 17:36 )
أبدعت أيها الاخ الكريم وأثرت الشجون
أه أه على بغداد عندما كنا نتمشى على ضفاف دجلة فى ليالى الصيف وأحيانأ
نعبر الشط بالبلم أما المسكوف ياعينى عليه
حفظ الله العراق وأهله ورفع من شأن مثقفيه وناسه الطيبين
وتسلم يا حكيم يابابلى على هذه الذكريات الرائعة


16 - زيارة خاصة
سيمون خوري ( 2010 / 3 / 23 - 17:47 )
أخي الحكيم البابلي ، المحترم ، تحية للمرة الأولى في حياتي أزور بها بغداد ، من خلال هذا الشريط الذي ينبض بالحيوية والحياة . في هذا الشريط تعرفت على معالمها ، أحيائها الشعبية ، مقاهي الزمن الجميل ، بشر الزمن الجميل. أحلام وأماني صبايا وشباب وفقراء . وحلم العودة الى الوطن.
أخي الحكيم رغم كل ما تملكة مادتك من جمالية وفكرة معبرة ، بيد أنك نكأت جراحنا المشتركة ، جراح كل المهاجرين سواء عنوة أو طوعاً . أدمعتني المادة وفاض الحزن ، فالوطن في الحلم هو أجمل مما هو في الواقع الأن . لذا أحاول جهدي الأبقاء على حلم الماضي الجميل الذي أيقظته مادتك الرائعة .كل العواصم هي بغداد وكل الشوارع هي مثل شوارع بغداد ، وكل الناس الطيبين هم مثل ناس العراق الفقراء . وكل العواصم تنتظر مطر السياب. اخي الحكيم شكراً لك .


17 - نسيج الدانتلا
فاتن واصل ( 2010 / 3 / 23 - 17:57 )
دقيق الصنع الذى قدمته اليوم أستاذ الحكيم ، محكم التفاصيل فيه البارز والغاطس، فيه رطوبة الصيف وبرودة ليل الشتاء فيه موقفك الانسانى والسياسى والعقائدى فيه عاطفتك وجنون فنونك .. لا أملك إلا أن أشكرك وأقول لك إستمتعت بتفاصيل (حتى) غفوتك فى باص العودة بعد جولتك بنا فى أنحاء لم نزرها قط، ولكننا عشنا معك جميع أحداثها، ومنحتنا دورا فيها فلم أشعر لحظة بأننى متلق سلبى بل إنك منحت خيالى دورا رئيسيا فى اللهاث خلفك شوقا لمزيد من التجوال .. مع إحترامى لقلمك وكل الشكر


18 - تغيير أسماء المُدن
رعد الحافظ ( 2010 / 3 / 23 - 18:17 )
أكثر نقطة ستعلق ببالي من مقالتكِ الرائعة هذهِ ياصديقي , هي قضية تغيير أسماء المناطق والمدن والشوارع في كل عصر , بل أحياناً مع كل حاكم مستبد أو هوجة شعبية أو ماشابه
أربيل ..وأربة آيلو , التي ذكرتها نموذج عن ذلك
لاحظ تغيير إسم مدينة الثورة التي أنشأئها الزعيم قاسم الى مدينة صدام في عهدهِ الأسود والى مدينة الصدر في عهد مقتدى العاقل وأتباعهِ اللطاف
في اليوم الذي ستستقر إسماء المدن والشوارع على حالها يوم بنائها الأول وتختفي صور الحكام والمشايخ من الشوارع والبيوت , سأعتبر ذلك علامة مضيئة لبدء المسيرة الصحيحة
.........
وصفك للمطاعم والمشاوي يا بابلي يُسيل لعابنا ويكسر كل أنظمة الريجيم السخيفة التي أتبعها طيلة حياتي ولا أعرف متى سأقنع بوزني الحالي
همبركر أبو يونان كان رائعاً فعلاً ومعهُ إن كنتَ تذكر قدح لبن كبير , إن كنتَ لا تُفضل البيبسي
وبعده تتمشى الى دوندرمة الصبايا الفاخرة لتُحلي بها مع الفستق وهناك فعلاً تقف كثير من الصبابا الجميلات , لا أدري كيف يجتمعون بكثرة هناك
لكن يا صديقي أنتَ تحب ذلك الزمن بحيث تصف ليالي الصيف بالرائعة
بينما كانت كابوس لي شخصياً لشدة الحرّ , تحياتي لك


19 - الاخ الحكيم البابلى
على عجيل منهل ( 2010 / 3 / 23 - 18:24 )
احسنت واجدت, ووصف بغداد الازل بين الجد والهزل,, شكرا لك لاننا استمتعنا بما كتبت ,وهو من باب السهل المتنع ,,تحياتى واحترامى


20 - رائعة
حمورابي ( 2010 / 3 / 23 - 18:55 )
مقالة رائعة اخي البابلي...لا اعلم هل واكبت افلام الاربعينيات ومنها سلسلة افلام عنتروالي وجبكوالي الهندية وابن الصحراء وابن الحداد وكانت اجرة الدخول 70 فلسا للموقع الممتاز و40 فلسا للموقع الامامي قرب الشاشة ؟كما كانت اجرة باص الامانة 10 فلوس للاولى و5 فلوس للدرجة الثانية .تحياتي


21 - مبارك أنت يا صاحبي
شامل عبد العزيز ( 2010 / 3 / 23 - 19:07 )
الأستاذ الرائع والحكيم العزيز - تحياتي لك ولجميع المشاركين - سنين انقضت دون أن نرى بغداد وهي في الذاكرة والقلب - بالرغم اختلاف السنين - فلقد مررنا جميعاً من نفس الأمكنة وتوقفنا في كثير منها - لكن صياغتك للمشاهدة لا تقدر ولا توصف إلا من قبل من له روحك وعقلك وقلبك - لقد نقلتنا إلى ابسط جزئيات عاصمتنا الحبيبة والتي نتمنى أن تعود لنا جميعاً
لك مني كل تقدير واعجاب وسلمت يداك


22 - ردود للأحبة الورود # 1
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 23 - 19:23 )
العزيز محمد الحلو
نعم صديقي ، هو الزمن الجميل والعصر الذهبي للكثير من العراقيين ، يوم كان للأشياء وحتى الصغير منها .. قيمة ، لكنه زمنٌ غاب سراعاً ، كغمامة صيفٍ عابرة
تصور .. تمثال السعدون البرونزي الذي صُنع في أيطاليا في الزمن الملكي ، تمت سرقته في وضح النهار وأمام أعين أبناء الشعب الذين إستنجدوا بالدبابات الأميركية .. ولا من مُنجد
بعدها قام فنان آخر بصنع تمثال مُشابه من مادة الفايبر كلاس بدل القديم
هذا ما خلف لنا صدام ، وطنٌ مثخن الجراح ، تتناهبه الضباع ، لكنه سينهض من بين الرماد كالعنقاء ... وإن طال الزمن
تحياتي
======
الصديق سعد المُحارب
شكراً على مشاركتك الجميلة يا جارنا العزيز ، وأنا على ثقة من أنك إكتويت - مثلنا - بنار المُخنثين الذين كسروا ظهورنا مُدعين الرجولة ، لكنهم مع الأجنبي حفروا الأرض ودفنوا تحتها كيانهم المسخ ، ربما خجلاً ... رغم أنهم ما عرفوا معنى للخجل في كل تأريخهم الشرير
المُحبط في كل الموضوع هو إننا في الشرق نُعالج الأنظمة الفاسدة بأنظمة أشد فساداً ، ونُطيح بالطاغية لنبدله بطاغية اشر منه ، وهي لعبة الحلقة المُفرغة التي تُعيدنا لخط البداية دائماً
تحياتي


23 - ليش ياظالم النفس
الكاشف ( 2010 / 3 / 23 - 19:23 )
ليش طعنتني هيج طعنة وتخليني اذكر ايام الاعدادية الشرقية وكرادة وارخيتة والبانزين خانة والمسبح ليش كل هذا الظلم اشوكت ترجع الايام والناس مثل ما جانت والشباب ايعش هاي الحياة اوف اوف راحت وراح زمانهة وية الراحاو بس نبقة نقول بلكي ويرجع يوم ناكل همبرجر ابو يونان لو نشرب شربت جبار بس ولة خلتني ارجع 40 سنة ليورة بحلم طويل مااعرف شوكت اصحة منة بس اكول عاشت ايدك يلي خلتني احلم من جديد بعد ما فقدت الامل وفد يوم ان شاء القدر نرجع ونا كل من دوندرمة الشباب مرت لوخ تحاتي لمقالك الجميل


24 - ردود للأحبة الورود # 2
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 23 - 19:42 )
العزيز حامد حمودي عباس
أعجبني تساؤلك : لماضا قتلوا جميع المحطات الحلوة ، وماذا جنى الناس من هذه الهمجية اللا مُتناهية ؟
كل هذا حدث لأنانية الناس ومن أجل مصالحهم ( يحرق مدينة ليورث سكارة ) ، وكذلك لصغر في النفس ، ولمعرفتهم التامة بدونيتهم وسقوطهم المُدوي في عين نفسهم ، وهي نفس المحاولة الحسودة الحاقدة الدنيئة التي يشنها الإرهاب اليوم على الغرب المُتحضر ، محاولاً تدمير كل القيم الإنسانية والجمالية فيه ، ولمجرد أن الإرهاب لا يستطيع الإرتقاء لمستوى الأخرين ، لذا يحاول سحبهم لقعره وعن طريق تدميره
تحياتي
========
العزيز رياض الحبيب
شكراً على رفدك للمقال بتعليقك الجميل المُفيد
وتبقى تلك ( البغداديات ) مرهماً روحياً نداوي به قباحة ما يحدث لتك المدينة الخالدة الصامدة
ما يحز في النفس هو تغير الناس في الخمسين سنة الأخيرة بعد أن وُلدوا من أرحامٍ مريضة
أنظر لحكام اليوم والأمس القريب كمثال !!، لن تجد بينهم من كان يستحق أن يكون ( خزمجياً ) في زمن الأوادم !!، لكنه الزمن العاهر يا صاحبي ، وغفلتنا نحن الذين لم تكن الأمراض النفسية والعصابية تعرف لنفوسنا أي طريق ، ولهذا طاف غيرنا وغرقنا
تحياتي


25 - بغداد الستينات
سعد السعيدي ( 2010 / 3 / 23 - 19:55 )
الى الكاتب

مقالتك ذكرتني بكتاب صدر قبل 8 سنوات للمؤلف جمال حيدر يصف بغداد بنفس طريقتك هذه. سوى انه اكبر طبعآ وموضوعه هو بغداد في ذاكرة الستينات. وفيها اغلب ما ذكرته انت. اظنك اطلعت عليه ؟


26 - ردود للأحبة الورود # 3
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 23 - 20:17 )
العزيز يوسف رفو
تأبى نفسك الطيبة إلا أن تُسعدني ولو بعنوان يختصر بذكاء ما قد تعجز عنه صفحات ، هي عراقيتك ومحبتك أيها الوفي ، وجذرك الأصيل في الأرض التي حبلت بك
محبتي وتحياتي
=========
الأخ مالك الجبوري
كل عراقي أصيل يعرف ما حصل على واقع مجتمعنا ، ويستطيع تمييز الخمرة الجيدة عن الخل
وحدهم مشوهي الفكر والخلقة والأخلاق يقفون اليوم وبكل صفاقة وجه يتسائلون -وبراءة الأطفال في عينيهم- : مالكم ؟ العراق يمر بأرقى الأجواء الديمقراطية !!! . أين حمرة الخجل ؟ وكيف ستُثبتُ عراقيتها تلك الأشجار الجافة التي لا جذر لها ؟
تحياتي سيدي
==========
الصديق مايسترو
أعتذر منكم جميعاً بسبب طول المقال ، علماً إني قمتُ بأختصار وحذف الكثير من الأمور التي كانت تخص هذا الشارع الجميل ... شارع السعدون ، الذي كان يقودني دائماً إلى حبيبتي منطقة الكرادة الشرقية ، مسقط رأسي
أعجبتني ملاحظتك اللماحة حول طريقة تسجيل الأقتباس ، وشخصياً لم أكن ضد طرح الفكرة من قبل أحد زملائنا الأعزاء ، لكنني كنتُ ضد الشخصنة .. رغم أن المقال لم يكن يقصدني أو يعنيني من قريب أو من بعيد ، وكاتبه واحد من أعز الأصدقاء
تحياتي


27 - ردود للأحبة الورود # 4
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 23 - 20:40 )
العزيزة سهام فوزي
شكراً لعواطفك ومشاعرك وتحسسك لعمق جراح السيد العراق ، هو العرق الطيب في داخلك سيدتي
أميركا قد تكون حبيبتي أو عشيقتي ، خالتي أو عمتي ، طبيبتي أو معلمتي ، لكنها لا تستطيع أن تكون أمي ، وليس لأنها غير قادرة ، بل لأن أمي هي بغداد الحبيبة ، ورغم سنوات الإغتراب ال 33 . تبقى بغداد هي الحلم الجميل الذي يُشاركني وسادتي ليلاً ، ويبقى جذري يستمد كل أسباب البقاء من سومر وأكد وبابل وآشور ، حيث مدفونة عظام أجدادي الذين أهدوا للبشرية أول خيوط شمس المعرفة ، والتي نعيش في موقع الذيل منها اليوم .. لا شكر للأديان
شكراً مع أجمل تحياتي
=============
أخي وصديقي رعد الحافظ
ذكرتُ في مقالي بأن والدي الراحل كان ومن خلال الأفلام السينمائية كمثال ، يُدربنا على النظر في الأمور بصورة دقيقة لا تخلو من نقد شجاع لما هو سلبي أو إيجابي على حد سواء ، ومن خلال ذلك أحاول رؤية الأمور حولي بمنظار غير عاطفي أحياناً
مقهى ( البرازيلية ) كان الوحيد الذي كنتُ أتردد عليه ، وما ترددي القليل على قهوة المعقدين إلا لأصطياد شخوص غريبة لبعض مسرحياتي ، حيث كان لهذه المقهى خصوصيات كثيرة وغريبة كما تعرف
تحياتي


28 - رائع ايها العراقي الاصيل
ابو مودة ( 2010 / 3 / 23 - 20:45 )
طاب مساؤك ايها البابلي
اليك اطيب تحياتي
انا في قلب بغداد .................واحن بشوق الى تلك الايام ............ ايام الصبا
انها اجمل ايام العمر يا صديقي
ولوعدنا بالزمن إلى ما قبل عام 1979كان البغدايديين يذهبون عصرا الى كورنيش الاعظمية او كورنيش ابي نؤاس حيث يكون النهر دائما في متناول نظر الجالس يمتع بصره باجواء شط دجله وحركته الحافلة بالصيادين ووسائط النقل النهري من زوارق صيد واخرى للتنزه وسط النهر واخرى للعابرين من هذه الضفة الى الاخرى
ويعتبر نهر دجلة شريان الحياة في بغداد الممتدة على ضفتيه
ورغم بساطته يعتبره اهل بغداد متنفسا لهم والاهم من ذلك كانوا يخرجون مع عائلاتهم أينما رغبوا دون شعور بالخوف
شكرا لك ايها البغدادي الحكيم على هذا المقال الجميل


29 - كأني كنت بصحبتك
فيصل البيطار ( 2010 / 3 / 23 - 20:48 )
أعدتني أربعون عاما للوراء ... ذلك زمن جميل إنقضى لكنه مازال يعشعش في ذاكرة من أحب بغداد والبغادده على تلاوينهم المختلفه . كأني كنت بصحبتك أو أسير خلفك وانت تنتقل من معلم إلى آخر فلطالما قطعت هذا المشوار على قدمي الشابتين بمتعة لم تضاهيها متعة أخرى في أي عاصمة زرتها ، ذات ليلة صيفيه من ليالي عام 1969 كلفتني سندويشة فلافل من المطعم الفلسطيني الذي يقع بداية دربونة مقهى المعقدين أن أعود إلى منزلي في الأعظميه سيرا على قدمي .. عشرون فلسا وهي كل ما املك دفعتها بعد أن عجزت عن مقاومة رائحة الفلافل . هناك إلى جانب لبن أربيل مطعم كباب كركوك .. وهو من أشهر من يعمل الكباب في بغداد ، وجبة كباب ومعها كوب أو إثنين من لبن أربيل ثم إستراحة طويله في المقهى الجميل والكبير الذي يقع بعد محل الإسطوانات الذي يعود لوالد صديقنا ( عايد ) .. للآسف نسيت إسم هذا المقهى الرائع .
شكرا لك سيدي على هذه المتعة التي أضفتها على مسائي هذا وكل التحايا لك .
سلام .


30 - مع مودتي
afteem delavega ( 2010 / 3 / 23 - 21:07 )
الرائع الحكيم ان دل هذا على شئ فهو يدل على نبل اخلاقك فانت لم تنسى وطنك على الرغم من السنين الطويله للغربه ..شكرا لك لانك عبرت عنا نحن البعيدين عن اوطناننا عن ذكريات الزمن الجميل ..لك كل الموده وللعراق غدا مشرق كأهله الطيبيين المشرقين وانت واحد منهم


31 - ردود للأحبة الورود # 5
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 23 - 21:29 )
العزيزة قارئة الحوار المتمدن
ملاحظتك كانت ذكية وفي محلها ، عن الهامبركر ، وككل شرق أوسطي ، أعرف الكفتة ، وحتى ما كان منها مدوراً وأقل حجماً من الهامبركر ، والتي نضيف لها الثوم والبقدنوس وبعض أنواع التوابل
الغرب شاطر دائماً ويُطور كل شيئ ولا يكتفي بالموجود حتى وإن كان على أحسن مستوى
كان الأنكليز يشترون التمر العراقي بسعر التراب ، ثم يقومون بتحشيته باللوز وكبسه ولفه بطريقة أنيقة ومن ثم تصديره لنا وبأثمان مُضاعفة ، صادراتنا الرخيصة رُدت لنا غالية ، كذلك فعلوا مع النفط .. ويا للسخرية
نحنُ شعوب كسولة نائمة ، وعلى رأي المثل : المال السائب يُعلم السرقة
تحياتي
===========
الصديق س . السندي
كل شيئ في الشرق كان معجوناً بالبساطة والعفوية والأصالة والنقاء والتواضع ، لكن الإنسان الشرير إستكثر علينا القليل الأصيل الذي كنا نملك ونحب ، فإحترقت الواحة والجنة الصغيرة وتحولت إلى رماد
وكما يقول شاعري المُفضل عبد الوهاب البياتي
إحترقت جزيرتنا
وما عاد الغناء
إلا بكاء
شكراً على مشاركتك
تحياتي


32 - ردود للأحبة الورود # 6
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 23 - 22:00 )
العزيز العقل زينة
كل المدن الشرقية تحمل شخصية وخصائص تختلف عن المدن الشرقية الأخرى رغم التشابه العام . وللعراق طابعه الشرقي الذي يحوي أصالة مميزة بسهولة
ورغم كثرة الأشواك الإجتماعية فيه ككل المجتمعات العربية والإسلامية ، لكنه لا يخلو من الزهور غريبة الجمال والعطر واللون
ولو أُعطيت الفرصة الحقيقية الصادقة في الحرية والعدالة والقانون لهذا البلد ، فلن تستغرق مدة شفائه عن عشرة سنوات على أكبر تقدير ، وستكون النتائج مُذهلة
العرب والشرق بحاجة ماسة إلى قادة وزعماء ، وليس إلى أنبياء وآلهة
تحياتي
=============
الصديق حيدر
الحادر والحيدر .. من أسماء الأسد
تعليقك نهش بحنينه جزءاً مني ، وكم هو معبر ذكر جوعك لأكلاتنا الشرقية والعراقية المتبلة بالمحبة . أنا يا صاحبي لستُ متشائماً بقدر كوني أؤمن وعن قناعة مبنية على دراسة دقيقة بأننا لن نعود ، وسننتهي في أرض الغربة
الوضع الأجتماعي والسياسي والديني والدولي في العراق لا يُبشر بأي خير قريب ، وها هي أربعة سنوات أخرى علينا في خلالها تحمل الحكام اللئام ، وكما يقول الشاعر الأسدي
وعجافٌ تمرُ خلف عجافٍ .......... وإنتظرنا ولم تمر السمانُ
تحياتي


33 - ردود للأحبة الورود # 7
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 23 - 22:22 )
الأخ العزيز .. البراق
ربما سأكتب موضوعاً أخر عن الأكلات العراقية الشهيرة وما يُصاحبها عادة من طرائف
أشكر ملاحظتك الذكية عن الموقع الجغرافي محلياً عن كشك ( أبو يونان ) ، ولا يخفى عليك يا صديقي أن مدة 33 عام إغتراب قد مسحت الكثير من المعالم في رأسي وذاكرتي ، وكنتُ قد أستعنتُ بإبن عمي الزميل فارس ميشو لإنعاش بعض التفاصيل ، وخاصة لأنه يملك ذاكرة فيل
شكراً صديقي وأنت والأخ حيدر وكل القراء وكادر الحوار المتمدن معزومين في بيتي اليوم على أكلة ( برياني ) مفلفل ومُتبل ، لأننا ورغم أنف الغربة لا زال مطبخنا عراقياً في كل خصائصه
تحياتي
===========
الأخ العزيز كنعان
شكراً على مشاركتك الحلوة سيدي
وعن شارع أبو نؤاس وضفاف دجلة الخير ، فهذا موضوع آخر قد يكون أجمل من موضوع اليوم ، لأن شارع أبو نؤاس وضفاف دجلة قد يكونان أجمل من أي شارع آخر في العراق ، ولأنهما يرتبطان بكل ما هو حضاري وعصري وبعيد عن أية علاقة بالتخلف الديني والطائفي ، وهما رمز للناس الذين يعشقون الحياة ، لا الذين يستأصلونها بشفرة غبائهم
تحياتي


34 - رحلة مجانية
نارت اسماعيل ( 2010 / 3 / 23 - 22:25 )
صديقي العزيز الحكيم
لا أعتقد أن بغداد التي وصفتها بقيت على حالها مثلها مثل كل المدن العربية الأخرى، فأنا وبعد انقطاع طويل عن مدينتي دمشق قلت لأختي التي بقيت هناك إنني متشوق كثيرآ لزيارة حيّنا القديم فنصحتني أختي أن لا أفعل حتى تبقى الصورة المحفورة في ذاكرتي كما هي ولكنني صممت على الذهاب وبعد أن وصلت لمنتصف الطريق عدت أدراجي ولم أكمل لأن كل شيء كان قد تغير وإلى الأسوأ
أشكرك على هذه الرحلة السياحية المجانية الممتعة لبغداد والتي لم أزرها في حياتي
تحياتي لك


35 - روعه
زهراء ( 2010 / 3 / 23 - 22:25 )
حكيمنا العزيز ..عيني عليك بارده على هذه الذاكره التي لازالت تحتفظ بهذا الكم من الذكريات .تكتب بأسلوب رائع تمتزج فيه الطرفة ورائحة الزمان والمكان والحنين ، نعتب عليك لأنك مقل في الكتابه . أتمنى أن نجد كتاباً عراقيين يكتبون بأسلوب ساخر أعتقد أنه أروع وأكثر ثأثير .
بالنسبه لثانوية الراهبات درست فيها عامين.ثم ثانوية المأمون ..ياعزيزي ماعادت بغداد كما كانت فقد هجرها أبو يونان ومدرسات ثانوية العقيده. وعلاوي أبو الركي وجد له بضاعة أخرى .
ماعاد للمكان رائحة وخصوصيه منذ بداية الثمانينات عندما باشر أبو عدي بعسكرة كل شيئ .حتى قلوب الناس أصبح لونها زيتوني .وأتشحت الأزقه وأسيجة البيوت بأسماء شباب راحوا في حروب عبثيه كانت كل أحلامهم أكلة يستمتعون بها أو نظرة تجود بها بنت الجيران أو مشاهدة فيلم أوأقتناء كتاب.
كانت هنالك عموماً بساطة وطيبة وقناعه لهذا كان لأبسط الأشياء مذاق متميز .
لنسخر من كل ماحصل فأنه أفضل علاج لنفوسنا .شكراً لك أيها المبدع.


36 - ردود للأحبة الورود # 8
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 23 - 23:27 )
العزيز سيمون خوري
لا أُبالغ لو قلتُ بأن الشاعرية قد إستوطنتك ولن تُغادر
ذكَرتَني بشاعر الفقراء .. السياب ، وهل تدري بأنه كان يتنبأ في الكثير من شعره
أكاد أسمع العراق يذخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السهول والجبالْ
حتى إذا ما فضّ عنها ختمها الرجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ
ورغم غنى العراق المنكوب ، يبقى كما صوره السياب .. بلد الفقراء
ومنذ أن كنا صغاراً ، كانت السماءْ
تغيم في الشتاءْ
ويهطل المطرْ
وكلُ عام - حين يُعشب الثرى - نجوعْ
ما مرَ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ
مطر
مطر
مطر
تحياتي سيدي
============
أنيقة الفكر السيدة فاتن
رائع تثمينك ، سألني أحدهم في الغربة : ولماذا تتذكر ذلك الوطن القبيح الذي أساء لنا ؟ رثيتُ بعضهم بإبتسامة ، وسألتهُ : هل ستنسى أمك لو اصابها مرض أو تشوه او جذام ؟
قال لي مستنكراً كلامي : لا طبعاً
أجبته : أشك في قولك
وإنصرفتُ
أعجبني إعجابك بغفوتي في الباص ، وأراكِ تستملحين الطرفة والنكتة الساخرة ( الدالة ) حتى في الكتابات الجادة ؟
أمارس ذلك أيضاً ، وأحاول أن لا تخلو كتاباتي الجادة عن لمحة طريفة
تحياتي


37 - بغدادنا الجميلة
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 3 / 24 - 00:24 )
عزيزي الحكيم
مقال رائع وجميل اعادنا الى بغداد الصبية الجميلة المرحة المشرقة قبل ان يسطو عليها همج ورعاع العصر ويحولوها الى عجوز شمطاء تحتاج الى الاف عمليات التجميل ليعود اليها القليل من الجمال
عزيزي الحكيم
بما انك لست من مرتادي البارات والحانات والميخانات فلم تذكر لنا شيئاً عنها كانت هناك ميخانات( وانا احب ان اطلق عليها هذا الاسم لانه اقرب الى واقعها من اى اسم اخر ) في منطقة الباب الشرقي يرتادها العربنحية والعمال الفقراء حيث كان العرق مغشوش والصحون مثبتة بالمسامير على المناضد وكنت تسمع هناك مختلف صنوف الغناء
وكان هناك بار مقابل ساحة النصر لازالت ذكراه غالقة في ذاكرتي حيث اخذني هناك والدي بعد الانتهاء من الاحتفال بأول عيد للعمال بعد 14 تموز لشرب نخب العيد مع رفاقه العمال
اريد ان اذكر شيئاً عن حديقة الامة حيث نصب التحرير اتذكر حديقة الزهور الجميلة وحديقة الطيور حيث كان هناك انواع كثيرة منها وبحيرة الماء الجميلة التي كان البط يسبح فيها بسلام لقد ذهبت الى غير رجعة حيث تحولت هذه الحديقة الى مرتع للشاذين
لقد كان في بداية شارع السعدون وعند سور ثانوية الراهبات
للتعليق بقية


38 - بغدادنا الجميلة تكملة
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 3 / 24 - 00:44 )
كان هناك بائع للكتب اسمه بناي يبيع الكتب على الرصيف كبر هذا البائع وافتتح مكتبة في نفس المكان تقريبا وكانت مكتبته مقراً للمثقفين
هناك معلم جميل اخر هو نادي العلوية مقابل الجندي المجهول حيث لازال قائماً هذا النادي الاجتماعي اسسه الانكليز حيث كان نادي خاص للاغنياء والطبقات الاجتماعية العالية حيث ملاعب التنس والمسابح المختلطة
كنت اتمنى ان تستمر جولتك الى ساحة الفتح حيث المسرح الوطني وحديقة الاوبرا التي اسست في عهد الزعيم عبد الكريم والتي كان شعار الجمهورية محفوراً على سياجها والكازينو الجميلة بداخلها التي كانت بشكل مسرح حيث كانت هذه الكازينو وحديقتها ملتقى للعشاق لقد حولت حديقة الاوبرا في زمن الهمج الى نادي ضباط القوة الجوية !!! ومنع المواطنيين حتى من رؤيتها
هل تذكر ملعب البولنك في الساحة نفسها الذي كنا نقضي فيه اوقات جميلة لقد حول الى فندق تابع للمخابرات ومطعم البرمكي في عمارة مبدر جاسم تحولت هذه العمارة الى الحسابات العسكرية لقد حولوا كل الاماكن الجميلة والعلقة بذاكرة الناس من الزمن الجميل الى مراكز عسكرية او امنية
متى تعود بغداد الى اهلها !!!! لا ادري
تحياتي


39 - ردود للأحبة الورود # 10
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 01:14 )
العزيز حمورابي الورد
سبق لي أن سمعتُ ببعض الأفلام التي ذكرتها في تعليقك ، لكنني لم أشاهدها ، كما وأذكر سعر تذكرة السينما 70 فلساً للموقع الجيد و 40 فلساً للمقاعد الأمامية أو ما كُنا نسميه أبو الأربعين ، وكان موقع مشبوه وموبوء بصنف السُكرجية والعركجية والعفطية وحتى الفرخجية ..ههههه
أما أسعار باص الأمانة فأذكر 15 فلس للدرجة الأولى كراسي الجلد ، و 10 فلوس للدرجة الثانية كراسي الخشب ، لكنني أسمع للمرة الأولى بتذكرة 5 فلوس!! بالمناسبة .. يظهر بأن عمرك بعمر التُفكة ؟
تحياتي
=========
العزيز إبن العزيز شامل
ليست مبالغة إن قلتُ بأن بغداد في ذهني بعدد ساعات اليوم تقريباً ، وكل ما حولي لا بد أن يذكرني بها ، ويعيدني (شجخ) لأرضها ونهرها وناسها
ذاكرتي جيدة وأستطيع تذكر ما كان حولي منذ كان عمري خمسة سنوات ، وهي تزدحم وتصطخب بكل ما هو بغدادي وجميل
تحياتي
=======
الأخ الكاشف
ضحكتُ لعنوان تعليقك وعتابك
وشكراً لأنك ذكرتني بطالبات الإعدادية الشرقية للبنات بتنانيرهن القصيرة ( مربعات ) ، ولا أعتقد إن أي إعدادية كان فيها جميلات كما كان في هذه المدرسة ! شنو .. تكول شكرلمة .. لو زلابية
تحياتي


40 - ردود للأحبة الورود # 11
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 02:09 )
السيد سعد السعيدي
لا عزيزي .. لم أسمع أو أقرأ أو أعرف من هو السيد جمال حيدر
وأحلف لك بالعباس أبو راس الحار ، وبمار أنطونيوس أبو راس البارد ، وبحسقيل أبو راس نص ونص
تقول بأن السيد جمال حيدر نشر كتابه المذكور قبل 8 سنوات ، ومقالي هذا نُشر قبل عشرة سنوات ، في جريدة ( المجرشة ) التي أتشرف بأنني كنتُ أحد كتابها ، والتي كانت تصدر في لندن ، لصاحبها الفنان العراقي التشكيلي الصديق فيصل لعيبي ، وكان هذا المقال قد نُشر بعنوان ( رسائل بغدادية ) ، وبإسمي الحقيقي ، في العدد 66 نيسان - أيار سنة 2000
وهنا يكون الأحتمال الأكبر هو أن السيد جمال حيدر هو الذي قرأ لي وليس العكس الذي يتقوله جنابك غمزاً ولمزاً ، رغم إني لا أشكك بالسيد حيدر .. لحسن نيتي
يكون من دواعي سروري إن كنت تريد أن أرسل لك نسخة من جريدة المجرشة الغراء
تحياتي يا طويل العمر
===================
العزيز أبو مودة
كل الطيبين يتمتعون بذكريات الزمن الجميل ، وحدهم الضباع لا ذكريات لهم ، لأن الجلاد يهرب من مواجهة ضحيته حتى في الذاكرة ، ولهذا تتبلد ذاكرته لتحميه من تأنيب الضمير
المهم إنك متصالح مع نفسك ، ومع الأخرين من البشر
تحياتي


41 - بسعادة وحبور
محمد البدري ( 2010 / 3 / 24 - 02:53 )
لقد اخذت القارئ معك في رحلة مماثلة تجول بها في ثنايا تاريخه ولحظات متعته القديمة. فنحن جميعا نعيش الكآبه بسبب ما ساد حياتنا حديثا. فكل منا يحمل ذكريات جميلة هي سلواه كلما نغصت عليه حواضره التعسه. شكرا وتحية للحكيم البابلي لانه يعرف بحكمته حجم الملل داخلنا واشرت بكيف نتغلب عليه. ولو مؤقتا عبر رحلة الذكريات.


42 - اخذتنا فيها الى زمن جميل; وأمكنة جميلة; تحيات
nana ameen ( 2010 / 3 / 24 - 02:55 )
أنها لرحلة جميلة; ورائعة اخذتنا فيها الى زمن جميل; وأمكنة جميلة; تحياتي


43 - thanks
huda a ( 2010 / 3 / 24 - 02:57 )
thanks


44 - لكل ذكرى جميلة ألم ، وذاكرتنا مشبعة بالآلام
زيد ميشو ( 2010 / 3 / 24 - 03:46 )
الفرق بيننا ياحكيم عشرين سنة
بعد عشرين سنة تخرجت من نفس الإعدادية التي تخرجت منها أنت وصديقك الحميم خالي صلاح سعيد دنو رحمه الله ، وتجولت الرصافة مثلكم في حافلة نقل الركاب 20 - 21 وقطعت الطريق راجلاً من باب الشرقي إلى دوندرمة الصبايا لأكمل المسير إلى ساحة عقبة للعودة إلى بيتي في منطقة المشتل مع الحافلة رقم 28 . إلا إنني وللأسف الشديد لاأملك سوى القليل من الذكرياتك الجميلة ، وأعتقد بأن مع جيلي بدأ زمن الصخب والقلق والفوضى
أول مراهقتي كانت مع بداية حرب ضروس لم تنتهي إلى الآن ولن تنتهي
نوم السطوح فقد بريقه وأنتهت قصص كان يامكان وفي قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان وعلى الله التكلان ، هكذا كانت تبدأ عمتك العجوز ماري قصصها لنا في عتمة الليل وهدوءه الجميل ، وقد كنا ننام على تقاسيم الأغاني الوطنية المبتذله ودوي جرس الإنذار الذي ينذر بمزيد من الدماء ، ونصب الحرية تحول إلى نصب الدكتاتورية والعبودية ، بينما علي بابا والأربعين حرامي غدا شعاراً ، بل أصبح جمعية عالمية تفوق أكبر الجمعيات عدداً يضم عراقيين ومن غير العراقيين ، والجندي المجهول يرمز للجندي الحي أولاً والمجهول المصير
وتباً


45 - ردود للأحبة الورود # 12
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 03:58 )
الصديق فيصل البيطار
أحياناً المس تقارباً في نوع تفضيلات وإهتمامات الذاكرة بيني وبينك
لا أعتقد إنني أتذكر المقهى الذي ذكرته ، لكني أتذكر مطعم كباب كركوك . المطاعم في بغداد كانت كثيرة جداً ، وتموج بالحركة ، وكان هذا شيئاً يُثير العجب ، لأن العوائل البغدادية كانت من نوع العوائل التي تطبخ يومياً !!، وبمناسبة الحديث عن المطاعم ، هل تذكر مطعمي تاجران ونزار في بداية شارع السعدون ؟ كانا من أنجح المطاعم يومهاتحياتي
تحياتي
=====
أخي أفتيم ديلافيقا
الف شكر لك على تمنياتك الطيبة
أوطاننا جميلة ورائعة ، الذي خربها هو داينصور الديانات القبيح ، وجعل منها غابة فيها الذئب والضحية ، ولهذا نرى 5 ملايين عراقي رفضوا وهاجروا ، وكم أتمنى لو أصلحت هذه الأوطان كي يعود الناس للأرض الطيبة
ولكن .. ليس نيل المطالب بالتمني
تحياتي
======
عزيزي الأخ نارت
أدرك جيداً ما تقول لي ، من أن هذه الأوطان لم تعد تلك الجنائن الجميلة الأمنة التي عرفناها في زمن الخير ، وأعرف بأنه حتى ناسها تبدلوا ، وأعرف بأننا شريحة مقتطعة من جسد الماضي ، ولم تعد تتألف مع الأصل الذي أُقتطعت منه ، ولكن عزائي إننا أنقذنا أطفالنا
تحياتي


46 - ردود للأحبة الورود # 13
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 04:45 )
السيدة زهراء
تعليقاتك ذكية دائماً ، وتدل على إدراك في لغة الكتابة ، وأتصورك تعرفين مدى الحاجة لكتابات المرأة الشرقية في إعلامنا ككل
زوجتي كانت من طالبات ثانوية راهبات التقدمة قبل ذهابها إلى الكلية . أما عن ثانوية المأمون !! فهل كنتِ من سكنة مدينة المأمون أيضاً ؟ أو ربما حولها ؟
لأنني سكنت مع أهلي في المأمون لمدة 15 عاماً ، وفي الحروب العبثية البعثية التي تذكريها .. فقدت إخويَ الوحيدين
كم هي جميلة حكمتك الداعية للسخرية من كل مآسينا ، ففي السخرية شفاء
وهذا ما فعلتهُ لأنسى ، وطبقتُ هذا في الكتابة والمسرح ، وهي الكوميديا السوداء ، أن نضحك مما يُبكينا
شكراً لكِ سيدتي ... تحياتي
================
الصديق العزيز فارس ميشو
تعليقك أغنى مقالي ، وإضافاتك كانت ضرورية ومهمة
اليس غريباً أن يحولوا الكثير من المرافق الحضارية العامة إلى مواقع ومؤسسات أمنية وإستخباراتية وشرطة وحرس وجيش وأمن وإلى آخر القائمة من كل ما له علاقة بالقمع والإرهاب ؟
وهذا يؤيد فكرتي المطروحة في المقال عن النتائج غير الشريفة لمسيرة وسلوك قادة هذا الجيش المافيوي الذي لم يخدم غير مجرمي وتجار الإرهاب والحروب
تحياتي


47 - تحية لك ابها الحكيم البالبلي
ندى ( 2010 / 3 / 24 - 04:57 )
قبل كل شيْ اتمنى لو كان اسمك الحكيم العراقي لما تحمله من حب للعراق فبالرغم من كل سنين الغربة لا زلت تحتفظ بهذه الذكريات الجميلة عن بغداد. بالفعل تجولت بخيالي في كل الامكنة اللتي ذكرتها فلا زالت الكثير من مناطق بغداد في ذاكرتي وكاْني لم اغادرها منذ 32 فهنيئا لك على هذه الذاكرة الجميلة واتمنى ان تتحفنا بكتاباتك الجميلة باْستمرار.


48 - ردود للأحبة الورود # 14
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 05:20 )
الصديق محمد البدري
تقول في تعليقك : ( فنحن جميعاً نعيش الكآبة بسبب ما ساد حياتنا ) . لذلك يا صاحبي نجد أن الفرح الحقيقي لا يسكننا ، وهو مفقود في حياة أغلب المهاجرين الذين عانوا الكثير من كل الأوضاع الحياتية في أوطانهم الأم
مرات نكون داخل عرس أو حفلة أو أي مناسبة مُفرحة ، لكننا متوحدين في دواخلنا ، وكأن شيئاً في أعماقنا بارد وميت منذ دهور ، ونعجز تماماً عن منحه الحياة
هي ترسبات الماضي ، وأعتقد بأنهم نجحوا جداً في قتل بعض الأجزاء منا
لكننا نعيش ، بفرح أقل ، وقلق أكثر ، ومعاناة دائمة ، لكننا نعيش
تحياتي
==========
السيدة نانا أمين
شكراً على مشاركتك
كلما شاركتُ الأخرين فِكري ، أحس براحة كالتي أحصل عليها في المشي لساعات ، وأكون سعيداً جداً لو إني إستطعت أن أريح وأسعد بعض النفوس اليوم
تحياتي
==========
السيدة هدى
شكراً لتشجيعك ، ولو بكلمة ، لأنها تقول لي الكثير ، وتعبر عنكِ بصورة مفهومة جداً
سعيد إنني إستطعتُ أن أثير إهتمامك في موضوع عن الناس الطيبين وأوطانهم التي من الممكن جداً أن تكون سعيدة
لا أعرف لماذا يختار البعض الشوك في الوقت الذي بأمكانهم الحصول على الخير ؟
تحياتي


49 - المبدع الحكيم البابلي
جودت الضاحي ( 2010 / 3 / 24 - 05:39 )
يا اخي انت ليش تجبر الواحد على التعليق على مقالتك ,مو كلت بطلت هاي الشغله .
لو تعرف والله العظيم اللي انت كلش تحبه .كنت اكتب عن ذكرياتي في بغداد الحبيبه حين قرات مقالتك ......الفرق ان جولتي كانت تبدا من ساحة الميدان مرورا بشربت زباله والحيدرخانه ثم شارع الرشيد والدخول الى ساحة التحرير من شارع الخيام والى السعدون ........... الخ .ولكنك (كفيت وفيت ) .تحياتي اليك لهذه المتعة الجميلة .وتحياتي الى بغداد الجميلة ,
ملاحضه الى الاخ فارس ميشو
نعم ياصديقي العزيز المكتبة التي تعنيها , هي مكتبة التحرير وصاحبها هو السيد عزيز البناي ولا اعرف هل مازالت موجودة وصاحبها حي يرزق ؟ مع شكري الجزيل .


50 - الى العزيز الحكيم البابلي
أوروك ( 2010 / 3 / 24 - 06:14 )
لقد المتني أيها الرجل العجوز ذو الذاكرة الشابة المتني لأن ذاكرتي معطوبة يعني بالعراقي اكسباير بسبب طول الاستخدام فقد تهرأت نتيجة الاسترجاع والتذكر والفلاش باك طيلة ثلاثين عاما من عهد القائد الضرورة الذي لا ضرورة له فأصيبت ذاكرتي بمرض ما أضفته الى قائمة الأمراض المزمنة التي لدي فتصور رجل بلا ذاكرة كيف هو حاله ولولا انت والشرفاء من امثالك لفقدت ذاكرتي كليا ولكن الحمد لله ها انت تعود مرة اخرى بمعلقتك الجديدة لتنعش ما تبقى عندي من ذكريات التي لولاها لما استطعت العيش كل هذه الاعوام ولمت حسرة وكمدا من حاضر بائس اقل ما نقول عنه انه بلا مستقبل-عزيزي لقد ضحكت كثيرا لقصة اول كتاب اشتريته من غرائب الصدف ان الكتاب الاول الذي اشتريته انا كان لنزار قباني ايضا وهو ديوان الرسم بالكلمات ومن نفس المكتبة على ما اتذكر اوالتي يقابلها وهي مكتبة النهضة على كل حال لقد التهمت مقالتك التهاما شرسا وشربت بعدها استكان جاي مهيل فشكرا لك ايها العزيز والى مزيد مع امنياتي


51 - ردود للأحبة الورود # 15
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 06:54 )
العزيز زيد ميشو
ليس ضرورياً نوع الزمن أو الأحداث أو البيئة أو الجغرافية التي حول الكاتب ، وعلى الكاتب أن يتفاعل مع كل شيئ حوله ويحول كل الأشياء من حالة اللا معنى إلى معنى
شخصياً لم اعش أحداث أي حرب ، ولا أشتهي أن أعيشها ، ولكن ... لو كنتُ قد إشتركتُ في أي حرب فأعتقد إن ذلك كان سيعطيني مواضيع لا تنتهي
ولهذا أتعجب عندما يقول لي أي شخص بأن الحرب قتلت مواهبه !! برأيي إن الحرب الم ومعاناة ، ولا شيئ يُحفزني على الكتابة كالألم والمعاناة من أي نوع ، شخصياً تهرب الحروف مني عندما أكون فرحاً
لذا أحرض كل عراقي إشترك في تلك الحرب الملعونة أن يكتب عنها ويطوعها، وحاول توظيف ذاكرتك بعد نبشها يا زيد ، فهي كالأرض ، دائماً تُعطينا كل شيئ عندما نحفرها
تحياتي
=======
السيدة ندى
إخترتُ إسم البابلي لآنه يعني حصراً العراقي ، فأكون قد إصطدتُ الأسمين بحجر واحد
أما عن الذاكرة ، فذاكرتي تلم بالأحداث حولي حتى في سن الخامسة ، لكنها ذاكرة مُضحكة وكسولة عندما يتعلق الأمر بالرياضيات والطرق والأسماء ، وهي ( زفت ) عندما يتعلق الأمر بالأرقام ، وهي تتذكر من تشاء وتنسى من تشاء ، ولهذا أتهمها بالأنتقائية
تحياتي


52 - ردود للأحبة الورود # 16
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 07:41 )
العزيز جودت الضاحي
ونتَ ليش يابة جنابك جنت تريد تبطل من الكتابة ؟ لازم لاكيلك فد ملحة ؟
أردو أن تكمل موضوعك عن الجولة في بغداد ، عندي صديق ( علي الموسوي ) أرسل لي كتابته عن جولة له ( رائعة ) ، وتبدأ من حافظ القاضي ، شارع النهر ، سوق السراي ، وإلى باب المعظم والأعظمية ثم الكاظمية
إكتب يا أخي ، وخلي إببالك شغلتين ، أربط السخرية بمشاهداتك ، وإنقد كل ما تتصور إنه بحاجة إلى النقد ، ويا مكثر ما يمكن أن يُنتَقَد في العراق
بعدها ... إمشي والهوة إبظهرك ، وعود إنشرهة بموقع الحوار ، ون حبيت تراسلني .. هلا بيك ، وعنواني في أعلى الصفحة
تحياتي أخي
==========
العزيز أوروك
إنت شنو سويتني عجوز كدام العالم الله يفضحك
بابة لو إنت تشوفني ، بعدني -فحل توث بالبستان هيبة -، خوما مثل ذاكرتك اللي صايرة ( تكح وتض.. ) وباين عليهة صدك تعبانة
الرسم بالكلمات إشتريته أيضاً من تلك المكتبة ، لكن حواء إستعارته مني مع قلبي قبل دهور ولم تُعد أي منهما ، وقد كنت أذكى منها ، لأنني أعطيتها قلب راسكوب ( تقليد ) ، وأما الكتاب فقد إشتريتُ غيره
شكراً على مرورك يا اوروك
تحياتي


53 - استدراك
أوروك ( 2010 / 3 / 24 - 09:51 )
حواء ايضا اخذت ديواني الرسم بالكلمات هدية مني وسجّل في عداد ذهب ولم يعد وذهبت هي ولم تعد ايضا فأضفتها الى السجل الى ان جاءت بنت الحلال فذهبت انا ولم اعد تحية اخي العزيز


54 - متعة
عبد القادر أنيس ( 2010 / 3 / 24 - 10:12 )
شكرا يا حكيم على المتعة.
لعله من حسن حظك أنك تحتفظ بذكريات جميلة عن مدينة لم تشاهدها منذ مدة طويلة عكس من يعيش مثلي في مدينة منذ أكثر من نصف قرن ويتابع بحسرة وألم كل التشوهات العمرانية والاجتماعية والأخلاقية التي تعصف بها.
تحياتي


55 - رحلة ممتعة
محمد حياني ( 2010 / 3 / 24 - 17:05 )
شكراً للكاتب الحكيم على هذه الرحلة الممتعة، هذه هي اول زيارة لي لبغداد التي ارجعتني اكثر من 40 سنة اثناء طفولتي في مدينة حلب، مطاعم الدجاج المشوي والفلافل واللبن والنوم على سطوح المنازل، الفرق بيني وبينك ان ابي كان لايسمح لنا بالذهاب الى السينما، وكان ينتظرني بالعصا عندما يعلم بانني قد ذهبت الى السينما- هل تعلم الآن كم انك محظوظ ياحكيم


56 - جميل جدا
ناهد ( 2010 / 3 / 24 - 17:57 )
اكثر ما يعجبني في مقالاتك اسلوبك السردي البليغ في التشبيهات ، للحظات احسست اني برفقتك في جولة بواسطة باص 11 ، كل عام وانت بصحة وعافية .
سلام


57 - ردود للأحبة الورود # 17
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 20:05 )
الصديق عبد القادر انيس
صحيح ما تقول ، قبل شهر وفي حديث مع صديق طفولتي وجارنا في العراق ، سألته عن أحوال أشجار ال ( نارنج ) وكان عددها 20 شجرة مع أنواع أخرى زرعها الوالد في حديقة الدار الواسعة منذ السنة الأولى لبناء ذلك البيت
ضحك صديقي وقال بطريقة ساخرة : هل أنت مجنون ، أي حديقة وأشجار وبطيخ ؟ في زمن الحروب قطع الناس أشجارهم ليستعملوها كوقود لشحة مواد المحروقات ، كما قاموا ببناء بيت آخر في كل حديقة دار لأولادهم المتزوجين ، وإذا عدتَ فبالكاد ستتعرف على مدينتنا النموذجية القديمة
أقفلتُ عيني الماً ، أقفلتها على آخر صورة لأشجارنا وبيتنا .. بيت العز ، وندمتُ على سؤالي
تحياتي
==========
الصديق محمد حياني
لم يسمح لنا أبي بالذهاب إلى السينما لوحدنا إلا بعد أن بلغتُ سن 15 سنة ، وكان أخي الأكبر مني بعمر 18 سنة ، كما كان محرماً علينا الذهاب إلى عرض الساعة العاشرة ليلاً والذي كان ينتهي في منتصف الليل
يعني كان لحريتنا حدود وضوابط وكنا ملتزمين ، وبعد فترة قصيرة إختفى صديق بعمرنا ذهب لمشاهدة فلم سينمائي لوحده في العرض المسائي ، وكانت نهاية مآساوية سأكتب عنها قريباً
تحياتي


58 - ذكرى جميلة
فرزدق ميشو ( 2010 / 3 / 24 - 20:11 )
العزيز البابلي
مقالتك الجميلة ذكرتني بمواقف كثيرة عندما كنا في جهنم ايرن كنا نجلس مجموعة كبيرة نحن عشاق بغداد ونتحدث عن ذكرياتنا في بغداد كنا نذكر كل هذه التفاصيل الجميلة وفي جلسة منها قرأت انا قصيدة عن بغداد اهديك مقطعها الاول
سلاما ايها الوردُ سلاما ماله حدُّ
لبغداد التي أمنتهاروحي ونهر الخير في ارجائها يعدو
لأمي يعجز العدُ
لليلى أطرقت خجلى وطيفي قربها يشدو
سلاما ايها الوردُ سلاما ماله حدّ
تحياتي لبغداد ولك يابابلي ولمزيد من هذه الذكريات الجميلة


59 - ردود للأحبة الورود # 18
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 20:13 )
الأنسة العزيزة ناهد
شكراً على مشاركتك
كنت سأكون سعيداً لأصطحابك معي في جولة عبر معالم بغداد ، ولا زلتُ أقول بأن هذه المدينة الجميلة ممكن أن تسترد عافيتها خلال سنوات قليلة ، فقط لو رحلت عنها غربان التخلف والطائفية والديانات المشوهة التي لا تؤمن بمحبة الإنسان كما تدعي
كل الدمار والتشويه الذي أحدثته الأديان في أوطاننا تجعلنا نعيد ونكرر مقولة : لو كان الدين رجلاً لقتلته
تحياتي


60 - الحكيم المبدع
سالم النجار ( 2010 / 3 / 24 - 21:53 )
يسعد مساك
عراقة العراق واهل العراق بدأت منذ ان شق نهري دجلة والفرات طريقهما اليها وتعانقا على ارضها , احس اليوم انه فعلاً فاتني الكثير الكثير لعدم زيارتي بغداد , لكن هذه الليادة والمعزوفة الرائعة والفن التصوير البديع اشعرتني وكانني اشاهد فلم وثائقي حي عن معالم بغداد وشوارعها عوض ولو القليل من شغفي لزيارتها , لا املك سوى الامل والتمني ان يعود عراق العز والمجد والتاريخ كما كان, ودحر كل القوى التي نغصت وتنغص عيش شعبها الابي. لك مني كل المحبة والاحترام


61 - ردود للورود # 19
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 22:00 )
إبن العم العزيز فرزدق ميشو
شكرا على مشاركتك اللطيفة ، وقد أعجبني جداً المقطع الجميل للقصيدة التي أرسلتها مع تعليقك وهي عن حب بغداد والشوق لها ، أعرف إنها لك ، وأعرف تواضعك في تقديم نفسك أحياناً وفي عدم تطرقك بوضوح لموضوع أسرك في إيران لمدة 16 سنة طويلة
وربما للمرة الثالثة أطلب منك كتابة مذكراتك في الأسر ، ولأسباب عديدة منها تمكنك من اللغة العربية ، إسلوبك الساخر النقدي الذي يقل تواجده على ساحة الأدب كما نوهت السيدة زهراء في تعليقها رقم ( 35 ) ، كذلك لأمتلاكك التجربة والرؤية والمصداقية
كل هذه الأمور تدفعني دائماً لحثك على الكتابة في موضوع الأسر ، وخاصة إننا لم نطلع على أي كتابة تُعالج هذا الموضوع بعد ، وربما هناك من كتب ، ولكنني شخصياً لم أقرأ أو أعلم بوجود هكذا كتابات حول هذا الموضوع
شكراً مرة أخرى وأرجو التفكير بالموضوع بصورة جدية
تحياتي


62 - ما اروعك
ابن اخوك الورده ( 2010 / 3 / 24 - 22:00 )
لقد ابتسمت ابتسامه ساتذكرها لسنوات عديده عندما قرأت مقالتك اللذيذه. كنت اتمنى ان اقول لكل القراء هذا هو عمي وانا فخور به لانهو يستحق الاحترام وأنا اكن له كل الحب والاحترام


63 - ردود للأحبة الورود # 20
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 24 - 22:40 )
العزيز سالم النجار
شكراً على مرورك وإطرائك
منذ بناء مدينة بغداد على يد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور وإلى حد الأن تعرضت هذه المدينة لأكثر من 15 مذبحة بعضها كان شبه كلي وعلى أيدي أقوام مختلفة ، كذلك تعرضت للغرق والأوبئة والأمراض كالطاعون وأنواع الحمى التي عصفت بأكثر من نصف سكانها في كل مرة ، لكنها دائماً كانت تنهض من بين الرماد كطائر الفينيق ( العنقاء ) وتعود لزرع الورود والحب والأمل ، وتواصل المسير والعطاء
وستنهض مرة أخرى وأخرى
تحياتي
===========
إبن أخي العزيز غسق ، تعليق ( 63 ) .... الورد
وأنا أيضاً فخورٌ بك ، وبوالدك الراحل أخي الكبير الحبيب نبيل ، النبيل الأخلاق والنفس ، والذي كان قدوتي في أمور كثيرة يصعب علي عدها كما يصعب تقدير حجم إمتناني له ولأفضاله علي، ويكفي أن اقول بأنه كان أول قارئ لي وأول مشجع وأول ناقد
ذلك الشريف الذي ضيعته ضباع البعث بحيث لم تترك له حتى حقه كإنسان في حفرة صغيرة تضم جسده الساكن
البركة بك يا ولدي العزيز ، وكما يقول المثل العراقي : اللي خَلَف ما مات
حبي وتحياتي


64 - مش عارف اقولك ايه
ابن النيل ( 2010 / 3 / 25 - 12:35 )
مقال معبر حقيقى وخيال خصب
فقد اختلطت مشاعرك بين الفرحة العارمة بالذكريات والحزن الجارف للحاضر الأليم .
وقد جعلت مشاعرنا تتجول ايضا بين ماضينا الجميل وحاضرنا الأيم فى مصرنا العزيزة .......
مش عارف اقولك سامحك الله او باركك الله
عالعموم اشكرك من كل قلبى على المشاعر الجميلة ايا كانت حزينة او سعيدة
تحياتى


65 - ردود للأحبة الورود # 21
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 25 - 21:24 )
السادة الأعزاء رعد الحافظ تعليق # 18 ، وعلي عجيل منهل تعليق # 19
ارجو المعذرة لأن موقع الحوار المتمدن حجب ردي الودي على تعليقاتكم الصديقة ، وأعتقد السبب كان لكوني سردتُ بعض الوقائع والحقائق التأريخية في موضوع ( تغيير أسماء المدن ) المذكورة في مقالي والتي علق عليها الصديق رعد الحافظ في تعليقه الثاني # 18 ، لذا أعتذر مرة أخرى منكم وأحييكم على تشجيعكم لي ومؤازرتكم الأخوية
==========
السيد العزيز إبن النيل
شكراً على مرورك ومشاركتك سيدي ، رغم إنها جائت بعد رفع مقالي من صفحة الموقع ، بعد عرضه ليوم واحد فقط !! رغم أنه موضوع إستقطب عدداً لا بأس به من التعليقات
ولا أعرف حقاً ما هي الموازين التي يتبعها الموقع في نشره للمواضيع في العمود الأول أو الثاني من صفحة (خيارات وأدوات) ؟ حين تبقى المواضيع في العمود الأول لمدة تزيد عن الأربعة أيام !! وتنتهي صلاحية نشر المقالات على العمود الثاني بعد عرضها لمدة يوم واحد فقط !!
وأين الحكمة والعدالة والديمقراطية في تطبيق سياسة التفرقة هذه ؟ والتي تعتمد المثل الشائع : هذا عينة حمرة وهذا عينة زركة ؟
الديمقراطية سادتي هي سلوك وتطبيق وليست شعار
تحياتي


66 - شكر خاص
الحكيم البابلي ( 2010 / 3 / 25 - 21:35 )
أشكر كل كادر موقع الحوار المتمدن على كل الفرص المتاحة لكتاب أوطاننا الشرقية في نشر نتاجاتهم الفكرية وبهذا الشكل المريح
كذلك أشكر كل السيدات والسادة المعلقين الذين آزروا المقال بملاحظاتهم وإهتماماتهم وإضافاتهم الجميلة
كذلك أشكر السيدات والسادة الذين أرسلوا تعليقاتهم وإعجابهم بالمقال ، عن طريق الإيميل الشخصي على عنواني البريدي ، وهم كل من
سلام الناشئ
أُم مريم
أياد بابان
كمال يلدو
سمير البازي
محمد علي زنكنة
رولا حجي
حبي وتحياتي وإمتناني للجميع
صديقكم الحكيم البابلي

اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو