الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركه شرسه.. في بساتين الكوفه

عارف الماضي

2010 / 3 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم تكُن معركه أنتخابيه..او عشائريه..او غيرذلك من أشكال الخصومات العاديه بل مُنازله حقيقيه, تتوفر فيها كل عناصر ومقومات المعارك الشريفه, ولم من انتاج خيال الكاتب, او روايه اوقصه قصيره, اكتسبها من احد اقربائه او اقرانه
فقد كان محوريها الرئيسين ,اولهما الزمان , وثانيهما المكان, يَحكيان بكل صُدق ودون تزويق او ترويج او دعايه ,سيما أن شاهده الاثبات (حياً يُرزق) , حتى الساعه, رغم انه احد طرفي تلك المنازله وقد لايؤخذ برأيه قانونا, لكونه طرف غير مستقل في نقل الصوره, ولكنه وبما معروف عنه من صدق وتفاني ونكران عجيب للذات, ولأن شهادته يؤيدها العشرات من الاحياء, نساءً ورجالاً ممن يَقطنوا, حتى الساعه , بساتين منطقة البونعمان والبوماضي شرق الفرات وفي مدينة الكوفه بالذات, فان الكاتب المُتلهف لرسم خنادق تلك المعركه , ونقل كَرها وفََرها , يرى في رسالته الانسانيه الخلاقه دافعا حقيقيا لكتابة تلك السطور لكي , يَزخُر ذاكرة التاريخ بوقائع حقيقيه دون تزوير , باطشاً بالمقوله السائده والتي تقول ان( التاريخ يكتبه المنتصرون)0 فلن يكن الناقل منتصرا ووفق الحسابات العسكريه التقليديه اّن ذاك0 ولكن شمس الحقيقه لابد ان تظهريوما ما .. قاشعتا الضباب, وحتى طوابير الغبار, فما عليها الا ان تتوارى هاربتا ومهما طال الزمن0
كانت الساعه الثالثه عصرا في يوم العاشر من أب عام 1963 عندما جاء محدثي , ورفيقي طال عمره ( المقاتل نجم ابو اللول المواشي) وعندها لن يكتمل الرابعه عشر من ربيع عمره, وبصحبة عمه الشهيد( عباس ابواللول) ,وعَم الكاتب( الشهيد حسين شعلان الماضي) وهم يقتربون من ضفاف الفرات قادمين من قرية( الجديه) في ريف( أل مواش) ناحية العباسيه , وبعد ستة اشهر من وقوع انقلاب 8 شباط الاسود, حيث سَيطر على البلاد مليشيات ( الحرس القومي), وفتكوا بعشرات الالاف من الوطنيين, كان اغلبهم من الشيوعيين, وهذه قصه معروفه للجميع , عندما سيطر البعث ولاول مره على الحكم في العراق بعد ان اغتال ثورة14 تموز الخالده وزعيمها (عبد الكريم قاسم)0

ففي ظهيرة ( القَيض)وكمايسمونه في وسط وجنوب العراق, أي الصيف الستيني القاسي ,وعندما كان الرفاق الثلاث, يلوذونَ, بشجيرات الصفصاف لاكما تلوذ حمائم الجواهري بطين دجله, وهم ينتظرون بتوجس كبير رفيق مُلتحق جَديد, لن يذكر اسمه ولكنه من عائلة( الدجيلي) لكي يلتحق بفصائل الانصار, ولكن القدر , قد جعل المذكور يسقط في ايادي القتله, لكي يسخروه في كشف تلك الخليه المجاهده0
عندها كان الثلاث , يفترشون خضرة الارض .. وتغطيهم ظلال الشاهقات من النخيل الوفيه0 غير مبالين بحرارة الارض,وقسوة ساكنيها!0
جاء شخص غريب .. لن توطئ اقدامه الهمجيه بساتين الخير من قبل.. فشك الجميع به, ولكنهم قالوا لبعضهم أن الموسم, و كما يعرف بموسم (تظمين) بساتين النخيل, أي تأجيرها من اصحابها,حيث يأتوا ناس يكشفون البساتين لكي يقدروا انتاجها ,ثم يقوموا بشراء محصولها من التمور بالوانه الزهدي وهو الاغلب او بقية انواعه كا العمراني , او الخستاوي,او الشُكّر, او غيرها, وكان ذاك الشخص يلبس عقالاً جنوبيا , ودشداشه بيضاء, وستره رغم سخونة الطقس, ويلفُ خصره, بحزام احمر وكما يوصفه محدثي نجم(ابو واثق) وبعدها كان الثلاث ينظرون له , بريبه كبيره وهويقترب منهم ,عندما كانوا يجلسون بين ثلاث من اشجار النخيل المتقاربه, وكانها ترسم صوره لأخائهم , وروحهم الرفاقيه الصميميه الصادقه
0 وخلال لحضات اخرج ذلك الوغد وهو يعبر بصدق عن فكر حزبه الشوفيني , اخرج سلاحه الغادر قرين فكره ليصوب..نار سلاحه الى الشهيد( عباس ابو اللول)
فحاول الثلاث الاحتماء اول الامر بجذوع اشجار النخيل, لانهم كانوا يُعلقّون اسلحتهم البدائيه, على اطرف اكتافهم, قبل ان يسحب محدثي البطل(نجم) سرقي سلاحه, باتجاه ذلك المجرم, وبعد ان فعلها فوضع احد اطلاقته الغادره في بطن الشهيد عباس, فقد بادر (نجم) وبارتباك شديد الا ان يصوب رصاصة الحق الى صدر ذلك الرجل الغريب, وبعدها بلحظات تبين انه ( قائدا للحرس القومي) في منطقة الفرات الاوسط , ولكن الكاتب يتحفظ بادراج اسمه في هذا المقال ولاسباب خاصه, وهو لن يكن وحده , فقد كان وراءه اكثر من ثلاثون مسلحا من الشرطه السياره وعناصر الحرس القومي سيئة الصيت, عندما دارت المنازله غير المتكافئه في عدد المقاتلين, واساليب المهاجمين بغدرهم وبطشهم , فبعد سقوط قائدهم
قتيلا , وسقوط الشهيد( عباس ) وهو يطلب من ابن اخيه مُحدثي ان يأخذ سلاحه, وسلاح الجاني, وان يتركه في محله لانه ,اصبح لامحال في حاضرة الشهداء في سبيل الوطن , والحريه0
عندها هم الجناة بأطلاق النار بجميع الاتجاهات, فسقط من اعلى قمة نخله
رجل بريئ اسمه(عبد النبي)عندما كان بمحض الصدفه يقوم ( بتركيس) عثوق النخيل حينها,
ولن يسلم الحلاق ( عليوي) من بطش وهمجية المهاجمين, حيث تتوفر معلومات
دقيقه للجناة, بان ذلك الحلاق في تلك المنطقه الريفيه, يقوم بتقديم العون والمساعده لفصائل الانصار علاوة على حلق شعر رؤوسهم , وذقونهم, وهم يترددون عليه بين الحين والاخر0
وعندما عصف صوت الرصاص المفاجئ , بتلك القريه المجاهده ,حينها هب كل سكانها رجالاً ونساءً وكان جُلهم الشيخ (عباس متعب النعماني) وكما روى شاهدي
واخرون من اكدوا الحكايه, غير مبالين بأطلاق النار الكثيف, وهم يتصدون الى تلك العصابه الطارئه, والتي اغتالت وكما اسلفت ثورة تموز وشرفاء قادتها0
انسحب الاثنين الاحياء, وكان نجم قد أُصيب هو الاخر بطلق في فخذه , ولكنه
لن يُبالي 0 ناظرا وبفزع كبيرالى جسد عمهِ المقدس, في ساحة المعركه , والتي بلاشك كانت بين معسكرين يمثلُ احدهما بؤرة الشر الزاحف ليصنع خريف دائم
واخر, يتصدره رجال وقوم ارادوا الخير والسعاده والرفاهيه لذلك الشعب العريق0
وقد لمس العراقيون بعد سنين من عودة البعث في 68 متخفيا وراء شعارات كاذبه. ماكان يكنه البعث لشعب العراق من ويلات ومصائب, طالت كل مكوناته
وحطمت بنيته التحتيه الثقافيه, وصادرت حرياته قبل مصادرة حياة الملايين واللذين سقطوا, اما باسلحة النظام ,او بحروبه العبثيه الثلاث, او مخلفات سياساته الرعناء, والتي مايزال شعبنا يعاني منها حتى ساعة اعداد تلك المقاله, متوسمين من شباب العراق واللذين, غيبوا خلال تلك السنين العجاف بمراجعه شامله لتاريخ العراق الحديث , لكي يميزوا وبكل هدؤء, ومهنيه الخيط الابيض
من نقيضه الاسود, وللكاتب غايات واهداف ساميه, يريد زرعها في ثقافة النشئ الجديد, كي لايطلقوا احكام مسبقه , ودون درايه , عن الجهود الدؤوبه
وقبلها الدماء السخيه, والتي قدمها أبائهم , وحتى أمهاتهم وعلى طريق رسم مستقبلٌ زاهرٌ و سعيد 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحبيب عارف محبتي
ذياب مهدي آل غلآم ( 2010 / 3 / 24 - 07:23 )
لاتهيج الجرح خله ساجن؟؟ نعم صدقت وصحت روايتك ،ولقد طلبت من أحد قادة الانصار والفرات الاوسط ومن مسؤول سكرتارية اللجنة المركزيه في حينها أبن الكوفة الحمراء معلومة لتدوينها لهذه المعركة التاريخية التي لقنة البعثفاشستي وعصاباته الحرس القومي حين الغدر والفتك بالناس وبالشيوعيين يتوسمون به ؟المهم رفيقيا عضو لجنة مركزية والثاني سكرتيرها الثاني لأكثر من 40 سنة لم يذكروا لي تدوين هذه المعركة الشريفة يا أبن ماضي وأنت فعل للمستقبل تحياتي للبطل الراوي الحي من البو نعمان الماضي والى الكوفة الحمراء ورفاقنا هناك واقول ان للشيوعي العراقي تاريخ مدون بمداد من دم وشرف وفكرة خلاقة سلام على الكوفة حين تشرق الشمس وحين وكتها الأصيل محبتي لهذا التدوين..ننتظر المزيد....تحياتي


2 - احسنت ولكن؟؟؟
نون حرز اغفاري ( 2010 / 3 / 24 - 08:42 )
لقد احسنت في مبادرتك لكتابة تاريخ البطولة لمن قاوم الفاشية وقوى الظلم والظلام، ولكن ليتك تروي للقراء قصتك مع البعث ؟؟؟


3 - شكرا لردكم .. السريع
الكاتب ( 2010 / 3 / 24 - 09:11 )
تحياتي..لكافة قرائي الاعزاء
وهنا اخص بالذكر.. ابن الشاميه البار (الاستاذ والفنان والمناضل..ذياب
اّل غلام0 المحترم ناقلا .. وبكل امانه تحيات مثقفوا الكوفه والشاميه والفرات الاوسط ومنهم ابونضال..وابو سعد.. زوج الشهيده المناضله ام سعد.. ونجم ابو اللول.. والذي كان يحدثني البارحه.. عصرا عن تلك المعركه,والتي كنت اروم لتوثيقها..منذ فتره طويله.. وقد التقطت له عدة صور وهو يجلس امام مقر الحزب في شارع السكه.. ولن يتسنى لي وضع الصور لعدم قدرتي على ارسالها... ولكنها سوف.. توثق في مجلة.. الشراره.. والتي تصدر في النجف.... وهم الان ينشرون حواري..في بيروت مع المفكر (كريم مروه)في العدد القادم
اكرر تحياتي...لكم واعتذاري .. عن قصوري..في سرد تلك الملحمه النضاليه ..
..........................تحيات الكاتبعارف الماضي الكوفه الحمراء العراق


4 - الى نون حرز؟
عارف الماضي ( 2010 / 3 / 24 - 13:30 )
ياغالي.. انا من الداخل... واكتب دون لثام.. او نقاب
فكل شيئ .. واضح في كل كتاباتي رأي بالبعث..واضح بكل كتاباتي
وان كانت لديك اسئله غير ذلك.. راسلني.. على بريدي الالكتروني.. وسوف اكون وفيّ لك بكل ماتروم الوصول .. اليه..وقد لايعرفها ,حتى المقربين الا..من اكون قد امنت به ان لايكون مُسخرا من قبل.. عصابات البعث.. وذلك في زمن.. القمع الرهيب0
الماضي


5 - الى نون حرز؟
عارف الماضي ( 2010 / 3 / 24 - 13:35 )
ياغالي.. انا من الداخل... واكتب دون لثام.. او نقاب
فكل شيئ .. واضح في كل كتاباتي رأي بالبعث..واضح بكل كتاباتي
وان كانت لديك اسئله غير ذلك.. راسلني.. على بريدي الالكتروني.. وسوف اكون وفيّ لك بكل ماتروم الوصول .. اليه..وقد لايعرفها ,حتى المقربين الا..من اكون قد امنت به ان لايكون مُسخرا من قبل.. عصابات البعث.. وذلك في زمن.. القمع الرهيب0
الماضي

اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م