الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- نط ْ الأقزام الى برج البرلمان-

سندس سالم النجار

2010 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



لكل منا فكرة ودراية عن صناعة الافلام السينمائية وانتاجها ليس التفاصيل وانما الظاهر منها ، فعادة ما تُخلط الشخصيات الانسانية الحقيقية باخرى كارتونية ، وشخصيات كارتونية تصور عمالقة واقزاما ، اضافة الى صورا لاقزامٍ متعملقين ..
على غرار هذا ، ليكن تركيزنا ضمن هذه السطورعلى العناصر التي لا تناسب مكانهاوالوضع الذي نُصِّبت فيه ( فمن تضييع الامانات ان يوسد الامرلمن ليس اهلا له ) ..
فهناك امر هام للغاية يمر به عراق اليوم عراق الفجر الديمقراطي ،,هو حصيلة الفساد الاقتصادي الذي يعكس اثارا خطيرة على حاضر ومستقبل الدولة والشعب ،وهو تنصيب الشخص الغير مناسب في مكان ليس اهلا له ، لان مثل هذاالعنصر بالتاكيد لا ينعم بادارة واجباته ومسؤولياته كما هو مرجو، مما يفشل عملية التنميةالاقتصادية المرتبطة بالسلامة السياسية ارتباطا وثيقا ، اضافة الى انه هو الاخر مَن سيتعامل باسلوب الولاء لمحسوبيه ومعارفه كسَلَفه ، ممن تنعدم لديهم الكفاءة اللازمة ..
البلدان الاشتراكيه نموذجا ، كان بعض الجواسيس يقومون بوضع العنصر الغير مناسب في المكان الغير مناسب ، وذات يوم قبض الروس على رجل عندهم ذو مكانه رفيعة في السلطةحيث كان يعمل عميلا لصالح امريكا ، فلما سالوه ماذا طلبت منك امريكا معلومات عن جيشنا واسلحتنا واجنداتنا ؟
قال : لم يطلبوا مني سوى شئ واحد ، وهو ، ( ان اضع الشخص الغير مناسب في المكان المناسب ) ! هذا ما تتبعه السياسة الاميريكية مع كل اعداءها ، وما تفعله معنا اليوم ..
من المخجل جدا ، ان لدينا شخصيات عدة ، اليوم تنتمي للحكومة وكل ما يمُتْ لها من مؤسسات ودوائر وهيئات وبرلمان ووزارات من ( الاقزام المتعملقين ) ، في حين ، ان الشخصيات البارزة ، ذي الماضي العريق ، والتي تنتمي الى عموم المجتمع ، هم ( عمالقة قزّمهم جور السلطات المتعاقبة ابتداء بالسلطات الشمولية والسجن الكبير منذ بدايات السبعينيات وانتهاءً بالحكومة الديمقراطية الحالية !
لذلك بالامكان ان ترى في عراق اليوم اشياء قد تُضحك حتى البكاء ، وقد تبكيك حد الضحك او الموت ضحكا ً !
عجيب امر هذه الديمقراطية التي ينادي بها عراقنا اليوم !
احالت العملاء الى وطنيون ، الجهلة الى عباقرة ومفكرون ، المبتدئون الى خبراء ومخضرمون ، والاقزام الى متعملقون ..!!
اختلطت الاساطير والخرافات والاحلام بالحقائق !
انطلق اشباه البشر كانطلاقة صاروخية لتنافس سرعة الصواريخ بين ليلة وضحاها ، تلك هي العناصر المتسلقة ، فبأمكانك ان تجد احدهم من الفئات الضالة قدْ نط َّ الى فئة الغير مغضوب عليهم كما يقال ، وتبلور وصار شخصية مُهابة بارزة يحيطها العساكر وتتراكض حواليهاالحماية لتفتح لها باب الشبح ، وهو لا يجيد التفوه بجملة نافعة ..
وتحولن بعضهنّ بالعصا السحري من ربات بيوت لا يجيدن سوى غسل الصحون وبعض الحروف التي تعلمْنَها في المراحل المتوسطة ، الى تماثيل وهمية اتخذْن مجلسهن ّ في الزوايا المظلمة والمجاورة للابواب ، داخل قبة البرلمان ، اي البعيدة عن النظر حيث يجلس مدراء الجلسة والمسؤولين عن ادارتها ، لالا ّ يكنّ محط انظارهم ويتعرضْن للاحراج لافتقارهن للاسلحة والاجندات الخاصة التي ينبغي ان تتوافر في شخصية كل برلماني ويرلمانية ، المتمثلة في القدرة على التحدث والمناقشة ، الجرئة الادبية اللازمة والتي تحتل اولويات المقومات ، رفع اليد والاعتراض او الاحتجاج او المطالبة بحق ً معين ، في حين يقيم بعضهم الدنيا ولا يقعدوها ضمن المناقشات التي تدور، وان كانت بعيدة كل البعد عن اساليب الرقي والحضارة الحديثة ..
ومما يجدر ذكره ، ان الشرفاء والنزهاء واصحاب الكفاءات والنهج القويم والتاريخ والاصالة ، هم المنتمون الى قائمة المغضوب عليهم ، والنتيجة ان نجد الشخص الغير مناسب في المحل الغير مناسب ، والشخص المناسب ( لا مكا له اصلا ً ) !

ففي تقرير "الشفافية الدولية " عن الفساد الذي ينتاب العالم الثالث وعلى راسهم العراق ، السائر على خط الفقر والعوزة رغم ثرواته الطبيعية الهائلة ، اعاد التقرير الاسباب الرئيسية الى عدم تولي الرجل المناسب ،المكان المناسب ، واعتماد معظم الانظمة على التفاف الحاشية الحاكم واهل بيته وتسليم الهتّافين والموالين والمتملّقين وانصاف المتعلمين ، المناصب الحساسة والمؤثرة في الدولة ، دون الكفاءات والخبرات والنزاهة ..
قد روي ، ان احد اصحاب الكفاءات قد عاد ذات يوم الى ارض الوطن ليسخّر خبرته لشعبه ووطنه ، فوجئ َ بمسؤول في المطار ، قال له :
( نحن لا نريد كفاءات ، بل نريد ولاءات ) !
فما كان عليه الا ان عاد من حيث اتى ..
" لا تسقني ماء الحياة بذلّة بل اسقني بالعزّ ِ كأس حنظل "
من المخجل ان يصرّح هؤلاء بالفوز بلا استحقاق !
فهم يحرضون ويكسبون ويفوزون بلغة الثروة والمال
ويتسلقون المآرب وان كلفتهم سمعتهم ووطنيتهم وضمائرهم ان كانت لديهم ضمائر ، غير مبالين بنظامهم وقوانينهم التي تصب كلها في قهر الشعب المغلوب واذلال المثقفين والاحرار من ابنائه .
فمعاهدات الخيانة وسام عُلِّق على الصدور تحت مسمى الديمقراطية ،
والجهل يتحكم بمؤسساتنا التعليمية ، ورجال الدين ليس اكثر من ببغاوات تردد اغاني الحكام وتقبل ايدي الاعداء ....
سندس سالم النجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيل عارم
علي الشمري ( 2010 / 3 / 23 - 20:50 )
الاخت الفاضلةتحياتي
كل ما ذكرتيه في مقالتك وارد وملموس في عراقنا الجريح ولكن ما العمل والمثل الشعبي يقول(الكثرة تغلب الشجعان) فالكثرة من هذا الشعب هم من الاميين والجهلة من الذين لا يميزون بين ما يبفعهم وما يضرهم ,أما القلة من النخب الواعية فهي ليس لديها الاستعداد على ان تساوم على مبادئها اوتخدع جماهيرها بوعود مزيفة,لذلك أبتعدت عن الاضواء وراح الجاهل والمتملق ,يتقدمها في كافة نواحي الحياة,وهذا ما أظهرته نتائج الانتخابات الاخيرة التي جرت في العراق,حيث الاحزاب المشهود لها بالنزاهة والمصداقية لم تحصل على ما حصلت عليه أحزاب النهب والسلب,.....

اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف