الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنابر تسمى صحف

محمد شفيق

2010 / 3 / 23
الصحافة والاعلام


وجدت الصحافة منذ وجود الانسان ولم يقم بأيجادها البابلين كما يقال . لانه الانسان بحاجة الى طرح افكاره وايصالها الى الاخرين . وحتى بعض الفنون الادبية والصحفية كالمقالة والقصة وجدت منذ القدم ولعل رسائل العرب خير شاهد على ذلك ولكن جاء بعد ذلك من طور هذة الفنون الصحفية والادبية ووضع لها ظوابط والتزامات معينة كوميتني الذي اظهر المقالة لأول مرة . اذن الصحافة هي رسالة . والصحفي هو ذلك الشخص النبيل الذي يوصل افكاره عبر الصحيفة . وليس الصحفي الذي يجمع الاخبار وتحريرها ونشرها . وانني اليوم اعلن اختلافي مع جميع الاساتذة والصحفيين الذين يقولون ان الصحافة مهنة . فالصحافة هي رسالة لايجب ان ترتزق منها ولايجب جمع الاخبار والاحداث وكتابة المقال من اجل المال . وعليه ان يدرك بأنه يحمل رسالة مقدسة وظيفته ايصالها على اكمل وجه . وان يرتزق كألاخرين على القطاع الخاص كأن يكون عاملا او صاحب عمل تجاري او ماشابه . قال لي ذات يوم احد كبار الكتاب العرب ( اذا اردت ان تصبح كاتبا فلا ترتزق من الكتابة او على الاقل لاتفكر بالمكافات المالية . لانك لن تصل الى الهدف الحقيقي ولن تصبح كاتبا اذا قصدت المال . وانا لم ارتزق يوما من الكتابة انما اعتمدت على العمل الوظيفي ) . وفيما بعد ادركت ان مقولة هذا الكاتب صائبة لان المال سوف يقيد قلمه وفكره وسيكون اداة بيد الاخرين هم الذين يحركون قلمه ورايه بالدولارت والدنانيير . واذا سلطنا الاضواء على الصحافة والاعلام في العراق بعد التغيير . سنجد ان الصحيفة والاذاعة والفضائية تحولت الى كشك يرتزق منه . هذا الكشك يعمل فيه اشخاص ( مرتبين ) من ناحية المظهر والملبس والاسماء البراقة التي يزينون بها واجهة الكشك ( الصحيفة ) ( رئيس التحرير , نائب رئيس التحرير . مدير التحرير , سكرتير التحرير ..... الخ ) واغلبها اسماء وهمية وبعيدين عن التحرير فسكرتير التحرير لايعرف اين مقر الصحيفة . وانا شخصيا اعرف احدى الصحف لم يزر المدعو ( مدير التحرير ) الصحيفة يوما . يستدخدمون في هذا ( الجنبر ) دمى والفتيات الجميلات من العاطلات عن العمل و ( ........ ) للترويج لبضائعهم الفاسدة و المروجات لهذا الجنبر بعيدات عن الصحافة ايضا . روى لي صاحب مطبعة عن احدى الصحف . بأن عمال هذا الجنبر يقومون بستئجار عاملة في احدى المقاهي ( الكازينو ) ساعتين لغرض ان تكون مع الكادر الصحفي عندما يتوجه للقاء احد المسؤوليين ليعطف عليهم ببضعة دنانير . اما صاحب الكشك او مالكه الذي يسمى ( رئيس التحرير ) فهو حاصل على اكبر شهادة في ( اللواكة ) ومدح بعض الشخصيات , بل تحول الى احد عماله . في الحملة الانتخابية اصبح رئيس تحرير احدى الصحف وانا اعرفه شخصيا الى اداة للترويج لاحد المرشحين وتعاقد مع امانة بغداد ليستأجر منها بعض الاراضي والواجهات لتعليق صور هذا المرشح . واذا رأيت مكتبه وطريقة كلامه وجلوسه واناقته حسبته هو من اخترع الصحافة في العراق , وهو لايستطيع ان يكتب خبرا او افتتاحية او حتى مقالة , احدهم ذات يوم حسدني قال ( والله انت تكتب احسن مني ) . رغم ان اسمه يقع اعلى الكشك وبخط عربي جميل ( صاحب الامتياز , رئيس التحرير , فلان الفلاني ) . وهذا نموذج بسيط . ناهيك عن الالاف من الدخلاء والسماسرة الذي جلبهم حب المال والفخفخة لدخول هذا العالم النبيل وتشويه صورته . اقولها ويعتصرني الالم بأن صحفنا قد تحولت الى اكشاك وبعضها الى محلات تجارية تنتشر في شارع السعدون والنضال والمناطق الاخرى من بغداد والمحافظات , غرضها وهدفها ( نأكل خبزة بحلال ) كما قال لي احد رؤساء التحرير الذي عرض علي ان اعمل كمندوب اعلاني لصحيفته . مع احترامي الشديد لبعض الصحف التي يشرفني قرأتها والمساهمة في نجاحها . اتمنى ان تزول جميع الجنابر التي غزت صحافتنا العراقية وان يتم القضاء عاجلا على اصحاب الاعلانات و ( الخبزة حلال ) ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المهم الدولار
ابو مودة ( 2010 / 3 / 24 - 04:48 )
صباحك سكر يا بنع الحب والوفاء الصافي
الاستاذ العزيز محمد شفيق
المئات من الصحف التي تفتقرمعظمها الى الصدقية وتميل الى التهويش والتهويل والمبالغةصدرت بعد سقوط النظام البائد
والتي تعتمد على الاشاعات او الاخبارالملفقةو الكاذبة او المحرفة
ولايهمهم سوى جمع الربح ومهمتها تغيير طبيعة الأخبار والاعتماد على الإثارة والضجيج الإعلامي للتأثير على الوضع السياسي لعراقنا الجديد
واستفاد منها الفاسدين والفاشلين من الوزراء و سياسيون (تالي وكت ) وهدروا الأموال على أصحاب الاقلام الماجورة لكتابة مقالات تزور الحقائق وتقلب المعلومات رأس على عقب
وخصوصا في الحملات الانتخابية بهدف النيل من اعدائهم و منافسيهم هذه الشخصية السياسية او الحزب المنافس
حيث يتم بشكل منظم ومتعمد كتابة مقالات مدفوعة الأجر للتأثير في اتجاهات القارئ البسيط
المطلوب اصدار قوانين جدية تلاحق من يقوم بالتشهير و الافتراء والكذب
ونقابة الصحفيين العراقيين (لاتهش ولاتنش )لان معظمهم كان من طبالين (...) وليس لديهم غير ميثاق شرف بين الصحفيين
والكارثة ان قادتها لايهمهم سوى جمع الاموال ومن اي كان...... المهم دولار
مع مودتي


2 - صديقي الكاتب
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 3 / 24 - 09:27 )
طاب يومك ايها الجميل المبدع
منذ القدم كان الشعراء والخطباء يقومومن مقام الصحافة حاليا وذلك بمدحهم الخلفاء وولاة الامر مقابل حفنة من الدراهم وهذا يدل على ان مهنة الأرتزاق من القلم هي مهنة متأصلة عندنا
شكرا لك لأتحافنا بكل جميل وجديد ايها المبدع ودمت قلما حادا ومسننا على الجهل والنفاق ودمت نهرا فياضا رقراق في سبيل عز ومنعة العراق

اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر