الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاوف مشروعة لما يلوح في الافق السيا سي

حسين حامد حسين

2010 / 3 / 23
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


وجهة نظر ...

في ظل الاجواء الغاضبة التي ماتزال تعكر الصفاء الختامي لانتخابات برلمانية يفترض ان تتسم بالنزاهة والحق , ما زالت نتائجها تثير جدلا مؤرقا واسئلة مخيفة حول طبيعة الاخلاص في النوايا والاهداف لرئيس الحكومة القادم والبرلمان الجديد . ففي الافق تلوح رياح صفراء واوضاع تبعث هواجسا في النفوس الخيرة . وتنظر العيون لبعضها البعض في توجس , وعند المساء بينما تنام المقل تبقى القلوب أرقة . فهل كان ضروريا ان يكون من بين فرز الاصوات ما يحمل من علامات لخيانة الموقف الوطني في محاولات تزوير رخيصة ضد قائمة دولة القانون ؟ أليس في تلك العلامات الخائنة لمبادئ النزاهة والعدل لشعب يهمه كثيرا ان يرى الحق شامخا لا مطعونا , ما يمكن ان يقود الى الاعتقاد ان هناك امور اخرى ربما أكثر دونية منها؟ وهل يمكن ان يفضي اعتقادا كهذا ايضا الى ان هذا الرجل الذي ضبط متلبسا في الجرم له شركاء واصحاب نجحوا في خيانات اخرى وحالفهم الحظ ولم يتم ضبطهم ؟ أليس كل ذلك كفيلا بتعكير النفوس لما جرى من قبل القائمة العراقية في تكتيكاتها السياسية الغريبة وفي اصطفافها مع السنة والبعثيين حصرا في الداخل ؟ وبين التحشيد لنجاحها بملايين دولارات الدول العربية ( الشقيقة) كما نشر في الصحف واشيع على لسان القاصي والداني في استماتة من اجل ازالة الشيعة من الحكم فقط ؟ ففي الداخل وجدنا كيف كانت استماتة فلول المجموعات البعثية لفرض نفسها على الواقع العراقي من جديد بعد ان لفظها المجتمع وبعد ان سقطت وانهارت . فهل هذه نتائج موفقة لتعزيز مستقبل الديمقراطية في العراق ؟ وهل هذه من بين امال العراقيين الوطنية وما قدموا وعملوا وكافحوا واسشهدوا من اجله؟

باعتقادي ان التكتيك السياسي الذي استخدمه رئيس القائمه العراقية د . أياد علاوي مع احترامنا له , وفي تبنيه محاولة اعادة مجد البعثيين في الائتلاف معهم , عملا لا يتسم بالدهاء السياسي او الحنكة السياسية كما يعتقده هو . ولااعتقده عملا يهدف الى إيجاد توازن للقوى في العراق من اجل ان تستمر الأمور بحالة التوازن المطلوب . بل باعتقادي ان ائتلاف القائمة العراقية لعلاوي كان عملا خطرا ومخيفا من قبله على مستقبل العراقيين . فنتائج ائتلاف القائمة العراقية في محاولتها الوصول الى السلطة , لم تبرهن على الضمان المطلوب في نية النماذج العراقية التي حالفتها بحيث ان يعول عليها في بناء العراق كما كنا نتصوره . بل كان كل ذلك باعتقادي تعبيرا عن دوافع ذاتية تحركها نزعة العشق والهيام في حب السلطة وعلى حساب كل القيم . قد يكون هناك من يعتقد ان حب هذا الرجل للسلطة مشروعا وهذا قد يكون رأيا صحيحا ايضا , ولله في خلقه شؤون , ولكن ليس على حساب سعادة العراقيين وتدمير امنهم ومستقبلهم وهم ما يزالون جرحى من جور السنين التي ناهزت الاربعين من حكم صدام والبعثيين . فبرغم المؤامرات والدسائس في الداخل والخارج منذ الاطاحة بالنظام البعثي , ورغم خيانة الخونة من العراقيين الانذال , ورغم الفساد الهائل في اجهزة الدولة ورغم ورغم ورغم كل شيئ , ظلت سماء الوطن تزهو بصفاء شموس نوايا الخيرين من العراقيين بعد ان عاد الاوكسجين الى رئة الوطن بفضل الولايات المتحدة. وبعد ان بدأنا بشتل فسائل الديمقراطية العزيزة على كل القلوب . وها هي الرياح الصفراء تلوح فتعكر وتكدر نفوس العراقيين لاهوال قادمة لاسمح الله.

واخيرا فالعراقيون وكما اعتقد يريدون لرئيس الحكومة القادم ولأعضاء البرلمان الجديد (أيا كانوا) سواء من جدد او قدامى ان يكونوا عشاقا للعراق لا للسلطة . يجب ان يكونوا في منئى عن تاثيرات ألولايات المتحدة وإيران واالسعودية والدول العربية والخليج . يريدون لمن يحكمهم ان يكون شامخا في كبرياءه بدون استكبار , غيورا على العراق وشعبه , بعيدا عن الطعون في علاقاته الخارجية و ذو سمعه أنقى من القمر . يريدونه أبيا , صادقا , مخلصا وأمينا . يريدونه مؤمنا وشهما ومحبا للفقراء وقادرا على اسعاد الناس بلا تمييز , يصول ويجول من اجل الحق ولا يخشى لومة لائم . يريدونه نموذجا وطنيا ساميا يخلده التاريخ عند موته وتحن له القلوب عند ذكراه في حياته . يريدونه شجاعا له القدرة على توفير الامن وضرب مواقع الفساد والفاسدين والمفسدين في كل ناحية وصوب . ويريدونه ابنا بارا واخا كبيرا للجميع . يريدونه عاشقا للعراق وشعبه . فهل من مجير؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24