الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذا لم يكن علاوي فليكن العلوي

حسن الناصر

2010 / 3 / 24
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



تثير الاستغراب والتهكم حالة الفزع التي أصابت المالكي وأشياعه بسبب دنو اجل سلطانهم وقد يبدو عويل أقطاب السلطة مبررا لما تضفيه السلطة من هالة وحضور وتبجيل لا يجدونه بعد المغادرة التي ستغلفهم بالنسيان كما أصابت أسلافهم .
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ .... من سره زمن ساءته أزمان
الا ان الإسهال السياسي الذي أصاب بعض الكتاب أجده يجافي الحق كون القلم الحر لا يعرف الا الإنصاف , فأي نكهة خير اعترتنا من حكومة الدعوة سوى الألم والتأخر وسوء الخدمات وفضائح السرقات بحيث جعلت العراق يتسلق قمة البلدان الفاسدة , وأي كاتب مسهل يطرح اسما واحدا واكرر واحدا فقط من زعماء الدعوة لم يغتني بصورة فاحشة في تلكم السنين الخمس الماضية سيكمم أفواهنا الى الأبد وسندين له بالاعتذار.
ورغم تحفظي على بعض الوجوه في القائمة العراقية بسبب نفسهم العنصري والطائفي الا إنها قائمة صوّت لها اغلب السنة والكثير من الشيعة ومن هنا تتأتى شرعيتها إضافة إلى توجهها العلماني الصارخ الوضوح مقارنة بالقوائم الأخرى التي خرجت من رحم الفكر الإسلامي ومازالت تنتهجه لكنها ادعت بهتانا بالعلمانية وظهر أربابها بعد ان حلقوا اللحى وصغروا الخواتم (المحابس) وخففوا وشم الجبين ليعلنوا عن علمانية مزيفة .
لم تنتج الانتخابات بما يتماهى والطموح بسبب تدني نتائج القوائم العلمانية الأخرى , لكن تقهقر القوائم الدينية يصور حالة من الوعي السياسي المتفشي في الشارع العراقي مؤخرا وان كان بنسب محدودة ومتفاوتة بين منطقة وأخرى الا انه بالمحصلة توجه صحي .
ان العويل والتباكي والهستريا التي أصابت البعض بسبب تفوق القائمة العراقية على قائمة ائتلاف دولة القانون يدل على مستوى النفعية التي حلّت على الكثيرين من أربابها وأتباعها وزبانيتها من تجار الكلمة والموقف فيما السواد الأعظم من أبناء الشعب يلوكه الأسى والحرمان ويفتك به المرض ويقتات على النفايات , ولو امتلك أي مسؤول في السلطة ذرة من الحياء ومثقال ضمير لغادر موقع المسؤولية واعتكف في داره بدل النهل المفرط من الرواتب والامتيازات لكن بريق المال والنفوذ يغشي الأبصار ويخلب الألباب.
ويتسارع أنصار المالكي هذه الأيام بالتصريح ببعض مواد الدستور الذي طالما انتهكوه باختراقات دنيئة ومتن دعواهم المادة 68 التي تستعرض شروط تولي رئيس الجمهورية ومنها عراقية الأبوين والمادة 77 الخاصة برئيس الوزراء التي تستوجب استيفاءه نفس شروط رئيس الجمهورية وذريعتهم ان والدة أياد علاوي لبنانية الجنسية والغريب ان الكثير من رموز السلطة قبل وبعد إقرار الدستور الراهن يحوزون جنسيات أجنبية , فوجه الغرابة ان تكون جنسية الأم مانعة وجنسية المتصدي للمنصب غير معنية . فقد أشارت المادة 18 / رابعا على ما يلي :
(يجوز تعدد الجنسية للعراقي , وعلى من يتولى منصبا سياديا او امنيا رفيعا , التخلي عن أية جنسية أخرى مكتسبة , وينظم ذلك بقانون).
والمعلوم ان الكثير من أصحاب المناصب السيادية والأمنية الرفيعة يمتلكون جنسيات أجنبية مكتسبة ومنهم احمد الجلبي وإبراهيم الجعفري وأياد السامرائي وطارق الهاشمي وعادل عبد المهدي وموفق الربيعي وعدنان الاسدي , والبعض يشير لكن دون توثيق الى رئيس الجمهورية جلال الطلباني أيضا, إضافة الى 50 نائبا من نواب البرلمان و14 وزيرا , كما هناك أكثر من 15 دبلوماسي بمختلف الدرجات مزدوج الجنسية تم تعيينه في نفس البلد الذي يحمل جنسيته المكتسبة مما يخلق حالة من ازدواجية الولاء .
ولو افترضنا تنحية أياد علاوي عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء رضوخا للدستور وانتقائية تطبيقه فبديله المرحب به من القائمة العراقية شخصية أدبية وقلم فذ هو الأستاذ حسن العلوي , وإطرائي لهذا الرجل يبزغ بعد انتهاء الانتخابات وفي مرحلة الإحصاء والعد لكي لا ينعت بالدعاية الانتخابية التي لم انتهجها مطلقا مثلما فعلت الكثير من الأقلام .
ينتمي العلوي الى أسرة تدور في فلك الأدب والفكر والسياسة فشقيقه هادي العلوي فيلسوف ماركسي تنحني له القامات لعبقريته وزهده وثراءه الفكري وله مؤلفات شتى سدّت شواغر في المكتبة العربية . اما حسن العلوي فلو لم ينتج من إبداع فكري سوى كتابه (الشيعة والدولة القومية) لكفاه فخرا فكيف وهو منبع ثري للكتب القيمة والأبحاث الجليلة . ويعاب على العلوي أحيانا نرجسيته الواضحة لكنها من وجهة نظري محببة وايجابية لان الكبرياء تليق بالفرسان وهو فارس من فرسان الفكر والبيان . ولا استغرب او استهجن ان شنت او ستشن عليه أقلام الدعوة وأشياعها بالتشهير والتسقيط فهم دائما يبحثون عن البوائق وان كانت في غياهب التاريخ يمتشقونها متى شاءوا حينما تتضرر مصالحهم مثلما فعلوا بنشرهم بعض صور العلوي الشخصية مع الدكتاتور صدام في حقبة زمنية لا يتنكر لها الرجل لكنه كفّر عنها بمناكفته الفاشيست البعثي وهو في أوج قوته وسلطانه لأكثر من عقدين معرضا نفسه وأسرته لمخاطر الاغتيال في المهجر , كما جلد الظالمين ومازال بقلم لا ينضب فيما كان الكثير من رموز سلطة اليوم يلتهمون الطيبات من خوان النظام السابق ويظهرون الظلامة منه الآن , وترى أكفهم مغموسة في موائد حكام اليوم فهم أحباب السلاطين في كل زمان ومكان ويتأفعون حسبما تقتضي مصالحهم .
ان العلوي برأيي من قادة الفكر التنويري في العراق المعاصر وقد حرك الكثير من مياهه الراكدة فهو أول من وضع أنامله على الجرح العراقي , وعلل الخلل في منظومته السياسية وأعرافها المتداولة في تهميش الأكثرية الشيعية في العراق , كما أناط اللثام عن ما يميز النظرية القومية كفكر عنصري مستورد تبنته بعض الأحزاب السياسية عن فكرة العروبة كثقافة قيمية وتراث يعتز به الملايين , وتنبأ عن اجتياح صدام الكويت سلفا في كتابه أسوار الطين , وما زال قلمه يصارع الطائفية الجديدة التي راجت بعد سقوط النظام السابق والتي رعت الطائفية والاثنية والفئوية بدلا من وأدها ,فهو بذلك يستحق وبجدارة لقب فولتير العراق .
ان الفكرة الأولية والافتراض الأساس الذي طرحه الفيلسوف الألماني هيغل بدايات القرن التاسع عشر مفاده ( ان العقل هو الذي يحكم العالم ويحكم حركة التاريخ) , كما استعرض في كتابه الشهير (فينو مينولوجيا الروح) فكرة الروح الوثابة او المتوقدة او العقل والفكر البشري الذي ينفح بالأمم المنهكة والمريضة نفح الحياة ويدوّر حلقة الوجود والانبعاث من العدم الذي يعده جوهر الطبيعة , وحينما شهد هذا الفيلسوف دخول نابليون مدينة (يينا) الألمانية أصابه السرور الذي احزن آخرين لأنه كان يؤمن بان نابليون يمثل هذه الروح الدافعة للامام او (روح العالم) حسب وصفه , وقد تحققت نبوءته ونجحت فراسته وقراءته الملامسة للواقع حيث أصابت أوربا حمى التطور وتسعرت الحداثة والمدنية بعد الحقبة النابليونية . ولعلي لا أبالغ بقولي ان تزعم العراق سياسي يحمل فكرا وثابا كالعلوي ان يخطو بالبلاد خطوات واسعة نحو التحضر المنشود مثلما يطمح المصريون في تولي محمد البرادعي رئاسة مصر لينتشلها من براثن الفقر والفساد والجهل والتخلف الذي ترعرع في كنف مبارك وآل مبارك , ولعمري إن ألبرادعي ليس أعلى شأنا ولا انضج فكرا ولا أكثر دراية من العلوي .
ان تولي العلوي رئاسة الوزراء التي هي أحوج إليه منه إليها يحقق مجمل غايات أهمها حياديته تجاه مسألة الدين فهو شيعي معتدل وعلماني متعقل يتماهى مع التراث ونظرته للتاريخ الإسلامي موضوعية ومتصالحة وهذا يقربه من نبض الشارع , إضافة الى الكارزما التي يتمتع بها , والحضور القوي , والخبرة الإدارية السابقة , وأحادية الجنسية العراقية , وغير ملفوظ في الوسط السني او الشيعي , ومقبول بدون أدنى شك من دول الجوار العربي ومن إيران أيضا التي طبعت الكثير من أبحاثه , وميوله القوية نحو الحداثة . لكن لا نفاجأ ان اظهر لنا الدعاة نصا دستوريا يمنع المتزوج من (لبنانية) من تبوء منصبا سياديا لكي يفصّلوه على مقاس العلوي المتزوج من ثلاث نساء إحداهن لبنانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسكين يا عراق
سوزان الخفاجي ( 2010 / 3 / 24 - 03:08 )
مسكين ياعراق هل وصلت بك الامور الى هذا الحد الذي نرضى بحسن العلوي رئيسا- للوزراء.وماحسن العلوي لم لايعرفه سوى ذلك النموذج المتقدم والصارخ للانتهازيه السياسيه التي تصل الى درجة القرف .اما ان يكون حسن العلوي هو شقيق هادي العلوي فهذا لايشفع له فشتان بين الاثنين فكرا- وممارسه.


2 - الاختيار الافضل
ابو سعود ( 2010 / 3 / 24 - 11:31 )
تحيه للسيد الكاتب ولنا رجاء ان يعدل عن رئيه ويختار لنا المناضل من اجل الحريه والديمقراطيه (النجيفي) فهو افضل واسرع لتدمير العراق . وهو الابرز في مجموعته التي لم شملها العلمانيين الامريكان .


3 - مرحله الانتقال
عبود ( 2010 / 3 / 24 - 11:43 )
اقتراح جيد ومطلب شعبي ولكي يعود العراق من الحمير الى البغال ولكي ننعم بالحريه والرفاهيه لعوده العفالقه القدماء وذوي المصالح الشخصيه حاليا . عشت وعاشت القائمه العراقيه في العهد الذي ليس فيه خيول ولتسرج كل كلاب العراق وليمسك بلجامها المحتلين وغلمانهم .


4 - ماضوية مكررة
حسن الناصر ( 2010 / 3 / 24 - 19:16 )
شكرا للردود على الرغم من احتواء بعضها تهكما غير مريح ...واقول لم هذه الماضوية والعيش على اعتاب التاريخ ؟ فان اردنا محاكمة الماضي علينا ان نفترش العدل والانصاف دون انتقائية ..فمتى تحاكمون جلال الطلباني جزار الشيوعين في بشتاشان لمصلحة البعث؟ واين ستسائلون مسعود عن ماأرتكبه في مجزرة 31 آب 1996بمؤازرة الحرس الجمهوري؟ ومتى تنحون الاحزاب التي عاضدت البعث بجبهة بدايات السبعينات وهو يحصد الرؤوس ويدجن العراقيين؟ ان الكثير من رموز اليوم كانوا والى يوم التغيير يدورون في حقبة البعث وقد احتظنهم الان المالكي وآل المالكي تنضيدا لكرسي الحكم..اليس من الانصاف مساءلة لصوص اليوم سارقي قوت الجياع عوضا عن البحث في سير اناس نفضوا أرديتهم من غبار البعث منذ ثلاثين عاما وجالدوه ونافحوه وفضحوا اخبيته وشروره وهو صاحب اليد الطولى الذي يلج أنى شاء ويستأصل اعداءه اين ما حلوا ..لعمري ان اللص الحكومي اخس منزلة من الارهابي كون الاخير يؤمن بفكر ويعتقد بصحته ولا يدرك ظلاميته ومجونه وقذارته فهو كمن يطلب حقا فأخطأه وليس كاللص الحكومي الذي طلب باطلا فاصابه .. واخيرا لا يعيب الكريم ان اخطأ واقر بخطأه وكفر عنه فلكل كريم صبوة


5 - لانريدها رصاصيه
عبود ( 2010 / 3 / 25 - 09:27 )
واين حق الشعب اذا .. .؟ واذا كل من ياتي ويسرق ويقتل ويتأمر لتدمير العراق ينفض يده بندم ويطلب الصفح .لكي يعود مره اخرى بثوب اخرليكرردونيته مره اخرى . . ياسيدي الا يوجد في العراق غير هذه الشله . .؟ نحن لا نفاضل بين السيء والاسوء نريد عراقيا وطنيا يحمل الام الفقراء والمظلومين بين ضلوعه ولديه خلفيه نزيهه يأتمن لها . وكل هؤلاء القرقوزات الذين دمروا شعبنا يجب ان لا يعودوا ليكرروا افعالهم الدنيئه ويجب ان يحاسبوا على ما فعلوا كل حسب ما اقترف من جرم بحق الشعب ولا فرق بين كل المسيئين من علاويها الى جلالها فالكل سواسيه ولا يجب ان يبقى العراق امامهم ككعكه يقضموها متى شائوا نريد من يأتي ان يكشف لنا عن هويه تحمل تاريخ نزيه ابيض لاسجل ملطخ بالسواد .تحيه لك اخي الكاتب وارجوا ان لايكون رئينا يفسد ودا . .


6 - لايا سيدي لم تكن موفقا في اختيارك
قاسم السيد ( 2010 / 3 / 26 - 14:52 )
طبعا الاستاذ الفاضل حسن العلوي قد درس اجيالا عديدة فهو كان مدرسا للغة العربية ومن ضمن طلابه انا والسيد راسم العوادي احد قادة حركة الوفاق العراقيةوهو من المقربين للسيد اياد علاوي وقد جيء بالسيد العلوي في ائتلاف العراقية لغرض زيادة غلة الاصوات لااكثر ولااقل ولم يخطر ببال احد من قادة العراقية من ان يترأس بلدية صغيرة في ناحية في أقاصي العراق لان حسن العلوي مشهور بنزقه الم تشاهد لقائاته على الفضائيات فهي دائما تنهي بتوبيخ او زجر للمقدم وبالتالي فما بالك من تسلمه اخطر منصب سياسي الا وهو رئاسة الوزراء كنا ونحن طلاب في ثانوية نقابة المعلمين المسائية في بغداد وكان هو مدرسنا للغة العربية اضافة الى كونه يعمل في الصحافة بنفس الوقت قد اجرى لقاء تلفزيونيا مع الشاعر الراحل نزار قباني ومن ضمن المواضيع التي تطرق اليها الحديث قصيدة حبلى التي القى منها الشاعر ابياتا فاهتز لها السيد العلوي تأثرا فما كان منه الا ان يطلق تصريحا فجر فيه ازمة اعلامية واجتماعية في الشارع اذ صرح في ذات هذا اللقاء من ان هذه القصيدة تستحق ان تعلق على كل مدرسة ثانوية للبنات فتصور اذا كان حجمه بهذا القدر فما بالك بمنصب سيادي

اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية